نتنياهو عن مواقف بن غفير وسموتريتش: أنا من أقرر

رداً على التهديدات المتزايدة بتفكيك الائتلاف إذا قدم تنازلات في إطار اتفاق مع السعودية

نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة (رويترز)
نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة (رويترز)
TT

نتنياهو عن مواقف بن غفير وسموتريتش: أنا من أقرر

نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة (رويترز)
نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة (رويترز)

قلل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من تأثير معارضة وزراء في حكومته لتقديم تنازلات للفلسطينيين، في إطار اتفاق سلام محتمل مع المملكة العربية السعودية، مؤكداً أنه هو الذي يقرر، وليس أي أحد آخر.

وأكد نتنياهو، في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية، أنه هو صاحب القرار داخل حكومته، التي اتخذت قراراً سابقاً بمنع انهيار السلطة الفلسطينية، على الرغم من تحفظ الوزيرين، بتسلئيل سموتريتش وزير المالية، وإيتمار بن غفير وزير الأمن القومي. وقال نتنياهو، عن ردود فعل سموتريتش وبن غفير، التي حملت تهديدات بحل الائتلاف إذا ما تم تقديم تنازلات للفلسطينيين: «إنهم يتحدثون، وفي النهاية هم سياسيون».

إسرائيليون مؤيدون لنتنياهو قرب مبنى الأمم المتحدة في نيويورك الجمعة (أ.ف.ب)

ورداً على سؤال حول كيف سيتمكن من تمرير أي إجراءات لصالح الفلسطينيين في ائتلافه الحالي، في ظل مواقف هكذا، أجاب نتنياهو: «الناس لا يدركون كيف يعمل الائتلاف الحالي. إنهم هم الذين انضموا إلي، ولست أنا من انضم إليهم». وعندما تم تذكير نتنياهو بتصريح سموتريتش تحديداً بأن الشعب الفلسطيني غير موجود، ردّ نتنياهو بقوله مجدداً إنه هو صاحب القرار، وأشار إلى قرار مجلس الوزراء بالحيلولة دون انهيار السلطة الفلسطينية. وكان بن غفير وسموتريتش هددا نتنياهو بالانسحاب من الحكومة إذا شهد أي اتفاق سلام مع السعودية تقديم تنازلات للفلسطينيين.

حديث بين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش (أرشيفية - أ.ب)

ونقلت القناة الإسرائيلية (12) عن مسؤولين مقربين من بن غفير قولهم إن «أي تنازلات يتم تقديمها للفلسطينيين في إطار اتفاق سلام مع السعودية سيؤدي لحل الحكومة... إذا بدأوا عملياً في تقديم تنازلات، فهذه إشارة إلى أن بيني غانتس (زعيم معسكر الدولة المعارض) سيدخل المشهد» في إشارة إلى حكومة وحدة وطنية محتملة.

وقال المسؤولون المقربون من بن غفير إنه أخبر نتنياهو أنه لن يسمح بالسلام مقابل التنازل عن الأرض أو مقابل المس بسيادة إسرائيل.

ويأتي موقف حزب بن غفير المتماهي مع موقف حزب سموتريتش، بعد أن أرسل 13 نائباً من حزب الليكود «رسالة مفتوحة» إلى نتنياهو، حذروا فيها من أنه لن يتم قبول السلام إلا «مقابل السلام، وليس الأراضي».

وزادت المعارضة الإسرائيلية مع تأكيد نتنياهو أن السلام أصبح أقرب في المنطقة. وكان نتنياهو قال لشبكة الأخبار الأمريكية «فوكس نيوز»، بعد ساعات من خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: «إننا نقترب من السلام كل يوم». وقال نتنياهو حول فرص التوصل إلى اتفاق مع السعودية: «عندما يكون هناك 3 قادة (ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الأميركي جو بايدن، ونتنياهو) يريدون التوصل إلى نتائج، فإن ذلك يزيد من فرص نجاحنا في القيام بذلك». واعتبر نتنياهو أن من الممكن التوصل إلى اتفاق مع السعودية، على الرغم من أن نافذة الفرص ضيقة جداً. موضحاً: «إذا لم نحقق ذلك في الأشهر المقبلة، فسيتم تأجيل الاتفاق لعدة سنوات».

وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير خلال جلسة للحكومة في 10 سبتمبر الحالي (إ.ب.أ)

أما حول ربط القضية الفلسطينية بالاتفاق، فقال نتنياهو: «يجب أن يكون الفلسطينيون جزءاً من العملية، لكن يجب ألا يكون لديهم حق النقض (الفيتو) على هذا الاتفاق. السبب وراء عدم التوصل إلى اتفاق سلام جديد منذ 25 عاماً هو أنهم قالوا إنه يجب أولاً التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين. لكنهم لا يريدون دولة إلى جانب إسرائيل، بل دولة بدلاً من إسرائيل. وسأفكر في السبل التي يمكنهم من خلالها الاستفادة من العملية دون تعريض احتياجاتنا الأمنية للخطر».



اندفاعة عربية ودولية نحو دعم لبنان تدشّنها زيارة ماكرون

الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام في القصر الجمهوري (رويترز)
الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام في القصر الجمهوري (رويترز)
TT

اندفاعة عربية ودولية نحو دعم لبنان تدشّنها زيارة ماكرون

الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام في القصر الجمهوري (رويترز)
الرئيس اللبناني جوزيف عون ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام في القصر الجمهوري (رويترز)

يشكّل انتخاب الرئيس اللبناني جوزيف عون وتسمية الرئيس المكلّف نواف سلام لتأليف الحكومة الأولى للعهد الجديد، موضع اهتمام عربي ودولي غير مسبوق، وهذا ما تترجمه الزيارات التي يبدأها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت، الجمعة، لتهنئة الرئيس عون والرئيس المكلف.

