المعارضة الإسرائيلية تتهم نتنياهو بفتح ملف بيغاسوس «لإنقاذ نفسه من المحاكمة»

مصدر حكومي: الشرطة تجسست على أشخاص مرتبطين بملفات رئيس الوزراء

صورة تخيلية للوغو مجموعة NSO المنتجة لـ«بيغاسوس» (أ.ف.ب)
صورة تخيلية للوغو مجموعة NSO المنتجة لـ«بيغاسوس» (أ.ف.ب)
TT

المعارضة الإسرائيلية تتهم نتنياهو بفتح ملف بيغاسوس «لإنقاذ نفسه من المحاكمة»

صورة تخيلية للوغو مجموعة NSO المنتجة لـ«بيغاسوس» (أ.ف.ب)
صورة تخيلية للوغو مجموعة NSO المنتجة لـ«بيغاسوس» (أ.ف.ب)

أجمع قادة المعارضة الإسرائيلية، ومعهم كثير من المحللين والخبراء الإسرائيليين، على أن لجنة تقصي الحقائق في قضية استخدام الشرطة لبرنامج التجسس السيبراني (بيغاسوس)، التي صادقت الحكومة الإسرائيلية على تشكيلها، في جلستها الأخيرة (الأحد)، تهدف إلى إنقاذ رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، من محاكمته بتهم فساد خطيرة، تشمل الرشوة والاحتيال وخرق الثقة.

وكشف كبير المحللين السياسيين في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ناحوم برنياع، أن الحكومة قررت اختيار القاضي السابق في المحكمة المركزية، موشيه دروري، ليرأس اللجنة. وهذا يعني أن الاستخلاص الأساسي لعمل اللجنة بات واضحاً من الآن، لأن هذا القاضي يؤيد نتنياهو ويعارض محاكمته بتهمة الفساد، ويؤيد خطة الحكومة للانقلاب على منظومة الحكم وجهاز القضاء، لأنه ببساطة حاقد على هذا الجهاز.

وقال إن القاضي كان قد رشح نفسه لعضوية المحكمة العليا، لكن 3 من القرارات التي كان قد أصدرها وضعته في موقع التشكيك، وتم الاستئناف عليها في المحكمة العليا التي ألغتها، ووجهت له انتقادات حادة.

ولفت بارنياع أن القاضي دروري أصدر حكماً يبرئ شاباً يهودياً متديناً دهس امرأة من أصل إثيوبي وهرب، وبقيت معلقة على مقدمة سيارته حتى سقطت أرضاً ولم يسعفها. وبرر قراره بأن الشاب تشاجر مع المرأة التي كانت تعمل محاسبة

لبيد يستعد للإدلاء بشهادته في محاكمة نتنياهو بتهم فساد في القدس الشرقية، 12 يونيو (أ.ب)

،في سوبر ماركت، وتصرف بغضب، وليس صحيحاً أن يدان ويخسر مستقبله كرجل دين بسبب هذا الشجار

واعتبر قادة المعارضة الإسرائيلية، بيني غانتس ويائير لبيد وميراف ميخائيلي، قرار التحقيق في بيغاسوس «حقاً يراد به باطل»، ورغم أنهم يؤيدون منع التجسس، لكنهم يعتقدون أن هدف الحكومة هو «تخليص نتنياهو من حكم المحكمة».

وأشار الخبير القانوني، بروفيسور مردخاي كرمنيتسر، في صحيفة «هآرتس»، إلى أن تشكيل اللجنة في قضية «بيغاسوس» يجب إدراكه على خلفية «وجود حكومة حالية يرأسها متهم بمخالفات جنائية خطيرة». وأشار كرمنيتسر إلى تهجمات نتنياهو ومؤيديه ضد محققي الشرطة الذين حققوا معه، والنيابة العامة، واتهامهم بالافتراء عليه، فقال إن سبب وجود هذه الحكومة هو إنقاذ نتنياهو من التهديد القانوني، ووضع رؤساء جهاز إنفاذ القانون المسؤولين عن التحقيق في كرسي الاتهام.

تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الإسرائيلية صادقت على اقتراح نائب رئيس الحكومة، ووزير القضاء ياريف ليفين، الأحد، تشكيل لجنة تقصي حقائق حكومية في قضية استخدام الشرطة برنامج «بيغاسوس» لاختراق الهواتف الذكية، لأكثر من 1000 مواطن. وقد اتخذ القرار على الرغم من معارضة المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميار، وتحذيرها من أن يكون لهذه اللجنة تأثير محتمل على محاكمة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو.

وسيتم التحقيق في «أداء جهات في الشرطة والنيابة العامة، ومكتب المستشارة القضائية للحكومة وقسم التحقيقات، مع أفراد الشرطة».

