العشائر العربية تواكب بحذرٍ إعادة محاكمة موقوفي أحداث خلدة

ارتياح لنزاهة رئيس «التمييز العسكرية» وتخوف من المفاجآت

صورة تداولها ناشطون لعملية قطع الطريق مساء الجمعة (منصة إكس)
صورة تداولها ناشطون لعملية قطع الطريق مساء الجمعة (منصة إكس)
TT

العشائر العربية تواكب بحذرٍ إعادة محاكمة موقوفي أحداث خلدة

صورة تداولها ناشطون لعملية قطع الطريق مساء الجمعة (منصة إكس)
صورة تداولها ناشطون لعملية قطع الطريق مساء الجمعة (منصة إكس)

تستعدّ محكمة التمييز العسكرية في لبنان لتبدأ يوم الاثنين إعادة محاكمة 9 موقوفين بأحداث خلدة (جنوب بيروت) التي وقعت في الأول من أغسطس (آب) 2021 بين أبناء عشائر العرب ومسلحين من «حزب الله»، وأسفرت عن مقتل 3 عناصر من الحزب ومدنيين اثنين إثر اشتباكات مسلّحة بين الطرفين. ويتحضّر فريق الدفاع عن الموقوفين لتقديم مرافعات تبيّن أن الأحكام التي أصدرتها المحكمة العسكرية الدائمة بحقهم، وقضت بعقوبات تراوحت بين الأشغال الشاقة 5 سنوات و10 سنوات «كانت جائرة» ويطالبون بإبطالها.

وتترافق المحاكمة مع اعتصام ينفّذه أهالي الموقوفين وأبناء عشائر العرب، أمام مقرّ المحكمة العسكرية في بيروت، وسط تخوّف من تطيير الجلسة لأكثر من سبب، وأعلنت المحامية ديالا شحادة، من فريق الدفاع عن الموقوفين، أن «جلسة الاثنين ستكون مهمّة لكونها ستعيد استجواب الموقوفين من جديد، وسيكون متاحاً لهم دحض الاتهامات الموجهة إليهم، وتبيان أن الأحكام التي طالتهم صدرت بخلفية سياسيّة أكثر مما هي قانونية». وأكدت شحادة لـ«الشرق الأوسط»، أن فريق الدفاع «سيثير خلال الجلسة كيف أن التوقيفات والملاحقات والمحاكمات طالت طرفاً واحداً، أي أبناء عشائر خلدة الذين كانوا في حالة دفاع عن بيوتهم ومنطقتهم، واستثنت كلياً عناصر «حزب الله» الذين ظهروا بالصوت والصورة مدججين بالسلاح ويطلقون النار على منازل الآمنين من أبناء خلدة».

ما يثير غضب العشائر العربية، أن التوقيفات طالت أبناء خلدة دون أي شخص من الطرف الآخر، وقالت المحامية شحادة: «بعد أيام على أحداث خلدة، تقدمنا بشكوى أمام النيابة العامة التمييزية ضدّ عناصر (حزب الله) الذين دخلوا إلى خلدة، مرفقة بصورهم وأرقام سياراتهم، وأحيلت الشكوى على النيابة العامة العسكرية، وقد كلّفت الأخيرة مخابرات الجيش بإجراء التحقيق بشأنها لكن للأسف لم يستدع أي عنصر للتحقيق، ولا تزال الشكوى في أدراج مدير مخابرات جبل لبنان، كما طلبنا من قاضي التحقيق الذي وضع يده على الملفّ ضمّ الشكوى المقدمة من قبلنا إلى الملفّ لكن تم تجاهل هذا الطلب». وعبّرت شحادة عن تفاؤلها بمسار المحاكمة أمام محكمة التمييز العسكرية، وشددت على أن «رئيس المحكمة القاضي جون القزّي يتمتّع باستقلالية تامّة، ولا يخضع للضغوط السياسية لا من قريب ولا من بعيد، ويتعاطى مع القضية ببعدها القانوني».

واندلعت الاشتباكات المسلّحة في منطقة خلدة التي يقطنها سكان من العشائر العربية السنيّة ومؤيدون لـ«حزب الله»، على أثر تشييع الشاب علي شبلي الذي قتل على خلفية ثأرية ونعاه الحزب، ولم تحل التدابير الأمنية التي فرضها الجيش دون اندلاع الاشتباكات المسلّحة بين الطرفين.

أجواء الارتياح لدى العشائر، قابلها قلق من أهالي الموقوفين وأبناء خلدة، إذ عدَّ مصدر في عشائر خلدة، أن «ميزان العدالة مختلّ مع وجود طرف واحد متهم يخضع للملاحقة، وطرف آخر (حزب الله) محمي من المحاسبة، ويعد نفسه فوق القانون». وسأل المصدر عبر «الشرق الأوسط»: «كيف يمكن أن تتحقق عدالة، ولدينا عشرات الأشخاص من أبناء خلدة قيد الملاحقة الغيابية، وصادرة بحقهم مذكرات إلقاء قبض، والبعض وإن كان غير موقوف لكنه ممنوع من السفر؟». وقال: «حتى لو أنصفت محكمة التمييز الموقوفين التسعة وخفّضت عقوباتهم، فإن الظلم سيبقى قائماً طالما أن القانون يسري على الطرف المعتدى عليه، بينما الطرف المعتدي فوق القانون ولا يجرؤ أحد على التحقيق معه».

من جهته، قال النائب في تكتل التغييريين مارك ضوّ، في تغريدة له على منصّة «X»: «الاثنين المقبل هو موعد أول جلسة لإعادة المحاكمة واستجواب 9 موقوفين بأحداث خلدة». ورأى أنه «آن الآوان لوضع حدّ للحكم السياسي الذي أدى إلى استمرار سجن أشخاص من دون وجود أدلة حاسمة لارتكابهم أي جناية». وأضاف ضو: «نقف مع الشجعان وستبقى ساعين لتحقيق العدالة والدفاع عن المظلومين، من أهلنا في خلدة بوجه كل من يغدر بهم».

وغرد النائب أشرف ريفي بدوره متضامناً مع أهالي خلدة، مؤكداً: «سنبقى وإياهم في هذه القضية، كي يشعروا بأن دولتهم تحميهم والقضاء يؤمّن حقوقهم. الدولة لم تتجرأ على استدعاء أحد من المعتدين من حزب الله»، سائلاً: «إلى متى الصيف والشتاء تحت سقف واحد؟».



