المعارضة تطالب بالتحقيق مع مسلحي «حزب الله» المتورطين في اشتباك الكحالة

حنكش لـ«الشرق الأوسط»: شحنة السلاح لا تزال مصادرة

الوفد النيابي ملتقياً قائد الجيش (مديرية التوجيه)
الوفد النيابي ملتقياً قائد الجيش (مديرية التوجيه)
TT

المعارضة تطالب بالتحقيق مع مسلحي «حزب الله» المتورطين في اشتباك الكحالة

الوفد النيابي ملتقياً قائد الجيش (مديرية التوجيه)
الوفد النيابي ملتقياً قائد الجيش (مديرية التوجيه)

في إطار متابعة التحقيقات التي تجريها استخبارات الجيش اللبناني فيما بات يُعرف بـ«حادثة الكحالة»، التي شهدت مقتل شخصين إثر اشتباك مسلح بين عناصر من «حزب الله» وأهالي المنطقة في التاسع من الشهر الحالي بعد انقلاب شاحنة محمّلة بالذخائر تابعة للحزب، زار وفدان، الأول نيابي، والثاني شعبي، قائد الجيش العماد جوزيف عون في مكتبه، في حضور مدير المخابرات العميد الركن طوني القهوجي.

وشارك النواب غسان حاصباني، وأشرف ريفي، وسليم الصايغ، وإلياس حنكش، وبلال الحشيمي، ووضاح الصادق، ومارك ضو، بالاجتماع الأول، وأكدوا، حسب بيان للجيش، دعمهم للمؤسسة، منوهين بـ«أداء الجيش وحكمته في معالجة مختلف الحوادث الأمنية، آخرها حادثة بلدة الكحالة بتاريخ 9/8/2023». كما شددوا على «أهمية دور الجيش في المحافظة على الأمن والاستقرار في لبنان».

كما استقبل العماد عون وفداً من أهالي بلدة الكحالة بحضور مدير المخابرات، وتم تداول شؤون البلدة وما حصل فيها، إضافة إلى هواجس أبنائها. وأشاد أعضاء الوفد، حسب بيان المؤسسة العسكرية، بدور الجيش خلال المرحلة الراهنة، مؤكدين «أهمية العلاقة التاريخية بين البلدة والمؤسسة العسكرية، والحرص على استمرار هذه العلاقة المبنية على الاحترام، ومتابعة الملف قضائيًاً».

وحسب معلومات «الشرق الأوسط»، فإن استخبارات الجيش استمعت لـ3 عناصر من «حزب الله» شاركوا بالحادثة، فيما يمتنع 4 من أبناء الكحالة عن الإدلاء بإفاداتهم. ويُنتظر ما إذا كان اللقاء الذي عُقد مع العماد عون سيؤدي لترطيب الأجواء وتجاوبهم مع طلب الإدلاء بإفاداتهم. إذ كان رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميّل، عدَّ أن «استدعاء أهالي الكحالة المعتدى عليهم في عقر دارهم مرفوض».

وقال أحد أهالي الكحالة لـ«الشرق الأوسط»: «(حزب الله) أرسل سائق الشاحنة و3 أشخاص أتوا بالونش وهو يعرف أن لا شيء بحقهم ليتم توقيفهم, ويمتنع عن إرسال من شاركوا بإطلاق النار، وبالمقابل يطالبون أبناء الكحالة الذين اعتدي عليهم بالتوجه إلى التحقيق، وهذا ما لا يمكن القبول به إذا لم نحصل على تطمينات بعدم توقيفهم».

من جهته، قال النائب عن حزب «الكتائب» إلياس حنكش، الذي شارك باللقاء مع قائد الجيش لـ«الشرق الأوسط»: «جددنا خلال اللقاء دعمنا للجيش والقوى الأمنية الشرعية التي يفترض أن تكون الوحيدة المسلحة باعتبار أن هناك قناعة لدى الناس أن لا أحد يحميهم إلا هذه المؤسسات»، لافتاً إلى أن «لدى الجيش اليوم استحقاقاً كبيراً لتثبيت قوته وهيبته، وأنه على مسافة واحدة من الجميع، وبأنه يتعاطى مع هذا الملف بالحكمة المعهودة والقوة الناعمة لطمأنة الناس الذين يشعرون بأن هناك أشخاصاً فوق القانون وآخرين تحت القانون وهذه المخاوف سوف تترسخ إذا استمر بعض القضاء بالتعامل بلا عدل ولا مساواة مع الناس». وأضاف حنكش: «تلقينا تطمينات بأن حادثة الكحالة ستُعالج كما يجب، وبحثنا بوضع الجيش وقدراته وإمكاناته ووجوب تحميله مسؤوليات ليست من اختصاصه. وقد أكد لنا القائد أنه بعيد كل البعد عن السياسة والتمييز بين الناس والخضوع لأي أمر واقع، وأن الشحنة المصادرة جراء الحادثة لا تزال في عهدة الجيش، ليبقى على القضاء أن يقوم بعمله لتصل التحقيقات لخواتيمها».

أما النائب سليم الصايغ، فقال في تصريح له «إن الجيش الذي نقدره ونحبه، والذي نعطيه أولادنا، أي أغلى ما عندنا، ونحميه برموش عيوننا، نعاتبه عتب الأحبة. وليعرف المصطادون في الماء العكر أنه متى سقط الجيش سقطت الدولة، وممنوع سقوط الدولة».

وتابع الصايغ: «المطلوب من الدولة أن تمارس سلطتها للدفاع عن الناس، لا أن تكون سلطتها على الناس. ونحن نعيدها ونكررها: إن رهاننا على الدولة ولو تخاذلت، ورهاننا على الجيش ولو تأخر في بعض الأماكن، ومن غير المسموح أن يُستهدف الجيش ومحاولة البعض التصويب عليه في الكحالة، وخلق شرخ بين الشعب والجيش مرفوضة».

وعدّ الصايغ أن «المقاومة الإسلامية (حزب الله) في لبنان سقطت في عدة أماكن وآخر سقوط لها كان في الكحالة، ولن نسمح للطامحين إلى عروش بائدة في يأسهم وتخبطهم أن يستغلوا حادثة الكحالة ليصوبوا على الجيش».


