الجيش الإسرائيلي سيستأنف «القتال بكثافة» في غزة لشهرين فور انتهاء الهدنة

جنود إسرائيليون يقفون على دبابة بالقرب من حدود إسرائيل مع قطاع غزة (رويترز)
جنود إسرائيليون يقفون على دبابة بالقرب من حدود إسرائيل مع قطاع غزة (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي سيستأنف «القتال بكثافة» في غزة لشهرين فور انتهاء الهدنة

جنود إسرائيليون يقفون على دبابة بالقرب من حدود إسرائيل مع قطاع غزة (رويترز)
جنود إسرائيليون يقفون على دبابة بالقرب من حدود إسرائيل مع قطاع غزة (رويترز)

نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، اليوم الخميس، عن وزير الدفاع، يوآف غالانت، قوله إن الجيش سيستأنف «القتال بكثافة» لمدة شهرين آخرين على الأقل، فور انتهاء الهدنة الإنسانية في قطاع غزة.

ووصف غالانت الهدنة، التي جرى التوصل إليها مع حركة «حماس» بوساطة قطرية مصرية، ومن المقرر أن تبدأ غداً الجمعة، بأنها «فترة راحة قصيرة».

وقال غالانت، بينما كان يتحدث إلى قوات تابعة للبحرية الإسرائيلية: «المطلوب منكم في هذه الفترة هو التنظيم والاستعداد، وإعادة التزود بالسلاح، والاستعداد للمواصلة»، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

وشنّت إسرائيل هجمات جوية وبحرية وبرية على قطاع غزة، بعد أن نفّذت حركة «حماس» وفصائل أخرى هجوماً مباغتاً على بلدات ومعسكرات إسرائيلية بمحاذاة قطاع غزة، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وفي وقت سابق اليوم، أعلن المتحدث باسم «الخارجية» القطرية، ماجد الأنصاري، أن الهدنة في قطاع غزة، ومُدّتها أربعة أيام، ستبدأ في السابعة من صباح غد الجمعة بالتوقيت المحلي.


مقالات ذات صلة

ترمب تكـتّم على إرسال فحوص كوفيد «سراً» لبوتين

الولايات المتحدة​ صورة أرشيفية لمصافحة بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

ترمب تكـتّم على إرسال فحوص كوفيد «سراً» لبوتين

فجّرت مقتطفات من كتاب جديد للصحافي الأميركي بوب وودورد، جدلاً كبيراً في الولايات المتّحدة قبل أقلّ من شهر على موعد الانتخابات.

هبة القدسي (واشنطن)
المشرق العربي نعيم قاسم في إطلالته الأخيرة: ندعم الحراك السياسي لـ«الأخ الأكبر» نبيه برّي (الشرق الأوسط)

أسئلة حول حصر تكليف قاسم لـ«الأخ الأكبر» بوقف النار؟

يسجّل عدد من أصدقاء «حزب الله» عتبه على الشيخ نعيم قاسم لحصر تأييده لنبيه برّي في حراكه لوقف النار دون أن يتبنّى كامل الموقف اللبناني الذي سبق لبرّي أن أعلنه.

محمد شقير (بيروت)
شؤون إقليمية تُظهر هذه الصورة التي نشرها الجيش الإسرائيلي في 8 أكتوبر 2024 قوات إسرائيلية تعمل على الأرض بالقرب من الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

جنود إسرائيليون يحذرون نتنياهو من «تجاوز الخط الأحمر»: سنتوقف عن القتال

حذر أكثر من 100 جندي إسرائيلي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من «تجاوز الخط الأحمر»، فيما يتعلق باستراتيجية الحكومة للحرب، وهددوا بوقف القتال.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص عشرات المستوطنين يهاجمون قرية المغير شرق رام الله أبريل الماضي (الشرق الأوسط) play-circle 14:19

خاص الضفة الغربية... الحرب المسكوت عنها

«الشرق الأوسط» رصدت تداعيات عمليات الجيش الإسرائيلي وهجمات المستوطنين بالضفة بعد عام على 7 أكتوبر، ووثّقت شهادات «صادمة» لأسرى خرجوا من السجون الإسرائيلية.

