مفوضية الانتخابات العراقية تبعد أقارب المرشحين حتى الدرجة الرابعة

مفوضية الانتخابات العراقية تبعد أقارب المرشحين حتى الدرجة الرابعة
TT

مفوضية الانتخابات العراقية تبعد أقارب المرشحين حتى الدرجة الرابعة

مفوضية الانتخابات العراقية تبعد أقارب المرشحين حتى الدرجة الرابعة

قررت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق إبعاد موظفيها من أقارب المرشحين حتى الدرجة الرابعة عن تقلد أي مناصب مهمة في اللجنة، ووقفهم عن العمل يوم الاقتراع.

كما أكدت اللجنة استبعاد 18 حزباً من سباق الانتخابات لعدم اكتمال شروط تسجيلها. وقالت جمانة الغلاي، المتحدثة باسم مفوضية الانتخابات الاتحادية، لـ«وكالة أنباء العالم العربي» (الاثنين): «مجلس المفوضين قرر إبعاد الموظفين في المفوضية، الدائمين والمتعاقدين، من أقارب المرشحين حتى الدرجة الرابعة عن مراكز التسجيل والمكاتب الانتخابية».

وتقام انتخابات مجالس المحافظات في العراق في 18 ديسمبر (كانون الأول) في 15 من أصل 18 محافظة عراقية. ومن المنتظر إقامة انتخابات مجالس محافظات إقليم كردستان الثلاث، وهي أربيل والسليمانية ودهوك، في الربع الأول من العام المقبل.

وتعد انتخابات مجالس المحافظات الخطوة الأولى في رسم الخريطة السياسية للبلاد، كونها تمثل اللمسات الأولى للتحالفات السياسية من خلال ائتلافات تشكيل الحكومات المحلية للمحافظات، وقياس قوتها في السيطرة على مفاصل الدولة والمجتمع ومدى إمكانية تطويع مواردها المادية والبشرية في الانتخابات البرلمانية.

وأجريت آخر انتخابات محلية في العراق في 2013، ومع اجتياح تنظيم «داعش» الأراضي العراقية في العام التالي، واصلت مجالس المحافظات عملها حتى قرر رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي إلغاءها في 2019.

وأضافت المتحدثة: «القرار يشمل موظفي الاقتراع في المراكز الانتخابية؛ حيث سيجري إيقافهم عن العمل يوم التصويت».

«المفوضية عملت مع مؤسسات الدولة ووضعنا آلية للكشف عن أقارب المرشحين من موظفي المفوضية، وجرى تشكيل لجنة تعمل على تدقيق هذه المعلومات مع مؤسسات الدولة الأخرى بالتعاون مع الأمم المتحدة».

وكان عماد جميل، عضو الفريق الإعلامي لمفوضية الانتخابات، قال لـ«وكالة أنباء العالم العربي» في يونيو (حزيران) إن العراق بحاجة إلى 250 ألف موظف موزعين على 990 مركزاً انتخابياً لإدارة الانتخابات المحلية.

ويشارك في الانتخابات 39 تحالفاً من 296 حزباً مسجلاً في دائرة الأحزاب، ويحق لنحو 13 مليون عراقي في 15 محافظة التصويت.

وكشفت الغلاي في حديثها إلى «وكالة أنباء العالم العربي» عن استبعاد 18 حزباً من سباق الانتخابات «لأسباب غالبيتها إدارية». وأضافت: «بعض الأحزاب لم تكتمل إجراءات تسجيلها، وبعضها لم يعقد اجتماعه التأسيسي السنوي لاختيار القيادات، حسب الأنظمة الداخلية المقدمة إلى دائرة الأحزاب في المفوضية».


مقالات ذات صلة

علاوي: حاول صدام قتلي لكنني رفضت رؤيته معتقلاً لدى الاحتلال

خاص اياد علاوي (غيتي) play-circle 01:57

علاوي: حاول صدام قتلي لكنني رفضت رؤيته معتقلاً لدى الاحتلال

ما أصعب الاقتراب من موضوع صدّام حسين. الرجل مستفز، سواء أقام في القصر أو تمدد في القبر. فماذا يقول عنه إياد علاوي الذي كاد يكون ضحية لـ «فأس» نظامه؟ هذه روايته.

غسان شربل (لندن)
المشرق العربي رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي يستقبل وفداً من أعضاء مجلس الأمة الكويتي برئاسة النائب الشيخ فهد فلاح بن جامع الخميس الماضي (البرلمان العراقي)

نواب في «الإطار الشيعي» يتمسكون بإبطال اتفاقية «خور عبد الله»

ما زالت قضية الحكم الذي أصدرته المحكمة الاتحادية بشأن إبطال اتفاقية خور عبد الله مع دولة الكويت، محل اهتمام ومتابعة الأوساط البرلمانية والسياسية العراقية.

فاضل النشمي (بغداد)
تحليل إخباري السوداني يتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس (رئاسة الوزراء العراقية)

تحليل إخباري السوداني يكسب جولة نيويورك ويستعد للقاء بايدن في البيت الأبيض

وسط شكوك مشوبة بحذر من مؤيديه ونوع من السخرية من خصومه سافر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى نيويورك مترئساً وفد بلاده إلى اجتماعات الجمعية العمومية.

شؤون إقليمية رئيس الأركان الإيراني محمد باقري (إرنا)

إيران تمهل العراق «بضعة أيام» لطرد الأحزاب الكردية المعارضة

قال رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية محمد باقري إنه يجب ألا يكون هناك وجود للمعارضة الكردية الإيرانية المسلحة في إقليم كردستان وسائر أنحاء العراق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي صورة نشرها الجيش العراقي لرتل عسكري خلال مطاردة خلايا «داعش» في الأنبار 9 سبتمبر الحالي

بغداد وباريس تضعان خططاً لتفكيك أهداف «داعش» الخفيّة في العراق

وضعت القوات الأمنية العراقية بالتنسيق مع التحالف الدولي خطة لتدمير وتفكيك أهداف خفية لتنظيم «داعش» الإرهابي، في المناطق الساخنة شرق محافظة صلاح الدين.

حمزة مصطفى (بغداد)

الجيش الإسرائيلي يشن غارة على نقطة عسكرية لـ«حماس» في غزة

قوات أمن إسرائيلية تنتشر وسط اشتباكات مع متظاهرين فلسطينيين في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
قوات أمن إسرائيلية تنتشر وسط اشتباكات مع متظاهرين فلسطينيين في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يشن غارة على نقطة عسكرية لـ«حماس» في غزة

قوات أمن إسرائيلية تنتشر وسط اشتباكات مع متظاهرين فلسطينيين في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
قوات أمن إسرائيلية تنتشر وسط اشتباكات مع متظاهرين فلسطينيين في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم (السبت)، إصابة ثلاثة مواطنين برصاص الجيش الإسرائيلي بشرق القطاع.

وقال شهود لوكالة أنباء العالم العربي إن مئات الشبان الفلسطينيين خرجوا في مظاهرات احتجاجية على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، وتخلل المظاهرات إشعال النار في الإطارات المطاطية وإطلاق البالونات الحارقة تجاه البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع.

وردت قوات الجيش الإسرائيلي بإطلاق قنابل الغاز والرصاص المعدني لتفريق المحتجين.

وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي شن غارة جوية على نقطة عسكرية تابعة لـ«حماس» في قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، بحسابه على منصة «إكس» (تويتر سابقاً): «أغارت طائرة مسيّرة للجيش على نقطة عسكرية تابعة لمنظمة حماس تقع في مكان متاخم للمكان الذي جرت فيه أعمال الشغب العنيفة وأيضاً أطلقت منه النار نحو قواتنا بالقرب من السياج الأمني مع قطاع غزة».

وكانت وزارة الصحة في غزة قد أعلنت، أمس (الجمعة)، إصابة 31 فلسطينياً برصاص القوات الإسرائيلية على الحدود الشرقية للقطاع.


علاوي: حاول صدام قتلي لكنني رفضت رؤيته معتقلاً لدى الاحتلال

TT

علاوي: حاول صدام قتلي لكنني رفضت رؤيته معتقلاً لدى الاحتلال

اياد علاوي (غيتي)
اياد علاوي (غيتي)

ما أصعب الاقتراب من موضوع صدّام حسين على رغم المسافة التي تفصلنا عن موعد التفاف حبل المشنقة حول عنقه، في 30 ديسمبر (كانون الأول) 2006. والحقيقة هي أن الرجل مستفز، سواء أقام في القصر أو تمدد في القبر. ضحاياه وأعداؤه كثر. وأنصاره ليسوا قلائل. وفي العراق لا يداوي الوقت الجروح، بل يدسّ الملح فيها. صعب على من دفع ثمن ظلم صدام أن يقرأ أنه كان يقود مقاومة ضد الاحتلال الأميركي أو أنه كان نزيهاً في تعامله مع المال العام. وصعب على أنصاره أن يسلّموا أن صورته تقتصر على صورة الحاكم البطاش، الذي أدمى بلاده والإقليم. لكن متعة الصحافة تكمن في الاقتراب من جمر المحطات وجمر القساة الذين تركوا بصماتهم على مصائر الخرائط وسكّانها.