مقالات ذات صلة

«حزب الله» يطلب من الحكومة دفع تعويضات الأضرار في الجنوب

المشرق العربي من الأضرار التي لحقت بأحد المنازل في قرية الضهيرة في جنوب لبنان نتيجة القصف الإسرائيلي (أ.ب)

«حزب الله» يطلب من الحكومة دفع تعويضات الأضرار في الجنوب

بعدما كان «حزب الله» قد أعلن أنه بدأ دفع التعويضات للمتضررين من القصف الإسرائيلي على الجنوب، عاد ليطلب من الحكومة تحمّل مسؤوليتها في هذا الإطار.

كارولين عاكوم (بيروت)
شؤون إقليمية صورة تم التقاطها في 25 نوفمبر من بلدة العديسة بجنوب لبنان السياج الحدودي بين لبنان وإسرائيل (أ.ف.ب)

رئيس الأركان الإسرائيلي: لا نستطيع العودة لواقع ما قبل الحرب في المنطقة الشمالية

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي اليوم (الثلاثاء) إن رئيس الأركان هرتسي هاليفي أبلغ رؤساء السلطات المحلية في المنطقة الشمالية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تقوم بدورية بجوار منزل مدمر على الجانب اللبناني من الحدود اللبنانية الإسرائيلية (أ.ب)

سقوط قذيفة إسرائيلية على جنوب لبنان بعد تمديد الهدنة

أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام اليوم (الثلاثاء) بسقوط قذيفة إسرائيلية قرب بلدة حدودية بجنوب لبنان.

«الشرق الأوسط»
المشرق العربي فتى يلتقط صورة لأفراد من عائلته في بلدة العديسة الحدودية السبت (أ.ب)

سكان جنوب لبنان يتوجسون جولة ثانية من القتال

غصّت القرى الحدودية في جنوب لبنان خلال يومي السبت والأحد بزائريها. على الطريق الساحلية التي تربط بيروت بالجنوب، يمتدّ طابور طويل من السيارات من جسر الأولي.

نذير رضا (بيروت)
تحليل إخباري رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون في ثكنة الجيش بمدينة صور خلال زيارة ميقاتي للمنطقة الحدودية (أ.ف.ب)

تحليل إخباري لا خيار غير تأجيل تسريح قائد الجيش اللبناني أو التمديد له

يقف «حزب الله» أمام معادلة صعبة في حسمه خياراته لملء الشغور في قيادة الجيش اللبناني بإحالة الحالي العماد جوزف عون إلى التقاعد في 10 يناير المقبل.

محمد شقير (بيروت)

بلينكن: سأعمل في إسرائيل على تمديد الهدنة لتحرير مزيد من الرهائن

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
TT

بلينكن: سأعمل في إسرائيل على تمديد الهدنة لتحرير مزيد من الرهائن

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، إنه سيسعى إلى تمديد الهدنة في غزة، خلال زيارته المرتقبة لإسرائيل.

وأوضح بلينكن، بعد اجتماع لحلف شمال الأطلسي «ناتو»، في بروكسل: «سنركز، خلال اليومين المقبلين، على بذل كل ما في وسعنا لتمديد الهدنة؛ حتى نتمكن من مواصلة إخراج مزيد من الرهائن، وتقديم مزيد من المساعدات الإنسانية».

وقال: «من الواضح أن هذا شيء نريده، وأعتقد أنه شيء تريده إسرائيل أيضاً».

وأبلغت حركة «حماس»، الأربعاء، استعدادها لتمديد الهدنة السارية مع إسرائيل حتى صباح الخميس، لأربعة أيام إضافية، في حين يكثّف الوسطاء الدوليون جهودهم للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وفي اليوم السادس من الهدنة، التي أتاحت إدخال مساعدات إنسانية قطاع غزة المدمَّر والمحاصَر، من المتوقع، الأربعاء، إطلاق سراح رهائن إضافيين محتجَزين لدى «حماس»، لقاء الإفراج عن معتقلين فلسطينيين من سجون الدولة العبرية.


المسلمون في أوروبا يستشعرون الخطر مع تزايد العداء بسبب حرب غزة

جانب من المظاهرات التي خرجت للتنديد بالحرب على غزة في برلين (د.ب.أ)
جانب من المظاهرات التي خرجت للتنديد بالحرب على غزة في برلين (د.ب.أ)
TT

المسلمون في أوروبا يستشعرون الخطر مع تزايد العداء بسبب حرب غزة

جانب من المظاهرات التي خرجت للتنديد بالحرب على غزة في برلين (د.ب.أ)
جانب من المظاهرات التي خرجت للتنديد بالحرب على غزة في برلين (د.ب.أ)

يشعر جيان عمر، عضو البرلمان في برلين من أصول كردية سورية، بأنه لا يحظى بحماية الشرطة بعد استهدافه بمنشورات مليئة بالكراهية ممزوجة بالزجاج والبراز، ونافذة مكسورة واعتداء بمطرقة منذ هجوم حركة «حماس» الفلسطينية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل.

وقال أكثر من 30 من زعماء المجتمع المحلي والمناصرين الذين استشارتهم «رويترز» إن الحوادث الثلاث التي وقعت في مكتب عمر الانتخابي تشكل جزءا من العداء المتزايد للمسلمين في أوروبا والذي أججه السياسيون في بعض الأحيان منذ هجوم «حماس». وأضافوا أن حوادث أخرى لم يتم الإبلاغ عنها بسبب ضعف الثقة في الشرطة.

وقال عمر: «أشعر بأني وحيد حقا، وإذا لم يكن من الممكن حماية شخص يتمتع بوضع مسؤول منتخب، فكيف يجب أن يشعر الآخرون؟»، وأضاف أن الشرطة تحقق في الأمر، لكنها أخبرته أنها لا تستطيع توفير مزيد من الأمن في مقره.

