«التعليم» المصرية تتعهد بمواجهة معرقلي امتحانات «الثانوية»

تداول أسئلة مادة الاستاتيكا على «صفحات الغش»... والوزارة تحقق

وزير التربية والتعليم خلال متابعة سير امتحانات الثانوية في محافظة البحر الأحمر (وزارة التربية والتعليم)
وزير التربية والتعليم خلال متابعة سير امتحانات الثانوية في محافظة البحر الأحمر (وزارة التربية والتعليم)
TT

«التعليم» المصرية تتعهد بمواجهة معرقلي امتحانات «الثانوية»

وزير التربية والتعليم خلال متابعة سير امتحانات الثانوية في محافظة البحر الأحمر (وزارة التربية والتعليم)
وزير التربية والتعليم خلال متابعة سير امتحانات الثانوية في محافظة البحر الأحمر (وزارة التربية والتعليم)

في حين تعهدت وزارة التربية والتعليم المصرية بـ«مواجهة معرقلي امتحانات الثانوية العامة في البلاد»، زعمت «صفحات الغش» على مواقع التواصل الاجتماعي، (الثلاثاء)، تداول أسئلة مادة الاستاتيكا لطلاب الشعبة العلمية (رياضة) بعد بدء الامتحان.

من جانبها، وجهت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بمصر (الثلاثاء) بـ«تتبع غرفة عمليات الوزارة الأسئلة المتداولة للتأكد من صحتها». وقال الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم المصري، إن «الوزارة لن تتستر على أي فساد». وأضاف خلال جولة تفقدية لسير امتحانات الثانوية العامة في محافظة البحر الأحمر (الثلاثاء): «نواجه بمنتهى الحسم أي محاولات تعيق الجهود التي بذلت لضمان انتظام وسلامة سير الامتحانات». وأشار حجازي إلى «محاولات التصدي لدعوات الغش الإلكتروني من خلال تطبيق القانون». وشدد على «إحالة أي عملية (غش إلكتروني) يتورط فيها طالب، أو يشترك في تسهيلها ملاحظ اللجنة، إلى التحقيق، وتحويلهم إلى النيابة العامة المصرية».

وزير التربية والتعليم خلال متابعة سير امتحانات الثانوية في محافظة البحر الأحمر (وزارة التربية والتعليم)

وشهدت مصر خلال السنوات الأخيرة ما يعرف بظاهرة «الغش الإلكتروني»؛ حيث يتم نشر أسئلة الامتحانات وإجاباتها في مجموعات عبر تطبيقات مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتؤكد وزارة التربية والتعليم على أنها «تواجه أي عملية (غش إلكتروني) بـ(حزم شديد)، وتطبق القرار الوزاري رقم 34 لسنة 2018 بشأن (تنظيم أحوال إلغاء الامتحان والحرمان منه)، والقانون رقم 205 لسنة 2020 بشأن (مكافحة أعمال الإخلال بالامتحانات)».

تشديدات «التعليم المصرية» التي تجددت (الثلاثاء) جاءت بعد ساعات من واقعة تسببت في جدل مصري، بعدما خرج أحد الأشخاص عبر «فيسبوك» زاعماً تسريب امتحان مادة الفيزياء لطلاب الشعبة العلمية (علوم) من قبل أحد الأعضاء المنوط بهم وضع أسئلة الامتحان.

إلا أن شادي زلطة، المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم المصرية، قال إن «الوزارة شكلت لجنة للتحقيق في الواقعة، وأسفرت عن عدم تطابق الأسئلة المتداولة مع الأسئلة الفعلية التي وردت في الامتحان الذي أداه طلاب الشعبة العلمية، (الأحد) الماضي». وذكر حسب إفادة رسمية، أنه «تم تحويل المدرس (محل الاتهام) إلى التحقيق، وكذلك الجهات المعنية كافة ذات الصلة، غير أن التهمة الموجهة إليه جاء نصها: (إعطاء دروس خصوصية لمجموعة من الطلاب بما يتنافى مع موانع مشاركته في لجنة وضع الامتحان)».

الدكتور مصطفى النشار، العميد الأسبق لكليتي التربية ورياض الأطفال بجامعة القاهرة، قال لـ«الشرق الأوسط»: «نعيش (فقاعة الغش الإلكتروني) التي لا أعتبرها سوى (ساحة بلبلة) تغذيها مواقع التواصل الاجتماعي»، موضحاً أن «تداول الامتحان، لا يعني وصول الإجابات للطلاب الذين يؤدون الامتحان، فتأثير هذا في الواقع ليس له أي ثقل، بسبب عدم وجود هواتف مع الطلاب داخل اللجان».

