إصابة شخصين في هجوم بساطور بالقدس... والشرطة الإسرائيلية تعتقل المنفذ

TT

إصابة شخصين في هجوم بساطور بالقدس... والشرطة الإسرائيلية تعتقل المنفذ

ضباط شرطة إسرائيليون مسلحون يراقبون خلف طوق أمني في مكان هجوم الطعن بالقرب من باب الخليل في البلدة القديمة بالقدس الأربعاء 6 سبتمبر 2023 (إ.ب.أ)
ضباط شرطة إسرائيليون مسلحون يراقبون خلف طوق أمني في مكان هجوم الطعن بالقرب من باب الخليل في البلدة القديمة بالقدس الأربعاء 6 سبتمبر 2023 (إ.ب.أ)

قال شهود عيان، الأربعاء، إن شخصاً نفَّذ عملية طعن بالقرب من باب الخليل؛ أحد أبواب المسجد الأقصى في مدينة القدس. وأوضح شهود لـ«وكالة أنباء العالم العربي» أنهم شاهدوا شخصاً يحمل سكيناً وهاجم شخصاً إسرائيلياً. ووفق الشهود، فقد هرعت قوات الأمن الإسرائيلي إلى المكان، وسُمعت أصوات إطلاق نار.

قالت الشرطة الإسرائيلية إن رجلاً وفتى أُصيبا بجروح في هجوم بساطور نفذه فتى فلسطيني خارج البلدة القديمة في القدس الأربعاء، أحدهما إصابته خطيرة، حسبما أفادت به «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت الشرطة في بيان إن «مشتبهاً به طعن مدنياً... عند متنزه باب الخليل في القدس»، ونشرت صورة للساطور الذي استخدمه في الهجوم، وقد بدا ملطخاً بالدماء.

وأضاف البيان أن «عناصر شرطة منطقة القدس طاردوا المشتبه به وقبضوا عليه». ولاحقاً أعلنت الشرطة أن الموقوف «يبلغ من العمر 17 عاماً وهو من القدس الشرقية». والمصابان هما رجل جروحه خطرة، وفتى إصابته طفيفة. وقالت «نجمة داود الحمراء» (خدمة الإسعاف الإسرائيلية) إنها أسعفت رجلاً يبلغ من العمر 50 عاماً، بعدما أُصيب بطعنات، وكانت «حالته خطرة ولكن مستقرة».

بدوره، قال مستشفى هداسا في القدس إنه يعالج رجلاً (56 عاماً) أصيب بطعنات في وجهه ورقبته وذراعيه، مشيراً إلى أن حالة الجريح قيد التقييم. ولاحقاً، أعلنت السلطات الإسرائيلية أن الهجوم أسفر أيضاً عن إصابة فتى بجروح طفيفة. وقالت خدمة الطوارئ في بيان: «أُصيب فتى (17 عاماً) بطعنة في البطن لكن إصابته طفيفة»، مشيرة إلى أن المصاب سائح أجنبي لم تذكر جنسيته.

عامل ينظف موقع هجوم الطعن بالقرب من باب الخليل خارج البلدة القديمة في القدس الأربعاء 6 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

وقال رافي هاكوهين، مسعف الطوارئ الذي تصادف وجوده على مقربة من مكان وقوع الهجوم، إنه وجد رجلاً في الخمسينات من عمره ملقى على الأرض وينزف بغزارة من عدة جروح. وعرضت القناة «12» الإسرائيلية صوراً لبقع الدم على الرصيف خارج بوابة البلدة القديمة التي تُعد مدخلاً رئيسياً للسياح. وأغلقت الشرطة المنطقة المحيطة. وأشاد متحدث باسم حركة «حماس» التي تدير قطاع غزة بالهجوم، لكنه لم يذكر أن المهاجم عضو في الحركة. وقال المتحدث باسم الحركة محمد حمادة، إن «عملية الطعن تثبت بالدليل القاطع أنه مهما فعل الاحتلال من جرائم، فإنه لن يكسر إرادة المقاومة المتصاعدة»، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.

وأدَّت أعمال العنف بين إسرائيل والفلسطينيين هذا العام إلى مقتل ما لا يقل عن 226 فلسطينياً و32 إسرائيلياً وأوكرانية وإيطالي، وفقاً لإحصاء أجرته «وكالة الصحافة الفرنسية» استناداً إلى مصادر رسمية من الجانبين. وبين القتلى الفلسطينيين مقاتلون ومدنيون وقُصّر، وفي الجانب الإسرائيلي غالبية القتلى هم مدنيون بينهم قُصّر وثلاثة أفراد من الأقلية العربية.