وتابع «تخيل لو تعرض سياسي ألماني أبيض لهجوم من مهاجر أو لاجئ»، في إشارة إلى أن قوات الأمن ستفعل المزيد في مثل هذه الحالات. ولم ترد شرطة برلين على طلب للتعليق.

وزادت جرائم الكراهية بشكل كبير في أوروبا منذ هجوم السابع من أكتوبر الذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل حوالي 1200، والاجتياح والقصف الإسرائيلي اللاحق لغزة الذي أدى لمقتل أكثر من 15 ألف فلسطيني، مع ارتفاع الحوادث المعادية للسامية المسجلة بنسبة 1240 في المائة في لندن، كما شهدت ارتفاعات حادة في فرنسا وألمانيا.

وتظهر البيانات الرسمية زيادة واضحة وأصغر في الحوادث المعادية للمسلمين في بريطانيا، وهي متفاوتة بالنسبة للبلدين الآخرين. ولا تصور البيانات بشكل كامل مدى الهجمات والعداء ضد الأفراد والمساجد، بما في ذلك أطفال تم استهدافهم في المدارس، وذلك وفقاً للأشخاص الذين استشارتهم «رويترز» وطلب بعضهم عدم الكشف عن هويته بسبب الخوف من الانتقام.

وقالت جماعات يهودية وقادة يهود في الدول الثلاث إن عدم الإبلاغ عن كل الحوادث أمر شائع أيضا بين ضحايا معاداة السامية.

وقالت زارا محمد، الأمينة العامة للمجلس الإسلامي في بريطانيا، إن اللغة التي تستخدمها الحكومة، مثل وصف الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين بأنها «مسيرات كراهية»، جعلت الحرب ضد معاداة السامية ومن أجل حقوق المسلمين أو الفلسطينيين لعبة محصلتها صفر في ذهن كثير من الناس.

وأضافت «لقد كان الوزراء متهورين حقاً، وهذا الترويج للحروب الثقافية وتحريض المجتمعات على بعضها بعضاً غير مفيد حقيقة، وهو أمر مثير للانقسام وخطير للغاية». ولم ترد الحكومة البريطانية على سؤال حول الاستخدام الرسمي لهذه اللغة.

">http://

وقد تفاقم شعور المسلمين الأوروبيين بالضعف مع الفوز الانتخابي الذي حققه الهولندي الشعبوي اليميني المتطرف خيرت فيلدرز الأسبوع الماضي، والذي دعا في السابق إلى حظر المساجد والقرآن في هولندا. وفي الولايات المتحدة، وقعت أعمال عنف مميتة ضد الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر.

في مسجد ابن بن باديس في نانتير بباريس، يخشى المصلون كبار السن حضور صلاة الفجر في الظلام، حسبما قال اثنان من المصلين هناك، وذلك بعد تهديد كتابي بإحراق المسجد في أواخر أكتوبر من متعاطف مع اليمين المتطرف على ما يبدو.

وقال رشيد عبدوني، رئيس الجمعية المشرفة على المسجد، إن طلب توفير حماية إضافية من الشرطة لم يتم تلبيته. وقالت الشرطة المحلية إنها تقوم بدوريات في المنطقة لكن مواردها قليلة. ولم ترد الشرطة على الفور على طلب التعليق.

وقال سائق سيارة أجرة فرنسي مغربي يدعى خليل ربعون (42 عاما) خارج المسجد بعد صلاة الجمعة: «هل أريد أن تكبر ابنتي في هذا المناخ؟».

وقالت حملة «تِل ماما»، أو «أخبر ماما» إن محاولات الحرق العمد والإساءة اللفظية والتخريب وترك رأس خنزير في موقع مسجد كانت من بين أكثر من 700 تقرير عن حوادث معادية للإسلام في بريطانيا في الشهر التالي لهجوم «حماس»، بزيادة سبعة أضعاف عن الشهر السابق. وتبلغ حملة «أخبر ماما» الشرطة ببعض الحوادث فقط مع اشتراط موافقة صاحب الشكوى على الإجراء.

">http://

وقال عبد الله ذكري نائب رئيس المجلس الإسلامي الفرنسي، إن المجلس تلقى 42 رسالة تنطوي على تهديدات أو إهانات في الفترة ما بين السابع من أكتوبر والأول من نوفمبر (تشرين الثاني)، لكنه لم يبلغ عن أي منها، وسط موجة من رسائل الكراهية والكتابات العنصرية على المساجد.

وأضاف «الغالبية العظمى من المسلمين لا يقدمون شكوى عندما يقعون ضحايا لمثل هذه الأفعال. حتى أئمة المساجد لا يريدون ذلك. فهم لا يريدون قضاء ساعتين أو أكثر في مركز الشرطة لتقديم شكوى غالبا ما سيتم حفظها في النهاية».

وفي ألمانيا، تقول ريما هنانو من منظمة (كليم) غير الحكومية إن الشرطة لا تسجل أيضا في كثير من الأحيان الجرائم المعادية للإسلام تحت هذه التسمية بسبب نقص الوعي. فعلى سبيل المثال، يتم تسجيل الهجمات على المساجد أحيانا على أنها ببساطة إضرار بالممتلكات.

وأضافت «الأشخاص المتضررون بسبب العنصرية مثل المسلمين وأولئك الذين يُتصور أنهم مسلمون يقلقون غالباً من التوجه إلى السلطات لأنهم يخشون التعرض لإيذاء إضافي أو عدم تصديقهم أو تصويرهم على أنهم الجناة».

وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية «يجب عدم التسامح مطلقا مع معاداة السامية أو الكراهية ضد المسلمين أو أي شكل آخر من أشكال الكراهية»، مضيفا أنه من المتوقع أن تجري الشرطة تحقيقا كاملا في مثل هذه الهجمات.

وقالت وزارة الداخلية الألمانية إنها «تتصدى لكل أنواع الكراهية بما فيها كراهية الإسلام بشكل صريح»، وأشارت إلى أنها أجرت استطلاعا هذا العام قدم فهما أكبر للعنصرية المناهضة للمسلمين.

