مفوضية الانتخابات العراقية ترفض بديلاً من حزب الحلبوسي

وسط استمرار الجدل حول رئيس البرلمان المقبل

الحلبوسي مع مناصريه خلال تجمع جماهيري في راوة الأربعاء (إكس)
الحلبوسي مع مناصريه خلال تجمع جماهيري في راوة الأربعاء (إكس)
TT

مفوضية الانتخابات العراقية ترفض بديلاً من حزب الحلبوسي

الحلبوسي مع مناصريه خلال تجمع جماهيري في راوة الأربعاء (إكس)
الحلبوسي مع مناصريه خلال تجمع جماهيري في راوة الأربعاء (إكس)

بعد قرار المحكمة الاتحادية العليا العراقية الذي قضى بإنهاء رئاسة محمد الحلبوسي للبرلمان وعضويته فيه، أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات رفضها طلبه أن يشغل مقعده النيابي مرشح من قائمة حزب «تقدم» الذي يرأسه. وأضافت المفوضية، في بيان الأربعاء، أنه «وفقاً للقرار الصادر عن الأمانة العامة لمجلس المفوضين بتاريخ 27 من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، فإن طلب الحلبوسي بأن يكون المرشح البديل من قائمته الانتخابية، يتناقض مع ما ورد في المادة (23) من قانون رقم (4) لسنة 2023 (قانون التعديل الثالث لقانون انتخابات مجلس النواب، ومجالس المحافظات والأقضية رقم (12) لسنة 2018) التي قضت بأن ينفذ هذا القانون من تاريخ إقراره في مجلس النواب بتاريخ 26 - 3 - 2023».

وأوضحت أن «القانون لا يسري بأثر رجعي على انتخابات مجلس النواب التي أُجريت في 10 - 10 - 2021 والتي صادقت عليها المحكمة الاتحادية العليا، وبذلك يكون لكل من المرشح الفائز والمرشح الاحتياط حق مكتسب ضمن نتائج الدائرة الانتخابية الواحدة وفق القواعد القانونية التي كانت نافذة وقت إجراء الانتخابات».

وفي الوقت الذي لم يحسم فيه الجدل داخل الأوساط السياسية السنية والشيعية بشأن بديل الحلبوسي في رئاسة البرلمان، فإن قرار مفوضية الانتخابات جاء ليزيد الأمور تعقيداً، خصوصاً أن قرار المحكمة عُدّ استهدافاً للحلبوسي وللمكون السني، وفقاً لما يطرحه كثير من الأوساط السياسية السنية.

وفي الوقت الذي قدمت فيه القوى السنية عدداً من المرشحين بدلاء للحلبوسي، فإن الجدل بشأن قبول أحدهم لشغل هذا المنصب انتقل إلى داخل البيت الشيعي، الممثل في «الإطار التنسيقي»، الذي لم يجد نفسه أمام موقف سني موحد يجبره على التصويت عليه، بدلاً من إبقاء المنصب يدار بالوكالة من قبل النائب الأول (الشيعي) محسن المندلاوي.

ولتلافي مزيد من الانشقاق داخل البيت الشيعي، أعلن القيادي في «الإطار التنسيقي» وعضو البرلمان العراقي جاسم محمد جعفر في تصريح الأربعاء أنه «تمت مطالبة القوى السنية باختزال المرشحين لخلافة الحلبوسي من 7 إلى 2 أو 3 على أكثر تقدير، في مدة لا تتجاوز 3 أيام».

وأضاف أن «قوى (الإطار التنسيقي) أبلغت شركاءها بالعملية السياسية من المكون السني، أنه في حال عدم تقليص العدد، فإن (الإطار) سيختار واحداً من المرشحين السبعة ودعمه في الانتخاب». وأشار جعفر إلى أن «التصويت على منصب رئيس مجلس النواب لن يتأخر أكثر من 10 أيام وعبر جلسة استثنائية للبرلمان».

وطبقاً للمعلومات المتداولة في الأوساط البرلمانية العراقية، فإن عدداً من نواب البرلمان العراقي بدأوا جمع تواقيع لعقد جلسة استثنائية مطلع الأسبوع المقبل لانتخاب رئيس جديد له. ومع أن هناك توقعات بعدم عقد الجلسة واستمرار الوضع على ما هو عليه إلى ما بعد إجراء انتخابات مجالس المحافظات خلال الشهر المقبل وانتهاء العطلة التشريعية، تريد أوساط شيعية أن تحسم الأمر، خصوصاً أن المندلاوي ليس جزءاً من «الإطار التنسيقي»، بل هو يتزعم حزب «الأساس» الذي يعد المنافس الرئيسي لقوى «الإطار»، لا سيما في محافظات الوسط والجنوب.