ويعتبر النشار «تطور سبل تفتيش الطلاب قبل دخول اللجان وبعد دخولهم، أحد المسارات التي حالت دون تأثير (مجموعات الغش)»، موضحاً أنه «إذا لم يكن هناك وسيلة اتصال بالطالب داخل لجنة الامتحان فلا قيمة لتداول الأسئلة».

غير أن النشار يعد «التصدي للغش لن يتحقق بالقوانين أو تطوير سبل التفتيش»، ولكن عبر «تطوير المنظومة التعليمية، ونمط الأسئلة. وطرق التقييم عليها أن تتطور بما يتناسب مع التطور التكنولوجي المتسارع».

وأدى (الثلاثاء) نحو 98 ألف طالب وطالبة من الدراسين في شعبة علمي (رياضة) امتحان مادة الاستاتيكا، التي تمثل نصف درجة مادة الرياضيات التطبيقية. وحسب صحف محلية، جاءت شكوى الطلاب بعد انتهاء الامتحان من «عدم كفاية الوقت المخصص للإجابة».


مقالات ذات صلة

المدارس السودانية في مصر بانتظار انفراجة بعد 3 شهور من إغلاقها

شمال افريقيا امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية بالقاهرة)

المدارس السودانية في مصر بانتظار انفراجة بعد 3 شهور من إغلاقها

تأمل الجالية السودانية في مصر انفراجة في أزمة المدارس السودانية العاملة في البلاد، والمغلقة منذ نحو 3 أشهر لحين استيفائها الشروط المطلوبة.

أحمد إمبابي (القاهرة)
يوميات الشرق حظي المنتدى بجلسات علمية بين الجانبين (وزارة التعليم)

شراكة سعودية – أميركية لدعم تعليم اللغتين العربية والإنجليزية بين البلدين

السفير الأميركي مايكل راتني: المنتدى هو نتيجة عامٍ من التعاون بين سفارتنا ووزارة التّعليم السعودية.

عمر البدوي (الرياض)
الاقتصاد مسؤولو الذراع الاستثمارية لشركة «إي إف جي هيرميس» ومجموعة «جي إف إتش» المالية خلال إطلاق صندوق التعليم السعودي (إكس)

«هيرميس» تطلق صندوقاً للتعليم بـ300 مليون دولار في السعودية

أطلقت شركة «إي إف جي هيرميس» صندوقاً للتعليم السعودي (SEF) بقيمة 300 مليون دولار لبناء مشغل تعليمي عالمي المستوى في السعودية

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شؤون إقليمية جانب من اجتماع الوفدين المصري والتركي في مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالقاهرة (من حساب رئيس مجلس العليم العالي التركي في «إكس»)

مصر وتركيا تتفقان على إنشاء جامعة مشتركة في القاهرة

تم الاتفاق على إنشاء جامعة مصرية - تركية مشتركة بالقاهرة تنفيذاً لمذكرة تفاهم وُقِّعت بين الجانبين خلال زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لأنقرة في سبتمبر.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«الاتحاد الوطني» يتحدث عن «توقعات متشائمة» بشأن حكومة كردستان

أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني خلال احتفال بعد إعلان نتائج الانتخابات (رويترز)
أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني خلال احتفال بعد إعلان نتائج الانتخابات (رويترز)
TT

«الاتحاد الوطني» يتحدث عن «توقعات متشائمة» بشأن حكومة كردستان

أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني خلال احتفال بعد إعلان نتائج الانتخابات (رويترز)
أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني خلال احتفال بعد إعلان نتائج الانتخابات (رويترز)

يُتوقع أن يدعو رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، خلال الأيام القليلة المقبلة، الكتل السياسية الفائزة إلى عقد أول جلسة للبرلمان بعد إعلان «مفوضية الانتخابات» المصادقة على نتائج انتخابات إقليم كردستان التي جرت في العشرين من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وطبقاً للنظام الداخلي لبرلمان الإقليم، يتعيّن على رئيس الإقليم دعوة البرلمان المنتخب إلى عقد جلسته الأولى خلال 10 أيام من المصادقة على نتائج الانتخابات، وإذا لم يدعُ الرئيس إلى عقد الجلسة الأولى يحق للبرلمانيين عقدها في اليوم الحادي عشر للمصادقة على النتائج.

ويترأس العضو الأكبر سناً جلسات البرلمان قبل انتخاب الرئيس الدائم بعد تأدية القسم الدستوري.

