الجيش الإسرائيلي يبني تحصينات إضافية حول مستوطنات غزة

غير تعريف مستوطنات «حاصلة على مزايا تشجيع» قرب القطاع ولبنان

جدران خرسانية يبنيها الجيش حول مستوطنات غلاف غزة لحمايتها من الصواريخ المضادة للدروع (صور نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية)
جدران خرسانية يبنيها الجيش حول مستوطنات غلاف غزة لحمايتها من الصواريخ المضادة للدروع (صور نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية)
TT

الجيش الإسرائيلي يبني تحصينات إضافية حول مستوطنات غزة

جدران خرسانية يبنيها الجيش حول مستوطنات غلاف غزة لحمايتها من الصواريخ المضادة للدروع (صور نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية)
جدران خرسانية يبنيها الجيش حول مستوطنات غلاف غزة لحمايتها من الصواريخ المضادة للدروع (صور نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية)

بدأ الجيش الإسرائيلي بتحصين المنطقة المقابلة لقطاع غزة، من جهة كيبوتس «ناحل عوز»، عبر بناء جدران خرسانية في المنطقة.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه تم وضع جدران خراسانية جديدة في المنطقة تهدف إلى حجب الرؤيا عن الطرق القريبة من الحدود، لمنع إطلاق أي صواريخ مضادة للدبابات.

وأكد مراسل صحيفة «يديعوت أحرونوت» الذي كان في المنطقة، متان تسوري على منصة «إكس»، مرفقاً صورة للجدران الجديدة، أن بناء الجدران لا يتوقف في قطاع غزة، مضيفاً: «على الرغم من مظهره الجميل، فإن الأمر لا يزال محبطاً». وبحسبه، فإن الجدار الجديد سيكون بطول مئات الأمتار.

وكان الجيش الإسرائيلي قد بدأ قبل شهور عملية كبيرة لبناء جدران «دفاعية» حول مستوطنات غلاف قطاع غزة، في محاولة لحمايتها من إطلاق الصواريخ المضادة للدروع في أي مواجهة جديدة.

عنصران من الأمن الإسرائيلي في سديروت يحتميان إثر صفارات إنذار تحذر من صواريخ غزة (أ.ب)

وأقام الجيش جداري حماية حول الحدود بارتفاع 9 أمتار، وشق طرق بديلة بعيداً عن نيران القناصة والصواريخ.

وجاءت الخطوة الإسرائيلية بعد تقديرات بأن الفصائل الفلسطينية تدربت وعملت على إطلاق صواريخ مضادة للدروع ضد أهداف قريبة على الحدود، خلال المواجهات السابقة، وستفعل ذلك في أي مواجهة جديدة.

وتقهم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، التأثير الذي يمكن أن ينتج عن مثل هذه الهجمات، ولذلك أمرت بإغلاق المناطق المكشوفة والتخلص من نقاط الضعف.

وفيما يواصل الجيش في محيط غزة بناء جدران دفاعية، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، الأربعاء، أن الحكومة الإسرائيلية ستصادق، الأحد المقبل، على تغيير تعريف وضع المستوطنات المحاذية للحدود مع قطاع غزة ولبنان.

وبحسب الصحيفة، فإنه سيتم إزالة تعريف مستوطنات «محاذية للسياج» عن عشرات المستوطنات التي تحصل على مزايا لتشجيع الاستيطان فيها.

ووفقاً للصحيفة، فإن الحكومة الإسرائيلية ستعرف المستوطنات التي تبعد مسافة تصل إلى كيلومتر واحد فقط عن السياج، بأنها «محاذية للسياج»، في حين أن مستوطنة تبعد مسافة 2 كيلومتر فأكثر، لن يتم تعريفها كذلك، ولن تحصل على مزايا حكومية لتشجيع الاستيطان فيها.

وهاجم قادة المستوطنات، ومن بينهم مسؤولون في «سديروت» قرب غزة، و«كريات شمونة» على جبهة لبنان، الحكومة الإسرائيلية واتهموها بالتخلي عنهم، وعن أمن المستوطنين فيها.



البرلمان العراقي يستأنف فصله التشريعي بمناقشة التهديدات الإسرائيلية

صورة نشرها موقع البرلمان العراقي من جلسة انتخاب رئيسه محمود المشهداني الشهر الماضي
صورة نشرها موقع البرلمان العراقي من جلسة انتخاب رئيسه محمود المشهداني الشهر الماضي
TT

البرلمان العراقي يستأنف فصله التشريعي بمناقشة التهديدات الإسرائيلية

صورة نشرها موقع البرلمان العراقي من جلسة انتخاب رئيسه محمود المشهداني الشهر الماضي
صورة نشرها موقع البرلمان العراقي من جلسة انتخاب رئيسه محمود المشهداني الشهر الماضي

على الرغم من خلو جدول أعمال جلسة البرلمان العراقي المقررة الاثنين من أي بند يتعلق بالضربة الإسرائيلية المحتملة على العراق، أفادت مصادر برلمانية بأن الجلسة ستشهد مناقشة هذا الموضوع في جلسة سرية.

