إسرائيل تفعل إجراءات اقتصادية لصالح السلطة الفلسطينية

تحت ضغوط أميركية خفضت الضرائب على الوقود 50 %

رئيس الوزراء محمد أشتية يزيح الستار عن حجر الأساس لمشروع صوامع قمح فلسطين في قرية برهام  (وفا)
رئيس الوزراء محمد أشتية يزيح الستار عن حجر الأساس لمشروع صوامع قمح فلسطين في قرية برهام (وفا)
TT

 إسرائيل تفعل إجراءات اقتصادية لصالح السلطة الفلسطينية

رئيس الوزراء محمد أشتية يزيح الستار عن حجر الأساس لمشروع صوامع قمح فلسطين في قرية برهام  (وفا)
رئيس الوزراء محمد أشتية يزيح الستار عن حجر الأساس لمشروع صوامع قمح فلسطين في قرية برهام (وفا)

بدأت الحكومة الإسرائيلية تقديم تسهيلات اقتصادية للسلطة الفلسطينية، كانت قد أقرتها في الشهور القليلة الماضية بضغط أميركي كبير.

وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم»، إن إسرائيل خفضت الضرائب المفروضة على الوقود، بنسبة 50 بالمائة، لتصبح الآن 1.5 بالمائة، بدلاً من 3 بالمائة، وهو إجراء سيؤدي إلى توفير ما قيمته 80 مليون شيقل سنوياً لموازنة السلطة الفلسطينية، بعد أن دفعت إجراءات اقتصادية أخرى متمثلة في زيادة مدفوعات الضرائب التي تجمع لصالح السلطة بما يصل إلى 730 مليون شيقل شهرياً مقارنة بنحو نصف مليون في السابق.

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد وافقت بداية العام على خفض الرسوم التي تفرضها تل أبيب على رام الله لنقل الوقود، المعروفة بضريبة «البلو» من 3 إلى 1.5 بالمائة، ورفع نسبة الإيرادات التي تحولها إلى رام الله من الرسوم الضريبية، وتوسيع قائمة الواردات المعفاة من الضرائب التي تعالجها نيابة عن السلطة الفلسطينية.

معرض «إكسبو 2023» الاقتصادي في نابلس بالضفة الغربية 30 سبتمبر (وفا)

وطبقت الحكومة الإسرائيلية الإجراءات الأولية فقط، بينما ستُحَدَّث قائمة الواردات المعفاة من الضرائب لاحقاً من خلال اللجنة الاقتصادية الإسرائيلية الفلسطينية المشتركة.

وأنشئت اللجنة الاقتصادية المشتركة بموجب اتفاقيات أوسلو بوصفها هيئة رسمية للفصل في النزاعات المالية، وتعزيز المبادرات الاقتصادية المشتركة، وهي لجنة كانت مجمدة منذ عام 2009 وسط تدهور العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية، قبل أن تتدخل الولايات المتحدة الأميركية لجهة تنشيط عمل اللجنة مجدداً.

وتطالب السلطة الفلسطينية بالإجراءات الثلاثة منذ سنوات، لكن إسرائيل كنت ترفض ووافقت أخيراً على خلفية الضغط المستمر من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن الوزراء المتطرفين، مثل وزير المالية بتسلئيل سموترتيش، وافقوا نتنياهو على هذه الإجراءات، بوصفها جزءاً من جهوده لتحسين العلاقات مع الإدارة الأميركية، بعدما كان (سموتريتش)، قد عطل المسألة شهوراً عدة، واتهم من قبل الأميركيين بالمماطلة.

ويمكن للإجراءات الثلاثة إضافة ملايين الدولارات إلى خزائن السلطة التي تحتاج هذه الأموال أكثر من أي وقت، لأنها تمر بأزمة مالية متفاقمة تقول إنها الأسوأ منذ تأسيسها.

وللعام الثاني على التوالي، تدفع السلطة رواتب منقوصة لموظفيها بسبب هذه الأزمة التي لم تستطع تجاوزها.

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد اتخذت في يوليو (تموز) الماضي، قراراً بمنع انهيار السلطة الفلسطينية، وتحدث رئيسها بنيامين نتنياهو بوضوح عن توجه الحكومة الإسرائيلية إلى المساعدة في إنقاذ السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، مع مواصلة العمل على محاربة إجراءات السلطة الفلسطينية التي تضر بإسرائيل.

وجاء في بيان أنه «في ظل عدم وجود تغيير في التقييم الوطني، ستعمل إسرائيل على منع انهيار السلطة الفلسطينية، مع المطالبة بوقف أنشطتها ضد إسرائيل في الساحة الدبلوماسية القانونية الدولية، وإنهاء التحريض في وسائل الإعلام وأنظمة التعليم، ووقف المدفوعات لعائلات الإرهابيين والقتلة، ووقف البناء غير القانوني في المنطقة C».

وقفة للمطالبة بالإفراج عن الأسير وليد دقة أمام مستشفى إساف هاروفيه (أرشيفية - فيسبوك)

لكن القرارات التي اتخذتها إسرائيل، وقد تشمل في المستقبل، إقامة مناطق صناعية أو دفع اتفاق تطوير حقل الغاز في قطاع غزة، لم تشمل الاستجابة للطلب الأهم للسلطة الفلسطينية، وهو الإفراج عن ملايين الدولارات التي تحتجزها إسرائيل من عوائد الضرائب.