المرشحون المحتملون للحلبوسي يتراوحون بين مرشح «كتلة عزم» محمود المشهداني، الرئيس الأسبق للبرلمان، و«تحالف القيادة» الذي يتزعمه محمد الحلبوسي، وحزب «السيادة» بزعامة خميس الخنجر الذي من الممكن أن يقبل بتقليص عدد مرشحيه الى اثنين بدلاً من 6، وهما شعلان الكريم، وسالم العيساوي.

وطبقاً لتصريحات فادي الشمري، المستشار السياسي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، فإن الأخير يميل إلى «رئيس قوي للبرلمان وليس رئيساً ضعيفاً». والمقصود من ذلك أن السوداني يميل إلى أن يكون الرئيس المقبل من الكتلة السنية الأكثر عدداً وهي «تحالف القيادة»، مما يعني استبعاد المشهداني والإبقاء على الكريم والعيساوي.


مقالات ذات صلة

العراق... فقدان 5500 ميغاواط من إمدادات الكهرباء

المشرق العربي السوداني مع الرئيس الإيراني خلال زيارة في سبتمبر الماضي (رئاسة الوزراء العراقية)

العراق... فقدان 5500 ميغاواط من إمدادات الكهرباء

أعلنت وزارة الكهرباء العراقية الأحد عن فقدان منظومة الكهرباء لـ5500 ميغاواط بسبب توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل.

فاضل النشمي (بغداد)
خاص صدام مع ابنته حلا في صورة غير مؤرخة (غيتي) play-circle 01:12

خاص صهر صدام حسين: مشوا تباعاً إلى حبل المشنقة ولم يرف لهم جفن

يروي جمال مصطفى السلطان، في الحلقة الثانية من المقابلة الخاصة معه، كيف تلقت أسرة صدام حسين نبأ إعدامه، وقصة زواجه من حلا، كريمة صدام الصغرى، وأكلاته المفضلة.

غسان شربل
شؤون إقليمية إيرانية تمرّ أمام لوحة إعلانية مناهضة لإسرائيل كُتب عليها بالعبرية: «في الدم الذي سفكتَه ستغرق» (إ.ب.أ)

ما المتوقع عراقياً في استراتيجية إيران؟

ثمة من يعتقد أن إيران ستركز اهتمامها في مناطق نفوذها في العراق بالتزامن مع تهديدات إسرائيلية بشن هجمات على فصائل عراقية

المحلل العسكري
خاص عائلة صدام وتبدو حلا إلى يساره (أ.ف.ب) play-circle 03:44

خاص جمال مصطفى: عرفنا في المعتقل بإعدام الرئيس ونقل جثته للتشفي

ليس بسيطاً أن تكون صهر صدام حسين، وسكرتيره الثاني، وابن عشيرته، وليس بسيطاً أن تُسجن من عام 2003 وحتى 2021... فماذا لدى جمال مصطفى السلطان ليقوله؟

غسان شربل
المشرق العربي جانب من الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت (رويترز)

العراق لمجلس الأمن: إسرائيل تخلق مزاعم وذرائع لتوسيع رقعة الصراع

قالت وزارة الخارجية العراقية إن بغداد وجهت رسائل لمجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية و«التعاون الإسلامي» بشأن «التهديدات» الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

الأردن يعد الهجوم قرب سفارة إسرائيل «إرهابياً فردياً»

TT

الأردن يعد الهجوم قرب سفارة إسرائيل «إرهابياً فردياً»

سيارة لقوات الأمن الأردنية تقف قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان (رويترز)
سيارة لقوات الأمن الأردنية تقف قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان (رويترز)

لم تكشف التحقيقات الأولية الأردنية، بشأن الهجوم المسلح الذي وقع قرب السفارة الإسرائيلية بمنطقة الرابية في عمّان، وصنفته الحكومة «إرهابياً»، حتى مساء الأحد، عن ارتباطات تنظيمية لمُنفذه، ما رجحت معه مصادر أمنية تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، أن يكون «عملاً فردياً ومعزولاً وغير مرتبط بتنظيمات».

وكان مسلح أطلق النار، فجر الأحد، على دورية شرطة تابعة لجهاز الأمن العام الأردني، وانتهى الهجوم بمقتل المنفذ بعد ساعات من الملاحقة، ومقاومته قوات الأمن بسلاح أتوماتيكي، ما أسفر عن إصابة ثلاثة عناصر أمنية.

