وزير المال اللبناني يعد بإنجاز «قريب» لموازنة العام الحالي

لبنان يقترب من «الامتحان» الدولي لالتزام الإصلاحات المالية

وزير المال اللبناني يوسف الخليل (أ.ب)
وزير المال اللبناني يوسف الخليل (أ.ب)
TT

وزير المال اللبناني يعد بإنجاز «قريب» لموازنة العام الحالي

وزير المال اللبناني يوسف الخليل (أ.ب)
وزير المال اللبناني يوسف الخليل (أ.ب)

بشّر وزير المال اللبناني يوسف الخليل بإنجاز قريب لمشروع قانون موازنة العام الحالي ورفعه إلى مجلس الوزراء، مما يشكل محاولة متأخرة لتنظيم المداخيل والإنفاق بعد مضي نحو تسعة أشهر عن الموعد الدستوري، واستجابة لمطلب صندوق النقد الدولي الذي دعا إلى التعجيل بإقرار ميزانية لعام 2023 تتسم بالمصداقية وتقوم على إجراءات لإدارة الضرائب والإيرادات لدعم الإنفاق الاجتماعي والإنمائي الضروري.

ويتوجّب وفق شروط المؤسسة المالية الدولية، إقرار قانون حديث لإدارة المالية العامة يساعد في اعتماد ممارسات أكثر حزماً وتعزيز الضبط المالي واتخاذ إجراءات شاملة لتعزيز الإيرادات، وبذل الجهود لتحسين الإدارة العامة وكفاءة الإنفاق. فيما تتم إدارة المالية العامة حاليا وفق القاعدة الاثني عشرية التي تقوم على قانون موازنة العام السابق.

ومن غير المرتقب، بحسب مسؤول مالي تواصلت معه «الشرق الأوسط»، إقرار مشروع القانون في مجلس النواب قبل العقد التشريعي في الخريف المقبل في أفضل السيناريوهات المتاحة. وذلك بسبب الصعوبات الإجرائية الناجمة عن الشلل الدستوري القائم والفراغ الرئاسي واستمرار إضراب موظفي القطاع العام. كما أن رحلته الزمنية العادية ليست قصيرة حتى بعد إحالته منجزا من قبل الحكومة، حيث يقتضي مروره لاحقا في لجنة المال والموازنة ثم في اللجان النيابية المشتركة ليبلغ ردهة الهيئة العامة للمجلس، حيث يواجه اعتراضات كتل نيابية على بحث أي مشاريع قوانين قبل انتخاب رئيس جديد.

وتعوّل الهيئات الاقتصادية والأوساط المالية والمصرفية على المشروع المنشود، بوصفه سيضع الأسس لإصلاحات مالية هيكلية، من خلال التماهي مع توصيات المؤسسة الدولية لجهة التحديثات القانونية والإدارية، بخلاف الطابع الحسابي البحت لموازنة العام الماضي، ولا سيما لجهة توقع وضع ضوابط محددة لأوضاع المالية العامة على المدى المتوسط، مصحوبة بإعادة هيكلة الدين العام بهدف استعادة الاستدامة المالية. فضلا عن اتخاذ إجراءات شاملة لتعزيز الإيرادات، وبذل الجهود لتحسين الإدارة العامة وكفاءة الإنفاق.

ولاحظ وزير المالية «أن تقرير الصندوق الذي صدر بموجب المادة الرابعة في أواخر الشهر الماضي يحاكي الأوضاع المالية والاقتصادية للحالة الراهنة». وما ورد فيه لجهة السير بالإصلاحات، «يؤكد حرصنا على السير بها نظراً للحاجة الملحة لوضع سكة النهوض، ولأن عدم السير بهذه الإصلاحات يرتّب تكلفة باهظة تعيق كل إمكانية لانتشال الاقتصاد ووضع البلاد على خط النهوض والتعافي».

ورأى، في أول تعليق رسمي على التقرير الأحدث للصندوق، أن المضي بالإصلاحات يساهم في إنتاج معدلات نمو أكبر من المعدلات المرتقبة. وذلك بناء على قدرة الاقتصاد على التكيّف وتخطي العقبات والذي تشهده حاليا بعض القطاعات الإنتاجية. كما أن التطورات الجارية بدأت تترك واقعاً إيجابياً على صعيد المالية العامة، لا سيما فيما يخص توحيد سعر الصرف لجهة استيفاء الرسوم والضرائب وإعادة القدرة التمويلية للخزينة، وتعزيز إدارة السيولة ما يسهم في استقرار مالي ونقدي.

ولفت الخليل إلى أن الوزارة تسعى من خلال تعزيز واردات الخزينة إلى تأمين احتياجات القطاع العام وفق الأطر الماكرو اقتصادية، دون تشكيل خطر على الاستقرارين المالي والنقدي. فيما تنوّه المؤسسات الدولية بالحاجة إلى اتخاذ خطوات لتعزيز الحوكمة واستعادة ثقة الرأي العام. كذلك تنفيذ إصلاحات في قطاع الكهرباء وتحسين الأداء التشغيلي والاستدامة المالية للمؤسسة. فضلا عن أهمية وضع معايير وممارسات لمكافحة الفساد وغسل الأموال وتمويل الإرهاب.

