البرلمان العراقي يشّكل لجنة خاصة لتقصي الحقائق في كركوك

أنباء عن اجتماع لتحالف «إدارة الدولة» بحضور الديمقراطي الكردستاني

مركبات «همفي» تابعة لقوات الأمن العراقية في أحد شوارع كركوك (أ.ف.ب)
مركبات «همفي» تابعة لقوات الأمن العراقية في أحد شوارع كركوك (أ.ف.ب)
TT

البرلمان العراقي يشّكل لجنة خاصة لتقصي الحقائق في كركوك

مركبات «همفي» تابعة لقوات الأمن العراقية في أحد شوارع كركوك (أ.ف.ب)
مركبات «همفي» تابعة لقوات الأمن العراقية في أحد شوارع كركوك (أ.ف.ب)

ما زالت الأزمة المتفاقمة بين بغداد وأربيل على خلفية الأحداث التي وقعت في كركوك الأسبوع الماضي، مثار اهتمام الأحزاب والقوى السياسية في البرلمان والحكومة، خصوصاً مع تواصل المناوشات الكلامية بين الجانب التي قد تعيد ترتيب أرواق اللعبة السياسية التي كرسها تحالف «إدارة الدولة»، ونجح من خلالها في تشكيل حكومة رئيس الوزراء محمد السوداني في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، وضم معظم القوى السياسية الشيعية والسنية والكردية وضمنها الحزب «الديمقراطي» الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، الذي يشتكي من عدم احترام شركائه في التحالف للاتفاقات السياسية التي أبرمت في مسار تشكيل الحكومة، وإذا ما ذهب الحزب الديمقراطي الذي لديه نحو 30 مقعداً في البرلمان الاتحادي، باتجاه الانسحاب من التحالف، فإن ذلك قد يؤدي يعرضه إلى ضعضعة أغلبيته العددية في البرلمان.

صورة نشرها موقع البرلمان العراقي من لقاء السوداني ونواب محافظة كركوك في وقت سابق

تحركات البرلمان الاتحادي

وفي أحدث تحركات البرلمان الاتحادي حيال أحداث كركوك التي قتل فيها 4 اشخاص وأصيب 16 آخرون، قرر رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، خلال جلسة، يوم السبت، إرسال لجنة نيابية لتقصي الحقائق.

وقالت الدائرة الإعلامية لمجلس النواب في بيان: إن الحلبوسي «وجه لجنة الأمن والدفاع بزيارة محافظة كركوك لتقصي الحقائق حول الأحداث التي وقعت فيها وعرض تقريرها على البرلمان». وأضافت أنه «وجه أيضاً اللجنة المالية باستضافة وزيري المالية للحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان في ما يتعلق بالإيرادات النفطية والدفعات الممولة للإقليم».

وفي مقابل ذلك، تسعى بعض الأطراف، خصوصاً داخل القوى السنية، الحليفة للحزب الديمقراطي، إلى خروجه بـ«اقل الخسائر»، بعد عدم نجاحه في استعادة مقره في كركوك وما تركه ذلك من إحباط شديد داخل صفوف الحزب، من خلال إقناع قياداته في البقاء ضمن تحالف «إدارة الدولة» الذي بيده مفاتيح الحل والعقد خلال هذه الدورة البرلمانية.

صورة نشرها موقع البرلمان العراقي من جلسة أعضائه في 14 أغسطس الماضي

اجتماع موسّع

وتؤكد مصادر مقربة من التحالف، عزمه على عقد اجتماع موسع، يحضره رئيس الوزراء وممثلون عن الحزب الديمقراطي، بهدف التواصل إلى صيغة اتفاق نهائي حول أزمة كركوك ومناقشة شكاوى أربيل من عدم كفاية الأموال التي ترسلها بغداد لسد مرتبات موظفيها.