بهاء ملحم (رام الله )
شمال افريقيا نيران تشتعل في ناقلة نفط استهدفها الحوثيون بالبحر الأحمر مؤخراً (رويترز)

مصر تفضّل الخيار الدبلوماسي للتعامل مع هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر

مع استمرار الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، وتداعياتها على المنطقة، تواصل نزيف خسائر «قناة السويس» المصرية بسبب هجمات جماعة «الحوثي» اليمنية على السفن المارة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)

رحلة طويلة وصعبة ومكلفة للسوريين العائدين من لبنان

سوريون كانوا يعيشون في لبنان وعادوا إلى سوريا داخل خيمة لمفوضية اللاجئين في جديدة يابوس بسوريا الاثنين (رويترز)
سوريون كانوا يعيشون في لبنان وعادوا إلى سوريا داخل خيمة لمفوضية اللاجئين في جديدة يابوس بسوريا الاثنين (رويترز)
TT

رحلة طويلة وصعبة ومكلفة للسوريين العائدين من لبنان

سوريون كانوا يعيشون في لبنان وعادوا إلى سوريا داخل خيمة لمفوضية اللاجئين في جديدة يابوس بسوريا الاثنين (رويترز)
سوريون كانوا يعيشون في لبنان وعادوا إلى سوريا داخل خيمة لمفوضية اللاجئين في جديدة يابوس بسوريا الاثنين (رويترز)

مع فرار المزيد من السوريين من القصف الإسرائيلي من لبنان للعودة إلى ديارهم، تحصل قوات الأمن الحدودية، على ربح أكبر من رسوم الدخول (باستثناء أسبوع واحد استثنته دمشق منذ بدء موجة النزوح من لبنان).

تقول المصادر لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، إن كل سوري يعود إلى سوريا يُفرض عليه مبلغ من المال 100 دولار، وقد تصل إلى 600 دولار إذا كان العائد متوجهاً إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة.

الرحلة طويلة وصعبة، ووفقاً لأولئك الذين قاموا بها، فهي باهظة الثمن بشكل متزايد، إذ استغرق الأمر من السوري خالد مسعود وعائلته سبعة أيام و1300 دولار للعثور على قدر من الأمان في شمال سوريا، حيث فروا من حملة القصف الإسرائيلية في لبنان. والآن، تعيش أسرته المكونة من ستة أفراد، بالإضافة إلى عائلة ابنته، في مخيم للاجئين بالقرب من معرة مصرين، شمال إدلب، في منطقة تسيطر عليها قوات المعارضة المناهضة للحكومة، ومسعود هو واحد من العديد.

المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي يتحدث إلى أحد الهاربين من هول الحرب على لبنان عند معبر جديدة يابوس السوري يوم الاثنين (أ.ب)

هذا الأسبوع، قال رئيس مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، إن ما لا يقل عن 220 ألف شخص عبروا من لبنان إلى سوريا، في أعقاب القصف الإسرائيلي، وإن نحو 80 في المائة منهم سوريون. وتشير السلطات اللبنانية إلى أن ما يصل إلى 400 ألف شخص ذهبوا إلى سوريا

بالنسبة للسوريين العائدين إلى بلدهم، فإن عبور الحدود من لبنان المجاور، ليس بالأمر البسيط. فمنذ عام 2011، شهدت سوريا حرباً بين حكومة بشار الأسد وقوات مناهضة للحكومة. ويُنظر إلى أي شخص فر من البلاد في أثناء الحرب بـ«ريبة».

وتقول منظمات حقوق الإنسان، التي توثق مثل هذه الحالات بانتظام، إن السوريين العائدين قد يتعرضون للاحتجاز والتعذيب والتجنيد القسري في الجيش السوري، أو حتى القتل.