قبل شهور التقيت في عاصمة عربية عراقياً ربطته بالرئيس صدام حسين «علاقات عمل ومودة» أفسحت المجال لمئات اللقاءات بينهما. اعتذر الرجل عن عدم التحدث باسمه لأسباب أمنية، لكنه قال كلاماً استوقفني. كشف أنه التقى صدام حسين مرتين بعد سقوط نظامه. الأولى على أطراف الفلوجة في 11 أبريل (نيسان) 2003، أي بعد يومين من سقوط النظام، والثانية في بغداد في 19 يوليو (تموز) التي كانت في قبضة القوات الأميركية.

رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي خلال حواره مع رئيس التحرير غسان شربل (الشرق الأوسط)

روى أن صدّام كان قريباً من ساحة الفردوس، حين قامت مدرعة أميركية بإسقاط تمثاله. وأضاف أن صدام قاد في الليلة نفسها، من مقر سري قريب، أول عملية لـ«المقاومة» ضد الأميركيين، وهي استهدفت مواقع لقواتهم في محيط مسجد أبو حنيفة النعمان بالأعظمية، وأنه كاد يشارك شخصياً في الهجوم لكن مرافقيه منعوه خوفاً عليه. وذكر أن صدام غادر بغداد إلى هيت، ومنها إلى الفلوجة، حيث عقد اجتماعاً أمنياً بحضور نجله قصي دعا خلاله إلى نصب كمائن للقوات الأميركية «كي يعرفوا أن العراق لقمة صعبة». وزاد أن صدام توجّه في اليوم التالي إلى بغداد، والتقى في مقر بديل بمنطقة الدورة محاسبي ديوان الرئاسة، وحصل منهم على مبلغ مليون و250 ألف دولار، ووقّع على ورقة تقول إن الهدف من القرض «إدامة عمليات للمقاومة ضد الاحتلال الأميركي وعليّ اعادتها في أقرب الأجلين». وأكد أن صدام تحدث في لقاء بغداد في يوليو محذراً من «أن سقوط العراق سيعني امتداد نفوذ إيران حتى المغرب».

إسقاط تمثال صدام في بغداد عام 2003 (أ.ف.ب)

علّمنا أساتذة المهنة أن نستقبل الروايات بالقدر الضروري من التحفظ، وأن نبحث عن المزيد منها. التقيت أيضاً رجلاً عمل في القصر إلى جانب صدام وسألته عن انطباعاته. انتقد الرجل قرار غزو الكويت، معتبراً أنه قصم ظهر العراق، لكنه حرص على الإشارة إلى «نزاهة صدام الذي ادعى الإعلام أنه كدّس المليارات في حسابات سرية في الخارج أو في مقراته. الفساد الحقيقي حصل بعد سقوط النظام، وأنتم نشرتم على لسان مسؤولين أن الأموال الضائعة هي في حدود 500 مليار دولار». قال الرجل الذي عاش مع صدام الشاب في منزل واحد أيام العمل السري: «تستطيع القول إنه قاسٍ أو مفرط في القسوة، لكنه كان يعدُّ نهب المال العام نوعاً من الخيانة». حرص أيضاً على القول إن صدّام كان يدير قسماً من المقاومة ضد الاحتلال الأميركي.

صدام... لا ندم أو انكسار

كان صدّام قابعاً في سجنه في قبضة الجنود الأميركيين. أبلغ الأميركيون عدداً من السياسيين أن باستطاعتهم زيارة سيّد بغداد السابق ورؤيته في المعتقل. ذات يوم فوجئ صدام بزيارة له قام بها عدد من معارضيه وأعدائه. عدنان الباجه جي وعادل عبد المهدي وهوشيار زيباري وأحمد الجلبي وموفق الربيعي، الذي سيشرف لاحقاً على عملية إعدامه. قال لي الجلبي لاحقاً إنه ذهب لرؤية ما كان يصعب تصوّر حدوثه، مضيفاً أن المشهد كان يستحيل حدوثه لولا التدخل العسكري الأميركي. اعترف أيضاً أن صدام لم يُظهر ندماً أو انكساراً، وحين استخدم الربيعي ألفاظاً خشنة في التحدث إليه، ردّ عليه بعبارات قاسية ومهينة.

صدام حسين خلال محاكمته (غيتي)

كان باستطاعة عضو مجلس الحكم ورئيس الوزراء لاحقاً إياد علاوي أن يذهب لزيارة أكبر معتقل في تاريخ العراق الحديث. كان باستطاعته أيضاً أن يرشق صاحب الفأس التي أدمته بنظرة احتقار أو شتيمة. لم يفعل. قال إن اثنين امتنعا عن هذه الزيارة:

امتنعت عن الذهاب لأن الشماتة ليست من عاداتنا، خصوصاً حين يكون خصمك في وضع لا يسمح له بالرد عليك. ثم إن صدام، وعلى رغم كل ما فعله بالبلاد وبي شخصياً، كان رئيساً للعراق ولم أرغب في رؤية رئيس العراق أسيراً في سجن أميركي. يُضاف إلى ذلك أننا كنا نحلم بتأسيس العراق الجديد على قاعدة العدالة لا على قاعدة الثأر. الرجل الثاني الذي رفض مشاهدة صدام في المعتقل هو مسعود بارزاني، الذي خاض ضده مواجهات طويلة ودفع آلاف الضحايا من عشيرته وشعبه وعائلته المباشرة. وكان بارزاني قال لـ«الشرق الأوسط» إنه لم يذهب لرؤية صدام معتقلاً «لأن الشماتة ليست من شيم الرجال».

يعتقد سياسيون عراقيون، وبينهم علاوي، إن طريقة إعدام صدّام فجر عيد الأضحى كانت خطأ حقق له ما كان يرمي إليه من مكابرة أظهرها لحظة الإعدام. فقبيل التفاف الحبل حول عنقه، نظر صدام إلى الربيعي وقال له: «هذا الحبل للرجال هذا الحبل للرجال». وكان صدام استقبل قرار المحكمة بإعدامه بشعارات من نوع «الموت للفرس» و«الموت لإسرائيل».

كان علاوي مؤيداً لمحاكمة صدام وإنزال العقوبة اللازمة بحقه. وها هو يروي.

شعرت يوم إعدام صدام بألم كبير. كنت اقترحت على الأميركيين أن يتم إجراء حوار مع الرجل علّه يروي لنا قصة العراق في السنوات الطويلة التي كان فيها صاحب القرار فيه. كنت أريد أن يعرف العراقيون ماذا حدث بلسان الرجل نفسه. لماذا حارب إيران، وما هي ملابسات الحرب؟ ولماذا غزا الكويت وكيف اتخذ القرار؟ لماذا أعدم وجبات كبيرة من المواطنين المعارضين ومن البعثيين أيضاً؟ ولماذا شنّ الحروب الفظيعة على الأكراد؟ ولماذا اغتال معارضين في الخارج أو حاول اغتيالهم وأنا بينهم؟ كنت أريده أن يروي وما كان لروايته أن تمنع محاكمته. كان من شأن رواية من هذا النوع أن تكشف الحقائق وتظهر المسؤوليات وتدفع الذين أعجبوا بصدام إلى التفكير في ثمار أعماله. للأسف، لم يحصل ذلك. توقيت الإعدام ساهم أيضاً في تعاطف عراقييين معه. هل كان ضرورياً إعدامه فجر يوم العيد؟ أضيفت إلى مشاهد الإعدام قصة أخرى حذّرنا منها مراراً. طلبنا أن يعالج موضوع ما سمّوه اجتثاث البعث على يد القضاء، لا أن يتحول إلى أداة سياسية لتصفية الحسابات واستبعاد أناس أو تهميشهم. للأسف، لم يتم الاستماع إلى نصائحنا. هذه المسائل جعلت قسماً من الناس يحتفظون بمشاعر التعاطف مع صدّام، وهو أمر لا يمكن انكاره. مفهوم أن يعاقب من تلطخت يداه بالدماء لكنك لا يجوز أن تعاقب الناس لأنهم يؤيدون فكرة ما.

حل الجيش واجتثاث البعث

انتقلت مع علاوي إلى موضوع آخر لا يقل حساسية عن السابق. هناك جدل لا يتوقف حول سلوك صدام حسين بعد سقوط نظامه، وفي الفترة التي تفصل عن موعد تمكّن القوات الأميركية من إلقاء القبض عليه. هل هناك صحة للأنباء التي تقول إنه اختار طريق المقاومة ونظّم مجموعات وأوكل إليها مهمات بينها نصب كمائن للأميركيين؟ يميل عدد من أعداء الرجل إلى عدم التصديق وربما يريدون شطب هذا الجانب من صورته كي لا يبقى منها إلا صورة مُشعل الحروب ومُرتكب المجازر ومُعمم ممارسات القهر والقمع. وسألت نفسي هل يستطيع رجل كإياد علاوي لا يزال يحمل في جسده أوجاع «فأس» النظام العراقي أن يكون موضوعياً في الإجابة ويعترف بأن الرجل لم يكن مجرد فار يبحث عن سلامته حين اضطر إلى مغادرة بغداد تحت وطأة الآلة العسكرية الأميركية.

