البصرة: حداد على أرواح 13 شخصاً قضوا في حادث سير

غالبية الضحايا معلمون ومعلمات في إحدى المدارس

البصرة تضم أهم حقول العراق النفطية (أ.ف.ب)
البصرة تضم أهم حقول العراق النفطية (أ.ف.ب)
TT

البصرة: حداد على أرواح 13 شخصاً قضوا في حادث سير

البصرة تضم أهم حقول العراق النفطية (أ.ف.ب)
البصرة تضم أهم حقول العراق النفطية (أ.ف.ب)

أعلنت محافظة البصرة في جنوب العراق، الثلاثاء، الحداد العام لمدة 3 أيام على أرواح حادث السير المروع الذي أودى بحياة 13 شخصاً، وضمنهم طفلان، ومعظمهم من معلمات ومعلمي إحدى المدارس في المحافظة.

وقالت المحافظة، في بيان، إن «محافظ البصرة أعلن الحداد العام في المحافظة على أرواح حادث السير الذي وقع على طريق سفوان - أم قصر، وراح ضحيته عدد من معلمي وطلبة مدرسة الإبراهيميّ»، ويستمر الحداد لمدة 3 أيام.

كما أعلنت وزارة التربية تعرض مركبة كادر تعليمي لحادث سير، ووفاة 10 منهم، إضافة إلى طفلين وسائق المركبة.

وذكرت الوزارة أن وزيرها إبراهيم نامس الجبوري تقدم بالتعازي والمواساة في الحادث الأليم الذي أودى بحياة عدد من معلمي ومعلمات مدرسة الإبراهيمي في مدينة سفوان. ووصف الجبوري الحادث بـ«اللحظة الحزينة التي لا تكفيها الكلمات».

ووجّه الجبوري، بحسب البيان، مدير تربية محافظة البصرة بالتواصل مع ذوي الضحايا وتقديم كل أشكال الدعم والعون لهم، فضلاً عن إيفاد وفد رفيع المستوى للمشاركة في عزائهم.

عشرات الضحايا في حوادث سير يومياً

ويسقط نتيجة حوادث السير يومياً عشرات الضحايا، بالنظر إلى ضعف البنى التحتية وسوء نوعية الطرق، وخاصة الخارجية منها، إلى جانب السرعات الكبيرة التي يقود بها أصحاب السيارات وانعدام الرقابة الحكومية عليها.

بدوره، كشف مدير ناحية سفوان، طالب خليل الحصونة، التفاصيل المتعلقة بالكادر التعليمي الخاص بمدرسة الإبراهيمي الابتدائية المختلطة، الذي لقى حتفه جراء الحادث. وقال الحصونة، في تصريحات صحافية، إن «مدرسة الإبراهيمي الابتدائية المختلطة تقع بين ناحية سفوان وأم قصر، حيث كان الكادر التعليمي الخاص بالمدرسة متوجهاً إلى مركز مدينة الزبير، في البصرة».

وأضاف أن «الكادر التعليمي يقطع يومياً أكثر من 50 كيلومتراً للوصول إلى هذه المدرسة، وأنهم يمارسون عملهم منذ أكثر من 15 عاماً في هذه المدرسة».

وتابع الحصونة أن «ما حصل مع الكادر التعليمي والطلبة من حادث سير يعد فاجعة، وأمراً مؤسفاً». وطالب الجهات المعنية بـ«إنصاف المناطق النائية والأطراف من خلال تعيين أبنائها الخريجين».

سجناء يزودون المدارس بكراسٍ

من جهة أخرى، وفي البصرة أيضاً، أعلنت وزارة العدل أن سجن البصرة المركزي جهّز مدارس 3 محافظات جنوبية بـ«12000» رحلة (كرسي) مدرسية. وجاءت عملية التجهيز لـ«تعزيز التعاون المشترك بين وزارة العدل ووزارة التربية»، طبقاً لبيان صادر عن الوزارة.

وأضاف أن «معامل وورش التأهيل الإصلاحية في السجن شارك فيه (250) نزيلاً، لإنتاج (12000) رحلة مدرسية بجودة عالية، ووفقاً للمواصفات المعتمدة في المدارس، وقد تم توزيعها على محافظات البصرة والناصرية والديوانية».


