أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم السبت، إن قواتها «حيدت» 58 مسلحا كرديا في هجمات خلال الليل على مواقع للمسلحين في شمال سوريا.
وتصاعد الصراع في المنطقة بعد نحو أسبوع من وقوع هجوم بقنبلة في أنقرة.
وقالت تركيا الأسبوع الماضي إن أي أهداف تابعة لـ«حزب العمال الكردستاني» المحظور و«وحدات حماية الشعب» الكردية السورية هي «أهداف مشروعة» لقواتها، بعد أن أعلن «حزب العمال الكردستاني» مسؤوليته عن تفجير وقع الأحد في أنقرة وأسفر عن إصابة اثنين من رجال الشرطة ومقتل المهاجمين المنفذين.
وذكرت تركيا أن المهاجمين دخلا تركيا من سوريا، لكن «قوات سوريا الديمقراطية» نفت ذلك. ومنذ وقع الهجوم، شنت أنقرة عدداً كبيراً من الضربات الجوية والهجمات على أهداف للمسلحين في شمال سوريا والعراق، بينما كثفت العمليات الأمنية في الداخل.
وقالت وزارة الدفاع التركية «تم تنفيذ ضربات قوية على أهداف تابعة لإرهابيي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون وعملية نبع السلام في شمال سوريا طوال الليل»، في إشارة إلى المناطق التي شنت فيها تركيا هجمات عبر الحدود في وقت سابق.
وأضافت الوزارة «وفقا للنتائج الأولية، تم تحييد 58 إرهابيا على الأقل»، مستخدمة المصطلح الذي يعني عادة القتل.
وكرر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة اليوم السبت تحذيره من أن تركيا «قد تنفذ ضربة فجأة بين عشية وضحاها»، وهو تعبير كثيرا ما يستخدمه لاستهداف المتشددين في سوريا والعراق.وأضاف «سننفذ استراتيجيتنا لاجتثاث الإرهاب من جذوره بكل إصرار، وسنحاسب حزب العمال الكردستاني ومنظمة فتح الله غولن الإرهابية وداعش على كل قطرة دماء أراقوها». وغولن هو الداعية المقيم في الولايات المتحدة والذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو (تموز) 2016.
وتصنف تركيا «وحدات حماية الشعب» على أنها منظمة إرهابية وتقول إنها لا تختلف عن «حزب العمال الكردستاني» الذي حمل السلاح في مواجهة الدولة التركية منذ عام 1984 في صراع قتل فيه أكثر من 40 ألفا.
وتصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي «حزب العمال الكردستاني»، وليس «وحدات حماية الشعب»، على أنه منظمة إرهابية.
و«وحدات حماية الشعب» هي أبرز مكون في «قوات سوريا الديمقراطية» المشاركة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش». وقد تسبب الدعم الأميركي لهذه الوحدات منذ فترة طويلة في توتر العلاقات مع تركيا.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن الولايات المتحدة أسقطت الخميس طائرة تركية مسيرة مسلحة كانت تحلق قرب قواتها في سوريا، وهي المرة الأولى التي تسقط فيها واشنطن طائرة تابعة لتركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي، مما يسلط الضوء على تصاعد التوتر بين الجانبين.
وأجرت أنقرة وواشنطن سلسلة من الاتصالات عقب ذلك، إذ قالت تركيا إنه سيتم تحسين آليات منع الصراع بين الأطراف على الأرض، لكنها توعدت بمواصلة الضربات التي تستهدف المسلحين في سوريا والعراق، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.