وفد فرنسي إلى تل أبيب لمناقشة هدنة مع «حزب الله»

صورة من الجانب الإسرائيلي للحدود تُظهر الدخان يتصاعد من موقع قصفته إسرائيل في بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان (أ.ف.ب)
صورة من الجانب الإسرائيلي للحدود تُظهر الدخان يتصاعد من موقع قصفته إسرائيل في بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

وفد فرنسي إلى تل أبيب لمناقشة هدنة مع «حزب الله»

صورة من الجانب الإسرائيلي للحدود تُظهر الدخان يتصاعد من موقع قصفته إسرائيل في بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان (أ.ف.ب)
صورة من الجانب الإسرائيلي للحدود تُظهر الدخان يتصاعد من موقع قصفته إسرائيل في بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان (أ.ف.ب)

يصل إلى إسرائيل، الأربعاء، وفد فرنسي رسمي للتداول معها في تحقيق هدنة مع «حزب الله» توقف التراشق الصاروخي القائم حالياً وتمنع التدهور إلى حرب شاملة.

وحسب مصادر في تل أبيب فإن الوفد يصل بموافقة الطرفين ومعرفة الحكومة اللبنانية، التي ستكون الجهة الرسمية في هذه الهدنة، التي تشترط إسرائيل أن يعلن «حزب الله» رسمياً وعلنياً قبوله بها، وأن تنفَّذ في وقت قصير وليس في مفاوضات طويلة.

والسبب، أنها تريدها هدنة توقف التهديد من الشمال وتمنع حرباً بين إسرائيل و«حزب الله»، وذلك قبل أن تضع الحرب أوزارها في غزة، حتى تركز تل أبيب على المواجهات مع الفلسطينيين (في غزة والضفة الغربية). وقد أبلغ الإسرائيليون فرنسا بأنهم يعطونها مدة محدودة للتوصل إلى اتفاق.

لكنّ هذا الموقف هو نقطة البداية. وفيه كمية من التبجح، الذي يميز سياسة تل أبيب. إذ إن إسرائيل معنية بهدنة كهذه مثل الحكومة اللبنانية إن لم يكن أكثر. فمن جهة تحتاج إلى الانفراد بالفلسطينيين من دون تهديد بجبهة أخرى، وعليها ضغوط من سكان بلدات الشمال الذين جرى إخلاؤهم من بيوتهم ويسكنون حالياً في فنادق منتشرة على شتى أنحاء الشمال والوسط. وهم يعلنون أنهم لن يعودوا إلى بيوتهم ما دامت «قوات رضوان» التابعة لـ«حزب الله» توجد على الحدود وتقيم مواقع عسكرية تطل على بيوتهم.

ويقول الإسرائيليون إن مفاوضات أوّلية جرت بينهم وبين «حزب الله» بواسطة فرنسا. وقد طلبت إسرائيل إبعاد الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني، لكنه رفض هذا الطلب بشكل قاطع. وقد طلب ألا تتدخل إسرائيل في قواته داخل لبنان وأن تشمل الهدنة قواته في سوريا.

وحسب الفرنسيين فإن المحادثات الأولية تشجع على المضي قدماً في المفاوضات لأنها لمست أن «حزب الله» يمكن أن يوافق على حزام أمني لا يتخطاه ولكن ليس عند الليطاني، كما لمست أن إسرائيل أيضاً مستعدة لانسحاب «حزب الله» إلى الوراء لمسافة أقصر من الليطاني، المهم أن يكون هناك حزام أمنى لا يدخله «حزب الله».

وتترافق مع هذه الهدنة خطة دعم اقتصادي للبنان، تحل أزمته الاقتصادية يجري تمويلها بأموال عربية وغربية، وتسوية القضايا العالقة في لبنان، مثل انتخاب رئيس جديد وتعيين قائد للجيش اللبناني الذي تنتهي ولايته الشهر القادم. وحسب مصادر فرنسية فإن الولايات المتحدة وعدة دول عربية شريكة في وضع هذه الخطة ومستعدة لدعمها.

ولم تتطرق المصادر الإسرائيلية إلى جوانب أخرى في المعركة مع «حزب الله» تتعلق بحلفائه الحوثيين، وحلفائه في العراق.


«حماس» تتراجع بعد رفض لبناني واسع لـ«طلائع طوفان الأقصى»

تظاهرة لمنظمة «أطباء بلا حدود» في وسط بيروت للمطالبة بوقف الحرب في غزة (رويترز)
تظاهرة لمنظمة «أطباء بلا حدود» في وسط بيروت للمطالبة بوقف الحرب في غزة (رويترز)
TT

«حماس» تتراجع بعد رفض لبناني واسع لـ«طلائع طوفان الأقصى»

تظاهرة لمنظمة «أطباء بلا حدود» في وسط بيروت للمطالبة بوقف الحرب في غزة (رويترز)
تظاهرة لمنظمة «أطباء بلا حدود» في وسط بيروت للمطالبة بوقف الحرب في غزة (رويترز)

لاقى إعلان حركة «حماس» في لبنان عن تأسيس «طلائع طوفان الأقصى» لـ«تحرير القدس»، رفضاً واسعاً وتحذيرات من العودة إلى الماضي، ما أدى إلى «تراجعها»، وتوضيح دعوتها بالتأكيد أن المقصود ليس عملاً عسكرياً.

وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي رفض هذه الخطوة، قائلاً: «هذا الأمر مرفوض نهائياً ولن نقبل به»، مشيراً في الوقت عينه إلى أن المعنيين عادوا وأوضحوا مقصدهم.

وفي بيانها التوضيحي، عدّدت «حماس» أسباب إطلاق «مشروع طلائع طوفان الأقصى» في لبنان، في «منع الشباب من الانجذاب إلى الظواهر المجتمعية الخطيرة والانجرار للاستخدام في مشاريع معادية ومضرّة، وربطهم بالقضية الفلسطينية والعمل من أجلها والدفاع عنها».

وفيما قالت إن «البرنامج لا يرتبط بتوجهات استراتيجية لها علاقة بالرجوع إلى الوراء نحو التجربة الفلسطينية السابقة، كما يمكن أن يتوهم البعض»، أكدت «على احترام سيادة لبنان، والالتزام بقوانينه، والحرص على أمنه واستقراره، وعدم التدخل بشؤونهم الداخلية».

ومع إجماع المعارضة على رفض دعوة «حماس» العسكرية، التي اعتبرت في معظمها أن المسؤولية الأساس تقع على «حزب الله» الذي يحتكر قرار الحرب والسلم، فإن مصادرها تعتبر أن ذلك يؤكد صوابية مواجهتها لسلاح الحزب الذي يشرّع الفوضى في لبنان، على حد تعبيرها. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «الجميع يعلم أنه لا توجد في لبنان حركة (حماس) إنما (حزب الله) الذي يربط ويخطط ويأمر وينفذ وكل الفصائل الفلسطينية لا تقوم بأي حراك إلا بطلب منه وبإشراف منه، وبالتالي البيان الذي أطلقته هو بيان صادر بطلب من الحزب».