وتحتجز إسرائيل مبالغ ضخمة من العوائد الضريبية الخاصة بالسلطة، بوصفه نوعاً من العقاب بسبب المخصصات التي تدفعها للأسرى ولعائلات منفذي الهجمات.


مقالات ذات صلة

ضحايا بينهم قتيل في الحرس الرئاسي الفلسطيني في «مواجهات جنين»

العالم العربي ضباط أمن فلسطينيون يتخذون مواقعهم خلال مواجهات مع مسلحين في مخيم جنين بالضفة الغربية (د.ب.أ)

ضحايا بينهم قتيل في الحرس الرئاسي الفلسطيني في «مواجهات جنين»

أخذت الاشتباكات الداخلية الفلسطينية في مخيم جنين بمدينة جنين شمال الضفة الغربية، منحى خطيراً، بعدما قتل مسلحون عنصراً في الحرس الرئاسي الفلسطيني.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي عناصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية في مخيم جنين (د.ب.أ)

مقتل عنصر أمن فلسطيني وإصابة اثنين آخرين في اشتباك بجنين

أعلنت قوى الأمن الفلسطيني، الأحد، مقتل أحد عناصرها وإصابة اثنين آخرين في إطلاق نار في جنين بشمال الضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي الشرطة الفلسطينية تفرق متظاهرين يحتجون على الاشتباكات بين قوات الأمن والمسلحين في مدينة جنين... السبت (أ.ف.ب)

«السلطة» الفلسطينية تعمّق عمليتها في مخيم جنين: لا تراجع ولا تسويات 

بدأت السلطة الفلسطينية، قبل نحو أسبوعين، عمليةً واسعةً ضد مسلحين في مخيم جنين، في تحرك هو الأقوى منذ سنوات طويلة، في محاولة لاستعادة المبادرة وفرض السيادة.

كفاح زبون (رام الله)
شؤون إقليمية صورة أرشيفية لجلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)

الأمم المتحدة تطلب رأي «العدل الدولية» حول التزامات إسرائيل بشأن المساعدات للفلسطينيين

صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس، على مشروع قرار لطلب رأي محكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل بتسهيل المساعدات للفلسطينيين من المنظمات الدولية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي فلسطينيان ينقلان بسيارة إسعاف جثث قتلى سقطوا بضربة إسرائيلية في جباليا الخميس (أ.ف.ب)

مقتل العشرات بهجمات في قطاع غزة

تستغل إسرائيل المماطلة بإبرام اتفاق لوقف النار في قطاع غزة لشن هجمات تُودي بحياة العشرات كل يوم.

«الشرق الأوسط» (غزة)

السوداني يحدد 10 يونيو المقبل موعداً لتدشين مطار الموصل

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (د.ب.أ)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (د.ب.أ)
TT

السوداني يحدد 10 يونيو المقبل موعداً لتدشين مطار الموصل

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (د.ب.أ)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (د.ب.أ)

أصدر رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، توجيهات بتدشين مطار الموصل الدولي في 10 يونيو (حزيران) 2025، المصادف الذكرى الحادية عشرة لسيطرة تنظيم «داعش» على المدينة، بحسب ما أفاد مكتبه، في بيان اليوم (الأحد).

وسيطر التنظيم في 10 يونيو 2014 على الموصل، ثاني كبرى مدن العراق ومركز محافظة نينوى في شمال البلاد.

وبعد معارك عنيفة، استعادت القوات العراقية، بدعم من تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة، المدينة في 2017. وأعلنت بغداد في نهاية العام نفسه هزيمة التنظيم في العراق بعدما سيطر على مساحات واسعة من شماله وغربه.

واستعادت السلطات العراقية في فبراير (شباط) 2017 السيطرة على مطار الموصل الدولي الذي دُمّر بالكامل وأصبح خارجاً عن الخدمة. وفي أغسطس (آب) 2022، وضع رئيس الوزراء حينذاك مصطفى الكاظمي حجر الأساس لإعادة إعماره.

وأصدر السوداني، خلال جولة ميدانية، توجيهات بأن «يكون افتتاح المطار يوم 10 يونيو المقبل، الذي يوافق ذكرى احتلال الموصل، ليكون رسالة تحدٍّ بوجه الإرهاب».

وتبلغ نسبة الإنجاز حالياً في مدرج المطار وصالاته «أكثر من 80 في المائة»، وفق البيان.

وأطلق السوداني، اليوم، مشروعاً لتأهيل الواجهة النهرية لمدينة الموصل القديمة في الضفة الغربية لنهر دجلة، مؤكداً أن «العراق في أمن واستقرار وعلى المسار الصحيح، على المستوى الأمني، والاستقرار السياسي والمجتمعي، والبناء الاقتصادي».

وبعد 7 سنوات على إعلان السلطات العراقية «النصر» على التنظيم المتطرّف، بدأ الموصليون يعرفون للمرة الأولى منذ سنوات طعم الاستقرار الأمني.