مجهولون يقرصنون الناقلة «سنترال بارك» في خليج عدن

بعد أيام من استيلاء الحوثيين على سفينة «غالاكسي ليدر»

تحذر الحكومة اليمنية من خطورة تهديد الحوثيين للملاحة في البحر الأحمر (إكس)
تحذر الحكومة اليمنية من خطورة تهديد الحوثيين للملاحة في البحر الأحمر (إكس)
TT

مجهولون يقرصنون الناقلة «سنترال بارك» في خليج عدن

تحذر الحكومة اليمنية من خطورة تهديد الحوثيين للملاحة في البحر الأحمر (إكس)
تحذر الحكومة اليمنية من خطورة تهديد الحوثيين للملاحة في البحر الأحمر (إكس)

استولى مسلحون مجهولون، الأحد، على سفينة في خليج عدن قبالة السواحل اليمنية تحمل شحنة من حمض الفوسفوريك، وذلك بعد أيام من قرصنة الحوثيين ناقلة «غلاكسي ليدر» التي تديرها شركة يابانية.

ولم تتبن حتى لحظة كتابة الخبر أي جهة المسؤولية عن اختطاف السفينة، غير أن مسؤولاً يمنياً أمنياً رفيعاً لم يستبعد في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن تكون الجماعة الحوثية ضالعة في العملية.

تزعم جماعة الحوثي أنها تقرصن السفن في البحر الأحمر نصرة للفلسطينيين في غزة (إكس)

كانت الجماعة الحوثية هددت بأنها ستهاجم أي سفينة في البحر الأحمر وباب المندب على صلة بإسرائيل، تحت مزاعم أنها تناصر الفلسطينيين في غزة، وهي اللافتة التي يقول اليمنيون إن الجماعة تتخذ منها ذريعة لتحسين صورتها داخلياً، وللهروب من أزماتها، فضلاً عن تنفيذ أجندة إيران.

الناقلة المختطفة من قبل مسلحين مدربين، كما يبدو، كانت في طريقها إلى الولايات المتحدة. ونقلت «رويترز» عن مسؤول دفاعي أميركي قوله إن هناك دلائل تشير إلى أن مسلحين مجهولين استولوا على سفينة «سنترال بارك» في خليج عدن اليوم، وهي السفينة التي قال إعلام إسرائيلي إنها مملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر، وتحمل علم ليبيريا.

وأكدت شركة «إمبري» للأمن البحري أن «قوة مجهولة» استولت على الناقلة التي يملكها الملياردير الإسرائيلي إيال عوفر، عبر شركته «زودياك ماريتايم». في حين يبلغ عدد طاقم السفينة 22 شخصاً.

تحمل الناقلة المخطوفة شحنة من حمض الفوسفوريك (إكس)

وقالت شركة «زودياك» مالكة السفينة المختطفة قبالة سواحل اليمن إنها عينت فريقاً لإدارة الأزمة في مقرها الرئيسي بلندن، مشيرة إلى أن السفينة كانت تحمل كميات من حمض الفوسفوريك.

ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن مسؤول دفاعي أمريكي أنه من المعتقد أن مسلحين مجهولين استولوا على سفينة شحن النفط «سنترال بارك» في خليج عدن يوم الأحد.

وتظهر البيانات أن ناقلة النفط الصغيرة (19998 طناً مترياً) تديرها شركة «Zodiac Maritime Ltd» المملوكة لإسرائيل، وهي شركة دولية لإدارة السفن مقرها لندن.

ونقلت الوكالة عن شركة «زودياك»، في بيان، قولها إن «أولويتنا هي سلامة طاقمنا المكون من 22 فرداً على متن الطائرة. السفينة لديها طاقم متعدد الجنسيات يتكون من طاقم من المواطنين الروس والفيتناميين والبلغاريين والهنود والجورجيين والفلبينيين. السفينة تحمل حمولة كاملة من حمض الفوسفوريك».

كانت حادثة قرصنة «غلاكسي ليدر» من قبل الحوثيين أثارت تنديداً دولياً ويمنياً، عقب أن اقتادت الجماعة السفينة إلى ميناء الحديدة.

وأكدت الحكومة اليمنية «رفضها المطلق لأعمال القرصنة البحرية التي تنفذها الميليشيات الحوثية بدعم كامل من النظام الإيراني في المياه الإقليمية اليمنية»، وقالت إن ذلك «يمثل تهديداً جدياً للملاحة البحرية والسلم والأمن الدوليين».

استولى مجهولون في خليج عدن على الناقلة «سنترال بارك» (أ.ب)

وأضاف البيان اليمني أن «الأعمال الإرهابية الحوثية بالوكالة عن النظام الإيراني من شأنها تعميق الأزمة الإنسانية للشعب اليمني، ومضاعفة الأعباء الاقتصادية، وتكاليف التأمين والشحن البحري على السفن المتجهة إلى الموانئ اليمنية».

ووصف البيان هذه الهجمات بأنها «ستصبّ في مصلحة القوى الأجنبية، بما في ذلك تحويل المياه الإقليمية إلى مسرح للصراع، وتوسيع النفوذ الإسرائيلي، والجماعات المسلحة في المنطقة».

وأكد مجلس الوزراء اليمني أن الهجمات الحوثية «نتيجة طبيعية لتخلي المجتمع الدولي عن مسؤولياته في ردع هذه الميليشيات المارقة التي شنت على مدى السنوات الماضية العشرات من عمليات السطو المسلح والاعتداءات البحرية المفخخة ضد سفن تجارية من مختلف الجنسيات، والمنشآت النفطية والمصالح الوطنية، والأعيان المدنية في دول الجوار».