وتشدد المصادر على أن «المواجهة كانت وما زالت وستبقى مع الحزب الذي يشرع لبنان على الفوضى انطلاقاً من سلاحه غير الشرعي ويفتح حدود لبنان أمام منظمات فلسطينية بعيداً عن اعتبارات وطنية»، مضيفة أن البيان التوضيحي لـ «حماس» كان نتيجة لرد الفعل اللبناني الذي شدد على أن البيان لا يمر على أحد ولم يصدر عن «حماس» بل عن «حزب الله».

وشدد رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، على رفض العمل المسلح الفلسطيني من لبنان، ومع تأكيده على وقوف الشعب اللبناني إلى جانب الشعب الفلسطيني، قال: «أي تفكير بعودة الإخوة الفلسطينيين إلى العمل المسلح انطلاقاً من لبنان هو مسألة غير مقبولة ومرفوضة».

وأضاف:. «الشعب اللبناني أقر اتفاق الطائف، وهو الاتفاق الذي نص على حل جميع الميليشيات المسلحة، وأكد على تثبيت سلطة الدولة اللبنانية الحصرية على كامل أرضها وترابها الوطني. كما أكد على التزام لبنان الكامل بقرارات الشرعيتين العربية والدولية، لا سيما القرار 1701».

وكان رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل قد رفض العودة إلى زمن ولّى، وكتب على حسابه على منصة «إكس» قائلاً: «(طلائع الأقصى) في فلسطين وليس في لبنان ولا من لبنان. لن نعود إلى زمن ولى».

بدوره، رفض رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، إقامة «حماس لاند» في لبنان. وكتب عبر منصة «إكس»: «نرفض بالمطلق إعلان حركة (حماس) في لبنان تأسيس (طلائع طوفان الأقصى)، ودعوتها الشّباب الفلسطيني إلى الالتحاق بها؛ كما نعتبر أن أي عمل مسلح انطلاقاً من الأراضي اللبنانية هو اعتداء على السيادة الوطنية». وذكّر باسيل «بما اتفق عليه اللبنانيون منذ عام 1990 في اتفاق الطائف بوجوب سحب السلاح من الفلسطينيين في المخيمات وخارجها، وبما أجمعوا عليه من إلغاء اتفاقية القاهرة التي شرّعت منذ 1969 العمل المسلح للفلسطينيين انطلاقاً من لبنان».

من جهته، عدَّ النائب أشرف ريفي إنشاء «طلائع طوفان الأقصى» خطأ جسيماً، مطالباً بـ«العودة عنه، لأنه يعيد ذاكرة لا يجب أن تُستعاد، وهو يضر بالقضية الفلسطينية لمصلحة محور الممانعة الذي يتاجر بها».

الموقف نفسه عبّر عنه قال رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» النائب كميل شمعون قائلاً في بيان له: «نرفض أن يكون لبنان (حماس لاند)، كما نرفض أن يتحول إلى ساحة صراع يتم تدميره من أجل بعض العملاء في الداخل لديهم أجندات خارجية، وذلك تحت أعين بعض الذين يدعون الغيارة على سيادة لبنان وتطاولهم على رأس المؤسسة العسكرية».


أيّ سيناريو في غزّة؟

فلسطينيون نزحوا من خان يونس إلى رفح الثلاثاء (د.ب.أ)
فلسطينيون نزحوا من خان يونس إلى رفح الثلاثاء (د.ب.أ)
TT

أيّ سيناريو في غزّة؟

فلسطينيون نزحوا من خان يونس إلى رفح الثلاثاء (د.ب.أ)
فلسطينيون نزحوا من خان يونس إلى رفح الثلاثاء (د.ب.أ)

لم تعد الحرب في غزّة إلى المربّع الأولّ. لا بل تخطّته وأصبحت في مرحلة متقدّمة. فظروف الوقفة الإنسانيّة خلقتها ظروف المعركة، فكانت منظومة القواعد (Regime) التي أدارت اللعبة بين «حماس» وإسرائيل، وبالواسطة بالطبع. ملكت «حماس» شيئاً حيوياً تريده إسرائيل، من رهائن وأسرى. فانصاعت إسرائيل مرغمةً للقبول بالوقفة الإنسانيّة. وعندما تلكّأت «حماس»، عجزاً أو عن قصد، في تلبية طلبات إسرائيل، عاد المدفع إلى دويّه. فهل كانت «حماس» تسيطر بالكامل على موضوع الرهائن، بالإدارة كما التفاوض؟ وهل فعلاً كانت تُدار أمور التفاوض من «حماس» فقط؟ أم تشاركت مع التنظيمات الأخرى، خصوصاً «الجهاد الإسلاميّ»؟ وهل هناك قطبة مخفيّة إقليميّة لدى «الجهاد الإسلاميّ» عقّدت موضوع التفاوض على الرهائن؟

لكن الذي لا يمكن لإسرائيل استرداده بسهولة هو منظومة الردع تلك التي لا يمكن لإسرائيل أن تقوم من دونها. فالصفعة تركت أثراً لن يُمحى في سجّل الهزائم الإسرائيليّة.

إذاً، هناك ظروف جديدة لأرض المعركة، كما للديناميكيّة السياسيّة المتعثّرة. وعليه، لا بد من إنتاج منظومة قواعد جديدة (New Regime)، ترتكز عليها الإدارة السياسيّة للعمليّة العسكريّة. لكن إنتاج منظومة القواعد الجديدة، يُحتّم رسم خرائط جديدة لتوزيع القوّة على مسرح الحرب. وهو فعلاً ما يحصل. فإسرائيل فاوضت في الدوحة، وحملت العصا في قطاع غزّة.

العملية العسكرية الإسرائيلية متواصلة ضد قطاع غزة (أ.ف.ب)

الأهداف الأميركيّة بين السطور

تفاوض أميركا في الدوحة عبر الخبير ويليام بيرنز مدير «س آي إيه». ويزور وزير خارجيّتها دولة إسرائيل. كما يطلب الرئيس بايدن حماية المدنيين الفلسطينيّين في حال الهجوم على جنوب القطاع. كما تعرض واشنطن عضلاتها في كلّ أرجاء منطقة الشرق الأوسط، بهدف ردع من تسوّل له نفسه الاستفادة من الحرب في غزّة. وهنا تتظهّر لغّة العصا والجزرة الأميركيّة. لكن من خلال قراءة تحليليّة للسلوك والخطاب الأميركيّين قد يمكن استنتاج ثلاثة خطوط عريضة للاستراتيجية الأميركيّة وهي:

• حماية إسرائيل ولجمها في الوقت نفسه.