كان المتحدث الرسمي باسم حكومة إقليم كردستان بيشوا هورامي، قد رفض حديث بغداد عن تسلم الإقليم مستحقاته المالية، وقال في بيان: «وفق جداول الموازنة فإن حصة إقليم كردستان تبلغ 16 تريليوناً و498 مليار دينار ما يعادل 1 تريليون و375 مليار دينار شهرياً، حيث خُصص 906 مليارات دينار من هذا المبلغ لرواتب الموظفين شهرياً، لكن وزارة المالية الاتحادية أرسلت تريليونين و598 مليار دينار من هذا المبلغ فقط منذ الأول من يناير (كانون الثاني) 2023، حيث إن 400 مليار من هذا المبلغ يعود إلى شهر 11 و12 من سنة 2022».

قوات الأمن العراقية تقف بالقرب من تمثال البيشمركة في كركوك (رويترز)

مناوشات كلامية

المناوشات الكلامية المتواصلة بين بغداد وأربيل، طالت مؤخراً رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد وهو قيادي سابق في حزب «الاتحاد الوطني» غريم الحزب «الديمقراطي» الكردستاني، حيث هاجمه وزير الخارجية الأسبق والقيادي في «الديمقراطي» الكردستاني، عبر تدوينه في موقع «إكس» قال فيها إن: «صلاحية رئيس جمهورية العراق وفق الدستور هي السهر على ضمان الالتزام بالدستور، أي عندما تحصل خروقات دستورية فعليه أن يكون لديه موقف معلن منها». وأضاف: «أين الرئيس من التجاوزات على حقوق المواطنين وحقوق موظفي الإقليم المالية أسوة بأقرانهم واستحقاقاته في قانون الموازنة 2023؟».

وصب تقرير صادر عن منظمة «هيومن رايت ووتش»، في غير صالح الحكومة الاتحادية، حين قال، إن «قوات الأمن العراقية فتحت النار على ما يبدو على متظاهرين دون سابق إنذار في كركوك في 2 سبتمبر (أيلول) 2023، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص على الأقل وإصابة 16 آخرين». وأضاف: «تأتي أعمال العنف وسط أشهر من التوترات المتزايدة بين سكان كركوك من الأكراد والعرب والتركمان. ينبغي للتحقيق في مزاعم استخدام قوات الأمن العراقية المفرط للقوة القاتلة، الذي فتحه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أن يكون مستقلاً ومحايداً».


مقالات ذات صلة

الأمن العراقي يضبط 6 مزارع للمخدرات في بغداد وديالى

المشرق العربي صورة لنبتة القنب الهندي (الحشيش) (جامعة كاليفورنيا)

الأمن العراقي يضبط 6 مزارع للمخدرات في بغداد وديالى

هذه المرة الأولى التي يعلن فيها جهاز أمني رفيع عن المستوى الذي وصل إليه انتشار المخدرات في البلاد عبر زراعتها.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي مظاهرة في بغداد ترفع العلم اللبناني وصورة حسن نصر الله (رويترز)

«الإطار الشيعي» يسعى للنأي بالعراق عن «الحرب» بين إيران وإسرائيل

تنشغل الأوساط السياسية والشعبية منذ نحو أسبوعين بالحرب وتداعياتها، وتَراجع إلى الوراء الاهتمام بمعظم القضايا الخلافية الكبيرة التي تفجرت خلال الشهرين الماضيين.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني (رويترز)

السوداني يواصل جهوده لتجنيب العراق رداً إسرائيلياً

قوى «الإطار التنسيقي» الشيعي تضغط باتجاه عدم انخراط الفصائل المسلحة في أي مواجهة إيرانية - إسرائيلية، طالما أنها تجري ضمن قواعد اشتباك بينهما.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني في اجتماع لـ«الإطار التنسيقي» في بغداد (إكس)

السوداني طلب من التحالف الحاكم «التحرك بسرعة قبل الحرب»

أكد مسؤول حكومي بارز أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أبلغ قادة «الإطار التنسيقي» بتفاصيل شاملة عن «المخاطر المتوقعة على العراق».