مقالات ذات صلة

إسرائيل ستطعن في مذكرتي اعتقال «الجنائية الدولية» ضد نتنياهو وغالانت

شؤون إقليمية السيناتور الأميركي ليندسي غراهام يعقد مؤتمراً صحافياً حول قرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت في القدس 27 نوفمبر 2024 (رويترز)

إسرائيل ستطعن في مذكرتي اعتقال «الجنائية الدولية» ضد نتنياهو وغالانت

أبلغت إسرائيل المحكمة الجنائية الدولية بأنها ستطعن في مذكرتي الاعتقال الصادرتين بحق نتنياهو وغالانت بسبب سلوكهما في حرب غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
تحليل إخباري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حصل من فرنسا على حصانة مسبقة ضد القبض عليه إذا زارها... وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الفرنسية الأربعاء (رويترز)

تحليل إخباري لماذا توفر باريس لنتنياهو وغالانت الحصانة من الملاحقة على أراضيها؟

وفرت فرنسا الحصانة لـ«نتنياهو - غالانت» من قرار التوقيف الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية، وأثار قرارها الاستهجان والتساؤلات، وجاء عكس ما صدر عن دول أوروبية.

ميشال أبونجم (باريس)
الولايات المتحدة​ عناصر من الجيش الإسرائيلي يقفون خارج منزل أصيب بصواريخ أطلقها «حزب الله» من لبنان على بلدة كريات شمونة الحدودية شمال إسرائيل... 26 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

إدارة بايدن تعتزم بيع أسلحة بقيمة 680 مليون دولار لإسرائيل

قال مسؤول مطلع، اليوم الأربعاء، إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تسعى إلى المضي قدما في صفقة لبيع أسلحة بقيمة 680 مليون دولار لإسرائيل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي زحمة سيارات عند نقطة المصنع الحدودية بانتظار أن تقوم الجرافات باعادة فتحه (أ ب)

إسرائيل تقطع آخر المعابر بين لبنان وسوريا... وضبط الحدود من ضبط الجبهات

اختتمت إسرائيل موجة العنف الجديدة على لبنان، بغارات قوية استهدفت المعابر البريّة الشمالية مع سوريا، في رسالة واضحة لضرورة الالتزام بالامتناع عن إمداد «حزب الله»

يوسف دياب (بيروت) «الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية عائلات وأنصار المحتجزين الإسرائيليين يحملون ملصقات أثناء مناقشة الموضوع في الكنيست الإسرائيلي في القدس 18 نوفمبر 2024 (رويترز)

عباس يطالب باتفاق على غرار لبنان... و«حماس» تؤكد أنها «جاهزة»

طالبت الرئاسة الفلسطينية بوقف إطلاق نار في قطاع غزة على غرار الاتفاق في لبنان، فيما أعادت إسرائيل مركز الثقل إلى قطاع غزة، معلنة أن استعادة المحتجزين من القطاع…

كفاح زبون (رام الله)

«الضاحية» تستقبل أبناءها بالرصاص الطائش… والدمار «غير المسبوق»

لبنانية تمر أمام ركام أحد الأبنية بالضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
لبنانية تمر أمام ركام أحد الأبنية بالضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
TT

«الضاحية» تستقبل أبناءها بالرصاص الطائش… والدمار «غير المسبوق»

لبنانية تمر أمام ركام أحد الأبنية بالضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
لبنانية تمر أمام ركام أحد الأبنية بالضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

تحت زخات من رصاص الابتهاج وأمطار الخريف اللبناني، عاد سكان الضاحية الجنوبية لبيروت مع ساعات الصباح الأولى التي تلت سريان وقف إطلاق النار، لتعود معهم زحمة السير التي لطالما طبعت أيام الضاحية ذات الكثافة السكانية العالية.

لكن حيوية العودة لا تعكس حقيقة المشهد، فالغارات الإسرائيلية حولت المئات من المباني إلى «أشلاء» متناثرة وأكوام من الحجارة التي طحنتها الصواريخ التي أطلقتها الطائرات الإسرائيلية. نحو 450 مبنى دمرتها الغارات خلال مدة الحرب، وفق إحصاءات غير رسمية، يضاف إليها أكثر؛ من مثيلاتها من الأبنية المجاورة التي تضررت بفعل الغارات. ورغم أن عدد الأبنية المدمرة في الضاحية لم يصل إلى ما وصل إليه عام 2006 الذي بلغ حينها 720 مبنى، فإن توزع الغارات على رقعة جغرافية أوسع من ساحة الحرب السابقة، رفع عدد المباني المتضررة.

