تعمّق الحرب الإسرائيلية على غزة الانقسام الشيعي العراقي، خصوصاً داخل «الإطار التنسيقي» الذي تخرج إشارات متناقضة من مكاتبه عما دار بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي زار بغداد الأحد الماضي، وبينما كان الجميع يتوقع تهدئة وتسوية مع الفصائل إثر الزيارة «الخاطفة»، وما تلاها من زيارة للسوداني إلى طهران.
ويبدو أن تلميحاً بسيطاً من بلينكن لرئيس الوزراء العراقي بشأن «مواصلة واشنطن دعم الحكومة العراقية»، منح الفصائل الانطباع بأن البيت الأبيض لن يضغط أكثر على رئيس الوزراء، وبالتالي لم تتوقف الهجمات ضد القواعد الأميركية. وقالت مصادر موثوقة لـ«الشرق الأوسط»: إن العراقيين فهموا جيداً أن كلام بلينكن «رسالة إلى إيران، ومن خلالها إلى الفصائل».
وأظهرت أجواء نقل الرسائل وتمريرها بين واشنطن وطهران، حجم الانقسام والتقاطع داخل «الإطار التنسيقي»؛ إذ بدأ رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي يغيب عن لقاءات «الإطار التنسيقي»، في حين تؤكد مصادر عليمة أنه «قطع الصلة تقريباً مع حلفائه داخل التحالف». وفور عودته من طهران التي زارها لساعات، حضر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني اجتماعاً لقادة «الإطار التنسيقي»، ولوحظ غياب المالكي.
وقالت المصادر: إن الانقسام الحاد داخل «الإطار» منعه من إصدار بيان كان سيبدو مهماً، بعد زيارة بلينكن لبغداد، وزيارة السوداني لطهران.