نتنياهو يصل إلى المحكمة الجزئية في القدس، يونيو الماضي (إ.ب.أ)

وتعمد نتنياهو ألا يكون حاضراً في الجلسة التي اتخذت القرار، وخرج حال طرح الموضوع، ثم عاد إلى الجلسة بعد اتخاذ القرار. ووصف المحلل السياسي، برنياع، خروج نتنياهو من اجتماع الحكومة بأنه «مسرحية»، مضيفاً: «كأنه ليس ضالعاً، وكأن القرار لم يولد من أجل عرقلة محاكمته».

وأشار برنياع إلى إجابة الرئيس الإسرائيلي السابق، رؤوفين ريفلين، على سؤال حول ما إذا كان لنتنياهو جلد فيل، قائلاً: «بالعكس. لقد وجدوا في أفريقيا فيلاً له جلد نتنياهو».

وكتب المحلل السياسي في صحيفة «معريب»، بِن كسبيت، في الموضوع، قائلاً: «ما من شك أن تشكيل هذه اللجنة هو تدخل من الحكومة بملف فساد جارٍ النظر فيه في المحكمة»، وإن «السياسيين يلوثون إجراء قضائياً جنائياً ضد رئيس الحكومة».

وأضاف: «كنا نحذر من أزمة دستورية بسبب خطة الحكومة الانقلابية. وها هي الأزمة، بل الصدام الدستوري، هنا ومنذ مدة. إن تحالف نتنياهو وياريف ليفين لم يعد يحاول إخفاء نفسه».

وقال كسبيت: «لجنة التحقيق هذه لها مهمة واحدة، محاولة تشويش، عرقلة، أو ربما إحباط ملفات نتنياهو. وهذا إجراء غير قانوني منذ بدايته، لكن هذه الحكومة لم تعد تهتم بما هو قانوني وما هو ليس كذلك. واللجنة التي تشكلت على أيدي ثلة من السياسيين، الأحد، بلا خجل، هي ركلة على رأس الديمقراطية واستمرار للتصفية الزاحفة لسلطة القانون».

رئيسة حزب العمل الإسرائيلي ميراف ميخائيلي (رويترز)

المعروف أن بيغاسوس (Pegasus) برنامج تجسس اخترعته شركة إسرائيلية (NSO)، وعندما اكتشفت وسائل استخدامه أغلقته. ثم تبين أنه استخدم للتجسس على مئات الهواتف المحمولة لمجموعة من الصحافيين والمسؤولين الحكوميين ونشطاء حقوق الإنسان حول العالم. وبحسب تقرير، نشر في «نيويورك تايمز»، تضم قائمة أرقام الهواتف، التي تم اختراقها، ما لا يقل عن 180 صحافياً و600 سياسي و85 ناشطاً حقوقياً و65 رجل أعمال في العالم، وكذلك مواطنون إسرائيليون.

ويعتقد لفين أنه إذا ثبت هذا الأمر، فإن عدداً من الشهود في محاكمة نتنياهو ينوون التوجه إلى المحكمة لإلغاء إفاداتهم.


مقالات ذات صلة

محكمة تايلاندية ترفض دعوى ضد شركة إسرائيلية تنتج برنامج «بيغاسوس» لاختراق الهواتف

شؤون إقليمية كلمة «بيغاسوس» تظهر على هاتف ذكي موضوع على لوحة مفاتيح في هذه الصورة التوضيحية الملتقطة في 4 مايو 2022 (رويترز)

محكمة تايلاندية ترفض دعوى ضد شركة إسرائيلية تنتج برنامج «بيغاسوس» لاختراق الهواتف

ألغت محكمة تايلاندية دعوى قضائية رفعها ناشط مؤيد للديمقراطية قال فيها إن برنامج التجسس الذي أنتجته شركة تكنولوجيا إسرائيلية تم استخدامه لاختراق هاتفه.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
أوروبا أحد عناصر جهاز الأمن الأوكراني (قناة المخابرات الأوكرانية عبر «تلغرام»)

أوكرانيا توقف ضابطا كبيرا بتهمة التجسس لصالح روسيا

أعلنت أوكرانيا، الجمعة، توقيف ضابط يقود وحدة قوات خاصة في البلاد بتهمة نقل معلومات إلى روسيا حول عمليات عسكرية سرية تنفذها كييف.

