عاد الخلاف مجدداً داخل حزب الوفد في مصر، حول اسم مرشح الحزب المحتمل لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، في ظل تمسك رئيس الحزب عبد السند يمامة بخوض السباق الرئاسي، رغم اعتراض قيادات بالحزب على يمامة، لعدم طرح الأمر للتصويت داخل الحزب.
ودخل الأمين العام الأسبق للجامعة العربية، عمرو موسى، على خط أزمة المرشح المحتمل لـ«الوفد»؛ حيث غرّد عبر «تويتر» (مساء الأربعاء) بأن «تجاهل لوائح حزب الوفد يطعن في مصداقية الحديث السياسي للحزب والمرشح». وأضاف موسى أن «عدم احترام اللوائح ينزع الشرعية عن الترشيح، ويكون استخدام أموال الحزب في الحملة الانتخابية في هذه الحالة مشكلا لـ(جريمة الاستيلاء على المال العام)، تُوجّه للمرشح والمؤسسات التي سمحت بذلك على حد سواء».
وسبق أن أعلن القيادي الوفدي، فؤاد بدراوي، رغبته في الترشح للرئاسة، ولذلك يخوض خلافاً قانونياً مع رئيس الحزب، حول تفسير نصوص اللائحة الداخلية. وبينما يقول يمامة إن ترشحه «يأتي تطبيقاً لمواد اللائحة». يرى بدراوي، وهو عضو الهيئة العليا للحزب، أن اللائحة «توجب الدعوة لاجتماع الهيئة العليا للبت في مبدأ الترشح لانتخابات الرئاسة، وفي حالة وجود أكثر من راغب في الترشح، من بين أعضاء الهيئة العليا، يتم المفاضلة بينهم في تصويت (سري) من الجمعية العمومية للحزب».
وقال موسى في تغريدته: «أين مبررات الترشيح؟ أي أوجه الاختلاف عن السياسات الجارية، وحيثيات الاعتراض وخطط تغييرها». وتابع (مخاطبا الحزب عقب إعلان رئيسه الترشح للرئاسة) «تمتدح السياسات ورئيس الدولة، ثم يترشح ضده، فهذا (تهريج سياسي) يجب أن ينأى أعضاء حزب الوفد عنه»، لافتاً إلى أن «انتخاب رئيس الدولة أمر (جاد) لا يحتمل (الهزل)».
وبذلك، ينضم عمرو موسى، الذي شغل منصب الرئيس الشرفي لحزب الوفد في وقت سابق، إلى دعوة رئيس حزب الوفد الأسبق، محمود أباظة، مؤخراً، إلى «الالتزام بأحكام اللائحة التي تنظم عملية الترشيح». وشدد على «أهمية اجتماع الهيئة العليا للبت في الأمر».
حول تعليقه على ما يدور في «الوفد» بشأن انتخابات الرئاسة. قال عمرو موسى لـ«الشرق الأوسط»: «أنا لست حزبياً؛ لكن أتعاطف مع حزب الوفد، وشكلت حزب المؤتمر في عام 2012، لكنني لست عضواً عاملاً، لا في هذا الحزب ولا في ذاك». وأضاف: «أتابع العمل السياسي مثل أي مواطن مصري».
وحتى (الخميس) لم تفلح محاولات الاتفاق على موعد لاجتماع الهيئة العليا لحزب الوفد لحسم ملف الترشح للرئاسة. وقال بدراوي لـ«الشرق الأوسط» إن «رئيس الحزب أبلغ الهيئة العليا بتأجيل اجتماع كان مقرراً (الاثنين) المقبل، (إلى أجل غير مسمى)»، موضحاً «فاجأنا رئيس الحزب بتأجيل الاجتماع للمرة الثانية، وهذا مخالف لكل اللوائح». وأضاف بدراوي أن «الهيئة العليا للحزب هي صاحبة الاختصاص، ثم الجمعية العمومية»، معلناً أنه «يدرس الخطوات التالية» في مسار رغبته في خوض انتخابات الرئاسة المقبلة عن حزب الوفد.
في المقابل، لم يعلق يمامة على «دعوات عقد اجتماع الهيئة العليا لبحث ملف الانتخابات الرئاسية المقبلة»، في اتصال مع «الشرق الأوسط».