• السماح بضرب حركة «حماس»، خصوصاً في البُعد العسكريّ، وبشكل لا تعود معه قادرة على تهديد أمن إسرائيل. وإذا تحقّق هذا الهدف، تكون «حماس» قد أُخرجت مما تُسمّى وحدة الساحات.

• وأخيراً وليس آخِراً، وفي حال نجاح الهدفين الأوّلين، قد يمكن للولايات المتحدة فتح باب الحلّ السياسيّ للقضيّة الفلسطينيّة.

السيناريو المُحتمل

يطول القصف الإسرائيليّ، بعد تجدّد القتال، كلاً من شمال غزة، مثل جباليا، كما جنوبها، وبخاصة خان يونس. فكيف سيكون عليه السيناريو المحتمل؟

مبنى دمرته الغارات الإسرائيلية على دير البلح بوسط قطاع غزة الثلاثاء (إ.ب.أ)

• من المنطقي والأسهل أن تبدأ إسرائيل من حيث توقّفت قبل الوقفة الإنسانيّة، أي من استكمال التطويق الكامل لمدينة غزّة، ومن ثم العمل على تقطيعها إلى مناطق صغيرة والتعامل معها كلّها وفي نفس الوقت.

• لا يمكن لإسرائيل أن تخوض هجومين في نفس الوقت على كلٍّ من مدينة غزّة، كما خان يونس. ويعود السبب إلى محدوديّة العديد العسكريّ للجيش الإسرائيليّ (169 ألف جندي في الخدمة الفعليّة). كما إلى حتميّة توزيع الجهد العسكريّ على جبهتين -شمال وجنوب.

• لا تجرؤ إسرائيل على زجّ كل جيشها في الخدمة الفعليّة، والمتمرّس على جبهتين في قطاع غزّة. فماذا لو فتحت جبهة لبنان عليها؟ ألا يحتّم التخطيط العسكريّ أن تؤّخذ كل السيناريوهات المحتملة في الحسبان؟

• لذلك قد يمكن اختصار السيناريو الأكثر احتمالاً على الشكل التالي:

o فصل القطاع إلى جنوب وشمال وبشكل كامل، مع تهجير أغلب السكان إلى الجنوب، حيث حُضّر الملاذ الآمن، كما المستشفيات الميدانيّة، في البر كما في البحر.

o استكمال عملية تطويق مدينة غزّة، والعمل على تدمير كلّ البنى التحتيّة لحركة «حماس»، من أنفاق، وقيادات وغيرها.

o السعي لتطويق خان يونس بالكامل، واقتراح التفاوض، على غرار ما حصل في بيروت عام 1982، مع الاختلاف الكامل بين الحالتين.


مسؤولون فلسطينيون: مقتل 45 شخصاً في قصف إسرائيلي وسط قطاع غزة

فلسطينيون يبحثون بين أنقاض منزل مدمر بعد الغارات الجوية الإسرائيلية على دير البلح جنوب قطاع غزة 5 ديسمبر 2023 (إ.ب.أ)
فلسطينيون يبحثون بين أنقاض منزل مدمر بعد الغارات الجوية الإسرائيلية على دير البلح جنوب قطاع غزة 5 ديسمبر 2023 (إ.ب.أ)
TT

مسؤولون فلسطينيون: مقتل 45 شخصاً في قصف إسرائيلي وسط قطاع غزة

فلسطينيون يبحثون بين أنقاض منزل مدمر بعد الغارات الجوية الإسرائيلية على دير البلح جنوب قطاع غزة 5 ديسمبر 2023 (إ.ب.أ)
فلسطينيون يبحثون بين أنقاض منزل مدمر بعد الغارات الجوية الإسرائيلية على دير البلح جنوب قطاع غزة 5 ديسمبر 2023 (إ.ب.أ)

قال مسؤولون في قطاع الصحة في قطاع غزة، إن 45 شخصاً على الأقل قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية على منازل في دير البلح بوسط قطاع غزة.

وقال إياد الجابري مدير مستشفى «شهداء الأقصى» في دير البلح لوكالة «رويترز» للأنباء، إن المستشفى استقبل 45 قتيلاً جراء القصف الإسرائيلي لمنازل 3 عائلات في دير البلح خلال الساعة الماضية.


واشنطن تطلب وضع حد لمماطلة إسرائيل في إقرار خطة ما بعد الحرب

نزوح فلسطيني في اتجاه الحدود المصرية الثلاثاء (د.ب.أ)
نزوح فلسطيني في اتجاه الحدود المصرية الثلاثاء (د.ب.أ)
TT

واشنطن تطلب وضع حد لمماطلة إسرائيل في إقرار خطة ما بعد الحرب

نزوح فلسطيني في اتجاه الحدود المصرية الثلاثاء (د.ب.أ)
نزوح فلسطيني في اتجاه الحدود المصرية الثلاثاء (د.ب.أ)

تتجه الإدارة الأميركية للضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب في غضون أسبوعين أو ثلاثة، وتمارس «ضغوطاً ناعمة» على تل أبيب للإسراع في إنهائها، ووضع حد للمماطلة في إقرار خطة واضحة المعالم لما سيحدث في اليوم التالي بعد انتهاء الحرب، على الرغم من استمرار الإسرائيليين في الحديث عن «حرب طويلة تستمر شهوراً عدة» في غزة. وقد وصل إلى إسرائيل، الثلاثاء، وفد للتداول حول الموضوع.

ويرأس الوفد الأميركي فيل غوردون، مستشار الأمن القومي لنائبة الرئيس، كامالا هاريس، وتتخلل الزيارة لقاءات للوفد مع الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، ووزير الدفاع، يوآف غالانت، وشخصيتين مقربتين من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، هما: مستشار الأمن القومي، تساحي هنغبي، ووزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر. كما يلتقي الوفد مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في رام الله، لنفس الغرض.

ووفق مصادر سياسية في تل أبيب، فإن إدارة بايدن تحاول منذ أسابيع حث نتنياهو على وضع تصور جدي لقطاع غزة ما بعد الحرب يأخذ في الاعتبار عودة السلطة الفلسطينية بشكل أو بآخر إلى الحكم، بوصف ذلك بديلاً أفضل لحكم حركة «حماس». ومع أن الوفد الأميركي لا يعد من قيادة الصف الأول في البيت الأبيض، فإنه جاء من الإمارات، بعد أن رافق هاريس، التي التقت هناك قادة عرباً على هامش قمة المناخ، وتكلمت هاتفياً مع قادة آخرين، بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأيضاً مع الرئيس الإسرائيلي هيرتسوغ، وتباحثت معهم جميعاً حول مستقبل غزة.