مقالات ذات صلة

في تركيا... رجل يقتل سبعة بينهم ستة من أفراد عائلته ثم ينتحر

شؤون إقليمية يتم تداول أكثر من 13.2 مليون قطعة سلاح ناري في تركيا معظمها بشكل غير قانوني (أ.ف.ب)

في تركيا... رجل يقتل سبعة بينهم ستة من أفراد عائلته ثم ينتحر

قتل رجل تركي (33 عاماً) سبعة أشخاص بالرصاص في إسطنبول، الأحد، من بينهم والداه وزوجته وابنه البالغ 10 سنوات، قبل أن ينتحر، على ما أفادت السلطات التركية.

«الشرق الأوسط» (اسطنبول)
الولايات المتحدة​ عناصر من الشرطة في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

مقتل شخصين في هجوم بسكين في نيويورك... واحتجاز مشتبه به

قال مسؤولون إن رجلاً نفّذ سلسلة من عمليات الطعن عبر شوارع مانهاتن أشهر منطقة في مدينة نيويورك، الاثنين، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ثالث بجروح خطيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
آسيا رجل إطفاء هندي يعمل على إخماد حريق في مدرسة (أ.ب)

مقتل نحو 10 أطفال حديثي الولادة جراء حريق في مستشفى بالهند

لقي ما لا يقل عن عشرة أطفال حديثي الولادة حتفهم في حريق يُعزى إلى عطل كهربائي في وحدة حديثي الولادة داخل مستشفى في جانسي بشمال الهند.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
الولايات المتحدة​ حادث تصادم وقع نتيجة عاصفة ترابية بكاليفورنيا (أ.ب)

عاصفة ترابية شديدة تتسبب بتصادم سيارات جماعي في كاليفورنيا

كشفت السلطات في ولاية كاليفورنيا الأميركية عن أن عاصفة ترابية شديدة تعرف باسم الهبوب تسببت في تصادم عدة مركبات على طريق سريع بوسط كاليفورنيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا جندي باكستاني يقف حارساً بالقرب من مركبات محطمة (رويترز) play-circle 00:39

مدعوون لحفل زفاف... مقتل 18 جراء سقوط حافلة في باكستان

كشف مسؤولون أن حافلة تقل نحو 24 من المدعوين لحفل زفاف سقطت في نهر السند في شمال باكستان اليوم (الثلاثاء).

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)

«الضاحية» تستقبل أبناءها بالرصاص الطائش… والدمار «غير المسبوق»

لبنانية تمر أمام ركام أحد الأبنية بالضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
لبنانية تمر أمام ركام أحد الأبنية بالضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
TT

«الضاحية» تستقبل أبناءها بالرصاص الطائش… والدمار «غير المسبوق»

لبنانية تمر أمام ركام أحد الأبنية بالضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
لبنانية تمر أمام ركام أحد الأبنية بالضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

تحت زخات من رصاص الابتهاج وأمطار الخريف اللبناني، عاد سكان الضاحية الجنوبية لبيروت مع ساعات الصباح الأولى التي تلت سريان وقف إطلاق النار، لتعود معهم زحمة السير التي لطالما طبعت أيام الضاحية ذات الكثافة السكانية العالية.

لكن حيوية العودة لا تعكس حقيقة المشهد، فالغارات الإسرائيلية حولت المئات من المباني إلى «أشلاء» متناثرة وأكوام من الحجارة التي طحنتها الصواريخ التي أطلقتها الطائرات الإسرائيلية. نحو 450 مبنى دمرتها الغارات خلال مدة الحرب، وفق إحصاءات غير رسمية، يضاف إليها أكثر؛ من مثيلاتها من الأبنية المجاورة التي تضررت بفعل الغارات. ورغم أن عدد الأبنية المدمرة في الضاحية لم يصل إلى ما وصل إليه عام 2006 الذي بلغ حينها 720 مبنى، فإن توزع الغارات على رقعة جغرافية أوسع من ساحة الحرب السابقة، رفع عدد المباني المتضررة.