سألت علاوي عن المقاومة والإرهاب وتركته يروي.

أدى حل الجيش العراقي وتفكيك الدولة العراقية وإجراءات اجتثاث البعث إلى دفع آلاف العسكريين والموظفين والحزبيين إلى المجهول. من المعروف أن الإرهاب والإرهابيين حاولوا التستر بالمقاومة وكان تنظيم «القاعدة» بقيادة أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وأبو مصعب الزرقاوي يهدفون إلى إيجاد شرخ أو أكثر في المجتمع العراقي. لم يجدوا أفضل من تعزيز النهج الطائفي بالقتل والتفجيرات والاغتيالات وإلقاء التهم تارة على الشيعة، وتارة أخرى على السنّة. هذا ديدن الإرهاب بأن يعمل في بيئة تقوم على الفوضى وأن تتحول البيئة بالتالي إلى حاضنة للإرهاب وليست بيئة طاردة له، لذا كان الإرهابيون يتشدقون بمقاومة الاحتلال ليضفوا الشرعية على إرهابهم بوصفه مقاومة.

كما استفاد الإرهاب كثيراً من اجتثاث البعث، ليس بتجنيد بعثيين وإنما بعزل ما لا يقل عن خمسة ملايين من البعثيين وعوائلهم واجتثاثهم من الحياة السياسية والمهنية وقطع أرزاقهم، مثلما استفاد الإرهاب من حل الأجهزة الأمنية والجيش العراقي. هذه كلها كانت هدايا من الاحتلال إلى الإرهاب الذي وجد البيئة المناسبة لنفث سمومه في العراق والعمل على تدمير نسيجه الاجتماعي.

كان عمل المقاومة يتصاعد والأعمال الإرهابية كذلك، والحصيلة تدفق الدم العراقي بغزارة، فقررت أن التقي بعض عناصر المقاومة. جرى ذلك عندما كنت في رئاسة مجلس الحكم وقبل أن أكلّف برئاسة الوزراء. أوصلت إليهم طلبي عن طريق بعض الأصدقاء، وكان بعض الذين التقيت بهم من أهل الفلوجة الكرام. طلبت منهم التوقف عن أي نشاط مقاوم كي لا تتم شرعنة العمل الإرهابي تحت يافطة المقاومة. تكلمت في هذا مع الإخوة من الفلوجة، الذين تربطني ببعضهم علاقات ووشائج تاريخية. فهموا قصدي وقالوا لي إن الزرقاوي بنى مؤسسات وأنفاقاً وأجهزة اتصالات واسعة في الفلوجة وبعض مناطق العراق الأخرى. أخبروني أيضاً أن أهل الأنبار والفلوجة أصابهم الضرر من الاحتلال فمئات الآلاف منهم ومن غيرهم قد تم اجتثاثهم أو تسريحهم بعد حل الجيش والأجهزة الأمنية.

شرحت ذلك لرئاسة مجلس الحكم، وكذلك للجانبين الأميركي والبريطاني من سلطات الاحتلال، لكن للأسف لم تكن هناك استجابة. كانت إجراءات الاجتثاث تنفذ على نحو مسيّس وبأسلوب عشوائي وليس بالقانون وعن طريق القضاء، لذا كانت نتائجها ضارة جداً بالبلاد. أدى ذلك إلى بقاء نسبة عالية جداً تمتاز بالكفاءة والمهنية من أبناء الشعب خارج إطارات العملية السياسية والسلطة مرفوضين ومهمشين ومعاقبين، مما أضعف العملية السياسية كثيراً. وقد طالت هذه العملية في معظمها معارضين لنظام الحكم الذي قاده صدام وجلّهم كان من الخارج.

اعتقال صدام

عاودت السؤال عن صدام وتحديداً عن علاقته بالمقاومة، فتابع.

كنت في زيارة إلى لندن وبلغني نبأ اعتقال صدام حسين. لم أفاجأ. هو ليس من النوع الذي يهرب، بل يواجه، وهو كان يقود المقاومة. ذكرت لك أنني اجتمعت ببعض أفراد المقاومة في بستان بأبو غريب. قلت لمجموعة منهم: «عيب عليكم أن تصبحوا في يد الزرقاوي وأنتم أبناء عشائر مهمة وعسكريين مهمين؟ لماذا سلّمتم أموركم إلى الزرقاوي وأصبحتم إرهابيين». أجابوا: «نحن لسنا إرهابيين، نحن ضد الأميركيين». قلت لهم: «نحن لا نقول لكم إننا مع الأميركيين وأنا شخصياً دخلت العراق مع عشائر الأنبار ولم أدخل مع الأميركيين ولم أركب دبابة أميركية ولا طائرة أميركية. نحن ضد الحرب وضد الاحتلال. مواقفنا واضحة من هذه القضية». في الحقيقة، كانوا كلهم يحبون صدام ويقاومون عن محبة جدية، وإلى الآن يحبونه. تسألني لماذا بقيت هناك شعبية لصدام في بعض الأوساط على رغم كل ما فعل. السبب الرئيسي لهذه الشعبية هو سوء تصرّف الحكام الحاليين. حكيت لك عن أسلوب تطبيق قرار الاجتثاث، والمشاعر ضد الاحتلال ويمكن أن نضيف ما ظهر من حساسية سنية - شيعية.

كان لا بد من سؤال علاوي أيضاً عن علاقة صدام بالمال العام. زاد رغبتي في طرح السؤال ما سمعته في بغداد، وفيه أن الزعيم عبد الكريم قاسم مات فقيراً لا يملك شقة. وأن رفيقه وعدوه عبد السلام عارف لم يُتهم أبداً بالفساد. ويصدق ذلك على وريثه وشقيقه عبد الرحمن عارف. هل كان صدام شغوفاً بالمال والأملاك؟

قبل الغزو الأميركي للعراق، كتب الكثير في الإعلام العالمي ومعه العربي عن الثروات المذهلة التي يمتلكها صدام. تحدثت بعض السيناريوهات عن مليارات الدولارات التي أودعها بأسماء مستعارة في مصارف بعيدة. قيل أيضاً إنه يكدّس في قصوره كميات ضخمة من العملات، فضلاً عن الذهب. وضاعف هذا الاعتقاد شعور العالم بأن صدام كان الآمر الناهي، فلا الحكومة تجرؤ على الكلام ولا البرلمان يجرؤ على رفع سبابته. حُكي أيضاً عن ثروات راكمها نجله عدي. وانتظر كثيرون أن ينجح الجنود الأميركيون الذين داهموا قصور صدام ومقرات إقامته في الكشف عن الثروات المذهلة. لم يحدث شيء من هذا النوع. وساد اعتقاد أن صدام الذي بدد ثروات العراق في حروب الخارج والداخل لا بد أن يكون اشترى مساحات واسعة من الأرض أو وضع يده عليها.

كان من الطبيعي أن تسعى المعارضة العراقية بعد تسلمها الحكم إلى فتح دفاتر صدّام المالية. سألت علاوي فأجاب: «بعد سقوط صدام حسين أجرينا تحقيقات ولم نجد عليه شيئاً (في الموضوع المالي). لم نعثر على عقار مسجل باسمه. كل شيء مسجّل باسم الحكومة العراقية ووزارة الخارجية ومجلس قيادة الثورة».

سألته ألم تعثروا مثلاً على أموال فرد: «أبداً أبداً. حتى طائرته الخاصة كانت مسجلة في شركة تملكها مجموعة من المخابرات العراقية. أقصد الطائرة الخاصة القادرة على الطيران لمسافات بعيدة».

كررت السؤال عن العقارات فأجاب: «لم نعثر على أي شيء باسمه». سألته إن كان ذلك يعني أنه لم يكن يحبّ المال، فأجاب: «لم يكن يحب المال ولم يكن يبحث عنه. كان يبحث عن السلطة والنفوذ والقوة. هذا هو صدام. لا يبحث عن المال والحرام. هذه الأمور لم يفعلها... كان صدّام محافظاً على الصعيد الشخصي. كان محافظاً جداً. وكانت العلاقة به قوية منذ بدء معرفتي به وحتى موعد مغادرتي العراق. تصوّر أنه أصرّ على أن يذيع شخصياً نبأ وفاة والدتي».

من هو إياد علاوي؟

إياد علاوي (إ.ب.أ)

> ولد إياد هاشم حسين علاوي ببغداد في 30 مايو (أيار) 1944.
> انتمى إلى حزب البعث وهو في الرابعة عشرة من عمره.
> تخرج في كلية الطب ببغداد في 1970 وتابع لاحقاً تخصصه في بريطانيا.
> عمل لبعض الوقت بمنظمة الأمم المتحدة في 1980.
> عمل في الحقل التجاري والأعمال الحرة من 1981 إلى 2003.
> شكل تنظيماً سياسياً معارضاً للنظام الحاكم في العراق عام 1975، وسمي التنظيم لاحقاً حركة الوفاق الوطني العراقي.
> تعرض لمحاولة اغتيال في 1978 وخضع بسببها لسلسلة من العمليات الجراحية.
> عاد إلى بغداد في 2003.
> أصبح عضواً في مجلس الحكم وانتخب في رئاسته بعد تشكيله عام 2003.
> انتخبه مجلس الحكم بالإجماع أول رئيس لوزراء العراق في العهد الجديد، بعد سقوط نظام صدام حسين، وبكامل السلطات التشريعية والتنفيذية.
> ترأس الوزارة من يونيو (حزيران) 2004 إلى مايو (أيار) 2005.
> متزوج من الدكتورة ثناء حميد الحصونة ولهما 3 أولاد؛ هم سارة ونجاة وحمزة.

