تصعيد عسكري واسع في جنوب لبنان... لا يتخطى الحدود

سقوط صاروخ لـ«حماس» في مقر الـ«يونيفيل»

موقع إسرائيلي في مزارع شبعا خلال تعرضه لقصف من «حزب الله» (أ.ف.ب)
موقع إسرائيلي في مزارع شبعا خلال تعرضه لقصف من «حزب الله» (أ.ف.ب)
TT

تصعيد عسكري واسع في جنوب لبنان... لا يتخطى الحدود

موقع إسرائيلي في مزارع شبعا خلال تعرضه لقصف من «حزب الله» (أ.ف.ب)
موقع إسرائيلي في مزارع شبعا خلال تعرضه لقصف من «حزب الله» (أ.ف.ب)

شهدت الحدود اللبنانية الجنوبية (الأحد) تصعيداً عسكرياً واسعاً؛ حيث سُجّلت مواجهات متقطعة بين إسرائيل و«حزب الله»، بينما أطلقت «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» مجموعة من الصواريخ باتجاه إسرائيل سقط أحدها في مقر «اليونيفيل»، غير أن هذا التصعيد بقي محصوراً ببعض مناطق الحدود، ولم يَتَعَدَّهُ إلى القرى اللبنانية في الجنوب، ولا المستوطنات الإسرائيلية جنوب الحدود.

ونفذ «حزب الله» عمليتين، الأولى صباحاً والثانية بعد الظهر، قال إنها رداً على استهداف الصحافيين يوم الجمعة الماضي الذي أدى إلى مقتل الصحافي عصام عبد الله، والقصف الذي استهدف بلدة شبعا وأدى إلى مقتل مواطن لبناني وزوجته.

وصباحاً، قال «حزب الله» في بيان له: «في سياق الرد على الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت الصحافيين وأدت إلى استشهاد الصحافي عصام عبد الله، وجرح عدد من الصحافيين، وأيضاً القصف الذي أدى إلى إصابة منزل في شبعا وأدى إلى استشهاد المواطنين خليل أسعد علي هاشم ورباد حسين العاكوم، قامت مجموعة الشهيدين علي يوسف علاء الدين وحسين كمال المصري صباح (الأحد) باستهداف مركز لجيش العدو الصهيوني في منطقة شتولا بالصواريخ الموجهة؛ ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بين قتيلٍ وجريح».

ومن جهتها، استهدفت القوات الإسرائيلية مناطق في جنوب لبنان، وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» «أن القصف الإسرائيلي طال خراج بلدة عيتا الشعب، وراميا، والضهيرة ورميش وأطراف علما الشعب، وسط تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي والمروحي».

وفي إسرائيل، أُعلن عن مقتل شخص وإصابة آخرين، وأمر الجيش الإسرائيلي بالإجلاء الفوري لمدنيين، وإغلاق منطقة بطول 4 كيلومترات من الحدود الشمالية مع لبنان، وفق ما أفاد به في بيان.

وقال المتحدث باسمه دانيال هغاري لصحافيين: «قُتل مدني، وأصيب عدد آخر» في هجوم عبر صاروخ مضاد للطائرات في منطقة شتولا، وأوضح أن «الجيش رد بإطلاق النار وتدمير مواقع لـ(حزب الله)، بالإضافة إلى مصدر النيران».

وبعد ساعات قليلة من الهدوء الحذر، عاد التوتر إلى المنطقة مع تنفيذ «حزب الله» عملية استهدفت ثكنة إسرائيلية، وإطلاق «كتائب القسام» صواريخ مستهدفة مستوطنتي شلومي ونهاريا ومحيطهما بـ20 صاروخاً من جنوب لبنان، سقط أحدها في مقر قوات «اليونيفيل» من دون أن يؤدي إلى وقوع إصابات. وقد أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اتصالاً بقائدها مستفسراً عن ملابسات سقوط الصاروخ، ومشدداً على التضامن الكامل مع «اليونيفيل»، واطمأن إلى عدم وقوع ضحايا.

وفي بيان له أعلن «حزب الله» عن تنفيذه عملية بعد الظهر، وقال إنه «في مواصلة للردّ على قتل وجرح الصحافيين في بلدة علما الشعب والمدنيين في بلدة شبعا، قام مجاهدو المقاومة الإسلامية عصر (الأحد) بمهاجمة ثكنة حانيتا الصهيونية بالصواريخ الموجّهة؛ ما أدى إلى إصابة دبابتين من نوع (ميركافا) وناقلة جند مجنزرة، وسقوط عدد من القتلى والجرحى».

كما هاجم مسلحون من «حزب الله» كاميرات المراقبة التي ثبتتها القوات الإسرائيلية على طول خط الحدود.