وفي فرنسا، أقر وزير الداخلية جيرالد دارمانان بارتكاب مزيد من الأفعال المناهضة للمسلمين منذ السابع من أكتوبر، رغم أن الأرقام الرسمية الفرنسية لعام 2023 بدت في طريقها للتراجع في ظل تسجيل 130 حادثة حتى 14 نوفمبر مقارنة مع 188 حادثة مسجلة طوال العام الماضي. ولم ترد الوزارة على طلب التعليق.

كما أقر متحدث باسم الشرطة الوطنية الفرنسية بأن البيانات المتعلقة بالحوادث المعادية للمسلمين «غير كاملة»، واعتمدت على تقديم الضحايا لشكاوى. وأضاف أن الأجهزة الأمنية تراقب بنشاط الحوادث المعادية للسامية.

طورت فرنسا وألمانيا آليات مؤسسية للتعامل مع الأفعال المعادية للسامية في أعقاب المحرقة (الهولوكوست) في فترة الحرب العالمية الثانية وردا على التحيز المستمر ضد اليهود.

وقال رضا ضياء إبراهيمي المؤرخ في جامعة كينجز كوليدج لندن ومؤلف كتاب «معاداة السامية ورهاب الإسلام: تاريخ متشابك»، إن الماضي الاستعماري والديني لأوروبا الغربية صور الإسلام أيضا على أنه رجعي وغريب مما أسهم في ترسيخ التحيز بين قطاعات من السكان وفي المؤسسات.

وغالبا ما تؤدي الهجمات التي يشنها متشددون إسلاميون في أوروبا أو في الخارج إلى تداعيات على عموم السكان المسلمين.

وبعد تشويه مساجد وانتشار تعليقات مناهضة للمسلمين من مثقفين على شاشات التلفزيون، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي إن «حماية الفرنسيين من معتنقي الديانة اليهودية لا ينبغي أن يقابلها تشويه للفرنسيين من معتنقي الديانة الإسلامية».

مع ذلك، قال المؤرخ ضياء إبراهيمي إن قرار وزارة الداخلية الفرنسية حظر الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين باعتبارها خطرا على النظام العام في أعقاب هجمات «حماس» حفز وجهة نظر مفادها أن العرب معتدون، وأن أنصار الفلسطينيين مدفوعون بمعاداة السامية.

ووصفت منظمة العفو الدولية الحظر الشامل بأنه غير متكافئ.

وقال أيمن مزيك من المجلس الإسلامي الألماني إن هناك حاجة إلى تعيين مفوض حكومي اتحادي معني بمسألة كراهية الإسلام لاستكمال المفوضين الحاليين المعنيين بمعاداة السامية والعنصرية المناهضة للغجر.

وأضاف «حقيقة أن لدينا هذا العدد الكبير من المفوضين في ألمانيا مع عدم وجود مفوض معني بالإسلام بصفة خاصة هو بمثابة تمييز في حد ذاته».

وأقرت ريم العبلي - رادوفان المفوضة الألمانية المعينة حديثا لشؤون العنصرية بالحاجة إلى القيام بمراقبة أفضل بعدما أظهر استطلاع أجرته وزارة الداخلية أن واحدا من بين كل اثنين من الألمان لديه آراء معادية للإسلام.

وبالنسبة لبعض المسلمين في ألمانيا، التي استقبلت حوالي مليون سوري وأقل قليلا من 400 ألف أفغاني في السنوات القليلة الماضية، يُعد العداء المتزايد بمثابة مفاجأة.

وقدمت غالية زغل إلى ألمانيا من سوريا في عام 2015، وقالت إنها لم تواجه قط أي مشاكل كبيرة تتعلق بالتمييز. لكن بعد السابع من أكتوبر بفترة قصيرة تعرضت للدفع مرتين في يوم واحد، وصرخ رجل فيها قائلا: «هذا شارعي، وليس شارعك».

وأضافت زغل التي تمتلك صالون تجميل في برلين «صُدمت جدا لدرجة أنني لم أتمكن من التوجه إلى الشرطة».


تقارير: إسرائيل تجاهلت تحذيراً مفصلاً بشأن هجوم «حماس» بوصفه «سيناريو وهمياً»

مقاتلون تابعون لـ«حماس» وحركة «الجهاد الإسلامي» (أ.ف.ب)
مقاتلون تابعون لـ«حماس» وحركة «الجهاد الإسلامي» (أ.ف.ب)
TT

تقارير: إسرائيل تجاهلت تحذيراً مفصلاً بشأن هجوم «حماس» بوصفه «سيناريو وهمياً»

مقاتلون تابعون لـ«حماس» وحركة «الجهاد الإسلامي» (أ.ف.ب)
مقاتلون تابعون لـ«حماس» وحركة «الجهاد الإسلامي» (أ.ف.ب)

قالت تقارير لوسائل إعلام إسرائيلية إن المسؤولين العسكريين والمخابرات الإسرائيلية تلقوا تحذيراً مفصلاً للغاية بأن «حماس» كانت تتدرب بشكل نشط لتنفيذ هجومها الذي وقع يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) إلا أن ضابطاً كبيراً عدَّ خطر وقوع الهجوم «سيناريو وهمياً».

ووفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد استند الادعاء الذي كُشف عنه لأول مرة بواسطة القناة 12 الإسرائيلية مساء الاثنين، إلى رسائل بريد إلكتروني مسرَّبة من وحدة الاستخبارات الإلكترونية 8200 التابعة للجيش الإسرائيلي، إذ ناقشت هذه الرسائل التحذيرات بشكل مفصل.

وكشفت الرسائل أيضاً عن أن ضابطاً كبيراً قام بمراجعة المعلومات الاستخبارية عدّ خطر وقوع هجوم مفاجئ واسع النطاق من «حماس» عبر حدود غزة «سيناريو وهمياً»، وأكد ضرورة «التمييز بين ما تفعله (حماس) من أجل الاستعراض وبين الأفعال الواقعية».

ويكشف التسريب عن أن المراقبين الإسرائيليين كانوا على علم بحضور كبار مسؤولي «حماس» التدريبات، استعداداً للهجوم.