العملية العسكرية الإسرائيلية مستمرة في قطاع غزة وأميركا تحاول تسريع إنهائها (إ.ب.أ)

وأكدت المصادر الإسرائيلية أن هاريس وضعت عدداً من المبادئ الأساسية لغزة بعد الحرب (تحدثت عنها في مؤتمر صحافي)، وهي: لن تعود غزة قاعدة لشن عمليات إرهاب ضد إسرائيل، ولن يكون هناك ترحيل للفلسطينيين من قطاع غزة، ولن تكون إعادة احتلال إسرائيلي للقطاع، ولن تُقَلَّص مساحة القطاع.

ونقلت هذه المصادر عن هاريس قولها إن الولايات المتحدة تريد أن ترى وحدة بين قطاع غزة والضفة الغربية تحت قيادة السلطة الفلسطينية «التي يجب أن تمر بعملية تنشيط، وتدار وفقاً لطموحات الشعب الفلسطيني، بوجود سلطة قانون ومن دون فساد». وأكدت ضرورة إيجاد ترتيبات أمنية جديدة تكون مقبولة لإسرائيل والسلطة الفلسطينية، وفي إطارها توجد أجهزة أمن قوية.

وقد بدا أن هذه المبادئ قريبة في بعض بنودها وبعيدة في بنود أخرى عن أفكار مصرية لقطاع غزة، والتي تتضمن الخطوط العامة التالية:

* التشكيل الفوري لحكومة فلسطينية موحدة ومتفق عليها في قطاع غزة والضفة الغربية، تابعة للسلطة الفلسطينية، ونزع السلاح.

* تقديم مساعدات مادية خارجية للسلطة الفلسطينية لإعادة إعمار غزة وتحقيق الإجماع الفلسطيني حولها، بما يسمح لها بالسيطرة على الحكومة في غزة والحفاظ عليها بشكل فعال.

* استئناف عملية السلام مع خلق أفق سياسي ملموس ومحدد زمنياً لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ومبدأ الدولتين.

* السعي لإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح بمساعدة قوى خارجية مثل قوات حلف شمال الأطلسي أو قوات الأمم المتحدة أو القوات العربية أو القوات الأميركية.

* تعزيز المعسكر الإقليمي – الذي يضم إسرائيل أيضاً – ويضع أمام عينيه أهداف تعزيز السلام والاستقرار والتنمية والتعاون عبر الحدود.

موقع غارة إسرائيلية على قطاع غزة الثلاثاء (إ.ب.أ)

لكن إسرائيل، بقيادتها الحالية، ما زالت تتهرب من التداول في موضوع ما بعد الحرب. ويدلي رئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو، بمواقف تدل على خلاف جوهري مع واشنطن؛ فهو يقول إن الحرب ليست قريبة الانتهاء، وإن إسرائيل تعتقد أنه «من السابق لأوانه الحديث عما سيكون بعد الحرب قبل نهاية الحرب، فالمسألة مربوطة بالنتائج العسكرية».

ووفق نتنياهو فإن «السلطة الفلسطينية تشجع الإرهاب»، وهو يرفض «منحها جائزة على ذلك بمنحها غزة وكياناً ودولة»، إلا أن أوساطاً سياسية في تل أبيب، بمن في ذلك بعض الوزراء الحاليين، يقولون إن الحكومة لا تملك حقاً أخلاقياً لرفض حلول تطرحها الولايات المتحدة بمبادرتها؛ فالإدارة الحالية داعمة لإسرائيل من كل جانب محتمل، وأكثر من أي إدارة سابقة، ومن مصلحة إسرائيل الاستراتيجية أن تقبل اقتراحاتها ولا تخيب أملها.

ويقول باراك رافيد، مراسل موقع «أكسيوس» في إسرائيل والمراسل السياسي لموقع «واللا» العبري، إنه ليس من قبيل الصدفة أن هاريس هي التي تهتم بهذا الملف، وتُسمع صوتاً أميركياً حاداً أيضاً ضد المساس بالمدنيين في قطاع غزة، فهي التي أوكلت بتولي قيادة الطاقم الانتخابي في حملة بايدن، بين صفوف الشباب الأميركي، المعروف بغضبه على السياسة الإسرائيلية، وتنامي تأييده للقضية الفلسطينية، وعزوفه عن الانتخابات احتجاجاً على الدعم المطلق الذي تقدمه الإدارة لإسرائيل في حربها الدامية في قطاع غزة.

وفي السياق نفسه، خرج معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب بدراسة أوصى فيها الحكومة الإسرائيلية بزيادة التعاون بين إسرائيل ومصر في تشكيل الواقع في غزة في اليوم التالي للحرب، وصياغة فكرة استراتيجية منسقة تعمل على سد الفجوات بينهما، والتعاون مع حلفائهما الإقليميين والدوليين، وقال: «يجب على إسرائيل أن تتحرك في الاتجاهات التالية: أولاً؛ إقناع مصر بتصميمها وقدرتها على تحييد القدرات العسكرية والحكومية لـ«حماس»، بما يحول دون أن تكون عائقاً أمام استقرار الواقع البديل في قطاع غزة. وسيسهل ذلك على القاهرة قبول استبعاد المنظمة من الترتيبات المستقبلية؛ ثانياً؛ من الأفضل لإسرائيل أن تأخذ في الاعتبار التوقع المصري بأن تصبح السلطة الفلسطينية هي الهيئة الحاكمة في قطاع غزة في نهاية الحرب. حتى لو لم يكن دخولها إلى القطاع فورياً وغير مشروط، فمن الضروري وضع إطار عام يثبت عودتها وفقاً لجدول زمني محدد مسبقاً، مع توفير ضمانات موثوق بها بأن الترتيبات الحكومية المؤقتة لن تصبح دائمة؛ ثالثاً؛ يتعين على إسرائيل أن تسعى جاهدة إلى خلق أفق سياسي لتجديد عملية السلام الإسرائيلية – الفلسطينية، عندما تسمح الظروف بذلك؛ وأخيراً، يجب على رئيس وزراء إسرائيل أن ينكر بصوته المؤامرات المنسوبة لإسرائيل بشأن ترحيل سكان قطاع غزة إلى سيناء، وإزالة الفكرة من جدول الأعمال».

