شن مسؤولون وسياسيون إسرائيليون هجوما على الرئيس محمود عباس، بعد نشر مقطع فيديو له يقول فيه إن هتلر أحرق اليهود بسبب دورهم الاجتماعي وليس دينهم.
وفيما أبرزت وسائل إعلام إسرائيلية تصريحات عباس، قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان إن هذا التصريح يعبر عن الوجه الحقيقي للقيادة الفلسطينية، وكما يلوم عباس اليهود على المحرقة، فإنه يلوم اليهود على كل مشكلات الشرق الأوسط.
واتهم إردان الرئيس عباس بنشر معاداة السامية، ومواصلة دعم «الإرهابيين» الفلسطينيين لقتل الإسرائيليين. وأضاف «على العالم أن يستيقظ ويحاسب عباس وسلطته الفلسطينية على الكراهية التي ينشرونها وسفك الدماء الناجم عنها يجب ألا يكون هناك أي تسامح مع التحريض والإرهاب الفلسطيني».
كما هاجم زعيم حزب «يسرائيل بيتينو» أفيغدور ليبرمان، عباس وقال إنه من أشد مؤيدي «الإرهاب» «ومعادٍ للسامية». ووصف خطاب عباس بأنه خطاب فاضح.
وأضاف «نشر أيضاً (عباس) رسالة دكتوراه كاملة حول إنكار المحرقة، واليوم أثبت مرة أخرى أنه رجل متطرف، هو العدو اللدود لدولة إسرائيل».
This is the true face of Palestinian “leadership”.It is no wonder that mere hours ago a Palestinian teenage terrorist hacked innocent Israelis with a meat cleaver in Jerusalem.Just as Abbas blames the Jews for the Holocaust, he also blames the Jews for all the Middle East’s... https://t.co/l4hLRDkMet
— Ambassador Gilad Erdan גלעד ארדן (@giladerdan1) September 6, 2023
وتواصل الهجوم ضد عباس عبر متحف «ياد فاشيم» والسفير الإسرائيلي في ألمانيا وعدد من السفراء، باعتباره «منكرا للمحرقة».
وكان عباس قد ظهر أمام المجلس الثوري لحركة «فتح» في اجتماعاته التي انعقدت في رام الله نهاية الشهر الماضي قائلا في خطاب موجه لأعضاء «الثوري» إن «أدولف هتلر أحرق اليهود بسبب دورهم الاجتماعي كمرابين للمال، وليس بسبب العداء تجاه اليهودية». مؤكدا أن «اليهود الأشكناز (الأوروبيين) ليسوا ساميين».
وقال عباس في مقطع فيديو نشره معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط (ميمري) مع ترجمة بالإنجليزية، إن «الحقيقة التي يجب أن نوضحها للعالم هي أن يهود أوروبا ليسوا ساميين ولا علاقة لهم بالسامية. بدأت القضية عام 900م في مملكة الخزر على بحر الخزر. سقطت الإمبراطورية وأصبح سكانها يهودا بعد ما انتشروا في روسيا وأوروبا وهؤلاء أصل اليهود الأشكناز إذن عندما نسمع عنهم يقولون سامية ولا سامية، على الأقل اليهود الأشكناز ليسوا ساميين».
وأضاف «عندما قالوا إن هتلر قتل اليهود لأنهم يهود، وإن أوروبا تكره اليهود لأنهم يهود. لا. شُرحت بالضبط على أنهم حاربوا هؤلاء بسبب وظيفتهم الاجتماعية وليس بسبب ديانتهم. وكتب أكثر من كاتب، حتى كارل ماركس قال إن هذا الكلام غير صحيح، وقال بالضبط إن العداء هو ليس لليهودية كدين وإنما لليهودية بصفتها الاجتماعية، لأسباب اجتماعية تتعلق بالربا والأموال وغيرها وغيرها».
وفي مقطع آخر قال عباس «هتلر كان في الحرب العالمية الأولى شاويش، كل الناس تعرف.
وحارب اليهود لأنهم كانوا يعملون على أساس الربا والمال. يعني يخربون، من وجهة نظره، ولذلك هو كان يكرههم. فنحن نريد أن نوضح هذه النقطة فقط: إن السامية واللاسامية لا توجد هنا».
وأضاف «أما اليهود الشرقيون فهم ساميون، كلهم أصلهم كان الجزيرة العربية وذهبوا إلى الأندلس وعادوا من الأندلس وكلنا نعرف هذا التاريخ».
وهذه ليست المرة الأولى التي يطلق فيها عباس تصريحات مثيرة للجدل حول اليهود، وتثير ردود فعل إسرائيلية ضده. والرئيس الفلسطيني درس التاريخ، ويحمل الدكتوراه في العلوم السياسية، وكانت أطروحته تتحدث عن العلاقات السرية بين ألمانيا النازية والحركة الصهيونية.
انتقاد إعلامي
وقال موقع «تايمز أوف إسرائيل» إن عباس له «تاريخ في إطلاق ادعاءات معادية للسامية وتعليقات مثيرة للجدل حول الهولوكوست، بما في ذلك قوله في شهر مايو (أيار) إن إسرائيل (تكذب مثل) وزير الدعاية النازي جوزيف جوبلز. وفي العام الماضي في ألمانيا، اتهم إسرائيل بارتكاب (50 هولوكوستا) في مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني أولاف شولتس». وردت إسرائيل وألمانيا والولايات المتحدة على البيان بالتعبير عن الصدمة والغضب.
ولاحقا انتقد المتحدث باسم خدمة العمل الخارجي الأوروبي تصريحات عباس، لأنها «كاذبة ومضللة بشكل صارخ حول اليهود ومعاداة السامية».
ورأى المتحدث بيتر ستانو أن «مثل هذه التشويهات التاريخية مؤججة ومهينة للغاية ولا يمكن إلا أن تؤدي إلى تفاقم توترات المنطقة ولا تخدم مصالح أحد» كما أنها «تصب في مصلحة أولئك الذين لا يريدون حل الدولتين، وهو الحل الذي دعا إليه الرئيس عباس مراراً وتكراراً».
وأضاف المتحدث باسم الجهاز التنفيذي الأوروبي «علاوة على ذلك، فإنها تقلل من شأن المحرقة، وبالتالي تغذي معاداة السامية، وتشكل إهانة للملايين من ضحايا المحرقة وأسرهم».
وشدد ستانو على أن «الاتحاد الأوروبي يظل ملتزما بمكافحة معاداة السامية والعنصرية بجميع أشكالها، وسيواصل معارضته بقوة لأي محاولة للتغاضي عن المحرقة أو تبريرها أو التقليل من شأنها».