ووفقاً لرسائل البريد الإلكتروني، فقد ذكرت «حماس» خلال التدريبات أسماء الكيبوتسات (التجمعات السكنية) الموجودة على حدود غزة والتي كانت تخطط للهجوم عليها، بل تدربت على رفع العَلَم فوق كنيسها.

كما علمت المخابرات الإسرائيلية بوجود خطط ناقشت اجتياح «حماس» قاعدة عسكرية حدودية وقتل جميع من فيها، وفقاً للتقارير.

فلسطينيون يحتفلون فوق ظهر دبابة إسرائيلية على الجدار العازل قرب خان يونس جنوب قطاع غزة يوم 7 أكتوبر (أ.ب)

ووفقاً لصحيفة «الغارديان»، فإن هذه التسريبات والإحاطات الجديدة تشير إلى إخفاقات خطيرة داخل الجيش الإسرائيلي.

وأشارت تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن مصدر التحذير كانت ضابطة في الاستخبارات العسكرية.

ويشير المزيد من رسائل البريد الإلكتروني التي سُربت إلى القناة 12 الإسرائيلية، إلى أن التحذير الأوّلي جرى دعمه بعد بضعة أيام بأدلة على أن وحدات أخرى من «حماس» شاركت في تدريب مماثل استهدف أهدافاً مختلفة على ما يبدو.

وبعد الهجوم، زعم ضباط كبار، بمن في ذلك رئيس وحدة 8200، في إحاطات إعلامية للصحافيين الإسرائيليين، أنهم لم يطّلعوا على تحذير الضابطة الإسرائيلية، على الرغم من سلسلة رسائل البريد الإلكتروني التي تناقشه.

وتعليقاً على هذه المزاعم، قال الجيش الإسرائيلي: «حالياً، يركز الجيش الإسرائيلي بالكامل على محاربة (حماس). أما بعد الحرب، فسيُجري الجيش تحقيقاً شاملاً وثاقباً لا هوادة فيه في هذا الشأن وسينشر نتائجه للجمهور».


كلب بصحبة رهينة إسرائيلية مُفرج عنها يثير التفاعل

مايا ليمبيرغ بصحبة كلبتها بيلا وهي تخرج وسط أفراد من «كتائب القسام» قبل التسليم للهلال الأحمر (أ.ف.ب)
مايا ليمبيرغ بصحبة كلبتها بيلا وهي تخرج وسط أفراد من «كتائب القسام» قبل التسليم للهلال الأحمر (أ.ف.ب)
TT

كلب بصحبة رهينة إسرائيلية مُفرج عنها يثير التفاعل

مايا ليمبيرغ بصحبة كلبتها بيلا وهي تخرج وسط أفراد من «كتائب القسام» قبل التسليم للهلال الأحمر (أ.ف.ب)
مايا ليمبيرغ بصحبة كلبتها بيلا وهي تخرج وسط أفراد من «كتائب القسام» قبل التسليم للهلال الأحمر (أ.ف.ب)

لفتت لقطات فيديو أعلنت عنها «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، الأنظار إلى رهينة إسرائيلية تحمل كلبتها، ضمن الدفعة الخامسة في صفقة التبادل مع إسرائيل. ونشر «المركز الفلسطيني للإعلام»، عبر موقع «إكس (تويتر سابقاً)»، وناشطون آخرون، أمس الثلاثاء، لقطات تُظهر تسليم الطفلة الإسرائيلية بصحبة كلبتها، لفريق من «الهلال الأحمر»، ومن ثم العودة إلى إسرائيل.

ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، فإن الفتاة تُدعى مايا ليمبيرغ، وتبلغ من العمر 17 عاماً، وكلبتها تُدعى بيلا. وجرت إعادة مايا إلى إسرائيل مع والدتها غابرييلا ليمبيرغ (59 عاماً)، وخالتها كلارا مارمان (63 عاماً)، الذين جرى اختطافهم جميعاً من كيبوتس نير إسحاق.

وأشارت تعليقات، عبر موقع «إكس»، إلى «إنسانية» عناصر المقاومة في «حماس»، وعلَّق حساب باسم كوثر الصباح: «ولا ننسى كل هذه المعاملة الإنسانية، رغم نقص في الموارد الغذائية والماء».

صورة قدّمها مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي لغابرييلا ومايا ليمبيرغ، في الخلف، تتحدثان مع العائلة في إسرائيل بعد إطلاق سراحهما من قِبل «حماس» أمس الثلاثاء (أ.ب)

وشاركت عناصر من «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، أمس الثلاثاء، في عملية تسليم الرهائن الإسرائيليين، لأول مرة، منذ بدء عملية تبادل الرهائن بين «حماس» وإسرائيل.

وأعقب إطلاق سراح السجناء في غزة، أمس الثلاثاء، إطلاق سراح 30 سجيناً فلسطينياً محتجَزين في السجون الإسرائيلية، بموجب شروط الهدنة الممتدّة بين إسرائيل و«حماس». وتوسطت قطر ومصر والولايات المتحدة من أجل التوصل لاتفاق هدنة لمدة أربعة أيام بين إسرائيل وحركة «حماس»، وجرى تبادل 50 محتجَزاً إسرائيلياً مقابل 150 أسيراً فلسطينياً، وجرى تمديد وقف إطلاق النار لمدة يومين حتى يوم الخميس المقبل، وفق «وكالة الأنباء الألمانية».

في سياق متصل، قالت «هيئة البث الإسرائيلية»، أمس الثلاثاء، إن مفاوضات تجري في العاصمة القطرية الدوحة لإطلاق سراح جميع المحتجَزين الإسرائيليين، بمن فيهم الجنود والرجال، مقابل الإفراج عن عدد كبير من المعتقلين الفلسطينيين. وأضافت أن قمة عُقدت في قطر لهذا الغرض شارك فيها رئيس المخابرات الإسرائيلية «الموساد» دافيد برنياع، ورئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل، ورئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وأشارت «هيئة البث» إلى أن الخلاف الرئيسي في المفاوضات يدور حول مدة وقف إطلاق النار، إذ تطالب «حماس» بوقف كامل لإطلاق النار، بينما تُعارض إسرائيل ذلك.