وقال: «أما بالنسبة لمصر، فيجب عليها أن تضمن أن البدء بعملية تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بعد الحرب سيحدث مع الأخذ بعين الاعتبار مصالح إسرائيل: أولاً، قدرتها على تشجيع السلطة الفلسطينية على الموافقة على تجريد القطاع من السلاح، وأن تتخذ السلطة الفلسطينية إجراءات بناءة للثقة تجاه إسرائيل، مثل وقف التحريض في وسائل الإعلام، وإصلاح المناهج الدراسية، ووقف دفع الأموال للإرهابيين. وستكون الخطوات بهذه الروح متسقة مع رؤية إدارة بايدن لإنشاء «سلطة فلسطينية متجددة»؛ ثانياً، إذا كانت مصر تعارض منح إسرائيل حرية العمل العسكري في قطاع غزة، فيتعين عليها أن تقدم إجابات بديلة للمخاوف الأمنية الإسرائيلية وتساعد في تحقيقها. وذلك على سبيل المثال من خلال القيادة المصرية لقوة عمل عربية مؤقتة في غزة أو الاندماج فيها، وزيادة الجهود للحد من تهريب الأسلحة على طريق فيلادلفيا وعلى المعابر الحدودية بين مصر وقطاع غزة، وضمان تنفيذ الملحق العسكري لاتفاق السلام الإسرائيلي المصري».


اقتحام نهاري لمخيم جنين يؤدي إلى مواجهات عنيفة

قوات إسرائيلية تقتحم مدينة جنين ومخيمها الثلاثاء (وفا)
قوات إسرائيلية تقتحم مدينة جنين ومخيمها الثلاثاء (وفا)
TT

اقتحام نهاري لمخيم جنين يؤدي إلى مواجهات عنيفة

قوات إسرائيلية تقتحم مدينة جنين ومخيمها الثلاثاء (وفا)
قوات إسرائيلية تقتحم مدينة جنين ومخيمها الثلاثاء (وفا)

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين، وجرحت واعتقلت آخرين في حملة اقتحامات واسعة للضفة، في اليوم الـ60 للحرب على قطاع غزة، ما يرفع عدد الذين قتلتهم إسرائيل منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلى 260 فلسطينياً في الضفة، وإلى 468 منذ بداية العام.

وتشن إسرائيل بشكل يومي سلسلة هجمات على مناطق واسعة في الضفة الغربية، تنتهي عادة بقتل واعتقال وجرح فلسطينيين، في ذروة حرب مفتوحة على الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الشاب محمد يوسف حسن مناصرة (25 عاماً) من قلنديا شمال القدس، قضى خلال اقتحام قوات الاحتلال للمخيم، الثلاثاء.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية، إن «قوات الاحتلال اقتحمت منزل الشهيد مناصرة بشكل عنيف، وقامت بتفجير باب المنزل الذي كان يقف خلفه استعداداً لفتحه لقوات الاحتلال التي فجرت باب المنزل بقنبلة تسببت بتفتيت جسده، واعتقل الاحتلال شقيقه عبد الله قبل أن ينسحب».

وكانت القوات الإسرائيلية قد اقتحمت المخيم لليوم الثاني على التوالي، ما فجّر مواجهات عنيفة خلّفت مصابين ومعتقلين.

وقتل الجيش الإسرائيلي يوم الاثنين، في المخيم، علي علقم، وهو ضابط في جهاز «الضابطة الجمركية» في السلطة الفلسطينية.

وقُتل مناصرة بعد ساعات من قتل الجيش الإسرائيلي، محمد سعدي الفروخ (22 عاماً)، وأنس إسماعيل الفروخ (23 عاماً) في بلدة سعير شمال شرقي الخليل.

تشييع جثماني أنس إسماعيل الفروخ (23 عاماً) ومحمد سعدي الفروخ (22 عاماً) في بلدة سعير بالخليل الثلاثاء (وفا)

واقتحم الجيش بلدة سعير، واشتبك مع الفلسطينيين هناك، وقتل الشابين الفروخ، وأصاب واعتقل آخرين. وبقتل الشبان الثلاثة، تكون إسرائيل قد قتلت 6 فلسطينيين خلال الـ24 ساعة الماضية.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن «حصيلة الشهداء في الضفة الغربية ارتفعت منذ بداية العام الحالي إلى 468، بينهم 260 شهيداً منذ السابع من أكتوبر الماضي».

وصعّدت إسرائيل بشكل كبير في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر، بعد هجوم «حماس» الذي قتلت خلاله 1200 إسرائيلي، واختطفت 240 إلى قطاع غزة، فأغلقت الضفة، وراحت تقتل وتعتقل الفلسطينيين بشكل يومي، من خلال عمليات شهدت كثيراً من العنف واستخدام الطائرات.

جنازة شابين قُتلا من الخليل في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل يوم الثلاثاء (رويترز)

واندلعت مواجهات عنيفة في مناطق مختلفة في الضفة الغربية، الثلاثاء، بما في ذلك في مخيم جنين شمال الضفة الغربية الذي اقتحمته إسرائيل في وضح النهار.

وقالت فصائل فلسطينية إنها تخوض اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال في شوارع متعددة في المخيم.

ووفق مصادر طبية، فإن 3 مواطنين على الأقل أصيبوا، بينهم سيدة بجروح خطيرة، في اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم جنين.

وقالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال المدعومة بأكثر من 40 آلية عسكرية اقتحمت المدينة ومخيمها من شارع جنين - الناصرة، وسط إطلاق كثيف للرصاص والقنابل الدخانية، ما أدى لإصابة مواطنتين وشاب، وُصفت إحداها بالخطيرة.

وأظهرت صور وفيديوهات اشتباكات مسلحة في مناطق متعددة في المخيم، قبل أن يطلب الجيش تعزيزات عسكرية في عملية يبدو أنها طويلة.

صورة لبلال صالح فوق قبره بقرية الساوية جنوب نابلس وقد قُتل في 28 أكتوبر بعيار ناري أثناء قطف الزيتون مع عائلته (أ.ف.ب)

وتهدف الاقتحامات عادة إلى قتل واعتقال فلسطينيين. وقال «نادي الأسير الفلسطيني» إن قوات الاحتلال اعتقلت، فجر الثلاثاء، 39 مواطناً من محافظات الضفة الغربية، بينهم سيدتان وعمال من قطاع غزة. وتركزت الاعتقالات في بيت لحم والخليل والقدس ونابلس ورام الله وجنين.