القذافي وعلي عبد الله صالح... وحبل صدام

صدام وحبل المشنقة (أ.ف.ب)

شاهد أهل الشرق الأوسط بذهول التفاف حبل المشنقة حول عنق الرئيس صدام حسين في بغداد، التي كانت تقيم تحت وطأة الدبابات الأميركية. استوقف المشهد على نحو خاص زعيمين من مدرستين وأسلوبين.
لم يخف الرئيس علي عبد الله صالح، أمام الصحافي الزائر، استغرابه انتزاع أميركا حق محاكمة الآخرين وصولاً إلى إعدامهم. استهجن حقها في نبش التواريخ وإصدار شهادات حسن السلوك بدل ترك الدول ورموزها لإرادة شعوبها. لم يتردد في أن يطلق علانية عبارة «حين يحلق جارك عليك أن تبلّ ذقنك»، أي أن تستعد للحلاقة. شعر أن الحلاّق الأميركي قد ينقل تجربة الحلاقة إلى خرائط أخرى. لم تكن حساباته دقيقة. ستأتيه الطعنة القاتلة من الذين أدمنوا هجاء «الشيطان الأكبر».

علي عبد الله صالح (أ.ب)

الرجل الآخر هو معمر القذافي. وصول الطائرات الأميركية إلى غرفة نومه في 1986 أصابه بالخوف. لم تعد محاولات إضرام النار في الرداء الأميركي سهلة. لهذه الإمبراطورية ذاكرة لا تنسى ويد صارمة وطويلة. حين شاهد القذافي إعدام صدام انتقل من الخوف إلى الهلع.
أمام المشاركين في القمة العربية في دمشق جاهر بمخاوفه. قال: «سيأتي الدور عليكم وستتم محاكمتكم». أدرك أن باستطاعة أميركا أن تقتلع نظاماً معادياً لها من جذوره.
سألت أمين المراسم العامة نوري المسماري، وهو كان ظل الزعيم الليبي في الخيمة وخارجها، إن كان القذافي يكره صدام، فأجاب: «كان يكرهه في شكل غريب. كان يشتمه وينعته بالغبي، ويقول عنه إنه إنسان تافه متهور. قد يرجع ذلك إلى أن صدام أيضاً كان صاحب سلوك يوحي بالاستعلاء. ثم إن صدام لم يكن في وارد الاعتراف للقذافي بدور وزعامة. دعم القذافي أخصام صدام في العراق فردّ صدام بدعم خصوم القذافي في تشاد. كانت العداوة بين الرجلين شديدة».

معمر القذافي.. قتله معارضوه الليبيون مع "لمسة أطلسية" (غيتي)

أضاف المسماري: «قبل الغزو الأميركي في 2003 استقبل القذافي مبعوثاً أوفده صدام. قال للمبعوث إنه لا يرى أن الأمور ستمر على خير. أعرب عن استعداده لاستضافة صدام في ليبيا إذا كان ذلك يجنّب العراق ويلات الحرب. وقال إن صدام يستطيع اختيار مكان آخر إذا كان غير راغب في المجيء إلى ليبيا. طبعاً، لم يكن صدام في وارد المغادرة ولا يتخيل المرء أن يأتي ويقيم في ليبيا، التي ساندت معارضيه وقدّمت أسلحة إلى إيران خلال حربها مع العراق. المبعوث العراقي أكد أن الاستعدادات لجبه العدوان عالية ومثلها المعنويات، لكن القذافي لم يكن مقتنعاً».
طرحت السؤال نفسه على «الرجل الثاني» عبد السلام جلود فأجاب: «كان من الصعب جداً قيام علاقة بينهما حتى ولو كانا في النهاية من عقلية الاستبداد نفسها. مواصفات الرجلين لا تسهّل قيام علاقة بينهما. الحقيقة أن معمر لم يرتح إلى صدام منذ البداية. الحقيقة أيضاً أن تصرّف كل منهما مقزز. انظر ماذا فعل صدام بالعراق وماذا فعل الطاغية بليبيا».
سألته عن حرص كل من الرجلين على تقديم نفسه كاتباً أيضاً فقال: «لا مجال للمقارنة. القذافي قرأ أكثر من صدام. كلاهما قاسٍ. القذافي طاغية من الطراز الأول وفرض على الليبيين النفاق بالقوة. الليبيون جائعون ويقولون الحمد لله نحن شبعانون بالقوة».
ما أقسى الأيام حين تتغير. يكون لقبك القائد ثم يسميك رفيق دربك «الطاغية».
لم يلتف الحبل على عنق القذافي. تعرّض لما هو أدهى. جاءته الطعنة على أيد ليبية من دون أن ننسى دور اللمسة الأطلسية في إسقاط نظامه.


لافروف يطالب برفع العقوبات عن سوريا ويؤيد مبادرات الحل السلمي للصراع في السودان

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (إ.ب.أ)
TT

لافروف يطالب برفع العقوبات عن سوريا ويؤيد مبادرات الحل السلمي للصراع في السودان

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (إ.ب.أ)

طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم (السبت)، برفع العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة على سوريا، ورحب بعودتها إلى جامعة الدول العربية، كما أكد تأييد بلاده للمبادرات التي تهدف لحل الأزمة سلمياً في السودان.

وأضاف لافروف في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والسبعين بنيويورك، أن «تطور الوضع في السودان يعكس تجارب الغرب في تصدير عقيدتهم الديمقراطية».

وأكد لافروف أن تطبيع الوضع في الشرق الوسط يتطلب التوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، واتهم الأميركيين بأنهم «يفعلون كل ما بوسعهم لكي لا يقوم السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين».

واتهم وزير الخارجية الروسي دول الغرب، بعدم الوفاء بوعودها بعدم توسيع حلف شمال الأطلسي (الناتو) وبالاستمرار في تسليح النظام الأوكراني.

وفيما يتعلق بمنظمة «بريكس»، التي تضم حالياً جنوب أفريقيا وروسيا والهند والصين والبرازيل، قال لافروف إنها تعزز قدراتها وتدافع عن حقها في تشكيل هيكل جديد متعدد الأقطاب.

واتهم لافروف، أميركا والغرب، «بالاستمرار في إذكاء الحروب وتقسيم البشرية والسعي لعرقلة ظهور عالم متعدد الأقطاب».

ودعا الوزير الروسي لإصلاح الأمم المتحدة وتوسيع مجلس الأمن وتعزيز تمثيله، بوصفه «أمراً أساسياً لإخراجه من هيمنة الغرب»، وأضاف أنه حان الوقت لإعادة توزيع حقوق التصويت في صندوق النقد والبنك الدوليين.


نواب في «الإطار الشيعي» يتمسكون بإبطال اتفاقية «خور عبد الله»

رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي يستقبل وفداً من أعضاء مجلس الأمة الكويتي برئاسة النائب الشيخ فهد فلاح بن جامع الخميس الماضي (البرلمان العراقي)
رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي يستقبل وفداً من أعضاء مجلس الأمة الكويتي برئاسة النائب الشيخ فهد فلاح بن جامع الخميس الماضي (البرلمان العراقي)
TT

نواب في «الإطار الشيعي» يتمسكون بإبطال اتفاقية «خور عبد الله»

رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي يستقبل وفداً من أعضاء مجلس الأمة الكويتي برئاسة النائب الشيخ فهد فلاح بن جامع الخميس الماضي (البرلمان العراقي)
رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي يستقبل وفداً من أعضاء مجلس الأمة الكويتي برئاسة النائب الشيخ فهد فلاح بن جامع الخميس الماضي (البرلمان العراقي)

ما زالت قضية الحكم الذي أصدرته المحكمة الاتحادية بشأن إبطال اتفاقية خور عبد الله مع دولة الكويت، محل اهتمام ومتابعة الأوساط البرلمانية والسياسية العراقية، وفي أحدث تداعيات هذا الحكم، طالب 174 نائباً في البرلمان الاتحادي، اليوم (السبت)، بإيداعه نسخة من الحكم الصادر عن المحكمة في الأمانة العامة للأمم المتحدة والمنظمة البحرية الدولية «حفاظاً على حق العراق التاريخي في خور عبد الله».

وتستند التواقيع إلى مطالبة سابقة موجهة إلى وزير الخارجية وصادرة عن مكتب النائب الحالي ووزير النقل السابق والنائب الحالي عامر عبد الجبار. ويأتي الطلب النيابي بحسب الوثائق رداً على قيام الكويت بإيداع نسخة من الاتفاقية في المنظمتين المشار إليهما.