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي طائرة من سلاح الجو العراقي خلال إحدى المهمات ضد تنظيم «داعش» (أرشيفية - واع)

العراق: المجال الجوي غير مؤمّن بالكامل

أقر العراق بأن مجاله الجوي غير مؤمّن بالكامل، في حين أكد اتخاذ إجراءات لتحسين القدرات الدفاعية بعد التعاقد مع كوريا الجنوبية قبل أشهر لامتلاك منظومة متطورة.

حمزة مصطفى (بغداد)

غارة إسرائيلية قرب موقع بعلبك الأثري في شرق لبنان

تصاعد الدخان جراء غارة إسرائيلية على مقربة من قلعة بعلبك الأثرية في شرق لبنان (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء غارة إسرائيلية على مقربة من قلعة بعلبك الأثرية في شرق لبنان (أ.ف.ب)
TT

غارة إسرائيلية قرب موقع بعلبك الأثري في شرق لبنان

تصاعد الدخان جراء غارة إسرائيلية على مقربة من قلعة بعلبك الأثرية في شرق لبنان (أ.ف.ب)
تصاعد الدخان جراء غارة إسرائيلية على مقربة من قلعة بعلبك الأثرية في شرق لبنان (أ.ف.ب)

وقعت غارة إسرائيلية، اليوم الأحد، على مقربة من قلعة بعلبك الأثرية في شرق لبنان، كما أفاد مسؤول محلي، موضحاً أنها لم تطل حَرَم الموقع الذي يعود لآلاف السنين.

وقلعة بعلبك الأثرية، التي تعود خصوصاً إلى الحقبة الرومانية، مُدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة التربية والعلم والثقافة، التابعة للأمم المتحدة «يونيسكو» منذ عام 1984.

وقال محافظ بعلبك، بشير خضر، رداً على سؤال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» حول قصف إسرائيلي قريب من القلعة الأثرية، إن «الغارة وقعت على بُعد نحو 500 إلى 700 متر من القلعة، ولم تكن في القلعة أو في حَرم القلعة».

لكن المحافظ حذّر من أن لغارات مماثلة قريبة «أثراً سلبياً» على الموقع الأثري، «سواء من الدخان الأسود الذي يؤثر على الحجارة، أو من قوة الانفجار» الذي قد تؤثر ارتجاجاته على الموقع، حتى لو لم يجرِ استهدافه مباشرة.

وأظهرت صور للوكالة سُحب دخان منبعثة من خلف الموقع الأثري في بعلبك.

وعُرفت هذه المدينة «الفينيقية حيث كانت العبادة للثالوث الإلهي، بمدينة الشمس في العهد الهيلينستي»، وفق موقع المنظمة.

وتُعدّ بعلبك «بمبانيها الضخمة من أهم آثار الهندسة الرومانيّة الإمبراطورية وهي في أوج ذروتها»، وفق منظمة «اليونيسكو».

وتعرضت منطقة بعلبك، الواقعة في البقاع بشرق لبنان، بالإضافة إلى أطراف مدينة بعلبك، لغارات إسرائيلية بشكل متكرّر، منذ أن كثّفت إسرائيل قصفها للبنان في 23 سبتمبر (أيلول) الماضي.

يأتي التصعيد في لبنان بعد عام تقريباً على فتح «حزب الله» جبهة ضد إسرائيل «إسناداً» لغزة، غداة شن حركة «حماس» هجوماً على جنوب إسرائيل، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، واندلاع الحرب المدمرة في القطاع.

ووفق الأرقام الرسمية، قُتل أكثر من ألفيْ شخص في لبنان منذ أكتوبر 2023، بينهم أكثر من ألف منذ بدء القصف الجوي المكثف في 23 سبتمبر.

وقدّرت الحكومة اللبنانية، الأربعاء، عدد النازحين هرباً من العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان، بنحو 1.2 مليون شخص يفترش عدد كبير منهم الشوارع في مناطق عدّة من بيروت.