طلاب الجامعات في لبنان مثقلون بالانهيار المالي

مبنى الجامعة اللبنانية كلية العلوم (متداولة)
مبنى الجامعة اللبنانية كلية العلوم (متداولة)
TT

طلاب الجامعات في لبنان مثقلون بالانهيار المالي

مبنى الجامعة اللبنانية كلية العلوم (متداولة)
مبنى الجامعة اللبنانية كلية العلوم (متداولة)

مع انهيار النظام المالي في لبنان في 2019، وفي ظل سعر الصرف الآخذ في التراجع للعملة المحلية وارتفاع أسعار المحروقات، يرزح كثير من طلبة الجامعات تحت وطأة عقبات متزايدة تؤثر على مسيرتهم التعليمية، ومنها القدرة على التنقل، بحسب تقرر أعدته «وكالة أنباء العالم العربي».

وتتجمع معظم الجامعات في المدن الرئيسية اللبنانية، وخاصة في العاصمة بيروت، مما يشكل صعوبة أمام الطلبة الذين يعيشون في مناطق بعيدة، مثل الجنوب وجبل لبنان.

ويضطر كثير من هؤلاء الطلبة إلى البحث عن سكن في المدن الرئيسية، أو التنقل بشكل شبه يومي، وهما خياران كلاهما مر في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

ووفقاً لوزارة التربية والتعليم العالي، يوجد في لبنان 36 جامعة خاصة، بينما تضم الجامعة اللبنانية، وهي الجامعة الحكومية الوحيدة في البلاد، 19 كلية. ويدرس في الجامعات اللبنانية ما يقرب من 90 ألف طالب.

جاد سماحة (19 عاماً)، طالب حقوق في جامعة الحكمة الخاصة في بيروت، لجأ في بداية العام الدراسي الحالي في سبتمبر (أيلول) إلى استئجار بيت مع أصدقائه في منطقة الطيونة التي تبعد نحو عشر دقائق عن جامعتهم.

وقال سماحة لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «سكني الأساسي في مدينة صيدا، وطيلة السنة الماضية كنت أستقل الحافلات الصغيرة، أو أستقل سيارة والدي حتى أتمكن من الوصول إلى الجامعة، لكن هذا النمط في الحياة كان متعباً».

وأضاف: «حين أتوجه في الثامنة صباحاً إلى بيروت أو مع مغادرتي لها في الخامسة مساء أواجه صعوبات كبيرة، فهذا وقت ذروة الازدحام للقادمين والمغادرين، وهو ما ينعكس في التأخر عن حضور المحاضرات في الجامعة، فضلاً عن التأخر مساء في العودة إلى المنزل، حيث كنت أقضي نحو ساعتين في الطريق في معظم الأيام، بينما الوقت الذي يستغرقه الطريق في الأحوال العادية لا يزيد على 40 دقيقة».

وأوضح سماحة أن أحد أسباب انتقاله للعيش في بيروت هو ارتفاع تكلفة النقل؛ إذ تبلغ أجرة الحافلة من صيدا إلى منطقة الكولا في بيروت 100 ألف ليرة لبنانية (دولارين تقريباً)، ويحتاج بعدها إلى أن يستقل سيارة أجرة مقابل 150 ألف ليرة للوصول إلى الجامعة.

أما ياسمين حمدان (21 عاماً)، الطالبة في كلية الفنون الجميلة بالجامعة اللبنانية، فإنها تعيش في جبل لبنان بمنطقة عاليه، وأخذت قراراً مع بداية العام الدراسي هذا العام بأن تعود إلى الإقامة في منطقتها بعد أن كانت تقيم في بيروت طوال السنة الدراسية.

وقالت ياسمين: «كنت أسكن مع اثنتين من زميلاتي في الجامعة في شقة مقسمة إلى 3 غرف، وكل واحدة كانت تدفع إيجاراً لغرفتها يصل إلى 100 دولار شهرياً».

أضافت: «عندما استأجرنا الشقة قبل عامين، كان الإيجار يشمل فاتورة الماء واشتراك مولد الكهرباء، لكن الأمور بدأت تتغير مع ارتفاع الأسعار والخدمات، فطلب صاحب الشقة زيادة إيجار الغرفة أو أن ندفع فواتير الماء والكهرباء».

أما حسن خليل البالغ من العمر 20 عاماً فأشار إلى وجود العديد من الطلاب الذين يفضلون السكن داخل السكن الجامعي، أو البحث عن شقق سكنية متوسطة التكلفة، توفيراً للوقت والمال.

وقال خليل، الذي يدرس الطب في الجامعة اللبنانية، وهي الجامعة الحكومية الوحيدة في لبنان، إن الاستقرار في شقة سكنية أفضل من إضاعة الوقت في الطرق للتنقل بين المنزل والجامعة.

وأضاف: «في هذه الحالة يمكن للطالب أن يحصل على سرير في غرفة ويدفع شهرياً 60 دولاراً، على أن يدفع أيضاً خدمات الماء والإنترنت، أو أن يقوم باستئجار السرير مقابل 130 دولاراً على أن يشمل ذلك باقي الخدمات».

وأشار إلى أن المشكلة تكون لدى الطلاب الذين لا يعملون وما زالوا يعتمدون على عائلاتهم في دفع تكاليف الإقامة والدراسة.

ومضى قائلاً: «في السابق اعتمد إخوتي على والدي في مصاريفهم، كون الأوضاع كانت مقبولة من حيث تكلفة المعيشة، ففي ذلك الوقت كان باستطاعتهم تأمين 300 دولار شهرياً مصروفاً شخصياً، أما الآن، فيمثل هذا المبلغ إيجار الشقة فقط، وتوفير بعض الخدمات فحسب ولعدة أيام فقط في الشهر».

ومع ذلك، رأت منى سليمان (23 عاماً) أن تكلفة السكن الجامعي في الجامعات الخاصة أكبر مقارنة بالجامعة الرسمية.

وقالت لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «نحن لا نبحث عن الجامعة المناسبة لطموحنا التعليمي فقط، بل لدينا اعتبارات أخرى مثل السكن والنقل والإنترنت والطعام، ثم تأتي الحصص الدراسية في المرتبة الثانية».

ورأى الناشط الحقوقي جمال غانم أن رجال الأعمال الذين يملكون العديد من الجامعات الخاصة قد يكون في صالحهم إضعاف الجامعة اللبنانية الرسمية.

وقال لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «مشكلة بناء الكليات في المناطق اللبنانية تعود لأسباب عديدة، منها حاجة الجامعة إلى تمويل للتمكن من افتتاح فروع جديدة، إضافة إلى سوء إدارة التنمية المستدامة في الأرياف، فتم إهمالها على حساب المدن».

