مقتل مصور «القاهرة الإخبارية» يجدد مطالبات حماية الصحافيين

مطالبات بفتح تحقيق دولي في الجرائم الإسرائيلية

«القاهرة الإخبارية» تعلن مقتل أحد أفراد طاقمها في غزة
«القاهرة الإخبارية» تعلن مقتل أحد أفراد طاقمها في غزة
TT

مقتل مصور «القاهرة الإخبارية» يجدد مطالبات حماية الصحافيين

«القاهرة الإخبارية» تعلن مقتل أحد أفراد طاقمها في غزة
«القاهرة الإخبارية» تعلن مقتل أحد أفراد طاقمها في غزة

جددت واقعة مقتل مصور لقناة «القاهرة الإخبارية» المصرية تسليط الضوء على الاعتداءات بحق الصحافيين ووسائل الإعلام، والتي يتعرضون لها منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وكذلك الدعوات لحمايتهم.

وأفادت «القاهرة الإخبارية»، الاثنين، بمقتل أحد أفراد طاقمها في غزة، وإصابة آخر بجروح شديدة. ولم تعطِ القناة مزيداً من التفاصيل.

وأكد أحمد الطاهري، رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وفاة مصور القناة التابعة للشركة، وكتب عبر حسابه على «فيسبوك»: «أول إمبارح (أمس) فقدنا البث في محيط مستشفى (الشفاء) بقطاع غزة، وانقطع الاتصال مع طاقمنا... علمت الآن بنبأ استشهاد المصور وإصابة زميل آخر، ولا حول ولا قوة إلا بالله».

وحتى الاثنين، أظهرت التحقيقات الأولية التي أجرتها "لجنة حماية الصحفيين" أن ما لا يقل عن 40 صحفياً وعاملاً في مجال الإعلام كانوا من بين أكثر من 12 ألف قتيل منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، كان أخرهم المصور الصحافي، أحمد القرع، الذي قُتل في غارة جوية بالقرب من خان يونس، الجمعة الماضية، بحسب تقرير للجنة نشرته على موقعها الرسمي.

وأوضح التقرير، المُحدث يوميا، أنه تأكد مقتل 40 صحافياً وإعلامياً (35 فلسطينياً، 4 إسرائيليين، ولبناني واحد)، وتم الإبلاغ عن إصابة 8 صحافيين، واختفاء 3 واعتقال 13 آخرين، بالإضافة إلى الاعتداءات المتعددة والتهديدات والهجمات الإلكترونية والرقابة وقتل أفراد الأسرة.

وهو ما دعا التقرير إلى وصف الحرب الحالية بأنها "الأكثر دموية بالنسبة للصحافيين المُكلفين بتغطية الصراع"، منذ أن بدأت منظمة "لجنة حماية الصحفيين" بتوثيق الاعتداءات ضد الصحافيين منذ عام 1992.

وأعلنت "لجنة حماية الصحفيين" أنها تقوم بالتحقيق في جميع التقارير المتعلقة بالصحافيين والعاملين في مجال الإعلام الذين استشهدوا أو أصيبوا أو احتجزوا أو فقدوا في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتعتمد في معلوماتها من مصادر اللجنة في المنطقة وتقارير إعلامية".

وقال شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "لجنة حماية الصحفيين": "تشدد لجنة حماية الصحافيين على أن الصحافيين هم مدنيون يقومون بعمل مهم في أوقات الأزمات ويجب ألا يتم استهدافهم من قبل الأطراف المتحاربة". مضيفا: "الصحافيون في جميع أنحاء المنطقة يقدمون تضحيات كبيرة لتغطية هذا الصراع المفجع".

ومن جانبه، أشار المكتب الإعلامى الحكومي في غزة، في بيان له، الأحد، إلى استشهاد 49 صحافياً وصحافية، وإصابة عدد آخر. ومن بين الأسماء التي ذكرها المكتب: (محمد الصالحي، إبراهيم لافي، محمد جرغون، أسعد شملخ، سعيد الطويل، هشام النواجحة، محمد أبو رزق، عائد النجار، محمد أبو مطر، رجب النقيب، أحمد شهاب، عبد الرحمن شهاب، حسام مبارك، هاني المدهون، عصام بهار، محمد بعلوشة، عبد الهادي حبيب، علي سليمان).

ويتفق أستاذ الإعلام الدولي، بجامعة القاهرة، الدكتور محمد حسام الدين إسماعيل، مع تقييم «لجنة حماية الصحافيين» بأن الحرب الحالية هي الأكثر دموية بالنسبة للصحافيين، مؤكداً أن ذلك يعد «أمراً مؤسفاً بحق من يسعون لإظهار ونقل الحقيقة، والحصول على المعلومات، وأمامها يقدمون تضحيات كبيرة»، مُستشهداً بما حدث مع استهداف «أفراد عائلة مراسل (قناة الجزيرة) القطرية في غزة وائل الدحدوح».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحرب على غزة فرضت حضورها الإعلامي عبر وسائل الإعلام المختلفة، خصوصاً القنوات الفضائية والصحف... وغيرها، الأمر الذي ألقى بظلاله على التسابق على نقل الصورة الإعلامية من أرض الحدث وتقديم الحقيقة، لكن تزامن مع ذلك ازدياد حدة الاعتداءات في حق الصحافيين والإعلاميين، تواكب معها حالة من الصمت أمام هذه الاعتداءات، وهو ما يدعونا للتساؤل: من يحمي الإعلاميين؟».