قيادي في «حماس»: سنفرج عن محتجَزين روس تقديراً لمواقف بوتين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (إ.ب.أ)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (إ.ب.أ)
TT

قيادي في «حماس»: سنفرج عن محتجَزين روس تقديراً لمواقف بوتين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (إ.ب.أ)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (إ.ب.أ)

قال عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، موسى أبو مرزوق، اليوم الأربعاء، إن «حماس» ستطلق سراح عدد من المحتجَزين من ذوي الجنسية الروسية، خارج إطار الاتفاق بشأن التبادل مع إسرائيل، والذي يقضي بإفراج الحركة عن عشرة من المحتجَزين الإسرائيليين.

وأضاف أبو مرزوق، في حسابه بمنصة «إكس»: «حتى اليوم، لم يجرِ إطلاق أي من الإسرائيليين الرجال في غزة، عدا روني كريفوي، الروسي الأصل؛ تقديراً من الحركة لمواقف الرئيس فلاديمير بوتين».

وتابع: «اليوم، سيجري الإفراج عن آخرين خارج الصفقة؛ تقديراً لمواقف الرئيس بوتين المشكورة».


مصدر: «حماس» أبلغت الوسطاء بموافقتها على تمديد الهدنة في قطاع غزة لأربعة أيام

TT

مصدر: «حماس» أبلغت الوسطاء بموافقتها على تمديد الهدنة في قطاع غزة لأربعة أيام

مقاتل من الجناح العسكري لـ«حماس» في عرض عسكري (رويترز)
مقاتل من الجناح العسكري لـ«حماس» في عرض عسكري (رويترز)

أفاد مصدر مطلع لوكالة الصحافة الفرنسية، الأربعاء، بأن حركة حماس «أبلغت الوسطاء بموافقة المقاومة على تمديد الهدنة لأربعة أيام»، فيما يُتوقع أن تستمر الهدنة حتى الساعة السابعة من صباح الخميس، بعد تمديدها يومين بالأساس.

وقال المصدر إن «لدى الحركة ما يمكنها من إطلاق سراح أسرى إسرائيليين محتجزين لديها ولدى فصائل المقاومة وجهات مختلفة خلال هذه الفترة ضمن الآلية المتبعة ونفس الشروط».

ودخلت الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس»، الأربعاء، يومها السادس مع ترقب تبادل مزيد من الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين.

وتُفرج «حماس» يومياً منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ (الجمعة) عن عشر رهائن من النساء والأطفال ممّن احتجزتهم خلال هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، مقابل إفراج الدولة العبرية عن ثلاثة أضعاف هذا العدد من السجناء الفلسطينيين من النساء والأطفال والشبان دون 19 عاماً.


تقرير: اتصالات مصرية قطرية لتمديد الهدنة في غزة يومين إضافيين

فلسطينيون يتجمعون حول بقايا مسجد دمّره القصف الإسرائيلي في قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتجمعون حول بقايا مسجد دمّره القصف الإسرائيلي في قطاع غزة (رويترز)
TT

تقرير: اتصالات مصرية قطرية لتمديد الهدنة في غزة يومين إضافيين

فلسطينيون يتجمعون حول بقايا مسجد دمّره القصف الإسرائيلي في قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتجمعون حول بقايا مسجد دمّره القصف الإسرائيلي في قطاع غزة (رويترز)

ذكر تلفزيون «القاهرة الإخبارية»، نقلاً عن مصادر، اليوم الأربعاء، أن اتصالات مصرية قطرية تُجرى لتمديد الهدنة في غزة ليومين إضافيين.

ولم يذكر التلفزيون تفاصيل أخرى.

ومن المقرر أن تنتهي، اليوم، الهدنة بين إسرائيل و«حماس»، التي بدأت لأربعة أيام، يوم الجمعة الماضي، ثم جرى تمديدها ليومين إضافيين.

وكان مصدر مطّلع قد أفاد «وكالة الصحافة الفرنسية»، الأربعاء، بأن حركة «حماس» أبلغت «الوسطاء بموافقة المقاومة على تمديد الهدنة لأربعة أيام»، في حين يُتوقع أن تستمر الهدنة حتى الساعة السابعة من صباح الخميس، بعد تمديدها يومين بالأساس. وقال المصدر إن «لدى الحركة ما يمكّنها من إطلاق سراح أسرى إسرائيليين محتجَزين لديها ولدى فصائل المقاومة وجِهات مختلفة، خلال هذه الفترة، ضمن الآلية المتبَعة والشروط نفسها».


في خرق للهدنة... الزوارق الإسرائيلية تطلق النار على مناطق ساحلية بغزة

قوات إسرائيلية تقوم بدوريات على طول الشاطئ في قطاع غزة وسط المعارك (أ.ف.ب)
قوات إسرائيلية تقوم بدوريات على طول الشاطئ في قطاع غزة وسط المعارك (أ.ف.ب)
TT

في خرق للهدنة... الزوارق الإسرائيلية تطلق النار على مناطق ساحلية بغزة

قوات إسرائيلية تقوم بدوريات على طول الشاطئ في قطاع غزة وسط المعارك (أ.ف.ب)
قوات إسرائيلية تقوم بدوريات على طول الشاطئ في قطاع غزة وسط المعارك (أ.ف.ب)

أفادت «وكالة الأنباء الفلسطينية»، اليوم الأربعاء، بأن زوارق حربية إسرائيلية أطلقت عدداً من القذائف على ساحل خان يونس والشاطئ والشيخ رضوان بقطاع غزة، في خرق للهدنة.

ونقلت الوكالة عن مصادر قولها إن الزوارق الإسرائيلية فتحت النار على منازل للمواطنين في مناطق محاذية ومقابلة لسواحل القطاع، لكن لم يجرِ الإبلاغ عن وقوع إصابات.