وذهبت المصادر الأردنية إلى أن «(الهجوم الإرهابي) لم يؤكد نوايا المنفذ، إذ بادر بإطلاق النار على دورية أمن عام كانت موجودة في المنطقة التي تشهد عادة مظاهرات مناصرة لغزة».

أردنيون يُلوحون بالأعلام خلال احتجاج خارج السفارة الإسرائيلية في عمان على خلفية حرب غزة (أ.ف.ب)

وأفادت معلومات نقلاً مصادر قريبة من عائلة المنفذ، بأنه «ينتمي لعائلة محافظة وملتزمة دينياً، تسكن إحدى قرى محافظة الكرك (150 كيلومتراً جنوب عمّان)، وأن الشاب الذي يبلغ من العمر (24) عاماً، قُتل بعد مطاردة بين الأحياء السكنية، وهو صاحب سجل إجرامي يتعلق بتعاطي المخدرات وحيازة أسلحة نارية، وقيادة مركبة تحت تأثير المخدر».

«عمل معزول»

ووصفت مصادر أمنية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» الحادث بأنه «عمل فردي ومعزول وغير مرتبط بتنظيمات»، وأضافت المصادر أن التحقيقات الأولية أفادت بأن المهاجم تحرك «تحت تأثير تعاطي مواد مخدرة، وقد تم ضبط زجاجات ومواد حارقة، الأمر الذي يترك باب السؤال مفتوحاً عن هدف منفذ العملية ودوافعه».

وذكّرت عملية فجر الأحد بحدث مشابه نفذه «ذئب منفرد» لشاب اقتحم مكتب مخابرات عين الباشا شمال العاصمة، وقتل 5 عناصر بمسدس منتصف عام 2016، الأمر الذي يضاعف المخاوف من تحرك فردي قد يسفر عن وقوع أعمال إرهابية تستهدف عناصر أمنية.

وكشف بيان صدر عن «جهاز الأمن العام»، صباح الأحد، عن أن «مطلق الأعيرة النارية باتجاه رجال الأمن في منطقة الرابية، مطلوب ولديه سجل جرمي سابق على خلفية قضايا جنائية عدة من أبرزها قضايا المخدرات».

وذكر البيان الأمني الذي جاء على لسان مصدر أن «من بين القضايا المسجلة بحق هذا الشخص حيازة المخدرات وتعاطيها، وفي أكثر من قضية، والقيادة تحت تأثير المواد المخدرة، وإلحاق الضرر بأملاك الغير، ومخالفة قانون الأسلحة النارية والذخائر».

دورية أمنية أردنية تتحرك يوم الأحد قرب السفارة الإسرائيلية في عمّان (رويترز)

ولفت البيان إلى أن «منفذ العمل الإرهابي كان قد بادر وبشكل مباشر بإطلاق الأعيرة النارية تجاه عناصر دورية أمنية (نجدة) كان توجد في المكان قاصداً قتل أفرادها بواسطة سلاح أوتوماتيكي كان مخبئاً بحوزته، إضافةً إلى عدد من الزجاجات والمواد الحارقة».

«الدفاع عن النفس»

وأضاف البيان أن «رجال الأمن اتخذوا الإجراءات المناسبة للدفاع عن أنفسهم وطبقوا قواعد الاشتباك بحرفية عالية، للتعامل مع هذا الاعتداء الجبان على حياتهم وعلى حياة المواطنين من سكان الموقع»، موضحاً أن «رجال الأمن المصابين قد نُقلوا لتلقي العلاج، وهم في حالة مستقرة الآن بعد تأثرهم بإصابات متوسطة، وأن التحقيقات متواصلة حول الحادث».

وعدَّ الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، الوزير محمد المومني، في تصريحات عقب الهجوم أنه «اعتداء إرهابي على قوات الأمن العام التي تقوم بواجبها»، مؤكداً أن «المساس بأمن الوطن والاعتداء على رجال الأمن العام سيقابل بحزم لا هوادة فيه وقوة القانون وسينال أي مجرم يحاول القيام بذلك القصاص العادل».

ولفت المومني إلى أن «الاعتداء قام به شخص خارج عن القانون، ومن أصحاب سجلات إجرامية ومخدرات، وهي عملية مرفوضة ومدانة من كل أردني»، مشيراً إلى أن «التحقيقات مستمرة حول الحادث الإرهابي الآثم لمعرفة كل التفاصيل والارتباطات وإجراء المقتضيات الأمنية والقانونية بموجبها».