وفي حين جال وزير خارجية إسبانيا والاتحاد الأوروبي خوسيه مانويل ألباريس على المسؤولين اللبنانيين، الأربعاء، بالتزامن مع لقاءات مماثلة لوزير خارجية الدنمارك لارس لوكه راسموسن، من المقرر أن يصل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السبت إلى بيروت، ثم يبدأ مسؤولون عرب وأجانب في الوصول إلى العاصمة اللبنانية بدءاً من الأسبوع المقبل.

وعدّ سفير لبنان السابق في واشنطن أنطوان شديد، أن «لبنان مهمّ جداً للمنطقة والعالم، والتغييرات التي تحصل الآن في لبنان هي جزء من المتغيرات التي تحصل على مستوى المنطقة». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاهتمام الدولي بلبنان لم يبدأ اليوم، بل تبلور خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة، وكان للولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وفرنسا الدور الأكبر في التوصل إلى قرار وقف إطلاق النار». وأشار السفير شديد إلى أن «الاستقرار في لبنان وانتظام العمل الدستوري مسألة مهمة جداً لإرساء الاستقرار في المنطقة، وتجلَّى ذلك بانتخاب رئيس الجمهورية وإطلاق عجلة تأليف الحكومة».

ضمانة عون وسلام

ويشكّل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف الآن، ضمانة إطلاق مسيرة الدولة وعدم عودة عقارب الساعة إلى الوراء، وذكّر السفير أنطوان شديد بأن «زيارة الرئيس الفرنسي هي فاتحة زيارات عدد من القادة الدوليين والعرب؛ للتعبير على الدعم المطلق للدولة اللبنانية برئيسها وحكومتها وجيشها ومؤسساتها الدستورية». وقال: «نحن أمام مرحلة من الدعم الدولي غير المسبوق للعهد وللدولة، والمهم أن يتلقف لبنان هذا الدعم بإيجابية، وأعتقد أن ما أعلنه الرئيس عون أمام الوفود التي زارته، عن هجمة عربية دولية تجاه لبنان لتقديم الدعم والمساعدة في عملية بناء الدولة يعبّر عن الحقيقة التي يعرفها الرئيس عون، عمّا ينتظر لبنان من الأشقاء والأصدقاء في المرحلة المقبلة».

من جهته، عدَّ الوزير السابق رشيد درباس أن «الاهتمام الدولي بلبنان، يؤشر بوضوح إلى أن لبنان خرج من حالة الاضطرابات والاختلال الأمني، ولم يعد منصّة للتخريب على أمن المنطقة». ورأى في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «زيارة الرئيس الفرنسي وما يليها من توافد لقيادات عربية وعالمية إلى بيروت، يعطي انطباعاً بعودة الثقة إلى اللبنانيين بمجرد أن انتخبوا رئيساً للبلاد وشكَّلوا حكومة»، مشيراً إلى أن «هذا الانفتاح مقدمة لمساعدة لبنان على الاستثمار في عوامل الأمان والتنمية وتخفيف النزاعات وخروجه من العدمية والفوضى».

وقال: «إن مجيء الرئيس ماكرون أو غيره من الشخصيات العالمية، دليل على أنهم باتوا شركاء مع اللبنانيين في بناء الدول ومؤسساتها، ومنخرطين في عملية تعامي لبنان عن الأمراض التي كانت تسكنه».

ويقرأ البعض في هذه الزيارات تدخلاً في الشؤون اللبنانية، إلّا أن درباس رأى أن «بعض اللبنانيين وتحديداً الثنائي الشيعي لم يقرأوا المتغيرات في المنطقة ولا التقلبات في موازين القوى، بل أصروا على خطاب حماسي يعمي البصيرة»، لافتاً إلى أنه «عندما كان لدى هذا الفريق (الثنائي الشيعي) الحقّ بالشراكة القوية في تسمية رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة، رفضوا كلّ العروض وأصروا على إضاعة الفرص، إلى أن فُرضت الخيارات عليهم من الخارج»، متمنياً «الانتهاء من مرحلة تضييع الفرص على البلد وانتهاك الدستور تحت حجّة الحفاظ على السيادة التي بذريعتها أصبحنا على عداء مع كل الأشقاء والأصدقاء، ومزاعم تحرير فلسطين ومقولة أن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت».

مقاطعة شيعية غير مطمئنة

وعكست مقاطعة كتلتي الثنائي الشيعي (أمل وحزب الله) الاستشارات أجواء سلبية عشية توافد المسؤولين الدوليين والعرب على لبنان، ورأى المحلل السياسي توفيق هندي أن «الخيار الذي ذهب إليه الثنائي الشيعي بمقاطعة الاستشارات غير الملزمة لا يطمئن ولا يلاقي إرادة اللبنانيين في الداخل وإرادة الأشقاء والأصدقاء في الخارج»، مبدياً أسفه كيف أن «هذا الفريق يعلن مقاطعته الاستشارات غير الملزمة، وبالوقت نفسه يؤكد على رغبته المشاركة في الحكومة»، مشدداً على أن «خطاب القسم الذي ألقاه الرئيس جوزيف عون جاء على قدر آمال اللبنانيين، وشكَّل بارقة رجاء لدول العالم، ولاقاه بذلك كلام الرئيس المكلف نواف سلام من القصر الجمهوري عندما وضع الخطوط العريضة لمشروع بناء الدولة».