من جهته، أفاد «تلفزيون الأقصى»، اليوم، بأن زوارق إسرائيلية تستهدف بالقذائف غرب محافظتيْ خان يونس والوسطى في قطاع غزة، على الرغم من تمديد الهدنة بين إسرائيل و«حماس» التي دخلت يومها الخامس.

وأشارت «وكالة الأنباء الفلسطينية» إلى أن إسرائيل خرقت، خلال الأيام الثلاثة الماضية، الهدنة الإنسانية أكثر من مرة، مستهدفة مزارعين أثناء عملهم بأرضهم شرق مخيم المغازي، ما أدى إلى مقتل أحدهم، وإصابة آخر، كما أصيب أيضاً سبعة مواطنين برصاص القوات الإسرائيلية في محيط مستشفيي القدس في تل الهوى، غرب مدينة غزة، والإندونيسي في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

وكانت قوات إسرائيلية قد استهدفت، في اليوم الأول من الهدنة الإنسانية، مجموعة من المواطنين أثناء محاولتهم العودة من جنوب القطاع إلى شماله، ما أدى إلى مقتل اثنين منهم، وإصابة آخرين.

وتنتهي، اليوم، هدنة إنسانية في قطاع غزة بين إسرائيل و«حماس»، بدأت يوم الجمعة الماضي، وجرى تمديدها ليومين إضافيين.


القوات الإسرائيلية تشن حملة اقتحامات واعتقالات في الضفة الغربية... ومقتل شخصين بمخيم جنين

TT

القوات الإسرائيلية تشن حملة اقتحامات واعتقالات في الضفة الغربية... ومقتل شخصين بمخيم جنين

مركبات عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين (أ.ف.ب)
مركبات عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين (أ.ف.ب)

شنت القوات الإسرائيلية، اليوم (الأربعاء)، حملة اقتحامات واعتقالات في أجزاء مختلفة من الضفة الغربية بينها مدينة جنين ومخيمها، حيث قُتل شخصان إثر إصابتهما بالرصاص الحي وفقاً لما ذكره الرئيس الدولي لمنظمة «أطباء بلا حدود».

وقال رئيس المنظمة كريستوس كريستو، إن القتيلين توفيا متأثرين بجراحهما بعدما منعت القوات الإسرائيلية عربات الإسعاف من الوصول إليهما.

وأضاف عبر منصة «إكس» أن الجيش أغلق مداخل «مستشفى خليل سليمان» والطرق بالمخيم ومنع عربات الإسعاف من المغادرة لساعتين.

وقال رئيس المنظمة الذي كان يزور فريقها بالمستشفى: «لم نتمكن من المغادرة لتقديم الرعاية لمدة ساعتين ولم يتمكن الناس من الوصول إلينا».

كانت وكالة «شهاب» الإخبارية قد قالت على «تلغرام» إن اشتباكات اندلعت بين مسلحين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية في محيط مخيم جنين.

كان شهود عيان قد قالوا ليل أمس إن الجيش الإسرائيلي ينفّذ عملية عسكرية واسعة في مدينة جنين ومخيمها.

وأبلغ الشهود وكالة أنباء العالم العربي أن قوات إسرائيلية اقتحمت عدداً من أحياء المدينة ودخلت المخيم، وسط إطلاق نار كثيف.

من جانبه، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني وقوع عدة إصابات، وقال إن الجيش الإسرائيلي اعتقل فلسطينياً من داخل سيارة إسعاف على مدخل مستشفى جنين الحكومي.

وأشارت وكالة الأنباء الفلسطينية إلى إصابة طفلين وشاب بالرصاص الحي واعتقال خمسة شبان خلال اقتحام القوات الإسرائيلية لمدينة جنين ومحاصرة مخيمها ومداهمة عدة أحياء، وسط اندلاع مواجهات مع المواطنين.

كما ذكرت نقابة الأطباء الفلسطينيين أن الجيش الإسرائيلي يحاصر كل مستشفيات المدينة ويمنع وصول المصابين إليها.

من ناحية أخرى أفادت وكالة «شهاب» الإخبارية بإصابة شخصين بالرصاص الحي في محيط سجن عوفر العسكري في بيتونيا قرب رام الله.

وفي أريحا اندلعت مواجهات عنيفة خلال اقتحام القوات الإسرائيلية مخيمي «عين السلطان» و«عقبة جبر»، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية.

وذكرت الوكالة أن الجيش أطلق الرصاص الحي وداهم مخيم «عقبة جبر» برفقة جرافة عسكرية واقتحم عدداً من منازل المواطنين، كما اقتحم مخيم «عين السلطان» وتمركزت قواته وسط أحد أحيائه.

وأوردت أن القوات الإسرائيلية اعتقلت خمسة أشخاص من عائلة واحدة، فجر اليوم (الأربعاء)، بمخيم عسكر شرق مدينة نابلس بالضفة الغربية.

وذكرت شبكة «قدس» الإخبارية على «تلغرام» أن القوات الإسرائيلية اقتحمت مخيم «الجلزون»، شمال رام الله.


«الصحة العالمية»: شحنات المساعدات التي تدخل غزة مع الهدنة «قطرة في محيط»

شاحنة مساعدات إنسانية تغادر إلى غزة وسط هدنة مؤقتة (رويترز)
شاحنة مساعدات إنسانية تغادر إلى غزة وسط هدنة مؤقتة (رويترز)
TT

«الصحة العالمية»: شحنات المساعدات التي تدخل غزة مع الهدنة «قطرة في محيط»

شاحنة مساعدات إنسانية تغادر إلى غزة وسط هدنة مؤقتة (رويترز)
شاحنة مساعدات إنسانية تغادر إلى غزة وسط هدنة مؤقتة (رويترز)

قال أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط، إن شحنات المساعدات التي تدخل إلى غزة رغم تمديد الهدنة «قطرة في محيط».

وشدد المنظري في تصريحات لـ«وكالة أنباء العالم العربي» أمس (الثلاثاء) على أن «الاشتراطات والإجراءات من الجانب الإسرائيلي تعيق دخول كميات كافية من المساعدات» رغم تكدس كميات كبيرة من المستلزمات الطبية على الجانب المصري من معبر رفح.