إضافة إلى ذلك، نعى خالد البلشي، نقيب الصحافيين المصريين، مصور «القاهرة الإخبارية» في غزة، مؤكداً أن «جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحافيين وناقلي الحقيقة في فلسطين ما زالت مستمرة». كما نعى تحالف الأحزاب المصرية، الذي يضم 42 حزباً سياسياً مصرياً، مصور القناة المصرية.


مقالات ذات صلة

لماذا يزداد التفاؤل بشأن إمكانية التوصل لوقف إطلاق النار في غزة؟

المشرق العربي دخان يتصاعد من غارات إسرائيلية على رفح في وقت سابق (أ.ف.ب) play-circle 01:24

لماذا يزداد التفاؤل بشأن إمكانية التوصل لوقف إطلاق النار في غزة؟

طرحت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية سؤالاً بشأن ازدياد التفاؤل بشأن إمكانية التوصل لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة «حماس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي حريق يشتعل داخل منزل فلسطيني في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (رويترز)

مقتل 20 في غارات إسرائيلية على غزة وتفاؤل بجهود الوساطة

تسعى جهود الوساطة اليوم إلى التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحركة «حماس» لوقف الحرب، مع استمرار الغارات الإسرائيلية التي قتلت 20 فلسطينياً على الأقل خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي شعار «فيسبوك» (رويترز)

تقرير: «فيسبوك» يمنع المنافذ الإخبارية الفلسطينية من الوصول للمستخدمين

كشف تقرير جديد أن موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» فرض قيوداً شديدة على قدرة المنافذ الإخبارية الفلسطينية على الوصول إلى مستخدميه أثناء حرب غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي طابور مساعدات غذائية في خان يونس جنوب قطاع غزة الثلاثاء (أ.ف.ب)

«اتفاق وشيك» ينهي معاناة غزة

وسط محادثات واتصالات وجولات للوسطاء، دخلت مفاوضات الهدنة في قطاع غزة مرحلة «حاسمة» عبر اجتماعات فنية، وسط حديث عن «جهود مكثفة» من القاهرة والدوحة مع جميع.

كفاح زبون (رام الله) «الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي امرأة فلسطينية تنتظر في طابور للحصول على طعام في مركز بغزة (أ.ب)

تركيا: التطورات السورية يجب ألا تصرف الانتباه عن حرب غزة

قالت تركيا إن التطورات في سوريا يجب ألا تصرف الانتباه عما وصفته بـ«الإبادة الجماعية» التي ترتكبها إسرائيل في غزة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

جنبلاط رأس حربة التواصل اللبناني مع القيادة السورية الجديدة

عقدت الهيئة العامة للمجلس المذهبي للطائفة الدرزية اجتماعاً استثنائياً الثلاثاء بدعوة من شيخ العقل سامي أبي المنى وحضور الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ونواب الطائفة والقضاة وأعضاء المجلس (الوكالة الوطنية)
عقدت الهيئة العامة للمجلس المذهبي للطائفة الدرزية اجتماعاً استثنائياً الثلاثاء بدعوة من شيخ العقل سامي أبي المنى وحضور الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ونواب الطائفة والقضاة وأعضاء المجلس (الوكالة الوطنية)
TT

جنبلاط رأس حربة التواصل اللبناني مع القيادة السورية الجديدة

عقدت الهيئة العامة للمجلس المذهبي للطائفة الدرزية اجتماعاً استثنائياً الثلاثاء بدعوة من شيخ العقل سامي أبي المنى وحضور الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ونواب الطائفة والقضاة وأعضاء المجلس (الوكالة الوطنية)
عقدت الهيئة العامة للمجلس المذهبي للطائفة الدرزية اجتماعاً استثنائياً الثلاثاء بدعوة من شيخ العقل سامي أبي المنى وحضور الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ونواب الطائفة والقضاة وأعضاء المجلس (الوكالة الوطنية)

ينهي الحزب «التقدمي الاشتراكي» استعداداته لزيارة وفد لبناني درزي سياسي - ديني رفيع إلى دمشق الأحد المقبل للقاء أحمد الشرع الكنى بـ«أبو محمد الجولاني»، قائد «هيئة تحرير الشام» التي تولّت السلطة في سوريا، بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

فبعدما كان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط أول زعيم ومسؤول لبناني يتصل بالشرع لتهنئته والشعب السوري بـ«الانتصار على نظام القمع وحصوله على حريته بعد 54 عاماً من الطغيان»، سيكون جنبلاط أيضاً أول زعيم ومسؤول لبناني يتجه إلى دمشق بعدما كان رأس حربة منذ العام 2011 في دعم المعارضة السورية بوجه الأسد الذي كان اتهمه ونظامه باغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري.

