«حماس»: الوسطاء تعهدوا بعدم إعادة توقيف الفلسطينيين المفرج عنهم
حرس الحدود الإسرائيليون يتخذون مواقعهم خارج معسكر عوفر العسكري بين رام الله وبيتونيا بالضفة الغربية وسط استعدادات لإطلاق سراح سجناء فلسطينيين مقابل إطلاق إسرائيليين تحتجزهم «حماس» في غزة، في 24 نوفمبر، 2023 (أ.ف.ب)
غزة:«الشرق الأوسط»
TT
غزة:«الشرق الأوسط»
TT
«حماس»: الوسطاء تعهدوا بعدم إعادة توقيف الفلسطينيين المفرج عنهم
حرس الحدود الإسرائيليون يتخذون مواقعهم خارج معسكر عوفر العسكري بين رام الله وبيتونيا بالضفة الغربية وسط استعدادات لإطلاق سراح سجناء فلسطينيين مقابل إطلاق إسرائيليين تحتجزهم «حماس» في غزة، في 24 نوفمبر، 2023 (أ.ف.ب)
أكد محمود المرداوي القيادي في حركة «حماس»، أن الوسطاء في الهدنة المؤقتة مع إسرائيل التي تشمل تبادلا للمحتجزين بين الجانبين، تعهدوا بعدم قيام الإسرائيليين بإعادة توقيف الفلسطينيين المفرج عنهم مرة أخرى بعد أن يتم الإفراج عن أسراهم لدى «حماس».
وقال المرداوي لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، اليوم (الجمعة)، «نحن وافقنا على الاتفاق، وهم وافقوا عليه، ونحن لا نتفق على شيء لا نسعى لعدم تنفيذه، وهذا التعهد ملزم بالنسبة لنا ونلزمهم أيضا به، لأنهم وقّعوا عليه خطيا». وأضاف: «قدرة مقاتلي (حماس) وفصائل المقاومة الفلسطينية وحضورهم على الأرض هما الضامن الأكبر الذي يجبر إسرائيل على الالتزام بتعهداتها الخاصة بالهدنة».
وتوقع المرداوي ألا يتأخر موعد بدء تبادل الأسرى عن الموعد المقرر اليوم (الجمعة) في الرابعة بالتوقيت المحلي «رغم اكتشاف حماس وجود خلل في أثناء فحص القوائم». وتابع قائلا: «جار تعديل هذا الخلل، الذي تمثل في قيام إسرائيل بتقديم أسماء أسرى سيتم الإفراج عنهم على أسماء أخرى، وهذا سيتم تصحيحه ولا أرى أنهم سيتشبثون بما طرحوه، ولذلك فهو خلل في التوقيت وليس في المبدأ».
وقال المرداوي إن المحتجزين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية سيطلق سراحهم في أماكن متعددة، غالبيتهم في رام الله والقدس، «وسينطلقون بعد ذلك إلى مقار إقامتهم، لأن 99 بالمائة من الأسرى المفرج عنهم من الضفة الغربية المحتلة ومن القدس المحتلة». وأضاف: «وبعد أن نتأكد من الوسيطين القطري والمصري من التزام إسرائيل، سنقوم بتسليم الأسرى المحتجزين من ذوي الجنسيات المزدوجة لدينا إلى مصر، بحكم الجغرافيا، وفي ظل غياب أي جهة أخرى نستطيع تسليم الأسرى إليهم».
وأوضح: «موظفو الصليب الأحمر لا يأمنون على أنفسهم حتى يضمنوا تسليم وتسلم أسرى بهذا الوزن، في ظل ما شاهدوه من عملية إبادة وقصف، فهم لم يستطيعوا في البداية أن يؤمنوا بعض القوافل التي تم قصفها رغم أنهم قدموا إحداثياتها إلى إسرائيل، وتعرض موظفو الصليب الأحمر للقتل في مركباتهم».
وأشار المرداوي إلى أن جميع الأسرى الفلسطينيين، وعددهم 150، الذين سيفرج عنهم خلال الأيام الأربعة المقبلة «هم من النساء والأشبال، وبهذا نكون قد حررنا 90 بالمائة تقريبا من أسرانا النساء والأشبال الموجودين في سجون الاحتلال، وستفصلنا أيام قليلة عن الإفراج عن العدد القليل المتبقي في الأسر». وتابع قائلا: «طلبنا أن يتم الإفراج بالترتيب عن الأسيرات والأشبال الأقدم، أي الأكثر مكوثا في سجون الاحتلال، ثم الأحدث والأحدث وهكذا، والإسرائيليون استجابوا لهذا الطلب».
وبدأ سريان هدنة طال انتظارها بين إسرائيل و«حماس» صباح اليوم (الجمعة)، وستشهد فترة التهدئة دخولا للمساعدات الغذائية والطبية والوقود، فضلا عن تبادل المحتجزين بين الجانبين.
قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي إن الجيش سينفذ وقف إطلاق النار مع «حزب الله» اللبناني «بالنار» لتمكين النازحين من الشمال من العودة إلى ديارهم.
نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه تواصل مع قيادة الجبهة الداخلية للجيش لـ«إصدار رأي» حول ما إذا كان من الآمن بالنسبة له الإدلاء بشهادته في محاكمته بالفساد.
حذّر قانونيون وحقوقيون من خطورة خطط يعدها اليمين الإسرائيلي لسن قوانين في الكنيست (البرلمان)، وترمي إلى تقليص أعضائه من النواب العرب وإضعاف تأثيرهم السياسي.
نظير مجلي (تل أبيب)
معركة «ردع العدوان» في الشمال السوري... شكوك حول دعوة تركية للتفاوض بالنارhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5086363-%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%B1%D8%AF%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D9%88%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%B4%D9%83%D9%88%D9%83-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%AF%D8%B9%D9%88%D8%A9-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%B6
معركة «ردع العدوان» في الشمال السوري... شكوك حول دعوة تركية للتفاوض بالنار
تبادل لإطلاق النار في محيط حلب بين الجيش السوري وفصائل المعارضة المسلحة (أ.ف.ب)
لليوم الثاني على التوالي، تستمر معركة «ردع العدوان» المفاجئة التي أطلقتها «هيئة تحرير الشام» مع فصائل مسلحة أخرى من المعارضة في الشمال السوري، وبلغت اليوم مشارف حلب المدينة، محاذية ببضعة كيلومترات بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين، حيث الوجود الكثيف لمقاتلي «حزب الله» اللبناني، كما تمت مهاجمة مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.
كذلك سيطر المسلحون على طريق حلب - دمشق، المعروف بـM5، وتجاوزوه شرقاً إلى بلدة الزربة، ما يشي بمزيد من التوغل، بعدما كانوا سيطروا على شريط بطول 110 كيلومترات، من 40 قرية وبلدة ذات أهمية استراتيجية، فيما بدأت موجة نزوح تقدر بالآلاف من تلك المناطق باتجاه مناطق «درع الفرات»، نحو جرابلس وجرجناز.
وتداول ناشطون على مواقع إخبارية وصفحات للتواصل الاجتماعي، أنشئت لمتابعة مجريات هذه المعركة، صوراً وفيديوهات لأسرى من الجنود السوريين، ناهز عددهم 26 جندياً أسيراً من رتب عسكرية متفاوتة، بحسب هذه المصادر، بالإضافة إلى مصادرة آليات عسكرية ودبابات وغيرها. كذلك تداول ناشطون صوراً لمنشورات رميت في المنطقة، تتوجه فيها الفصائل لجنود الجيش السوري وتحثّهم على ترك القتال.
الطرق الدولية... نقاط الخلاف
شكّلت طرق الترانزيت الدولية M4 «حلب - اللاذقية» وM5 «حلب - دمشق» أبرز نقاط الخلاف خلال 2018 و2020، وتوّجت اتفاقية خفض التصعيد في موسكو بحلّ يقضي بإنشاء ممر أمني على جانبي M4، لكنه لم ينفذ وبقي موضع خلاف بين موسكو وأنقرة.
اليوم مع خسارة النظام لطريق الـM5، وهو لا يسيطر أيضاً على الـM4، فذلك يعني أنه قد يضطر لاستخدام الطريق القديم لربط دمشق بحلب، ما يشكل خطراً كبيراً، لأنه يمر على تخوم الصحراء لجهة حماة، حيث تنشط خلايا «داعش».
ومنذ انطلاق المعركة، تجري معارك عنيفة بين الفصائل المسلحة وقوات الجيش السوري، الذي أرسل تعزيزات عسكرية فورية إلى الشمال، وبدأ حملة قصف جوي سوري - روسي مشترك، وقع على إثرها أكثر من 153 قتيلاً: 80 من «هيئة تحرير الشام»، و19 من فصائل الجيش الوطني، و54 عنصراً من قوات الجيش السوري، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
ويعدّ هذا الهجوم الأعنف منذ توقيع اتفاقية خفض التصعيد بين أنقرة وموسكو في مارس (آذار) 2020، التي أوقفت بموجبها العمليات العسكرية في الشمال السوري.
ونقلت وكالة «رويترز» عن الجيش السوري أول بيان له منذ بدء الحملة المفاجئة، حيث قال: «تصدت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح». وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه. وبحسب «رويترز»، تقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري، الذي يحشد منذ فترة قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة. كما قتل أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.
توقيت غامض
لا يزال كثير من الغموض يكتنف توقيت هذه المعركة والمستفيدين المحتملين منها، ما يطرح علامات استفهام كثيرة. بداية تزامن إطلاق «ردع العدوان» مع إعلان وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل وقصف إسرائيلي مكثف للمعابر بين لبنان وسوريا، ورسالة واضحة لدمشق بضرورة قطع طرق إمداد «حزب الله» تفادياً لتكرار سيناريو ما بعد حرب 2006، وتهديد صريح من رئيس الوزراء الإسرائيلي للرئيس السوري بشار الأسد بأن أي دعم من هذا القبيل هو «لعب بالنار».
