«السلطة الفلسطينية»: نعمل على إنهاء الفلتان الأمني في الضفة

مقاتل فلسطيني في مخيم جنين الجمعة (رويترز)
مقاتل فلسطيني في مخيم جنين الجمعة (رويترز)
TT

«السلطة الفلسطينية»: نعمل على إنهاء الفلتان الأمني في الضفة

مقاتل فلسطيني في مخيم جنين الجمعة (رويترز)
مقاتل فلسطيني في مخيم جنين الجمعة (رويترز)

تواصل السلطة الفلسطينية حملة أمنية استثنائية، في عدة مناطق في الضفة الغربية، تستهدف من بين أمور أخرى، استعادة السيطرة وفرض الهيبة والقانون بعد سنوات من العمل المتحفظ. وقال المتحدث باسم المؤسسة الأمنية اللواء طلال دويكات، السبت، إنه بناء على توجيهات الرئيس محمود عباس، فإن «جهوداً تبذل من قبل الأجهزة الأمنية لفرض الأمن في كل المحافظات، من أجل القضاء على كل مظاهر الفوضى والفلتان الأمني».

وأضاف دويكات، في حديث لإذاعة «صوت فلسطين»: «من مقومات صمود المواطن هو توفير الأمن في كل المحافظات، لاستقرار السلم الأهلي في ظل إجراءات الاحتلال، والوضع الاقتصادي الصعب الذي نعاني منه».

وعانت السلطة في السنوات الأخيرة من اتساع سيطرة مسلحين في الفصائل ومسلحين في العائلات كذلك، ما أضعفها إلى حدّ كبير بدت معه في بعض المناطق شبه غائبة.

وفي الأسابيع القليلة الماضية، نفّذت السلطة حملة اعتقالات لمسلحين، وخاضت اشتباكات كذلك، على خلفيات مختلفة، بينها الاعتقالات، ومحاولة فضّ تجمعات، وإزالة حواجز نصبها مسلحون في أماكن محددة.

وجاء تحرك السلطة بعد أعوام من اتهامات إسرائيلية لها، بأنها فقدت السيطرة في شمال الضفة الغربية وضعفت، وتركت الساحة هناك لحركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، وهي اتهامات ردت عليها السلطة باتهام إسرائيل بإضعافها هناك ومحاولة نشر الفلتان.

والفلتان الأمني هو السبب الرئيسي الذي حرك السلطة بعد مخاوف من سيطرة فعلية للمسلحين هناك.

مقاتلون فلسطينيون خلال احتفال في مخيم جنين الجمعة (رويترز)

وعلى الرغم من أن المسألة معقدة، إذ تعمل الجماعات المسلحة ضد إسرائيل، ويبدو الاشتباك معها خدمة لإسرائيل، فإن السلطة تقول إنها لا تعتقل أو تشتبك مع أي أحد على خلفية المقاومة أو لأسباب سياسية، وإنما لخلفية جنائية ومتعلقة بالفلتان الأمني.

وتكثفت الحملة الأمنية بعد قرار عباس إقالة 12 محافظاً، بينهم 8 في الضفة الغربية دفعة واحدة، وهو قرار يفترض أن تعقبه قرارات أخرى متعلقة بقادة الأجهزة الأمنية.

ويريد عباس من قادة الأمن استعادة السيطرة. والجمعة، اعتقلت السلطة ناشطاً في طوباس، شمال الضفة، قالت إنه مطلوب لقضايا جنائية، وقالت الفصائل إنه مقاوم ومطلوب للاحتلال، ما خلّف مواجهات مع أهالي المنطقة.

وفضّت الأجهزة الأمنية مسيرة احتجاجية في طوباس بعد اعتقال عدي الشحروري.

مقاتلون فلسطينيون خلال احتفال في مخيم جنين الجمعة (رويترز)

وفيما اتهمت فصائل فلسطينية السلطة باعتقال الشحروري على خلفية مقاومته للاحتلال، قالت الشرطة إن اعتقال الشحروري جاء بسبب كونه مطلوباً للقضاء على خلفية جنائية.

لكن مجموعة «محامون من أجل العدالة» اتهمت السلطة بشنّ حملة اعتقالات سياسية. وقالت المجموعة إنها رصدت 727 حالة اعتقال منذ بداية العام الحالي، ضمّت عشرات الناشطين السياسيين ومواطنين على خلفية انتماءاتهم السياسية وحرية الرأي والتعبير وأخرى استهدفت طلبة جامعيين على خلفية نشاطاتهم الطلابية. وتنفي السلطة أنها تقوم باعتقالات سياسية.

