«العليا» ترد دعوى كبير مطارنة الكنيسة الكلدانية بالعراق

بعد يوم من إقالتها الحلبوسي

صورة من صفحة البطريركية في «فيسبوك» لساكو مع رشيد في لقاء سابق
صورة من صفحة البطريركية في «فيسبوك» لساكو مع رشيد في لقاء سابق
TT

«العليا» ترد دعوى كبير مطارنة الكنيسة الكلدانية بالعراق

صورة من صفحة البطريركية في «فيسبوك» لساكو مع رشيد في لقاء سابق
صورة من صفحة البطريركية في «فيسبوك» لساكو مع رشيد في لقاء سابق

بعد يوم من قرار مثير للجدل القانوني والسياسي بشأن إنهاء عضوية رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي من البرلمان، ردت المحكمة الاتحادية العليا، أعلى سلطة قضائية في العراق، الدعوى التي كان رفعها الكاردينال لويس روفائيل ساكو بشأن عدم صحة المرسوم الجمهوري الخاص به، مؤكدة أنه صحيح ومطابق للشروط.

وكان رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد أصدر مرسوماً جمهورياً ألغى بموجبه مرسوماً سابقاً صدر في عهد الرئيس الراحل جلال الطالباني عام 2013، وقضى بـ«تعيين البطريرك لويس ساكو، بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم، ومتولياً على أوقافها».

وأثار قرار رشيد في يوليو (تموز) الماضي غضب البطريرك وغضب أتباعه والمرتبطين بمرجعيته الدينية، وتظاهر مئات المسيحيين في مدينة عينكاوا بمحافظة أربيل، عاصمة إقليم كردستان، مطالبين رشيد بالعدول عن قراره، لكن عدم عدوله دفع البطريرك إلى الطعن به أمام المحكمة الاتحادية.

نص الحكم

وجاء في القرار الذي أصدرته الخميس، أنها نظرت الدعوى بالعدد 186/اتحادية/2022 المتضمنة الطعن بصحة إجراءات سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين الكاردينال مار لويس روفائيل الأول ساكو بطريرك بابل. وقررت الحكم برد دعوى المدعي الكاردينال مار لويس روفائيل الأول ساكو بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم لعدم وجود ما يخلّ بصحة إجراءات إصدار المرسوم الجمهوري رقم (31) لسنة 2023 المنشور في جريدة «الوقائع» العراقية بالعدد (4727) بتاريخ 3 /7 /2023 الصادر من المدعى عليه رئيس الجمهورية/ إضافة إلى وظيفته المتضمن سحب المرسوم الجمهوري رقم (147) لسنة 2013 الذي تقرر بموجب الفقرة (أولاً) منه تعيين البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو بطريرك بابل على الكلدان في العراق والعالم ومتولياً على أوقافها.

رد البطريرك

وفي أول رد له على قرار «الاتحادية العليا»، قال ساكو، في بيان صدر عن إعلام البطريركية: إن «القرار ظالم ومسيس». وأضاف: «أعلمنا محامي البطريركية بصدور قرار المحكمة الاتحادية القاضي بصحة سحب المرسوم المرقم 147 الصادر سنة 2013 بحق البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو وقد أرسل نسخة من القرار».

وأوضح البيان، أن «قرار المحكمة الاتحادية بسحب المرسوم من البطريرك ساكو صحيح لعدم وجود أساس دستوري وقانوني لمنحه المرسوم. لا بأس، لكن لماذا سُحب من غبطة البطريرك ولم يُسحب من رجال دين آخرين أقل درجة منه، كيف يصح سحبه منه ولا يصح سحبه من الآخرين؟ أليس هذا تسييساً؟». وأكد البيان، أن «منح رجال الدين المسيحيين الكبار مرسوماً تقليد عمره 14 قرناً (1400 عام)، ومضى على مرسوم البطريرك 10 أعوام، ما معنى أن الرئيس يقرر الآن إلغاء هذا التقليد العريق؟». وأوضح أن «القرار جاء بتوقيع خمسة قضاة من أصل 9 قضاة. القرار يجب أن يكون بالأغلبية».

مظاهرة مسيحية مؤيدة لساكو في أربيل (مواقع كردية)

وبحسب البيان، فإنه «عندما كان رئيس الجمهورية في إيطاليا قال لبعض الأشخاص: إن المحكمة سوف تقرر لصالحه بخصوص قرار السحب»، متسائلاً: «هل يمكن في هذه الحالة أن نعدّ القضاء عنواناً للعدالة والمساواة؟». واختتم البيان بالقول: إن «البطريرك لا يزال يعدّ سحب المرسوم منه قراراً ظالماً ومن دون مسوّغ، ولن يسكت عن المطالبة بحقه».