ويبدو من خلال أسماء النواب الموقعين على الطلب أن غالبيتهم ينتمون إلى قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية.

وكانت المحكمة الاتحادية، حكمت نهاية أغسطس (آب) الماضي، ببطلان مصادقة البرلمان العراقي في عام 2013، على اتفاقية تنظيم الملاحة بين العراق والكويت في خور عبد الله، بناء على طعن قدمه النائب سعود الساعدي عن كتلة «حقوق» التابعة لـ«كتائب حزب الله» الحليفة لإيران.

واستندت المحكمة في حكمها إلى عدّ التصويت غير دستوري، لأنه لم يحصل على أغلبية الثلثين من أعضاء مجلس النواب كما تنص المادة 61 من الدستور الدائم.

وفي سياق متصل، دعا عضو اللجنة القانونية النيابية، رائد المالكي، اليوم (السبت)، الكويت إلى قبول حكم المحكمة الاتحادية والتواصل مع الحكومة العراقية لعقد اتفاق جديد لترسيم الحدود البحرية.

وقال المالكي في بيان، إنه «من الطبيعي أن تتمسك الكويت بسريان اتفاقية خور عبد الله، وأن تدافع عن بقائها بصيغتها الحالية، لأنها تضمنت تنازلاً عراقياً لمصلحتها تماماً وعلى حساب المصلحة العراقية».

وأضاف: «على الكويت أن تسلم للمنطق السليم، فقواعد القانون الدولي، وأشير هنا إلى اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات، لا تمنح الصفة الإلزامية للاتفاقيات التي تعقد خلافاً لأحكام الدساتير الوطنية والقوانين الداخلية للدول، كما لا تقر بالتعاقدات التي تبنى على أساس إفساد ممثل الدولة».

من جانبه، قال وزير الخارجية الأسبق هوشيار زيباري، في تدوينة عبر منصة «إكس»، تعليقاً على التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في نيويورك، أول من أمس، إن «موقف رئيس الوزراء السوداني في نيويورك التزام العراق بالاتفاقات الدولية مع الكويت، وقبله موقف رئيس مجلس القضاء الأعلى المماثل، يعنيان أن قرار المحكمة الاتحادية بعدم دستورية المصادقة على اتفاقية خور عبد الله، باطل قانونياً ودستورياً. المطلوب موقف من الخارجية العراقية».

وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قد أكد خلال لقائه رئيس مجلس وزراء دولة الكويت الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، الخميس الماضي، على هامش مشاركته في الدورة 78 لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، «التزام العراق بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومبادئ القانون الدولي، والتفاهمات المشتركة وحسن الجوار، وسيادة أراضي دولة الكويت الشقيقة وسلامتها».

وفي وقت سابق، قال القاضي والخبير القانوني رحيم العكيلي، إن «المحكمة الاتحادية لم تحكم بعدم دستورية الاتفاقية الملاحية في خور عبد الله لمخالفته الدستور أو لمساسه بحقوق العراق وانتهاكه لحدوده البحرية، إنما حكمت بعدم دستورية القانون بسبب مخالفته شرطاً شكلياً تعتقده؛ ويتمثل بوجود التصديق عليها بأغلبية ثلثي أعضاء البرلمان، لذلك فإن الاتفاقية ولو أنها أصبحت منقوصة التصديق، فإنها قائمة، وبالإمكان العودة إليها والمصادقة عليها مجدداً في مجلس النواب بأغلبية الثلثين».

وسبق أن رفض مجلس الوزراء الكويتي حكم المحكمة الاتحادية، وقال في بيان إن «حيثيات الحكم تضمنت ادعاءات تاريخية باطلة».


العشائر العربية تواكب بحذرٍ إعادة محاكمة موقوفي أحداث خلدة

صورة تداولها ناشطون لعملية قطع الطريق مساء الجمعة (منصة إكس)
صورة تداولها ناشطون لعملية قطع الطريق مساء الجمعة (منصة إكس)
TT

العشائر العربية تواكب بحذرٍ إعادة محاكمة موقوفي أحداث خلدة

صورة تداولها ناشطون لعملية قطع الطريق مساء الجمعة (منصة إكس)
صورة تداولها ناشطون لعملية قطع الطريق مساء الجمعة (منصة إكس)

تستعدّ محكمة التمييز العسكرية في لبنان لتبدأ يوم الاثنين إعادة محاكمة 9 موقوفين بأحداث خلدة (جنوب بيروت) التي وقعت في الأول من أغسطس (آب) 2021 بين أبناء عشائر العرب ومسلحين من «حزب الله»، وأسفرت عن مقتل 3 عناصر من الحزب ومدنيين اثنين إثر اشتباكات مسلّحة بين الطرفين. ويتحضّر فريق الدفاع عن الموقوفين لتقديم مرافعات تبيّن أن الأحكام التي أصدرتها المحكمة العسكرية الدائمة بحقهم، وقضت بعقوبات تراوحت بين الأشغال الشاقة 5 سنوات و10 سنوات «كانت جائرة» ويطالبون بإبطالها.

وتترافق المحاكمة مع اعتصام ينفّذه أهالي الموقوفين وأبناء عشائر العرب، أمام مقرّ المحكمة العسكرية في بيروت، وسط تخوّف من تطيير الجلسة لأكثر من سبب، وأعلنت المحامية ديالا شحادة، من فريق الدفاع عن الموقوفين، أن «جلسة الاثنين ستكون مهمّة لكونها ستعيد استجواب الموقوفين من جديد، وسيكون متاحاً لهم دحض الاتهامات الموجهة إليهم، وتبيان أن الأحكام التي طالتهم صدرت بخلفية سياسيّة أكثر مما هي قانونية». وأكدت شحادة لـ«الشرق الأوسط»، أن فريق الدفاع «سيثير خلال الجلسة كيف أن التوقيفات والملاحقات والمحاكمات طالت طرفاً واحداً، أي أبناء عشائر خلدة الذين كانوا في حالة دفاع عن بيوتهم ومنطقتهم، واستثنت كلياً عناصر «حزب الله» الذين ظهروا بالصوت والصورة مدججين بالسلاح ويطلقون النار على منازل الآمنين من أبناء خلدة».

ما يثير غضب العشائر العربية، أن التوقيفات طالت أبناء خلدة دون أي شخص من الطرف الآخر، وقالت المحامية شحادة: «بعد أيام على أحداث خلدة، تقدمنا بشكوى أمام النيابة العامة التمييزية ضدّ عناصر (حزب الله) الذين دخلوا إلى خلدة، مرفقة بصورهم وأرقام سياراتهم، وأحيلت الشكوى على النيابة العامة العسكرية، وقد كلّفت الأخيرة مخابرات الجيش بإجراء التحقيق بشأنها لكن للأسف لم يستدع أي عنصر للتحقيق، ولا تزال الشكوى في أدراج مدير مخابرات جبل لبنان، كما طلبنا من قاضي التحقيق الذي وضع يده على الملفّ ضمّ الشكوى المقدمة من قبلنا إلى الملفّ لكن تم تجاهل هذا الطلب». وعبّرت شحادة عن تفاؤلها بمسار المحاكمة أمام محكمة التمييز العسكرية، وشددت على أن «رئيس المحكمة القاضي جون القزّي يتمتّع باستقلالية تامّة، ولا يخضع للضغوط السياسية لا من قريب ولا من بعيد، ويتعاطى مع القضية ببعدها القانوني».

واندلعت الاشتباكات المسلّحة في منطقة خلدة التي يقطنها سكان من العشائر العربية السنيّة ومؤيدون لـ«حزب الله»، على أثر تشييع الشاب علي شبلي الذي قتل على خلفية ثأرية ونعاه الحزب، ولم تحل التدابير الأمنية التي فرضها الجيش دون اندلاع الاشتباكات المسلّحة بين الطرفين.

أجواء الارتياح لدى العشائر، قابلها قلق من أهالي الموقوفين وأبناء خلدة، إذ عدَّ مصدر في عشائر خلدة، أن «ميزان العدالة مختلّ مع وجود طرف واحد متهم يخضع للملاحقة، وطرف آخر (حزب الله) محمي من المحاسبة، ويعد نفسه فوق القانون». وسأل المصدر عبر «الشرق الأوسط»: «كيف يمكن أن تتحقق عدالة، ولدينا عشرات الأشخاص من أبناء خلدة قيد الملاحقة الغيابية، وصادرة بحقهم مذكرات إلقاء قبض، والبعض وإن كان غير موقوف لكنه ممنوع من السفر؟». وقال: «حتى لو أنصفت محكمة التمييز الموقوفين التسعة وخفّضت عقوباتهم، فإن الظلم سيبقى قائماً طالما أن القانون يسري على الطرف المعتدى عليه، بينما الطرف المعتدي فوق القانون ولا يجرؤ أحد على التحقيق معه».