مقالات ذات صلة

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

العالم العربي المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

فيما طالبت الأمم المتحدة بأكبر تمويل إنساني في اليمن للعام المقبل أفاد تقرير دولي بوجود 3.5 مليون شخص من فئة المهمشين لا يمتلكون مستندات هوية وطنية

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أمطار غزيرة بمحافظة لحج تلحق أضراراً بالطريق الوحيدة التي تخفف الحصار عن مدينة تعز (إكس)

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

يشهد اليمن موسماً جديداً للأمطار الغزيرة التي تتسبب في أضرار كبيرة للسكان والبنية التحتية، في حين لا تزال البلاد وسكانها يعانون تأثيرات فيضانات الصيف الماضي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب  (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تقرير حديث للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن حول مساهماته في بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

أحال رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن مبارك، رئيس مؤسسة نفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي توقف تصدير النفط يتسبب في عجز الحكومة اليمنية عن تلبية احتياجات السكان (البنك الدولي)

الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكة

تتزايد مخاطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية، في حين تتصاعد الدعوات لإجراء حلول عاجلة ودائمة تمكن الحكومة من السيادة على الموارد.

وضاح الجليل (عدن)

بيدرسن: من الضروري عدم جر سوريا إلى النزاع في المنطقة

لقاء صباغ وبيدرسن في مقر وزارة الخارجية السورية 24 نوفمبر 2024 (حساب الوزارة على فيسبوك)
لقاء صباغ وبيدرسن في مقر وزارة الخارجية السورية 24 نوفمبر 2024 (حساب الوزارة على فيسبوك)
TT

بيدرسن: من الضروري عدم جر سوريا إلى النزاع في المنطقة

لقاء صباغ وبيدرسن في مقر وزارة الخارجية السورية 24 نوفمبر 2024 (حساب الوزارة على فيسبوك)
لقاء صباغ وبيدرسن في مقر وزارة الخارجية السورية 24 نوفمبر 2024 (حساب الوزارة على فيسبوك)

اعتبر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، بعد لقائه وزير الخارجية السوري بسام الصباغ في دمشق، الأحد، أنه «من الضروري للغاية ضمان أن يكون هناك وقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان وأن نجنب جر سوريا» إلى النزاع في المنطقة.

من جانبها، لم تصدر الخارجية السورية أي تفاصيل حول نتائج لقاء بيدرسن والصباغ، واكتفت ببيان مختزل أعلنت فيه عن اللقاء دون تفاصيل.

وكانت تقارير إعلامية محلية قد أفادت في وقت سابق بأن زيارة بيدرسن الثانية إلى دمشق خلال هذا العام تهدف إلى بحث إمكانية استئناف اللجنة الدستورية اجتماعاتها المتعثرة منذ أكثر من عامين، بسبب الخلاف على مكان عقد الاجتماع، وذلك بعد الرفض الروسي القاطع لعقدها في جنيف على خلفية موقف سويسرا من الحرب الروسية - الأوكرانية.

ونقلت صحيفة «الوطن» السورية، المقربة من الحكومة، عن مصادر قولها إن بيدرسن «بات على قناعة بأنه لا بد من انعقاد هذه اللجنة في العواصم العربية المرشحة لاستضافتها، وهي بغداد والرياض والقاهرة، لكون الجانب الروسي يرفض رفضاً قاطعاً انعقادها في جنيف».

وعقدت اللجنة الدستورية 8 جلسات وتم تأجيل الجلسة التاسعة بعد طلب روسيا تغيير مكان انعقاد المحادثات، ولم يتم التوافق على مكان آخر. وحسب صحيفة «الوطن»، يجري بيدرسن مباحثات مع المسؤولين السوريين في دمشق التي وصلها يوم الأربعاء، حول إمكانية استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية.

وكان المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتيف، صرّح في وقت سابق لوكالة «تاس» الروسية بأن جنيف هي المكان الوحيد المرفوض من قبل الجانب الروسي، لافتاً إلى قبول موسكو بأي من الأماكن الأخرى المقترحة. وفيما يتعلق بمقترح عقد الاجتماع في بغداد، قال لافرنتيف إن المعارضة السورية رفضت هذا الاقتراح باعتبار بغداد مكاناً غير محايد لها؛ لأن الحكومة العراقية داعمة لدمشق. وأضاف: «لا تزال المعارضة تصر على رفض هذا الخيار، رغم أنه لا يمكن أن يؤثر على سير المفاوضات الدستورية». وحسب المسؤول الروسي، فقد أكدت موسكو لبيدرسن ضرورة مواصلة الجهود لاستئناف اجتماعات اللجنة الدستورية، كما دعته لبذل الجهود بدلاً من الدعوة إلى ممارسة النفوذ على هذا الجانب أو ذاك.

ومنذ بدء النزاع في سوريا، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية، مستهدفة مواقع تابعة للقوات الحكومية وأهدافاً إيرانية وأخرى تابعة لـ«حزب الله» اللبناني. وازدادت وتيرة الغارات على وقع المواجهة المفتوحة التي تخوضها إسرائيل مع «حزب الله» في لبنان المجاور. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل 105 أشخاص، معظمهم مقاتلون موالون لإيران، في حصيلة جديدة لغارات إسرائيلية استهدفت، الأربعاء، 3 مواقع في مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، ضمّ أحدها اجتماعاً «لمجموعات سورية موالية لطهران مع قياديين من حركة (النجباء) العراقية و(حزب الله) اللبناني». وكان المرصد أحصى مقتل 92 شخصاً في حصيلة سابقة لهذه الغارات. ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ الضربات، لكنّها تكرّر تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا. وتقول في الفترة الأخيرة إنها تعمل على منع «حزب الله» من «نقل وسائل قتالية» من سوريا إلى لبنان.