رأت الرئيسة التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية» (مسد)، إلهام أحمد، أن توسع دائرة الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ستكون له انعكاسات على المنطقة برمتها بما فيها سوريا، وستكون لها تداعيات على خريطة الشرق الأوسط ودولها. وعبّرت، في حوار مع «الشرق الأوسط»، عن تضامنها مع كل الضحايا الذين سقطوا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، قائلة: «نأسف لسقوط ضحايا مدنيين من الجانبين، كان بالإمكان تغليب الحلول السياسية دون اللجوء إلى الحل العسكري الأمني والدخول في حرب لا نهاية لها».
وعن إمكانية تصاعد وتيرة الحرب آخذة بعداً محلياً ودولياً، قالت: إن لا شيء مستبعداً «مع وجود حركات متشددة مثل (حزب الله) اللبناني وحركة (حماس) الفلسطينية ودول داعمة لها وجميعها في حالة صراع مع إسرائيل، وهذا سينعكس على كامل المنطقة بما فيها سوريا».
وعن الوضع شمال شرق سوريا والهجمات التركية على «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، قالت أحمد: إن «تركيا على الدوام تحضّر لتنفيذ عملية برية وتضع هذا المطلب شرطاً على شركائها في حلف (الناتو) للحصول على ضوء أخضر أميركي. كما تفاوض روسيا في مسار (آستانا) على السماح لها بضرب (شمال شرق) مقابل ضرب مناطق سورية ثانية خاضعة للنفوذ التركي (شمال غرب) البلاد».
وشنّت تركيا هجمات جوية على مناطق «الإدارة الذاتية» بين 5 و11 من أكتوبر الماضي مستخدمة المسيّرات والطائرات الحربية؛ أسفرت عن سقوط 44 شخصاً بينهم 29 عنصراً من قوى الأمن الداخلي (الأسايش)، وركّزت بشكل خاص على محطات رئيسية للنفط والغاز ضمن الحقول المترامية بالقرب من الحدود السورية - التركية، وأخرى لتوليد الكهرباء وضخّ المياه؛ ما تسبّب بأضرار مادية بالغة في منطقة تعد فيها البنية التحتية هشّة أساساً جراء استمرار الحرب الدائرة منذ سنوات.
وشدّدت على أن مسار «آستانا» الثلاثي بين روسيا وتركيا وإيران منخرط ومؤثر في الملف السوري وتتقاطع مصالحها على إخراج القوات الأميركية وقوات التحالف من الأراضي السورية، قالت: «في كل اجتماعاتها الدورية تدين في بياناتها بناء مشروع كردي وتأسيس كيان منفصل بدعم ورعاية أمريكية، وهذا تحريض صريح لتركيا علماً بأنها لا تحتاج إلى من يحرّضها كونها صاحبة مشروع توسعي استيطاني داخل بلدنا».
وأكدت أحمد أن تركيا تسعى جاهدة لإقناع الرأي العام العربي بالتحشيد ضد هذه الإدارة الذاتية ونسف المبادرات والحلول السياسية التي تقرّب الإدارة مع الأطراف السورية. وذكرت بأنهم أجروا اتصالات مباشرة مع قيادة القوات الروسية في سوريا. وعن موقفها، أوضحت قائلة: «نقل لنا أنهم ضد التصعيد ولا يوافقون تركيا على شن هجوم بري على مناطقنا، ويرفضون زعزعة أمن المنطقة واستقرارها، لكن عبّروا لنا أن أنقرة تنفذ ما تريد»، وحمّلت القيادية الكردية موسكو مسؤولية الحفاظ على الاستقرار كونها طرفاً أساسياً في اتفاقات وقف إطلاق النار.