من جهته، قال النائب في تكتل التغييريين مارك ضوّ، في تغريدة له على منصّة «X»: «الاثنين المقبل هو موعد أول جلسة لإعادة المحاكمة واستجواب 9 موقوفين بأحداث خلدة». ورأى أنه «آن الآوان لوضع حدّ للحكم السياسي الذي أدى إلى استمرار سجن أشخاص من دون وجود أدلة حاسمة لارتكابهم أي جناية». وأضاف ضو: «نقف مع الشجعان وستبقى ساعين لتحقيق العدالة والدفاع عن المظلومين، من أهلنا في خلدة بوجه كل من يغدر بهم».

وغرد النائب أشرف ريفي بدوره متضامناً مع أهالي خلدة، مؤكداً: «سنبقى وإياهم في هذه القضية، كي يشعروا بأن دولتهم تحميهم والقضاء يؤمّن حقوقهم. الدولة لم تتجرأ على استدعاء أحد من المعتدين من حزب الله»، سائلاً: «إلى متى الصيف والشتاء تحت سقف واحد؟».


الجيش اللبناني ينقذ مهاجرين سوريين تعرض زورقهم للغرق

قارب يحمل مهاجرين في البحر (أرشيفية - أ.ب)
قارب يحمل مهاجرين في البحر (أرشيفية - أ.ب)
TT

الجيش اللبناني ينقذ مهاجرين سوريين تعرض زورقهم للغرق

قارب يحمل مهاجرين في البحر (أرشيفية - أ.ب)
قارب يحمل مهاجرين في البحر (أرشيفية - أ.ب)

أنقذ الجيش اللبناني (السبت) 27 مهاجراً سورياً تعرض زورقهم للغرق قبالة الساحل الشمالي للبلاد، وفق ما أعلنت القوات المسلحة.

وتمكنت دورية من القوات البحرية في الجيش بمؤازرة الدفاع المدني «من إنقاذ 27 مهاجراً غير شرعي كانوا على متن أحد الزوارق المطاطية في أثناء تعرضه للغرق مقابل شاطئ شكا» بشمال لبنان، وفق بيان للجيش.

وقال مسؤول عسكري طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول له التحدث إلى الصحافة، لوكالة الصحافة الفرنسية إن المهاجرين جميعهم من الجنسية السورية.

ويتوجه المهاجرون الساعون للوصول إلى أوروبا من لبنان عموماً إلى جزيرة قبرص بشرق البحر المتوسط على مسافة 175 كيلومتراً.

وأعلنت القوى الأمنية (السبت) أيضاً القبض على مهرب بشر لبناني و42 سورياً في أثناء وجودهم في سيارة «مليئة بعدد كبير من السوريين».

وقالت قوى الأمن الداخلي إن السائق اعترف بالتخطيط لتهريبهم على متن قارب إلى قبرص. وأضاف البيان أن الأفراد المعنيين قالوا أثناء الاستجواب إنهم دفعوا ما بين 5000 إلى 7000 دولار للشخص الواحد للوصول إلى أوروبا عبر قبرص.

وقال مصدر أمني: «حاولنا إيقافهم في البرّ قبل مغادرتهم بحراً».

وأعلن الجيش (الخميس) أنه منع هذا الأسبوع نحو 1000 حالة عبور غير شرعي للحدود اللبنانية مع سوريا السهلة الاختراق.

ويحبط الجيش بانتظام عمليات تهريب بحراً، ويعتقل المهربين ومن يحاولون المغادرة.

انهار الاقتصاد اللبناني في أواخر 2019، ما حول البلاد إلى نقطة انطلاق للمهاجرين، وانضم اللبنانيون إلى السوريين واللاجئين الفلسطينيين الذين يقومون برحلات محفوفة بالمخاطر نحو أوروبا.

وتقول السلطات في بيروت إن لبنان يستضيف حالياً نحو مليوني سوري، في حين أن أكثر من 800 ألف مسجلون لدى الأمم المتحدة، وهو أعلى عدد من اللاجئين في العالم بالنسبة لعدد السكان.

أدت الحرب في سوريا، التي اندلعت عام 2011 بعد قمع الحكومة احتجاجات سلمية مؤيدة للديمقراطية، إلى مقتل أكثر من نصف مليون شخص، وتشريد نحو نصف عدد السكان.


الرد على رسالة بري «الحوارية»: «التيار» يشترط... و«القوات» ترفض «التزاماً بالدستور»

صورة من آخر جلسة فاشلة لانتخاب رئيس للجمهورية (البرلمان اللبناني)
صورة من آخر جلسة فاشلة لانتخاب رئيس للجمهورية (البرلمان اللبناني)
TT

الرد على رسالة بري «الحوارية»: «التيار» يشترط... و«القوات» ترفض «التزاماً بالدستور»

صورة من آخر جلسة فاشلة لانتخاب رئيس للجمهورية (البرلمان اللبناني)
صورة من آخر جلسة فاشلة لانتخاب رئيس للجمهورية (البرلمان اللبناني)

تلقى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، الرد على الرسالة التي بعث بها إلى رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، حيث رفض «القوات» الحوار «منعاً لتكريس أعراف جديدة وخطيرة»، فيما اعترض «التيار» على شكل الحوار، حيث طالب بأن يكون «حواراً بين متساوين»، ويكون غير تقليدي، ويطاول برنامج العهد، ومحدود زمنياً ينتهي بجلسات متتالية للبرلمان بهدف انتخاب رئيس للبلاد.

وحمّل بري رسالتين لجعجع وباسيل لتحديد موقفهما من المشاركة بالحوار، نقل الأولى النائب ملحم الرياشي، ونقل الثانية النائب آلان عون، وتفيد بأن الحوار محصور زمنياً بالمبادرة التي طرحها التي تفيد بحوار لمدة 7 أيام بحده الأقصى، وينتهي بعقد جلسة انتخابات رئاسية بجلسات متتالية تنتهي بانتخاب رئيس.

ردّ باسيل

على ضفة «التيار»، رد النائب باسيل على رسالة بري بتغريدة له في منصة «إكس»، قال فيها: «كل أمر له شروطه وظروفه كي ينجح»، مجدداً موقفه بحوار يهدف إلى الاتفاق على برنامج العهد بخطوطه العريضة «حتى ننتخب رئيساً على أساسه وينجح بعهده»، فضلاً عن مشاركة رؤساء الأحزاب في الحوار حتى يكون هناك قرار، كما طالب بـ«إدارة محايدة وليس ترؤساً من طرف أساسي بالنزاع حتى يكون هناك توازن ونتيجة توافقية».

ودعا باسيل لأن لا يأخذ الحوار شكلاً تقليدياً وطاولة مستديرة فقط، «بل نخلق ظروفاً للبحث الثنائي والثلاثي والمتعدد الأطراف والجماعي لكي تكون هناك فرصة حقيقية للإنقاذ وليس كلاماً نمطياً على طاولة واحدة لن تقرر اسم الرئيس».

ويؤكد المستشار السياسي لرئيس «التيار الوطني الحر» أنطوان قسطنطين: «إننا لا نرفض الحوار، لكننا نرى أنه حتى يكون منتجاً، فلا بد أن يكون محدوداً بالوقت، ومحصوراً ببرنامج الرئيس واسمه، ويمكن أن يأخذا أشكالاً ثنائية أو ثلاثية ومتعددة الأطراف أو غيرها، كي يكون ناجحاً»، لافتاً إلى أن هذه المطالب وضعناها «لأننا نريد الحوار أن يكون منتجاً». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «في هذا الحوار، لا يوجد رئيس ومرؤوس. هو ليس حواراً على ملف اقتصادي أو غير ذلك حتى يكون هناك رئيس ومرؤوس، بل حوار على رئيس للجمهورية. هو حوار بين متساوين، وذلك في حال كانت هناك إرادة سياسية لإنتاج رئيس»، مشيراً إلى أن «الشرط لنجاح المهمة يتمثل في فتح جلسات الانتخاب في محضر واحد، وتعقد جلسات متتالية حتى انتخاب الرئيس وإنهاء الشغور الرئاسي».

ونفى قسطنطين أن يكون هناك توجس لدى «التيار» من الحوار، مشدداً على «أننا نريد حواراً منتجاً، وكي ينجح يجب أن تتوفر فيه الشروط التي عددها رئيس التيار، فضلاً عن أننا أول من طالب الموفد الفرنسي بأن يكون هناك حوار حول البرنامج، لأننا نؤمن بأننا نحتاج إلى آلية للحوار للتوافق وإنتاج رئيس».

رد «القوات»

وجاء الرد على بري من «القوات» عن طريق النائب رياشي «بتأكيد المؤكد غير القابل للنقاش»، ومفاده أن بري «يستطيع أن يدعو للحوار الذي يريده، لكن ما يعنينا كـ(قوات) أننا لن نلبي دعوة لحوار نعده مخالفاً للدستور، ونرفض تكريس أعراف جديدة على هذا المستوى»، حسبما قال رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات» شارل جبور لـ«الشرق الأوسط»، وسأل: «لماذا يربط بري بين الدعوة للحوار والدورات الانتخابية المتتالية؟»، مضيفاً: «فليفصل بينهما، ويدعو لحوار ويحضر من يحضر، ويتمسك بري بالجزء الثاني من المبادرة المتعلق بالدورات المتتالية».