يأتي ذلك معطوفاً على كلام لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في اتصال أجراه أمس مع نظيره اللبناني عبد الله بوحبيب: «إن هذه الحوادث (في سوريا) هي مخطط أميركي - صهيوني لإرباك الأمن والاستقرار في المنطقة عقب إخفاقات وهزائم الكيان الصهيوني أمام المقاومة»، مشدداً على ضرورة التصدي لظاهرة الإرهاب المقيتة. وبحسب هذا السيناريو، فقد تم «جرّ» الفصائل إلى معركة، بإيهامها أن الوقت مناسب للسيطرة على مناطق من الشمال السوري، واستعادتها من النظام وفصلها عن سلطة دمشق كلياً، وهو ما تم عملياً بين الأمس واليوم.
لكن على المدى الأبعد، فإن ذلك يدعم موقف النظام بمحاربة الإرهاب، الذي يسعى لوحدة الأراضي السورية، ويمنحه تفويضاً باستعادة القصف المركز، وهامشاً أوسع للمناورة في أي مفاوضات مقبلة. ولهذا، تخوف كثيرون عند إطلاق هذه المعركة بالأمس من أن تكون نتائجها على مناطق الشمال مشابهة لنتائج عملية «طوفان الأقصى»، فأطلق عليها استنسابياً تسمية «7 أكتوبر (تشرين الأول) السوري». لكن ذلك كله يبقى رهناً بالدور الروسي وحجم القصف الجوي الذي قد تنخرط به موسكو، وهو يبدو خجولاً حتى الساعة.
دعوة تركية بالنار
اللافت أيضاً في التوقيت نفسه، أن الجانب التركي الذي يرعى الفصائل المسلحة في الشمال السوري أبقى نفسه على مسافة واضحة من هذه المعركة، إذ قال وزير الدفاع التركي أمس إن أنقرة «تراقب بدقة» الوضع، علماً بأن إطلاق معركة بحجم «ردع العدوان» يشكل خرقاً واضحاً لاتفاق أبرمته أنقرة مع موسكو، بشروط صعبة جداً. لكن في الوقت نفسه، هل يمكن لفصائل كبيرة تسيطر على غالبية مناطق الشمال السوري أن تقوم بخطوة بهذا الحجم بلا رفع غطاء تركي؟
سؤال قد يجد إجابته في أن أنقرة تدفع بالأسد إلى طاولة المفاوضات تحت النار، لكونه رفض ذلك مراراً على اعتبار أن تركيا هي قوة احتلال. وما قد يفسر ذلك أيضاً التقارب الروسي - التركي.
روسيا تشجع التطبيع
في السياق، أكد مصدر دبلوماسي روسي أن التطورات الميدانية الأخيرة في سوريا تثبت ضرورة دفع مسار تطبيع في مناطق الشمال بين دمشق وأنقرة، وإيجاد تسوية مستقرة للوضع في مناطق الشمال السوري.
وتجنّب المصدر، الذي تحدثت إليه «الشرق الأوسط»، التعليق على سؤال حول سبب الصمت الروسي الرسمي حيال ما يجري، وعدم بروز تعليق على المستوى السياسي، لكنه قال إن الوضع الراهن يؤكد مجدداً صحة التوجهات الروسية بدعم عملية التقارب التركي مع الحكومة السورية، وأنه «لا يمكن الحديث عن استقرار وترتيبات في تلك المناطق من دون دفع مسار التطبيع». ورأى أن أهمية ذلك لا تقتصر على مواجهة الوضع الحالي ميدانياً، باعتبار أن كل ما يجري في المنطقة يؤثر بشكل مباشر على نحو 7 ملايين مواطن سوري، ما يعكس الحاجة المباشرة لتطوير مبادرات جديدة من جانب الحكومة السورية والاقتراب من الموقف الذي أعلن عنه في وقت سابق الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي أيّد بشكل واضح التقارب مع دمشق، وأعرب عن استعداد لدفع الجهود المبذولة في هذا الاتجاه.
واستبعد الدبلوماسي الروسي صحة بعض المعطيات الإعلامية لدى المعارضة السورية، التي تحدثت عن وجود الرئيس بشار الأسد في موسكو. وقال إن «الأسد يقوم بزيارات متعددة إلى موسكو في بعض الحالات لمتابعة علاج زوجته»، لكنه تجنب تأكيد أو نفي وجود الأسد حالياً في العاصمة الروسية، معرباً في الوقت ذاته عن قناعة بأن الوضع المتفاقم ميدانياً في ريف حلب ومناطق مجاورة لا يوفر سبباً لإطلاق تكهنات من هذا النوع.