وتسود الأوساط الرسمية والشعبية العراقية مخاوف متزايدة من احتمال وقوع الضربة في أي لحظة، وسط تداول واسع لعشرات الأهداف المحتملة للقصف، ويتبع معظمها فصائل مسلحة، بما في ذلك محطات فضائية مملوكة لهذه الفصائل.

وفي ظل غياب موقف رسمي حكومي واضح حيال التهديدات الإسرائيلية، خاصة بعد المذكرة التي وجهتها إسرائيل إلى الأمم المتحدة والتي تضمنت شكوى ضد العراق، هي الأولى منذ قصف مفاعل «تموز» العراقي عام 1981 خلال الحرب العراقية - الإيرانية؛ صرح وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بأن التهديدات الإسرائيلية أصبحت أكثر جدية من أي وقت مضى.

البرلمان العراقي الذي استأنف فصله التشريعي قبل أسبوعين عقب انتخاب رئيس جديد له، فشل في عقد جلسة بسبب الخلافات حول ما يُعرف بـ«القوانين الجدلية»، مثل قانون الأحوال الشخصية، وقانون العفو العام، وقضية عائدية العقارات إلى أصحابها الأصليين. إلا أن تصاعد مخاطر التهديدات الإسرائيلية ضد العراق دفع البرلمان إلى عقد جلسة يوم الاثنين، تضمنت بنوداً عادية دون التطرق إلى القوانين الخلافية.

وفي حين لم تتضح بعد طبيعة النقاشات التي سيجريها البرلمان، أو ما إذا كانت ستُتخذ قرارات محددة، أكدت رئاسة البرلمان أن أي قرارات تصدر ستكون داعمة لجهود الحكومة.

صمت على جبهة الفصائل

في وقت أعلن فيه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اتخاذ قرارات صارمة لحفظ سيادة البلاد، التزمت الفصائل المسلحة الموالية لإيران الصمت منذ أيام. وكان السوداني، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، قد أصدر أوامر صارمة بشأن التعامل مع أي ضربات صاروخية قد تنفذها الفصائل المسلحة التي دأبت على توجيه ضربات من الأراضي العراقية نحو إسرائيل.

ووفقاً لتعليمات السوداني، فإن مسؤولية إطلاق أي صاروخ تقع على عاتق القطعات العسكرية الماسكة للأرض، والتي ستتحمل تبعات ذلك.

وبينما يسود الصمت جبهة الفصائل المسلحة، تشير الأوساط السياسية العراقية إلى أن هذا الصمت يأتي بناء على أوامر إيرانية بالتزام الهدوء، خاصة بعدما وضعت إسرائيل إيران على قائمة أهدافها المحتملة في المستقبل القريب، رغم إشارات السلام التي بدأ كبار المسؤولين الإيرانيين بإصدارها.

وقال الباحث في الشأن السياسي الدكتور سيف السعدي لـ«الشرق الأوسط» إن «قرار الحرب والسلم يجب أن يُتخذ ضمن المؤسسات الدستورية وفق المادة (61) من الدستور، عبر تقديم طلب من رئيس مجلس الوزراء وتصويت أغلبية أعضاء البرلمان ومصادقة رئيس الجمهورية، وبالتالي إعلان حالة الطوارئ».

وأضاف السعدي أن «الخطورة تكمن في أن الفصائل المسلحة غير مكترثة بتحذيرات رئيس الوزراء، وسيؤدي ذلك إلى تداعيات خطيرة على المدى المنظور، منها قد تكون اغتيالات لشخصيات ومعسكرات ومقرات تابعة لفصائل المقاومة».

وتوقع السعدي أن «يشهد العراق عمليات إسرائيلية قبل نهاية العام؛ مما قد يعقّد الوضع، خاصة أن العراق يقع في محيط إقليمي حساس وملتهب؛ مما سيؤدي إلى ارتدادات كبيرة داخل النظام السياسي العراقي».

وفيما يتعلق باتفاقية الإطار الاستراتيجي التي تعهدت فيها الولايات المتحدة بحماية النظام السياسي العراقي، أوضح السعدي أن «الاتفاقية تهدف إلى الحفاظ على النظام السياسي وحماية مؤسسات الدولة والديمقراطية في العراق. ومن منظور الولايات المتحدة، تُعتبر الفصائل المسلحة خارج المؤسسات الرسمية؛ مما قد يوفر لإسرائيل مبرراً لضرب العراق بزعم أنها تدافع عن نفسها».

والجدير بالذكر أن فصائل «المقاومة» قد استهدفت إسرائيل خلال شهرَي أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بأكثر من مائة هجوم بالصواريخ والطائرات المسيّرة؛ مما دفع الولايات المتحدة للتدخل عدة مرات للوساطة مع الحكومة العراقية بهدف منع الفصائل من توجيه ضربات أخرى إلى إسرائيل.