هجوم الحلبوسي

وفي موازاة هجوم الكاردينال ساكو، الخميس، على المحكمة الاتحادية، فإن الحلبوسي كان شنّ هجوماً عنيفا الأربعاء عليها بعد قرار تجريده من عضوية البرلمان العراقي إثر اتهامه بالتزوير؛ ما أثار جدلاً في أوساط قضائية عراقية كثيرة لجهة كون أن البت في قضايا التزوير هي من اختصاص المحاكم الجزائية لا المحكمة الاتحادية العليا.

وفي حين أكد الحلبوسي أنه سيلجأ إلى الطرق القانونية من أجل إثبات حقه، قال إنه طوال عام كامل كانت المحكمة الاتحادية تترافع بشأن دعوى تقدم بها النائب السابق في البرلمان العراقي ليث الدليمي بشأن إثبات صحة عودته إلى البرلمان من عودته وليس البت في قضية تزوير. وبيّن الحلبوسي، أن دعوى أخرى دخلت مؤخراً وهي التي تقدم بها النائب في البرلمان باسم خشان تتعلق بقضية التزوير وهي ليست من اختصاص المحكمة الاتحادية، على حد قوله. وفي هذا السياق، فقد تباينت آراء فقهاء القانون في العراق بين مؤيد لقرار «الاتحادية» بوصفه باتاً وقاطعاً، وبين رافض له لجهة عدم الاختصاص. وبينما اتخذت رئاسة البرلمان قراراً بتجريد الحلبوسي من حماياته كان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يزوره في منزله بعد إنهاء عضويته، وهي الزيارة التي أثارت هي الأخرى جدلاً آخر بشأن ما إذا كان السوداني يسعى لطمأنة الحلبوسي من أن القرار قد يكون خاضعاً للمراجعة طبقاً لمبدأ العدول الذي وضعته المحكمة الاتحادية على نفسها في حالات معينة.

وفي الأنبار ضجة

رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يلتقي رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي الأربعاء (رئاسة الوزراء العراقية)

لكن الأوساط السياسية المقربة من قوى «الإطار التنسيقي» أكدت عدم صحة مثل هذه المحاولات، عادّين زيارة السوداني للحلبوسي، بأنها «زيارة مجاملة لا أكثر». ومما زاد من التأكيد، أنه لا عودة لقرار «الاتحادية» هو ما صدر بعد ذلك عن «الإطار التنسيقي» الذي عقد اجتماعاً لبحث التداعيات الخاصة بقرار «الاتحادية» ودعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى مقاطعة الانتخابات. وبينما قرر «الإطار التنسيقي» المضي في إجراء الانتخابات في موعدها المقرر نهاية الشهر المقبل؛ وهو ما زاد من وتيرة التحدي للصدر, فإنه أعلن تمسكه بقرار «الاتحادية» الخاص بالحلبوسي. لكن الأمر اختلف في محافظة الأنبار التي هي مركز ثقل الحلبوسي الرئيسي. ففي الوقت الذي فهمت زيارة السوداني بأنها طمأنة للحلبوسي، فإن القرار الذي اتخذه البرلمان بإعادة حماية الحلبوسي وتشكيل لجنة بحق من اتخذ قرار تجريده من حمايته عدّته الأوساط المؤيدة للحلبوسي في مدن وأقضية محافظة الأنبار بمثابة تراجع عن القرار؛ وهو ما جعل الناس تخرج إلى الشوارع حتى ساعة متأخرة من مساء الخميس.

وكانت رئاسة البرلمان العراقي قررت إلغاء قرار يقضي بتجرّيد محمد الحلبوسي من طاقم حماياته. وقال نائب رئيس البرلمان شاخوان عبد الله، في بيان مقتضب: إن رئاسة البرلمان قررت إلغاء الكتاب القرار المتضمن إنهاء عقود حماية رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، الذي صدر بتصرف فردي من مدير عام دائرة الشؤون الإدارية فلاح مطرود. وبيّن عبد الله، أن رئاسة البرلمان قررت تشكيل لجنة تحقيقية بالموضوع، واتخاذ أقصى درجات العقوبة بحق هذا المدير.