وفي ذلك الوقت، عاد القصف ليطول بلدات جنوبية عدة، وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن القوات الإسرائيلية استهدفت المنطقة القريبة من الحدود عند أطراف بلدة بليدا وميس الجبل بعدد من القذائف، إضافة إلى أطراف بلدتي الضهيرة وعلما الشعب.

وفي إسرائيل، أُعْلِنَ عن إصابة 5 أشخاص، وقال تلفزيون «آي 24 نيوز» الإسرائيلي إن دوي صفارات الإنذار سُمع في بلدات عدة بشمال إسرائيل.

وكان متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قد ذكر أن «حزب الله» أطلق صواريخ وقذائف مضادة للدبابات على مواقع للجيش على الجبهة الشمالية.


مقالات ذات صلة

الجهود الدبلوماسية تنجح باحتواء تجدد التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل

المشرق العربي مبانٍ مدمَّرة عند الحدود الجنوبية (رويترز)

الجهود الدبلوماسية تنجح باحتواء تجدد التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل

نجحت الجهود والاتصالات الدبلوماسية في احتواء التصعيد الذي شهده جنوب لبنان، ليل الاثنين، وكاد ينذر بتفلّت الأمور مجدداً.

يوسف دياب
المشرق العربي صورة أرشيفية من استهداف إسرائيلي في منطقة كفر سوسة بالعاصمة السورية دمشق يوم 21 فبراير 2024 (رويترز)

غارة إسرائيلية قرب دمشق تقتل مسؤول اتصال «حزب الله» بالجيش السوري

قال مصدر أمني لبناني إن غارة جوية إسرائيلية على دمشق، يوم الثلاثاء، قتلت سلمان جمعة، وهو شخصية بارزة في «حزب الله» مسؤول عن الاتصال بالجيش السوري.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي سيارات في حي السلم في ضاحية بيروت الجنوبية حيث المباني المدمرة والمتضررة نتيجة القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)

ترنح الهدنة يقلق اللبنانيين ويوقظ مخاوف تهجير ثانٍ

عاش أهالي جنوب لبنان ليلة رعب (الاثنين - الثلاثاء) مع ترنح الهدنة، وتوسيع إسرائيل عمليات قصفها؛ رداً على عملية «تحذيرية» نفَّذها «حزب الله».

بولا أسطيح (بيروت)
العالم العربي بيروت سجلت ما لا يقل عن 54 خرقاً من جانب إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار (رويترز) play-circle 01:12

لبنان يكثف الاتصالات الدبلوماسية لوقف «خروقات» إسرائيل لاتفاق وقف النار

قال مصدران سياسيان لبنانيان لـ«رويترز» اليوم الثلاثاء إن اثنين من كبار المسؤولين اللبنانيين طالبا واشنطن وباريس بالضغط على إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي لبنانيون يدخنون أمام خيمتهم في النبطية (أ.ف.ب)

لبنانيون ينتقلون لحياة الخيام بعدما دمرت الحرب منازلهم (صور)

بعدما وضعت الحرب الأخيرة في جنوب لبنان أوزارها باتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه الأسبوع الماضي عاد اللبنانيون إلى حياة الخيام لحين إعمار بيوتهم المدمرة.

«الشرق الأوسط» (النبطية (لبنان))

الجيش السوري ينفي دخول مسلحين إلى مدينة حماة

أعمدة دخان تتصاعد من جراء غارة جوية شنها الجيش السوري في مدينة خان شيخون جنوب إدلب (أ.ب)
أعمدة دخان تتصاعد من جراء غارة جوية شنها الجيش السوري في مدينة خان شيخون جنوب إدلب (أ.ب)
TT

الجيش السوري ينفي دخول مسلحين إلى مدينة حماة

أعمدة دخان تتصاعد من جراء غارة جوية شنها الجيش السوري في مدينة خان شيخون جنوب إدلب (أ.ب)
أعمدة دخان تتصاعد من جراء غارة جوية شنها الجيش السوري في مدينة خان شيخون جنوب إدلب (أ.ب)

نفى الجيش السوري، اليوم (الثلاثاء)، تقارير في وسائل إعلام حول دخول فصائل مسلحة إلى منطقتي الصواعق والمزارب في مدينة حماة، ووصفها بأنها «حرب إعلامية تضليلية».

وقال الجيش في بيان إن القوات المسلحة «موجودة على أطراف المدينة وعلى اتجاهات متقدمة في نقاط دفاعية حصينة، كما يتم العمل على استعادة عدد من المواقع والبلدات التي دخلتها التنظيمات المسلحة».

وعلى مدى الأيام الماضية، شنت فصائل مسلحة في شمال غرب سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام»، هجوماً عسكرياً سيطرت خلاله على حلب وإدلب وتواصل التقدم باتجاه مدينة حماة.