«الشرق الأوسط» (كييف)
شؤون إقليمية البرلمان التركي أقر قانوناً حول التجسس يثير مخاوف من استغلاله لقمع حرية التعبير (موقع البرلمان)

​تركيا: قانون جديد للتجسس يثير مخاوف المعارضة وأوروبا

يثير قانون وافق عليه البرلمان التركي يشدد العقوبات ضد من يثبت تورطه في جمع معلومات لصالح جهات خارجية مخاوف من جانب المعارضة والمنظمات المدنية والاتحاد الأوروبي

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
يوميات الشرق التلفزيون الذكي يراقبك: كيف تنتهك أجهزة المنازل الذكية خصوصيتنا؟

التلفزيون الذكي يراقبك: كيف تنتهك أجهزة المنازل الذكية خصوصيتنا؟

كشف تقرير حديث عن جمع التلفزيونات الذكية البيانات حول ما نشاهده، بل أحياناً حول تفاصيل حياتنا اليومية عبر تقنية «التعرف التلقائي على المحتوى» (ACR).

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا صورة غير مؤرخة لدانيال عابد خليفة قدمتها شرطة لندن (أ.ب)

جندي بريطاني سابق متهم بالتجسس لإيران يقر بذنب الهروب من السجن

اعترف جندي بريطاني متهم بتسريب معلومات حساسة إلى الحرس الثوري الإيراني، اليوم (الاثنين)، بأنه مذنب بالهروب من السجن أثناء انتظار محاكمته.

«الشرق الأوسط» (لندن)

نائب رئيس النواب اللبناني: لا عقبات جدية أمام بدء هدنة مع إسرائيل

صورة أرشيفية لنائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب يتحدث في القصر الرئاسي في بعبدا، لبنان 3 أكتوبر 2022 (رويترز)
صورة أرشيفية لنائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب يتحدث في القصر الرئاسي في بعبدا، لبنان 3 أكتوبر 2022 (رويترز)
TT

نائب رئيس النواب اللبناني: لا عقبات جدية أمام بدء هدنة مع إسرائيل

صورة أرشيفية لنائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب يتحدث في القصر الرئاسي في بعبدا، لبنان 3 أكتوبر 2022 (رويترز)
صورة أرشيفية لنائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب يتحدث في القصر الرئاسي في بعبدا، لبنان 3 أكتوبر 2022 (رويترز)

قال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب لوكالة «رويترز» للأنباء، اليوم (الاثنين)، إنه لم تعد هناك «عقبات جدية» أمام بدء تنفيذ هدنة اقترحتها الولايات المتحدة لمدة 60 يوماً لإنهاء القتال بين إسرائيل وجماعة «حزب الله».

وأضاف أن إحدى نقاط الخلاف بشأن من سيراقب وقف إطلاق النار تسنى حلها خلال الساعات الـ24 الماضية بالموافقة على تشكيل لجنة من 5 دول، منها فرنسا، وترأسها الولايات المتحدة.

وقال مسؤول لبناني ودبلوماسي غربي لـ«رويترز» إن الولايات المتحدة أبلغت المسؤولين اللبنانيين بإمكان الإعلان عن وقف إطلاق النار «في غضون ساعات».

وعبّر بو صعب في وقت سابق عن تفاؤل حذر في إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان، واصفاً التفاوض بـ«الجدي».

ورأى بو صعب إثر اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب برئاسة الرئيس نبيه بري، أنه كلما «اقترب العدو الإسرائيلي من الجدية يصعّد لكي يحصل على تنازلات، من الطرف الآخر». وقال: «رئيس (مجلس النواب) بري بما له من باع طويلة لا يتنازل عن كل ما يمس بالسيادة خصوصاً أن استهدافات وإجرام وعشوائية العدو هو ضغط لفرض شروطه، وقد اقتربنا من ساعة الحسم، ووقف إطلاق النار».

وأضاف: «متفائلون وحذرون في الوقت نفسه، وقد تنجح المفاوضات في وقف إطلاق النار بسبب صمود الميدان».

ولفت بو صعب رداً على سؤال حول رفض إسرائيل مشاركة فرنسا في لجنة المراقبة التي تنص عليها منصة الاتفاق، إلى أن «رئيس البرلمان أصر على بقاء فرنسا في اللجنة؛ ما أدى إلى بقائها وموافقة إسرائيل على ذلك»، مؤكداً أن الاتفاق ينص على تطبيق القرار 1701 لا أكثر ولا أقل مع آلية الإشراف على التنفيذ التي ليست لديها صلاحية كسر القرار»، نافياً بذلك الحديث عن «حرية الحركة الإسرائيلية في لبنان»، ومؤكداً «غير معنيين بما يصدر في الإعلام الإسرائيلي، ما يعنينا هو ما نبحثه مع الوسيط الأميركي».

وعن انتخابات رئاسة الجمهورية، قال بو صعب: «بعد وقف إطلاق النار قد نصل قريباً إلى جلسة انتخاب رئيس».