مسلحون من المعارضة السورية يتابعون عودة السوريين من لبنان إلى محافظة إدلب الشمالية عبر معبر عون الدادات (أ.ف.ب)

بالنسبة للعديد من السوريين، فإن التوجه نحو المناطق التي لا تزال تحت سيطرة جماعات المعارضة، خيار أكثر أماناً. فكل من يأتي إلى هنا تقريباً يسلك طرقاً ريفية بين القرى. وللوصول إلى الريف الذي تسيطر عليه المعارضة حول إدلب، يتعين على معظم المسافرين المرور عبر ثلاث مناطق مختلفة تسيطر عليها ثلاث قوات أمنية مختلفة: الحكومة السورية، قوات حليفة لتركيا، ثم قوات الأمن الكردية، قبل العبور أخيراً إلى الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة السورية.

لاجئون سوريون في لبنان يعودون إلى وطنهم بعد رحلة إلى محافظة إدلب شمال غربي سوريا عبر معبر عون الدادات شمال منبج يوم الاثنين (أ.ف.ب)

وعلى الرغم من أن السوريين النازحين يسافرون عبر الطرق الخلفية، فلا تزال هناك نقاط تفتيش أمنية. وعند كل نقطة تفتيش، يُطلب منهم المال من أجل المرور. ولهذا السبب كلفت الرحلة عائلة مسعود 1300 دولار.

جني الأموال من البؤس

ومع استمرار إسرائيل في قصف لبنان، أصبحت تجارة النزوح مربحة. يقول هادي عثمان، وهو سوري يبلغ من العمر 20 عاماً، الذي وصل للتو من رحلة العودة إلى إدلب: «كل نقطة تفتيش تأخذ ما تريد. الأمر أشبه بالتجارة، والمبلغ الذي يطلبونه يعتمد على مزاجهم».

وقال عثمان وآخرون لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، إن الناس يدفعون ما بين 300 و600 دولار، للعودة إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

وقال أحد السكان المحليين في المنطقة الذي يعرف كيف يعمل النظام للوكالة، إن فروعاً مختلفة من الجيش السوري تتعاون مع ميليشيات أخرى، بما في ذلك القوات السورية الكردية، في المنطقة، لتسهيل مثل هذه المدفوعات. ولم يستطع المصدر المحلي التحدث إلا بشرط عدم الكشف عن هويته خوفاً من الانتقام، لأنهم يعتقدون أن الفرقة الرابعة المدرعة النخبوية في الجيش السوري، برئاسة شقيق الرئيس السوري، ماهر الأسد، متورطة أيضاً، خاصة مع الوافدين إلى الحدود اللبنانية.

نازحون ينتظرون قرب معبر «الطبقة» الحدودي (الشرق الأوسط)

وقال المصدر إن السوريين العائدين يتم إحضارهم إلى ساحة المدينة بين نقاط التفتيش. ويبقون هناك حتى يجري تجميع مجموعة أكبر ودفع الجميع عدة مئات من الدولارات، ثم يسافرون. وهذا من أسباب استغراق الرحلة وقتاً طويلاً.

ويعتقد المصدر أن الأموال يتم تقاسمها بعد ذلك بين المجموعات المختلفة التي تشرف على الطرق المؤدية إلى المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة. ولم يتسن لـ«وكالة الأنباء الألمانية» التحقق من الأمر بشكل مستقل.

وأضاف المصدر أن النازحين السوريين غالباً ما يتعرضون للإهانة أو الاعتداء أو حتى الاعتقال، موضحاً أنه عادةً ما يتمكن الأشخاص من المرور إذا دفعوا.

ومع ذلك، في وقت سابق من هذا الأسبوع، ذكرت وسيلة إعلام سورية مستقلة، أن هناك ما لا يقل عن 40 اعتقالاً جرت في محطة حافلات في دمشق لشباب عائدين من لبنان.

«الناس خائفون ومتعبون ويبحثون عن مكان للإقامة. لو لم تكن الحرب في لبنان أسوأ من الوضع في سوريا، لكانوا قد بقوا هناك، على الرغم من العنصرية».