هدف الزيارة

ويضم الوفد إلى جانب جنبلاط شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى ونواب كتلة «اللقاء الديمقراطي» وقياديين من الحزب ومشايخ من الطائفة الدرزية. وبحسب مصدر نيابي في الحزب «التقدمي الاشتراكي» فإن الهدف الأساسي للزيارة القيام بـ«واجب التهنئة بزوال حكم الأسد فحزبنا كان مرتبطاً بالثوار منذ العام 2011، ونعتبر أن نجاح الثورة يكتمل بتأكيد وحدة سوريا». ويشير المصدر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «البحث بتفاصيل العلاقات بين الدولتين سيتم بمرحلة لاحقة خاصة أن النظام المقبل في سوريا يقرره الشعب السوري، مع العلم بأن الحزب واضح بوجوب إعادة النظر بالاتفاقيات التي كانت قائمة بين البلدين»، ويضيف: «أما دروز سوريا فجزء من النسيج الوطني وهم لطالما كانوا مؤمنين بوحدة سوريا».

وبمقابل القطيعة والعداء بين الحزب «التقدمي الاشتراكي» ونظام الأسد في السنوات الـ13 الماضية، كان رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» طلال أرسلان ورئيس حزب «التوحيد» وئام وهاب على أفضل علاقة معه.

اجتماع المجلس المذهبي

وكانت الهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز عقدت اجتماعاً استثنائياً لها يوم الثلاثاء الماضي تقرر خلاله تشكيل وفد رسمي لزيارة سوريا وتقديم التهنئة للقيادة الجديدة.

وتتركز اهتمامات الحزب «التقدمي الاشتراكي» بشكل أساسي على وجوب إشراك دروز سوريا بفاعلية في العمليّة السياسية والعمل الحكومي، وفي صياغة الدستور الجديد، وفي إدارات الدولة.

وخلال اجتماع الهيئة العامة في لبنان اعتبر جنبلاط أنه على لبنان التقدم بـ«مذكرة توضح كيف نتصور سوريا المستقبل وكيف نرى سوريا المستقبلية والعلاقات اللبنانية السورية، وكيف نعيد النظر بمعاهدة الأخوة والصداقة وهناك مهمّة ترسيم الحدود أي شبعا وكفرشوبا ومهمات أخرى، ثم التأكيد على بلدين سياديين مستقلين».

كما كان لافتاً تحذير النائب مروان حمادة من «التوغل الإسرائيلي في مناطق حضر والمحيط، في مؤشر بالغ الدقة تجاه جبل حوران» مشدداً على أن «موقف مشايخ السويداء ومشايخ لبنان هو أساس برعاية وليد بك وسماحة شيخ العقل كي نستطيع أن نكون أدوات أساسية لكتابة مرحلة سلطان باشا الأطرش».

من الند للند

ويوضح عضو كتلة «تحالف التغيير» النائب مارك ضو الذي شارك في الاجتماع أن «الزيارة المرتقبة لسوريا هي للقاء الديمقراطي الذي لست عضواً فيه ولا علاقة لي به»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «يؤيد التواصل بين المجلس المذهبي كمؤسسة مع دروز سوريا ومشايخ العقل هناك امتداداً للعلاقات الدينية والثقافية والاجتماعية»، مضيفاً: «أما بالنسبة للعلاقات السياسية فتكون من الند للند عبر السفارات بين البلدين وبعدما تحصل انتخابات وتشكيل سلطة جديدة في سوريا عندها نبني علاقاتنا الثنائية على هذا الأساس».

وكان جنبلاط حليفاً للنظام السابق في سوريا ومقرباً منه لسنوات طويلة، رغم اتهامه النظام بقتل والده كمال جنبلاط. لكن وبعد اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير (شباط) 2005، والذي اتهمه باغتياله أيضاً، تحولت العلاقة إلى عداء. وشنّ جنبلاط هجوماً عنيفاً في 14 فبراير 2007، في الذكرى الثانية لاغتيال الحريري، على الأسد فوصفه بـ«كذاب» و«مجرم» و«سفاح» و«طاغية» و«قرد» و«أفعى». وتراجع جنبلاط عن معاداته للأسد في العام 2010، والتقى به في مارس (آذار) 2010 في دمشق بمسعى لإعادة العلاقة إلى طبيعتها بينهما لكن ومع اندلاع الثورة السورية بعد عام تحول جنبلاط لرأس حربة في دعم المعارضة السورية بوجه الأسد حتى سقوط نظامه في الثامن من الشهر الجاري.

دروز سوريا

وبحسب «معهد واشنطن» شكّل دروز سوريا ما يقرب من ثلاثة في المائة من سكان البلاد قبل اندلاع الحرب الأهلية، وهم متمركزون في محافظة واحدة في جنوب غربي البلاد، هي محافظة السويداء (التي سمّيت على اسم أكبر مدنها)، والمعروفة تاريخياً باسم جبل الدروز. ويقدَّر عدد سكانها حالياً بنحو نصف مليون نسمة بعد أن كان 770 ألف نسمة عند اندلاع الحرب الأهلية في مارس 2011.