وأضاف: «العديد من الجامعات الخاصة، التي يملكها رجال أعمال أو مؤسسات دينية، هم وشركاء مع وزراء وسياسيين ونواب، وقد تكون من مصلحتهم إضعاف الجامعة اللبنانية الرسمية، لافتتاح مؤسساتهم التعليمية».

وأشار غانم إلى أن الطلاب، بعد عام 2020 والتوجه نحو التعليم عن بعد بسبب الجائحة، وجد كثيرون منهم أنها وسيلة مناسبة لتوفير أقساط السكن والنقل.

وعدّ أن «الحل يكون بدعم السكن الجامعي، وتأمينه بأسعار مقبولة للطلاب، أو المساهمة في إنشاء خطوط نقل مخصصة لهم بأجرة متوسطة تساعدهم على التنقل، كما أنها ستشكل مردوداً مالياً للجامعة».

وأضاف: «إذا كان الحل الأمثل وهو بناء الكليات (في المناطق البعيدة) غير ممكن، فيجب البحث عن حلول بديلة منتجة».


الأمم المتحدة: إنشاء مناطق آمنة في غزة غير ممكن

فلسطينيون ينعون أقاربهم الذين قُتلوا في قصف للجيش الإسرائيلي لقطاع غزة خارج المستشفى في خان يونس (أ.ب)
فلسطينيون ينعون أقاربهم الذين قُتلوا في قصف للجيش الإسرائيلي لقطاع غزة خارج المستشفى في خان يونس (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة: إنشاء مناطق آمنة في غزة غير ممكن

فلسطينيون ينعون أقاربهم الذين قُتلوا في قصف للجيش الإسرائيلي لقطاع غزة خارج المستشفى في خان يونس (أ.ب)
فلسطينيون ينعون أقاربهم الذين قُتلوا في قصف للجيش الإسرائيلي لقطاع غزة خارج المستشفى في خان يونس (أ.ب)

أكدت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، أنه «من المستحيل» إنشاء ما تسمى بمناطق آمنة يفر إليها المدنيون داخل قطاع غزة وسط حملة القصف الإسرائيلية، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال الناطق باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) جيمس إلدر لصحافيين في جنيف عبر رابط فيديو من القاهرة: «إن ما تسمى بالمناطق الآمنة... غير منطقية وغير ممكنة، وأعتقد أن السلطات على علم بذلك».

وأضاف: «لا يمكن أن تكون هذه المناطق آمنة ولا إنسانية عندما تعلن من جانب واحد».

وشدد إلدر الذي أمضى أياما عدة في قطاع غزة، على أنه «أمر قاسٍ ويظهر عدم مبالاة تجاه الأطفال والنساء في غزة»، واصفا الوضع بأنه «مروع ومقلق».

ووسع الجيش الإسرائيلي الذي يشنّ منذ 27 أكتوبر (تشرين الأول) هجوما بريا في شمال القطاع المحاصر، نطاق عملياته البرية لتشمل قطاع غزة برمّته مع نشر دبابات قرب خان يونس التي أصبحت بؤرة التوترات الجديدة.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ«حماس» الاثنين ارتفاع حصيلة القتلى إلى 15899 قتيلا، 70 في المائة منهم نساء وأطفال ومراهقون، جراء القصف الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر.

وأوضح إلدر أنه يمكن التحدث عن مناطق آمنة عندما يكون ممكنا ضمان حصول السكان على الغذاء والماء والدواء والمأوى.

وقال إن ما رآه خلال زيارته لغزة كان بعيدا عما تكون عليه المناطق الآمنة، مشيرا خصوصا إلى غياب المراحيض وأنظمة الصرف الصحي، ما يجعل تلك الأماكن معرضة لخطر انتشار الأمراض.

وأضاف: «إسرائيل هي القوة المحتلة وعليها توفير الغذاء والدواء والماء (...) وقف إطلاق النار وحده ينقذ أطفال غزة».


مقتل جندي لبناني بقصف إسرائيلي على مركز للجيش قرب الحدود

صورة مأخوذة من الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان تظهر قصفاً إسرائيلياً حول قرية عيتا الشعب يوم 5 ديسمبر 2023 (أ.ف.ب)
صورة مأخوذة من الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان تظهر قصفاً إسرائيلياً حول قرية عيتا الشعب يوم 5 ديسمبر 2023 (أ.ف.ب)
TT

مقتل جندي لبناني بقصف إسرائيلي على مركز للجيش قرب الحدود

صورة مأخوذة من الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان تظهر قصفاً إسرائيلياً حول قرية عيتا الشعب يوم 5 ديسمبر 2023 (أ.ف.ب)
صورة مأخوذة من الجانب الإسرائيلي من الحدود مع لبنان تظهر قصفاً إسرائيلياً حول قرية عيتا الشعب يوم 5 ديسمبر 2023 (أ.ف.ب)

قُتل عسكري لبناني وأصيب 3 آخرون، الثلاثاء، جراء قصف إسرائيلي استهدف أحد المراكز في جنوب البلاد، وفق ما أعلن الجيش، ليكون بذلك أول قتيل من المؤسسة العسكرية منذ بدء التصعيد عند الحدود الجنوبية.

وأفاد الجيش في بيان بـ«تعرض مركز عسكري للجيش في منطقة النبي عويضة - العديسة لقصف من قبل العدو الإسرائيلي، ما أدى إلى استشهاد عسكري وإصابة 3 آخرين»، وفق ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.


الجيش الإسرائيلي يخوض اشتباكات «في قلب منطقة خان يونس»

وحدة مدفعية إسرائيلية تعمل على الحدود مع غزة من جنوب إسرائيل 5 ديسمبر 2023 (رويترز)
وحدة مدفعية إسرائيلية تعمل على الحدود مع غزة من جنوب إسرائيل 5 ديسمبر 2023 (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي يخوض اشتباكات «في قلب منطقة خان يونس»

وحدة مدفعية إسرائيلية تعمل على الحدود مع غزة من جنوب إسرائيل 5 ديسمبر 2023 (رويترز)
وحدة مدفعية إسرائيلية تعمل على الحدود مع غزة من جنوب إسرائيل 5 ديسمبر 2023 (رويترز)

أكد الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أنه يخوض اشتباكات في «قلب منطقة خان يونس» وذلك بعد إعلانه توسيع عملياته البرية إثر فشل مفاوضات تمديد الهدنة التي استمرت 7 أيام.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على منصة «إكس»: «نحن موجودون... في قلب منطقة خان يونس، ونشهد أكثر الأيام كثافة منذ بدء المناورة البرية من حيث عدد المخربين القتلى، وعدد الاشتباكات وإطلاق النيران براً وجواً»، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.