ولا يكاد يخلو شارع من شوارع الضاحية من آثار الدمار الكبير، حيث بدت واضحة آثار القصف في كل زوايا المنطقة التي تفوح منها روائح كريهة من آثار الحرائق، وما يقول الأهالي إنها مواد غريبة احتوتها صواريخ الطائرات الإسرائيلية.

يقف عابد، وهو شاب سوري يعمل حارساً لأحد هذه المباني، يجمع ما تبقى من أثاث غرفته التي تأثرت بصاروخ أصاب 3 طبقات من مبني مرتفع تعرض لغارة لم تسقطه، لكنها هشمت الطبقات الأولى من المبنى، فعزلت الطوابق العليا ومنعت الصعود إليها بعد أن دمرت الدرج وغرف المصاعد. يقول عابد إن ثمة لجنة من المهندسين تفحصت المبنى ورجحت عدم القدرة على ترميمه بشكل آمن. ويشير إلى أن لجنة أخرى رسمية ستكشف على المبنى نهاية الأسبوع لاتخاذ قرار نهائي بالترميم... أو «الموت الرحيم». حينها سيتاح لسكان الطبقات العليا سحب ما يمكن من أثاثها ومقتنياتها قبل الشروع في الهدم.

وحال هذا المبنى تشبه أحوال كثير من مباني الضاحية، فقرب كل مبنى منهار ثمة مبنى آخر تضررت أعمدته أو فُقدت أجزاء منه بفعل عصف الانفجار. وهو أمر من شأنه أن يفاقم أزمة النازحين. يقول محمد هاشم، وهو ستيني من سكان الضاحية، إن منزله تضرر شديداً بعد سقوط مبنى ملاصق لمبناه في آخر يوم من أيام القصف. يضيف: «عندما نرى مصيبة غيرنا (جيرانه) تهون علينا مصيبتنا. لكن في جميع الأحول لا نستطيع أن نسكن المنزل قريباً، فدرج المبنى متضرر، وفي داخل المنزل لا يوجد زجاج سليم ولا نوافذ صالحة لأن تقفل، والشتاء قاسٍ وبدأت تباشيره اليوم بنزول قياسي للحرارة». يقيم محمد في منزل مستأجر بـ1500 دولار شهرياً، ودفع الإيجار حتى أواخر الشهر المقبل، لكنه يتوقع أن يحتاج شهراً إضافياً قبل أن يتمكن من العودة للسكن في منزله.

وخلافاً لما حدث في عام 2006، عندما سارع «حزب الله» إلى الكشف على الأضرار ودفع تعويضات سخية لإصلاح الأضرار الخفيفة، ودُفعة بلغت 12 ألف دولار لكل من فقد منزله لشراء أثاث للمنزل، ومن ثم تكفله بالإيجارات الشهرية... لم يتصل أحد بالنازحين بعد. ومحمد كما غيره، متردد، ولا يعرف إن كان سوف يباشر الإصلاحات أم لا.

وقرب المباني المتضررة، كان ثمة إصرار على إبداء المظاهر الاحتفالية. يقول أحد المعنيين بملف الأمن إن «حزب الله» باشر قبل 3 أيام من وقف النار طباعة آلاف اللافتات والأعلام لنشرها في الضاحية، وغيرها من المناطق التي تعرضت للتدمير والقصف. وقد أثمر هذا المجهود، على ما يبدو، مشهداً «سوريالياً» لمواطنين يتجولون بالسيارات رافعين أعلام لبنان ورايات «حزب الله» محتفلين بـ«النصر» وسط ركام مدينتهم التي لن يقدر معظمهم على أن يبيتوا ليلتهم فيها بانتظار تأمين بدائل لشققهم المدمرة، أو إصلاح تلك المتضررة.

أجواء الاحتفال هذه انعكست في إطلاق رصاص غزير بمعظم أوقات النهار، مما دفع بكثيرين إلى الهرب تلافياً لسقوط الرصاص الطائش، ويقول شاب مسرع على دراجة نارية شاتماً مطلقي النار: «لقد نجونا من صواريخ إسرائيل، ويريدون أن يقتلونا برصاصهم الغبي...».