وقال جبور: «نحن بما يعنينا، سنلبي المشاركة في الجلسات الانتخابية المتتالية لكننا لن نلبي أي حوار». وأضاف: «بالنسبة لنا هذه مسألة مبدئية غير قابلة للنقاش، لجهة أن الدستور واضح، وينص على أن الانتخابات تحصل في البرلمان من خلال الدعوة إلى جلسة انتخابية بدورات متتالية حتى انتخاب الرئيس، وتتخلل تلك الدورات نقاشات وتداولاً بين الكتل لتجاوز الاستعصاء الرئاسي». وقال: «الانتخابات وفق الدستور إما تحصل وفق هذه الطريقة التي حصلت في انتخابات عام 1970، وإما عن طريق إنضاج تقاطعات على غرار تقاطع أنتج تسمية الوزير الأسبق جهاد أزعور»، في إشارة إلى تقاطع بين المعارضة و«الوطني الحر» على اسمه في جلسة 14 يونيو (حزيران) الفائت.

وقال جبور: «نرفض تكريس أعراف جديدة. إذا سلمنا بما قاله الرئيس بري، سيتحول الحوار إلى ممر إلزامي للانتخابات الرئاسية في المستقبل، وهو يعني مزيداً من تكريس أعراف انقلابية على الدستور نحن نرفضها».

إرادة سياسية

ويسود اعتقاد واسع في البلاد أن إنهاء الشغور الرئاسي المتواصل منذ 10 أشهر، يعود إلى غياب قرار سياسي حازم بانتخاب رئيس، وهو ما ألمحت إليه المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، بالقول في حديث إذاعي إنها فهمت من اللقاء مع النواب أن «الفرصة دائماً موجودة وبحاجة لقرار سياسي»، وأضافت: «أشجع على انتخاب رئيس لأن اللبنانيين يستحقون حياة أفضل وعلينا محاولة إعطاء بعض الأفكار الجديدة لأننا في المرحلة المقبلة نشجع على أن يتخذ اللبنانيون قراراً لأنه ليست هناك أحزاب فقط، بل توازنات طائفية معينة، ولكن بعد سنة من الفراغ يستحق لبنان أن ينتخب رئيساً بسرعة لأنه مطلوب منه عمل كثير».

خلاف على الحوار

ويرى المقربون من بري أن الحوار هو المدخل الوحيد لإنهاء الشغور الرئاسي. وقال عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي خريس: «من يدعي الحرص على الوطن، وعلى الشعب اللبناني، لا يرفض الحوار، فالحوار هو الطريق الأقصر للوصول إلى حل، وقد آن الأوان لأن نعتمد على أنفسنا». وقال إن العديد من علامات الاستفهام تدور حول رفض البعض للحوار، معرباً عن اعتقاده بأن «هذه الفرصة وهذه المبادرة التي أطلقها الرئيس نبيه بري ربما تكون الفرصة الأخيرة فلا تضيعوها حتى لا يضيع الوطن».

وتقول «القوات اللبنانية» إن رفض الحوار نابع من موقف دستوري، وهو ما أكده عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب غسان حاصباني، قائلاً في حديث إذاعي: «موقفنا واضح من موضوع الحوار. فنحن لسنا معه قبل انتخاب رئيس للجمهوريّة، ولا نستطيع خرق الدستور لخلق أعراف جديدة. فالتّشاور مستمرّ بين الكتل النيابيّة كلّها لتسهيل الانتخابات الرئاسيّة، لكن فتح باب البرلمان لانتخاب الرئيس هو الحلّ الوحيد». وأضاف: «بري سيكتشف مع الوقت أنّ وظيفته حماية الدستور».


اشتباك «دخاني» بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي

صورة وزعها الجيش اللبناني لانتشار جنوده في منطقة الاشتباك مع الإسرائيليين
صورة وزعها الجيش اللبناني لانتشار جنوده في منطقة الاشتباك مع الإسرائيليين
TT

اشتباك «دخاني» بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي

صورة وزعها الجيش اللبناني لانتشار جنوده في منطقة الاشتباك مع الإسرائيليين
صورة وزعها الجيش اللبناني لانتشار جنوده في منطقة الاشتباك مع الإسرائيليين

رد الجيش اللبناني على قنابل الجيش الإسرائيلي الدخانية بإطلاق قنابل مماثلة في مزارع شبعا الحدودية في جنوب لبنان، وأجبر قوة إسرائيلية كانت تخترق الخط الأزرق الحدودي على التراجع، حسب بيان نشره الجيش.

وبدأ التوتر صباح السبت حين كانت دورية للجيش تواكب جرافة عملت على إزالة ردميات كانت القوات الإسرائيلية ألقتها في الأراضي الحدودية، وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن القوات الإسرائيلية «ألقت قنابل دخانية وصوتية على قوة من الجيش اللبناني كانت ترافق جرافة لبنانية تعمل على إزالة ردميات رمتها جرافات العدو في الأراضي المحررة من مزرعة بسطرة، إحدى مزارع شبعا، في أثناء عمليات تجريف قامت بها قبل يومين».

وأشارت إلى أنه «على الأثر قامت عناصر دورية الجيش اللبناني في المكان بإطلاق قنابل دخانية عدة باتجاه عناصر دورية العدو»، لافتة إلى «وصول عناصر من الكتيبة الهندية التابعة لقوات (يونيفيل) للتهدئة».

وقالت قيادة الجيش اللبناني في بيان صادر عن «مديرية التوجيه»، إن عناصر إسرائيلية «أقدمت على خرق خط الانسحاب وإطلاق قنابل دخانية باتجاه دورية للجيش اللبناني في أثناء مواكبة جرافة تقوم بإزالة ساتر ترابي أقامه العدو الإسرائيلي شمال خط الانسحاب (الخط الأزرق المتحفظ عليه) في منطقة بسطرة - الجنوب».

ووفق البيان: «رد عناصر الدورية على الاعتداء بإطلاق قنابل مسيلة للدموع باتجاه عناصر العدو، ما أجبرهم على الانسحاب إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة»، وفق ما أكد الجيش.

وبدوره، شدد الناطق الرسمي باسم القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) أندريا تيننتي، تعليقاً على القنابل بين قوات إسرائيلية والجيش اللبناني في مزرعة بسطرة، على أن «القوة موجودة على الأرض لتهدئة الوضع، وتتواصل قيادتها مع الأطراف لتخفيف التوترات، ومنع سوء الفهم».

ويخيم التوتر على طول الحدود اللبنانية بعد قيام إسرائيل أخيراً بفرض سيطرتها على الجزء الشمالي اللبناني من بلدة الغجر، وبذلك أصبحت البلدة بكاملها تحت سيطرتها، وبنت جداراً أسمنتياً حول كامل البلدة.

وكانت القوات الإسرائيلية قد انسحبت من المناطق التي كانت تحتلها في جنوب لبنان في 25 مايو (أيار) عام 2000، بعد احتلالٍ دام 22 عاماً، باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي تعدها أرضاً سورية جرى الاستيلاء عليها في حرب عام 1967.


السوداني يكسب جولة نيويورك ويستعد للقاء بايدن في البيت الأبيض

السوداني يتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس (رئاسة الوزراء العراقية)
السوداني يتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس (رئاسة الوزراء العراقية)
TT

السوداني يكسب جولة نيويورك ويستعد للقاء بايدن في البيت الأبيض

السوداني يتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس (رئاسة الوزراء العراقية)
السوداني يتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس (رئاسة الوزراء العراقية)

وسط شكوك مشوبة بحذر من مؤيديه ونوع من السخرية من خصومه سافر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى نيويورك مترئساً وفد بلاده إلى اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة. مؤيدو السوداني بمن فيهم قوى الإطار التنسيقي الشيعي الذين لدى الكثير من قواهم وفصائلهم عداء مع الولايات المتحدة الأميركية تخوفوا من إمكانية عدم عقد لقاء بين السوداني ورئيس الولايات المتحدة جو بايدن على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

ورغم أن الهدف هو ليس اللقاء ببايدن بقدر ما هو تجنبهم لوم الخصوم والمعارضين بأن الحكومة التي شكلوها وصمتوا طوال الشهور الماضية منذ تشكيلها عن انتقاد الولايات المتحدة بما في ذلك المطالبة برحيلها عن العراق بوصفها «قوة احتلال» لم تحظ حتى بصورة مع بايدن «ولو على السريع»، بينما جدول بايدن مزدحم بلقاء الزعماء ورؤساء الوفود.

 

ومن جهتهم، فإن المعارضين للحكومة بمن فيهم بعض القوى التي ليس لديها خصومة مع الولايات المتحدة بدت كأنها كانت واثقة بأن السوداني قد لا يحصل إلا على لقاء مجاملة بسيط لا يتعدى التقاط صور مع بايدن، بينما ذهب آخرون إلى القول إنه حتى هذه الفرصة لن تحدث من منطلق أن واشنطن باتت لديها ملاحظات بشأن حكومة السوداني لجهة الصلة مع إيران أو كون بعض الأطراف التي شكلتها لها علاقات وثيقة مع طهران. لكن الرياح في نيويورك جرت بما تشتهي سفن مؤيدو الحكومة اليوم وخصوم واشنطن أمس، بينما جرت بما لا تشتهي سفن معارضي الحكومة ومن بينهم من كان مؤيداً لواشنطن بالأمس.

