عناصر من القوات العراقية إلى جانب آليات عسكرية خلال ملاحقة سابقة لعناصر «داعش» (رويترز)
فجرت قائمة بالمجموعات التي ضربت قواعد عراقية يشغلها الجيش الأميركي، منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خلافاً بين فصيلي «كتائب حزب الله» و«عصائب أهل الحق» العراقيين، علماً بأن هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها صراحة عن أسماء الفصائل التي أطلقت صواريخ على تلك القواعد. ويميل مراقبون إلى الاعتقاد بأن الهدف من الإعلان هو إحراج مجموعات سياسية لم تشترك بعد فيما يعرف بـ«المقاومة الإسلامية في العراق».
ونشر مسؤول «الكتائب»، أبو حسين الحميداوي، الأحد، أسماء الفصائل التي استهدفت المواقع الأميركية، وهي إلى جانب هذا الفصيل «حركة النجباء»، و«أنصار الله الأوفياء»، و«كتائب سيد الشهداء»، من دون أن يذكر اسم «العصائب» التي يقودها قيس الخزعلي، أحد أقطاب تحالف {الإطار التنسيقي} الداعم لحكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. ودعا الحميداوي «الفصائل الأخرى إلى الالتحاق بصفوف المقاومة، وتحرير البلاد من سطوة الاحتلال».
ورداً على ذلك، قال عضو «العصائب»، جواد الطليباوي، في بيان، إن «الإعلان غيّب تماماً الدور الواضح للعصائب في العمليات على الأرض»، موضحاً أن الكتائب «لم تراعِ ثوابت المقاومة وركائزها».
من جهة أخرى، أفادت وكالة الأنباء العراقية، أمس، بأن المحكمة الجنائية المركزية قضت بإعدام 4 أشخاص بعد إدانتهم بتهمة تصنيع طائرات مسيرة وعبوات ناسفة.
تنشغل الأوساط السياسية والشعبية منذ نحو أسبوعين بالحرب وتداعياتها، وتَراجع إلى الوراء الاهتمام بمعظم القضايا الخلافية الكبيرة التي تفجرت خلال الشهرين الماضيين.
أقر العراق بأن مجاله الجوي غير مؤمّن بالكامل، في حين أكد اتخاذ إجراءات لتحسين القدرات الدفاعية بعد التعاقد مع كوريا الجنوبية قبل أشهر لامتلاك منظومة متطورة.
«الإطار الشيعي» يسعى للنأي بالعراق عن «الحرب» بين إيران وإسرائيلhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5068330-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D9%8A-%D9%8A%D8%B3%D8%B9%D9%89-%D9%84%D9%84%D9%86%D8%A3%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84
«الإطار الشيعي» يسعى للنأي بالعراق عن «الحرب» بين إيران وإسرائيل
مظاهرة في بغداد ترفع العلم اللبناني وصورة حسن نصر الله (رويترز)
حذّر رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي من «توريط» البلاد في الحرب التي تدور رحاها بالمنطقة وتتقاسم أدوارها إسرائيل مع إيران والجماعات الحليفة لها. فيما التقى رئيس «تيار الحكمة الوطني»، عمار الحكيم، الأحد، السفير الإيراني في بغداد، محمد كاظم آل صادق، في مؤشر على الأنباء التي تحدثت عن «دور الوساطة» الذي يضطلع به لإقناع الفصائل العراقية عبر إيران، أو من خلال حوارات مباشرة مع قادتها، بعدم توريط العراق في الحرب الدائرة.
وأشار العبادي في تصريحات صحافية إلى إمكانية أن تستهدف إسرائيل العراق، وقال إنه «لا يجوز السير بتهور نحو الحرب من أجل مكاسب خاصة»، في إشارة إلى المواقف التي تصدر عن بعض الفصائل المسلحة وإصرارها على الانخراط في الحرب مع إسرائيل.
وأضاف أنه «ليس بالجديد على الكيان الصهيوني أن يقصف الدول، ويحدث فيها كوارث إنسانية كما حصل في غزة وجنوب لبنان من دمار، وقد يستهدف العراق، لكن موقفنا هو المحافظة على شعبنا وحمايته من التهديدات».
ومعروف أن العبادي يوجه بين مدة وأخرى انتقادات لاذعة لبعض زعماء الفصائل المسلحة، وقبل نحو عامين اتهمهم صراحة بالاستحواذ على أموال طائلة من الدولة، وبناء أفخم القصور في مناطق بغداد الراقية.
وترددت أنباء داخل الكواليس السياسية خلال اليومين الأخيرين عن نقل العبادي، بعد الضربة التي وجهتها فصائل عراقية إلى موقع إسرائيلي بالجولان، رسالة من قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية إلى السفيرة الأميركية في بغداد، ألينا رومانوسكي، تطالب فيها واشنطن بالضغط على إسرائيل لـ«تجنب قصف أهداف تابعة للدولة في حال أرادت توجيه ضربة إلى العراق، والاكتفاء باستهداف الجماعات والفصائل التي تهاجم إسرائيل».
وسبق أن تحدثت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، عن «تحديد إسرائيل عشرات الأهداف المحتملة داخل العراق لضربها انتقاماً للهجمات التي تشنها الفصائل العراقية المرتبطة بإيران ضدها».
وتنشغل الأوساط السياسية والشعبية منذ نحو أسبوعين بالحرب الإسرائيلية وتداعياتها، وإمكانية مواجهة العراق ضربات إسرائيلية. وجراء هذا الانشغال تراجعت إلى الوراء دائرة الاهتمام بمعظم القضايا الخلافية الكبيرة التي تفجرت خلال الشهرين الأخيرين، ومنها الخلاف داخل البرلمان وخارجه حول قانونَي «الأحوال الشخصية» المثير للجدل، و«الحصول على المعلومة». كما تراجع الاهتمام، بشكل لافت، بقضية «سرقة القرن» بعد هروب المتهم الرئيسي فيها إلى خارج العراق.
وطبقاً لمراقبين، وضمن مساعي النأي بالبلاد عن دائرة الحرب، فقد التقى زعيم «تيار الحكمة الوطني» عمار الحكيم، الأحد، سفير إيران لدى العراق محمد كاظم آل صادق.
وكشفت «الشرق الأوسط» في وقت سابق عن أن الحكيم أحد الشخصيات الرئيسية التي طلب منها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني التحرك «لإقناع الفصائل المسلحة بعدم الانخراط في الحرب».
وقال بيان عن مكتب الحكيم إنه أكد خلال اللقاء «أهمية تضافر جهود الجميع لإيقاف هذه الحرب، التي يسعى الكيان الإسرائيلي لتوسيع دائرتها».