ولا يكاد يخلو شارع من شوارع الضاحية من آثار الدمار الكبير، حيث بدت واضحة آثار القصف في كل زوايا المنطقة التي تفوح منها روائح كريهة من آثار الحرائق، وما يقول الأهالي إنها مواد غريبة احتوتها صواريخ الطائرات الإسرائيلية.

يقف عابد، وهو شاب سوري يعمل حارساً لأحد هذه المباني، يجمع ما تبقى من أثاث غرفته التي تأثرت بصاروخ أصاب 3 طبقات من مبني مرتفع تعرض لغارة لم تسقطه، لكنها هشمت الطبقات الأولى من المبنى، فعزلت الطوابق العليا ومنعت الصعود إليها بعد أن دمرت الدرج وغرف المصاعد. يقول عابد إن ثمة لجنة من المهندسين تفحصت المبنى ورجحت عدم القدرة على ترميمه بشكل آمن. ويشير إلى أن لجنة أخرى رسمية ستكشف على المبنى نهاية الأسبوع لاتخاذ قرار نهائي بالترميم... أو «الموت الرحيم». حينها سيتاح لسكان الطبقات العليا سحب ما يمكن من أثاثها ومقتنياتها قبل الشروع في الهدم.

وحال هذا المبنى تشبه أحوال كثير من مباني الضاحية، فقرب كل مبنى منهار ثمة مبنى آخر تضررت أعمدته أو فُقدت أجزاء منه بفعل عصف الانفجار. وهو أمر من شأنه أن يفاقم أزمة النازحين. يقول محمد هاشم، وهو ستيني من سكان الضاحية، إن منزله تضرر شديداً بعد سقوط مبنى ملاصق لمبناه في آخر يوم من أيام القصف. يضيف: «عندما نرى مصيبة غيرنا (جيرانه) تهون علينا مصيبتنا. لكن في جميع الأحول لا نستطيع أن نسكن المنزل قريباً، فدرج المبنى متضرر، وفي داخل المنزل لا يوجد زجاج سليم ولا نوافذ صالحة لأن تقفل، والشتاء قاسٍ وبدأت تباشيره اليوم بنزول قياسي للحرارة». يقيم محمد في منزل مستأجر بـ1500 دولار شهرياً، ودفع الإيجار حتى أواخر الشهر المقبل، لكنه يتوقع أن يحتاج شهراً إضافياً قبل أن يتمكن من العودة للسكن في منزله.

وخلافاً لما حدث في عام 2006، عندما سارع «حزب الله» إلى الكشف على الأضرار ودفع تعويضات سخية لإصلاح الأضرار الخفيفة، ودُفعة بلغت 12 ألف دولار لكل من فقد منزله لشراء أثاث للمنزل، ومن ثم تكفله بالإيجارات الشهرية... لم يتصل أحد بالنازحين بعد. ومحمد كما غيره، متردد، ولا يعرف إن كان سوف يباشر الإصلاحات أم لا.

وقرب المباني المتضررة، كان ثمة إصرار على إبداء المظاهر الاحتفالية. يقول أحد المعنيين بملف الأمن إن «حزب الله» باشر قبل 3 أيام من وقف النار طباعة آلاف اللافتات والأعلام لنشرها في الضاحية، وغيرها من المناطق التي تعرضت للتدمير والقصف. وقد أثمر هذا المجهود، على ما يبدو، مشهداً «سوريالياً» لمواطنين يتجولون بالسيارات رافعين أعلام لبنان ورايات «حزب الله» محتفلين بـ«النصر» وسط ركام مدينتهم التي لن يقدر معظمهم على أن يبيتوا ليلتهم فيها بانتظار تأمين بدائل لشققهم المدمرة، أو إصلاح تلك المتضررة.

أجواء الاحتفال هذه انعكست في إطلاق رصاص غزير بمعظم أوقات النهار، مما دفع بكثيرين إلى الهرب تلافياً لسقوط الرصاص الطائش، ويقول شاب مسرع على دراجة نارية شاتماً مطلقي النار: «لقد نجونا من صواريخ إسرائيل، ويريدون أن يقتلونا برصاصهم الغبي...».