وأضاف أنه قبل الحرب كانت تدخل 500 شاحنة يومياً محملة بمختلف أنواع المساعدات، وحتى الآن لم تدخل القطاع سوى 1600 شاحنة، 400 تقريباً فقط منها حملت مستلزمات طبية وأدوية.

كما أكد أن الحاجة للأدوية «تتضاعف بطريقة مقلقة ومخيفة، مع ازدياد المصابين جراء الاعتداءات، وازدياد الإصابات بين الأصحاء، نتيجة لهدم البنى التحتية، ونقص مياه الشرب النظيفة».

وأشار المنظري إلى أن هناك حاجة ليست فقط للأدوية؛ لكن أيضاً «المستلزمات الطبية من عينات مخبرية وأدوات جراحية، وأدوات إسعاف، وسوائل، وأدوية للأمراض المزمنة، كالضغط والسكري والقلب، والأدوية المرتبطة بالعمليات الجراحية كأدوية التخدير»، مؤكداً أنه تم استهلاك مخزون منظمة الصحة العالمية من الإمدادات الطبية في غزة تقريباً بالكامل.

ووصف المسؤول بمنظمة الصحة الوضع في قطاع غزة بالمأساوي، وقال إن مئات الآلاف يعانون من ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب والربو.

ولفت إلى أن المخاوف في بداية الحرب على غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تركزت على المرضى في المستشفيات، أما الآن «فهناك قلق حقيقي على من تبقى من الأصحاء».

فلسطينيون يسيرون بعد العبور من شمال غزة إلى جنوب القطاع (إ.ب.أ)

وأضاف: «في غزة هناك أكثر من مليوني نازح يفتقدون المأوى، منهم ما يقرب من مليون يعيشون في مؤسسات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ويفتقرون إلى أدنى أساسيات الحياة، تتوفر لهم دورة مياه واحدة فقط لكل 220 شخصاً، ووحدة استحمام واحدة لكل 4500 شخص».

وقال المنظري إن الأمراض التنفسية الحادة تنتشر، وأصابت 100 ألف، بينما عانى 70 ألفاً من الإسهال، كما تفشت الأمراض الجلدية مثل الجرب، وأصابت ما يقرب من 40 ألف شخص.

وأضاف أن هناك نحو نصف مليون امرأة حامل ومرضع وطفل يحتاجون إلى تدخلات غذائية علاجية ووقائية عاجلة.

كما كشف المنظري أنه قبل اندلاع الحرب كان هناك 7 آلاف طفل دون سن الخامسة يعانون من الهزال، و4 آلاف يعانون من الهزال الشديد؛ مشيراً إلى أن هذه الأعداد ارتفعت الآن بنسبة 27 في المائة، لتصل إلى 10 آلاف طفل.

كما أوضح أن 450 ألف شخص في غزة باتوا يعانون من أمراض نفسية، وأن المستشفى الوحيد المختص بعلاجها في القطاع توقف عن العمل.

وقال إن الأزمة تتفاقم بسبب «هشاشة وضعف النظام الصحي في غزة، فمن أصل 36 مستشفى هناك 9 مستشفيات تعمل بطاقة جزئية، أحياناً تقدم الخدمات البسيطة الأساسية، مثل الإسعافات الأولية، ولا تستطيع تقديم ما هو أكبر من هذا».

وأضاف أن القوى البشرية العاملة في القطاع الطبي في غزة تراجعت إلى 30 في المائة، وهو ما يزيد الوضع سوءاً.

وأشار المنظري إلى أن نقص الوقود يعرقل تقديم الخدمات الطبية، وضرب مثالاً بمستشفى «الشفاء» أكبر مجمع طبي بالقطاع الذي قال إنه يحتاج يومياً إلى 17 ألف لتر من الوقود: «الآن لا يصله أي وقود».

وأكد أن «كميات الوقود التي تدخل للقطاع لا تلبي احتياجات المؤسسات الصحية؛ بالإضافة إلى احتياجات محطات توليد الكهرباء وتحلية المياه والاتصالات والمخابز»؛ مشيراً إلى أنه مع بدء فصل الشتاء ستزيد الحاجة إلى الوقود.

كما عبر عن قلقه الشديد بشأن المستشفيات في شمال غزة، وقال إنها «تعاني معاناة حقيقية؛ لأن القوات الإسرائيلية تعرقل دخول مختلف أنواع المساعدات التي تحاول كل المنظمات الأممية إيصالها، وهذا تحدٍّ كبير».

وأكد المنظري أن خلال الأيام الخمسة للهدنة، دخل أكثر من 4 آلاف شاحنة تحمل مختلف أنواع المساعدات الطبية من منظمة الصحة العالمية والمنظمات الأخرى، كـ«الهلال الأحمر المصري» فضلاً عن دول بينها قطر وتركيا.

وأشار إلى أن «حصة منظمة الصحة العالمية من هذه المساعدات تتجاوز 60 طناً مترياً من الأغذية والعلاجات والمساعدات الطبية».

ودعا المنظري إلى «دخول عاجل وفوري وغير مشروط لكل المساعدات إلى قطاع غزة، وتوفير الحماية اللازمة للمؤسسات الصحية، لتستطيع القيام بعملها، فضلاً عن حماية العاملين في القطاع الصحي، وإلا ستكون كارثة محققة».

كانت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، قد حذرت مؤخراً من «الوضع الوبائي والصحي الكارثي في قطاع غزة»؛ لا سيما في مراكز الإيواء من مدارس ومستشفيات ومخيمات اللجوء والتجمعات من النازحين، مؤكدة أنها تفتقر إلى مقومات الحياة الأساسية من مياه وغذاء وأدوية.

وأكدت «حماس» يوم الاثنين الاتفاق مع قطر ومصر على تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة، لمدة يومين إضافيين «بشروط الهدنة السابقة نفسها» التي انتهت في السابعة من صباح أمس (الثلاثاء) بالتوقيت المحلي (05:00 بتوقيت غرينتش)، وتستمر حتى الموعد نفسه من غد (الخميس).