وكشف وزير المالية أن الحكومة تعمل مع عدد من الهيئات والدول المانحة والبنك الدولي على التحضير لإنجاز مسح وظيفي للقطاع العام عبر مجلس الخدمة المدنية ليكون بمثابة خطوة أولية في عملية إصلاح القطاع العام وتصحيح سلسلة الرواتب والأجور.

كما أكد موافقة البنك الدولي على تمويل قرض إضافي لاستكمال مشروع تمويل الأسر الأكثر فقراً، وذلك نظراً للإمكانات المالية المحدودة للدولة وشح الاعتمادات المخصصة للإنفاق الاجتماعي في الموازنة. فيما نوّه بأن التعويضات التي أقرها مجلس الوزراء مؤخراً لصالح موظفي القطاع العام بنيت وفق الواردات المتاحة، بغية عدم التسبب بضغوطات على الوضع النقدي وعلى سعر الصرف.

أما بالنسبة لالتزامات الدولة اللبنانية تجاه المنظمات الدولية والمانحين، فأكد الخليل أن وزارة المالية تستكمل سداد التزاماتها المستحقة تباعاً وذلك بالتنسيق والتواصل مع هذه الجهات المانحة فيما يخص المتأخرات التي تخلف لبنان عن دفعها في حينه، مثنياً على جهود صندوق النقد في الدعم المتواصل للبنان لتمكينه من الخروج من أزمته الراهنة.



وزير الخارجية التركي: لا مطامع لنا في الأراضي السورية

TT

وزير الخارجية التركي: لا مطامع لنا في الأراضي السورية

فيدان خلال مؤتمر صحافي (الخارجية التركية)
فيدان خلال مؤتمر صحافي (الخارجية التركية)

أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الجمعة، أن بلاده لا مطامع لها في أي جزء من الأراضي السورية بعد الإطاحة بحكم بشار الأسد.

وقال فيدان، خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول، في حين تكثر المخاوف من تهديدات أنقرة للفصائل الكردية في سوريا: «لا مطامع لتركيا في أي جزء من الأراضي السورية».

 

قوات تركية عقب دخولها مناطق في شمال شرقي سوريا خلال عملية «نبع السلام» العسكرية عام 2019 (أرشيفية - الدفاع التركية)

وقال وزير الخارجية التركي إنه ينبغي منح الإدارة السورية الجديدة فرصة لحل مسألة وجود المسلحين الأكراد في البلاد، لكنه أكد أن أنقرة ستتخذ إجراءات ضدهم إذا لم يحدث ذلك. وأضاف فيدان أنه من الخطأ تصنيف معركة بلاده ضد المسلحين الأكراد على أنها معركة ضد الأكراد، مشيراً إلى أن أنقرة تقيّم في الوقت الراهن وجودها في سوريا في ضوء الوضع الجديد هناك. وقال إن روسيا اتخذت قراراً عقلانياً جداً عندما أوقفت دعم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، بينما كان بوسعها أن تدعمه عسكرياً في وقف تقدم مقاتلي المعارضة.

جانب من مباحثات فيدان والشرع بدمشق في 22 ديسمبر الماضي (أ.ف.ب)

وذكر وزير الخارجية التركي أن بلاده تملك «القدرة والعزم» على القضاء على كل التهديدات الأمنية. وقال فيدان: «تملك تركيا السلطة والقدرة، خصوصاً العزم للقضاء على كل ما يهدد وجودها، من جذوره»، في إشارة إلى المقاتلين الأكراد في سوريا المرتبطين، بحسب تركيا، بـ«حزب العمال الكردستاني» الذي تعدّه أنقرة إرهابياً.

أحد أفراد «قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها الأكراد في الحسكة (رويترز)

وأضاف أن واشنطن تُشكِّل المُحاوِر الوحيد لبلاده بشأن التطورات في شمال شرقي سوريا، في حين حذَّرت أنقرة من أنها ستتحرك عسكرياً ضد المقاتلين الأكراد في هذه المنطقة. وأوضح: «الولايات المتحدة هي مُحاوِرُنا الوحيد... بصراحة لا نولي اعتباراً لدول تحاول أن تخدم مصالحها الخاصة في سوريا»، في تلميح واضح إلى فرنسا.

ورأى وزير الخارجية التركي أن فرنسا لا تأخذ بالاعتبار أمن تركيا بشأن قضية المتطرفين الأجانب في سوريا. وشدّد فيدان على أن باريس «يجب أن تستعيد مواطنيها وتضعهم في سجونها وتحاكمهم». ورداً على سؤال حول سياسة فرنسا بشأن المتطرفين المعتقلين في سوريا، قال فيدان: «لديهم سياسة لا تقوم على إعادة السجناء من أعضاء تنظيم (داعش) إلى بلدهم. لا يأبهون لأمننا... يعطون الأولوية دائماً لمطالبهم الخاصة». ولفت فيدان إلى أن باريس تعتمد في احتجاز المتطرفين الفرنسيين على قوات «سوريا الديمقراطية (قسد)» المدعومة من واشنطن، والتي تُشكِّل وحدات «حماية الشعب الكردية» عمودها الفقري.