دعوة رئاسية مبكرة

في اليوم التالي لوصوله بدأ السوداني بواكير لقاءاته في نيويورك مع كبار المسؤولين الأميركيين قبل أن يبدأ سلسلة لقاءات متشعبة مع قادة وزعماء ورؤساء شركات ووسائل إعلام كانت مع مساعد وزير الخزانة الأميركية.

وكان السوداني قد ترك أزمة الدولار الأميركي مقابل الدينار العراقي مستفحلة خلفه، حيث سجل الدولار ارتفاعاً جديداً مقابل الدينار الأمر الذي زاد من انتقاد الخصوم، واضطرار المؤيدين إلى الصمت بانتظار ما يمكن أن يأتي من فرج من هناك. وطبقاً للبيان الذي صدر عقب اللقاء فإن أميركا أيدت إجراءات السوداني الإصلاحية في القطاعين المالي والاقتصادي.

كان ذلك مؤشراً شبه كافٍ على بوادر رضا أميركي تمثل في بدء انخفاض الدولار أمام الدينار بعكس التوقعات التي كانت تذهب إلى القول إنه سوف يواصل الارتفاع. في مقابل ذلك وحسماً لكل التوقعات، حمل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن دعوة رسمية من الرئيس الأميركي جو بايدن لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لزيارة واشنطن، وعقد قمة في البيت الأبيض في وقت لاحق من هذا العام.

هنا نزل الماء بارداً على مؤيدي رئيس الوزراء العراقي وحكومته ليس لأنه سيلتقي بايدن في البيت الأبيض، بل لأن قسماً من مؤيديه لا يريدون أن يظهروا رضاهم عن سلوك واشنطن الجديد حيال الحكومة العراقية الجديدة التي شكلتها القوى التي يفترض أنها كانت معادية للولايات المتحدة، وهي الإطار التنسيقي الشيعي، بل إن السبب يرجع إلى إغاضة خصومهم من أن أميركا رفعت يدها عنهم، ولم تعد تدعم هذه الحكومة، وهو أمر يتناقض مع ما تعلنه السفيرة الأميركية في العراق إلينا رومانسكي دائماً من دعم بلادها للعراق في مختلف الميادين والمجالات.

ربيع نادر مغرداً

بعدما كسب السوداني جولة نيويورك التي وصفها مدير مكتبه الإعلامي ربيع نادر بأنها ناجحة على كل الصعد والمستويات فإنه يستعد للتوجه إلى واشنطن في موعد يحدد لاحقاً، وقال وزير الخارجية فؤاد حسين إن «التحضيرات بدأت لزيارة السوداني إلى واشنطن». وبينما حزم الوفد العراقي برئاسة السوداني حقائبه في طريق العودة إلى بغداد منتصراً كتب نادر تدوينة على منصة «إكس» عبّرت عن الشعور بالارتياح التام.

 

يقول نادر إن «حراكاً عراقيّاً مهماً ونشطاً في نيويورك، تضمن اجتماعات ولقاءات بعددٍ غير مسبوقٍ من الزعامات والقادة لبلدانٍ من اتجاهاتٍ وقارّاتٍ مختلفة، والرابط المشترك بين جميعها الرغبة الكبيرة بالانفتاح على العراق والعمل به».

وأضاف أن «‏رئيس الوزراء وعلى مدى 6 أيام، قدّم - بأفضل صورة - خطاب العراق الرسميّ الذي يرتكز على التوازن وبناء الشراكات الاقتصادية الجادّة ومدّ جسور التعاون».

وتابع نادر: «اللافتُ أنّ أغلب من التقاهم رئيس الوزراء، من قادةٍ ورؤساء، منتبهون ومتفاعلون جداً مع الأولويات التي يتبناها»، مشيراً إلى أن «أكثر من رئيس دولةٍ أعرب عن الرغبة الصادقة بزيارة العراق، في تجلٍّ واضحٍ لـ(الدبلوماسية المنتجة) التي تبنتها هذه الحكومة، الحريصة على الابتعاد عن العلاقات الشكلية التي لا تتعدّى مرحلة التقاط الصور التذكارية».


نتنياهو عن مواقف بن غفير وسموتريتش: أنا من أقرر

نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة (رويترز)
نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة (رويترز)
TT

نتنياهو عن مواقف بن غفير وسموتريتش: أنا من أقرر

نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة (رويترز)
نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة (رويترز)

قلل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من تأثير معارضة وزراء في حكومته لتقديم تنازلات للفلسطينيين، في إطار اتفاق سلام محتمل مع المملكة العربية السعودية، مؤكداً أنه هو الذي يقرر، وليس أي أحد آخر.

وأكد نتنياهو، في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية، أنه هو صاحب القرار داخل حكومته، التي اتخذت قراراً سابقاً بمنع انهيار السلطة الفلسطينية، على الرغم من تحفظ الوزيرين، بتسلئيل سموتريتش وزير المالية، وإيتمار بن غفير وزير الأمن القومي. وقال نتنياهو، عن ردود فعل سموتريتش وبن غفير، التي حملت تهديدات بحل الائتلاف إذا ما تم تقديم تنازلات للفلسطينيين: «إنهم يتحدثون، وفي النهاية هم سياسيون».

إسرائيليون مؤيدون لنتنياهو قرب مبنى الأمم المتحدة في نيويورك الجمعة (أ.ف.ب)

ورداً على سؤال حول كيف سيتمكن من تمرير أي إجراءات لصالح الفلسطينيين في ائتلافه الحالي، في ظل مواقف هكذا، أجاب نتنياهو: «الناس لا يدركون كيف يعمل الائتلاف الحالي. إنهم هم الذين انضموا إلي، ولست أنا من انضم إليهم». وعندما تم تذكير نتنياهو بتصريح سموتريتش تحديداً بأن الشعب الفلسطيني غير موجود، ردّ نتنياهو بقوله مجدداً إنه هو صاحب القرار، وأشار إلى قرار مجلس الوزراء بالحيلولة دون انهيار السلطة الفلسطينية. وكان بن غفير وسموتريتش هددا نتنياهو بالانسحاب من الحكومة إذا شهد أي اتفاق سلام مع السعودية تقديم تنازلات للفلسطينيين.

حديث بين نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش (أرشيفية - أ.ب)

ونقلت القناة الإسرائيلية (12) عن مسؤولين مقربين من بن غفير قولهم إن «أي تنازلات يتم تقديمها للفلسطينيين في إطار اتفاق سلام مع السعودية سيؤدي لحل الحكومة... إذا بدأوا عملياً في تقديم تنازلات، فهذه إشارة إلى أن بيني غانتس (زعيم معسكر الدولة المعارض) سيدخل المشهد» في إشارة إلى حكومة وحدة وطنية محتملة.

وقال المسؤولون المقربون من بن غفير إنه أخبر نتنياهو أنه لن يسمح بالسلام مقابل التنازل عن الأرض أو مقابل المس بسيادة إسرائيل.

ويأتي موقف حزب بن غفير المتماهي مع موقف حزب سموتريتش، بعد أن أرسل 13 نائباً من حزب الليكود «رسالة مفتوحة» إلى نتنياهو، حذروا فيها من أنه لن يتم قبول السلام إلا «مقابل السلام، وليس الأراضي».

وزادت المعارضة الإسرائيلية مع تأكيد نتنياهو أن السلام أصبح أقرب في المنطقة. وكان نتنياهو قال لشبكة الأخبار الأمريكية «فوكس نيوز»، بعد ساعات من خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: «إننا نقترب من السلام كل يوم». وقال نتنياهو حول فرص التوصل إلى اتفاق مع السعودية: «عندما يكون هناك 3 قادة (ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الأميركي جو بايدن، ونتنياهو) يريدون التوصل إلى نتائج، فإن ذلك يزيد من فرص نجاحنا في القيام بذلك». واعتبر نتنياهو أن من الممكن التوصل إلى اتفاق مع السعودية، على الرغم من أن نافذة الفرص ضيقة جداً. موضحاً: «إذا لم نحقق ذلك في الأشهر المقبلة، فسيتم تأجيل الاتفاق لعدة سنوات».

وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير خلال جلسة للحكومة في 10 سبتمبر الحالي (إ.ب.أ)

أما حول ربط القضية الفلسطينية بالاتفاق، فقال نتنياهو: «يجب أن يكون الفلسطينيون جزءاً من العملية، لكن يجب ألا يكون لديهم حق النقض (الفيتو) على هذا الاتفاق. السبب وراء عدم التوصل إلى اتفاق سلام جديد منذ 25 عاماً هو أنهم قالوا إنه يجب أولاً التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين. لكنهم لا يريدون دولة إلى جانب إسرائيل، بل دولة بدلاً من إسرائيل. وسأفكر في السبل التي يمكنهم من خلالها الاستفادة من العملية دون تعريض احتياجاتنا الأمنية للخطر».