مقالات ذات صلة

جمال مصطفى: مشوا تباعاً إلى حبل المشنقة ولم يرف لهم جفن

خاص صدام مع ابنته حلا في صورة غير مؤرخة (غيتي) play-circle 01:12

جمال مصطفى: مشوا تباعاً إلى حبل المشنقة ولم يرف لهم جفن

يروي جمال مصطفى السلطان، في الحلقة الثانية من المقابلة الخاصة معه، كيف تلقت أسرة صدام حسين نبأ إعدامه، وقصة زواجه من حلا، كريمة صدام الصغرى، وأكلاته المفضلة.

غسان شربل
شؤون إقليمية إيرانية تمرّ أمام لوحة إعلانية مناهضة لإسرائيل كُتب عليها بالعبرية: «في الدم الذي سفكتَه ستغرق» (إ.ب.أ)

ما المتوقع عراقياً في استراتيجية إيران؟

ثمة من يعتقد أن إيران ستركز اهتمامها في مناطق نفوذها في العراق بالتزامن مع تهديدات إسرائيلية بشن هجمات على فصائل عراقية

المحلل العسكري
خاص عائلة صدام وتبدو حلا إلى يساره (أ.ف.ب) play-circle 03:44

خاص جمال مصطفى: عرفنا في المعتقل بإعدام الرئيس ونقل جثته للتشفي

ليس بسيطاً أن تكون صهر صدام حسين، وسكرتيره الثاني، وابن عشيرته، وليس بسيطاً أن تُسجن من عام 2003 وحتى 2021... فماذا لدى جمال مصطفى السلطان ليقوله؟

غسان شربل
المشرق العربي جانب من الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت (رويترز)

العراق لمجلس الأمن: إسرائيل تخلق مزاعم وذرائع لتوسيع رقعة الصراع

قالت وزارة الخارجية العراقية إن بغداد وجهت رسائل لمجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية و«التعاون الإسلامي» بشأن «التهديدات» الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي الضابط الأميركي كيفين بيرغنير يعلن للصحافيين في بغداد اعتقال علي موسى دقدوق 2 يوليو (تموز) 2007 (أ.ف.ب - غيتي)

تقرير: مقتل القيادي بـ«حزب الله» علي موسى دقدوق بغارة إسرائيلية في سوريا

قال مسؤول دفاعي أميركي إن قائداً كبيراً بـ«حزب الله» اللبناني كان قد ساعد في التخطيط لإحدى أجرأ وأعقد الهجمات ضد القوات الأميركية خلال حرب العراق، قُتل بسوريا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مقتل مسلح وإصابة 3 أفراد أمن بإطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في عمّان

أرشيفية لمبنى السفارة الإسرائيلية في عمان
أرشيفية لمبنى السفارة الإسرائيلية في عمان
TT

مقتل مسلح وإصابة 3 أفراد أمن بإطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في عمّان

أرشيفية لمبنى السفارة الإسرائيلية في عمان
أرشيفية لمبنى السفارة الإسرائيلية في عمان

أعلنت قوات الأمن الأردنية، فجر اليوم (الأحد)، مقتل مسلح بعد فتحه النار على عناصر أمن في منطقة السفارة الإسرائيلية بالعاصمة الأردنية عمان، مشيرة إلى إصابة ثلاثة من أفراد الأمن العام أثناء العملية.

وذكرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا)، أن مديرية الأمن العام «تعاملت فجر اليوم الأحد مع حادثة إطلاق عيارات نارية تجاه إحدى الدوريات العاملة في منطقة الرابية في العاصمة عمان... مما أسفر عن مقتل الجاني».

من جانبه، قال وزير الاتصال الحكومي والمتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني إن حادثة إطلاق النار «تعد اعتداءً إرهابياً» على قوات الأمن. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية عن المومني قوله «استقرار الأردن وأمنه خط أحمر ولن يسمح لأي كان العبث به».

وكانت وكالة «رويترز» للأنباء، قد نقلت عن شهود عيان، قولهم إن الشرطة الأردنية فرضت طوقاً أمنياً في محيط السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمان بعد سماع طلقات نارية.

وذكر شاهدان أن سيارات الشرطة والإسعاف هرعت إلى حي الرابية حيث توجد السفارة، بعد سماع إطلاق نار متقطع.

وقال مصدر أمني، إن الشرطة ناشدت السكان بالبقاء في منازلهم بينما يبحث أفراد الأمن عن مطلقي الرصاص.

والمنطقة القريبة من السفارة التي تخضع لحراسة مكثفة من المناطق المعروفة التي تنظم بها احتجاجات عادة ضد إسرائيل.

وشهد الأردن بعض أكبر الاحتجاجات السلمية في المنطقة مع تصاعد المشاعر المعادية لإسرائيل بسبب الحرب في غزة.