وارتفع التوتر بين الفصائل والسلطة أثناء الاقتحام الإسرائيلي لمخيم جنين بداية الشهر الماضي، عندما هاجم مسلحون مقرات أمنية للسلطة.

والسيطرة التي يفرضها المسلحون على مناطق محددة في جنين ونابلس، ومهاجمة مقرات أمنية أشعل مخاوف السلطة من حالة فوضى وفلتان لا يمكن السيطرة عليهما، وأدخلها في مواجهة علنية وسرية مع حركتي «حماس» و«الجهاد».

والتحرك الفلسطيني في شمال الضفة جاء بعد شهور من مقاومة ضغوط إسرائيلية وأميركية، على قاعدة أن عقيدة الأجهزة الأمنية تقوم على احتواء المسلحين، وليس مواجهتهم. ونجحت السلطة جزئياً في ذلك وأنهت موجود مجموعات مسلحة عبر إقناعهم بتسليم أنفسهم وتقديم حماية لهم من إسرائيل، لكن ليس مع الجميع.


مقالات ذات صلة

واشنطن طلبت من قطر طرد قادة «حماس» بعد رفض أحدث مقترح بشأن الرهائن

الولايات المتحدة​ الكونغرس الأميركي (أرشيفية - رويترز)

واشنطن طلبت من قطر طرد قادة «حماس» بعد رفض أحدث مقترح بشأن الرهائن

أرسل أعضاء بارزون في مجلس الشيوخ الأميركي، الجمعة، رسالة لوزارة الخارجية وعدة وكالات حكومية تتضمن تحركات ضد مسؤولي حركة «حماس» الذين يعيشون في قطر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في نيويورك (أ.ف.ب)

بلينكن يبحث مع نظيره الفرنسي أهمية التوصل لحل دبلوماسي في لبنان

قالت وزارة الخارجية الأميركية، إن الوزير أنتوني بلينكن، بحث مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، ضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان وإنهاء الحرب في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مقاتلات «إف-15» وصلت إلى منطقة مسؤولية القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم)

الجيش الأميركي يعلن وصول مقاتلات من طراز «إف-15» إلى الشرق الأوسط

أعلن الجيش الأميركي أنّ مقاتلات من طراز «إف-15» وصلت الخميس إلى الشرق الأوسط، وذلك بعد أسبوع على إعلان واشنطن نشر قدرات عسكرية إضافية في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية رجل يقف على أنقاض المباني المتضررة في أعقاب الضربات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يقصف أكثر من 110 أهداف لـ«حزب الله» و«حماس» ويقتل 60 مسلحاً

 قصفت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي أكثر من 110 أهداف تعود لـ«حزب الله» في لبنان، ولحركة «حماس» في قطاع غزة، خلال الـ24 ساعة الماضية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية تصاعد الدخان جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي: أغلب المدنيين في جباليا تم إجلاؤهم

تم إخلاء الغالبية العظمى من السكان المدنيين الفلسطينيين الذين كانوا يقيمون في جباليا شمال قطاع غزة، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي هجومه ضد حركة «حماس».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

غارات إسرائيلية على محيط مدينة السفيرة بريف حلب

غارات إسرائيلية على محيط مدينة السفيرة بريف حلب
TT

غارات إسرائيلية على محيط مدينة السفيرة بريف حلب

غارات إسرائيلية على محيط مدينة السفيرة بريف حلب

استهدفت غارات إسرائيلية محيط مدينة السفيرة بريف حلب، حسبما أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا)، التي أشارت إلى «معلومات أولية عن عدوان إسرائيلي» على محيط المدينة.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، استهدفت غارات إسرائيلية معامل للصناعات العسكرية والبحوث العلمية، التابعة لقوات النظام في مدينة السفيرة، ويوجد فيها عناصر من الحرس الثوري الإيراني ومجموعات موالية لطهران.

وكانت الوكالة السورية قد ذكرت مطلع الأسبوع الحالي أن قصفاً إسرائيلياً استهدف عدداً من المواقع المدنية في محيط العاصمة دمشق، لكن إسرائيل قالت إن القصف استهدف بنى تحتية ومصالح تابعة لاستخبارات «حزب الله» داخل سوريا.