وحصل «الحزب الديمقراطي» على 39 من أصل 100 مقعد في برلمان الإقليم بدورته السادسة، في حين حصل غريمه التقليدي «الاتحاد الوطني» على 23 مقعداً، كما حصل «الجيل الجديد» على 15 مقعداً، و«الاتحاد الإسلامي» على سبعة مقاعد، وأحزاب صغيرة على بقية المقاعد.

ومع أن الجلسة الأولى للبرلمان يُتوقع أن تنعقد بانسيابية وسهولة طبقاً للوائح والإجراءات القانونية، فإن معظم الترجيحات تتحدث عن «شتاء قاسٍ» ينتظر الإقليم بالنسبة إلى عملية الاتفاق على تشكيل الحكومة، بالنظر إلى الانقسامات القائمة بين قواه السياسية.

مسرور بارزاني يتحدث على هامش معرض تجاري في أربيل (حكومة إقليم كردستان)

ويتحدث حزب الاتحاد الوطني عن «تقديرات متشائمة» بشأن تشكيل الحكومة قد تمتد إلى نهاية العام المقبل.

ويتوقع القيادي في حزب الاتحاد، غياث السورجي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «تبقى قضية تشكيل الحكومة حتى موعد الانتخابات الاتحادية العامة نهاية عام 2025، وبعد ذلك يتم الاتفاق على مناقشة مسألة المناصب في الإقليم وفي بغداد بيننا وبين الحزب الديمقراطي».

وخلال السنوات الماضية غالباً ما تم الاتفاق بين الحزبين على أن يحصل حزب الاتحاد الوطني على منصب رئيس جمهورية العراق، في حين يحصل «الديمقراطي» على رئاسة الإقليم ورئاسة وزرائه.

وأضاف السورجي: «أتوقع تأخّر تشكيل الحكومة؛ لأن لدينا شروطاً من أجل المشاركة فيها. قادة (الديمقراطي) يقولون إن الجميع سيشارك وفق استحقاقه الانتخابي، وهذا لن نقبل به. نريد أن نشارك في حكومة لنا فيها دور حقيقي برسم السياسات. لن نشارك وفق مبدأ الاستحقاق، إنما وفق دور حقيقي».

ويؤكد أن «جميع الأحزاب الفائزة أعلنت رسمياً عدم المشاركة في الحكومة، وبعضها انسحب من البرلمان، والأمر سيبقى محصوراً بين الحزبين الديمقراطي والاتحاد في مسألة تشكيل الحكومة».

وكشف السورجي عن أن «(الديمقراطي) بدأ (الاثنين) زيارة الأحزاب الفائزة؛ للمناقشة حول تشكيل الحكومة، ونحن في (الاتحاد) شكّلنا لجنة، وسنتفاوض خلال الأيام المقبلة مع جميع الأحزاب».

وعن المناصب الحكومية التي يمكن أن يحصل عليها «الاتحاد الوطني» في حال مشاركته في الحكومة، قال السورجي: «حتى هذه اللحظة لم نناقش المناصب، لكننا نريد الحصول على أحد المنصبين؛ رئاسة الإقليم، أو رئاسة الوزراء، وبخلافه لن نتنازل عن شرطنا، وهناك شروط أخرى».

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ورئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني خلال لقاء في بغداد (أرشيفية - رئاسة الوزراء)

بدوره، يقلّل كفاح محمود المستشار الإعلامي لزعيم الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني، من أهمية «التوقعات المتشائمة» التي يتحدث عنها حزب الاتحاد، ويقول لـ«الشرق الأوسط»، إنه «ومهما كانت الخلافات السياسية بين (الديمقراطي) و(الاتحاد)، فإن نهاية التنافس هي حكومة ائتلافية بينهما؛ لأن الواقع على الأرض مع الاستحقاقات الانتخابية سيرسم خريطة الحكومة القادمة حتى وإن تأخرت لعدة أشهر».

ويتوقع محمود، أن تركز الحكومة المقبلة على «قضية الخدمات والمشروعات الصناعية الزراعية، خصوصاً أن حكومة مسرور بارزاني الحالية أرست أسس بنية تحتية لصناعة الغذاء وملحقاته الأساسية التي تتعلق بالزراعة والمياه خصوصاً السدود ومشروعات البرك المائية التي تستثمر مياه الأمطار الغزيرة في كردستان، وما يتعلق ببعض الصناعات التحويلية التي تحتاج إلى حكومة تكنوقراط تلبي الحاجة الماسة للمواطن والإقليم».

ويرجح محمود أن «يحصل رئيس الوزراء الحالي (المنتهية ولايته) على ولاية جديدة في الحكومة المقبلة».

وأدلى عضو الحزب الديمقراطي عبد السلام برواري، بتصريحات إلى «شبكة رووداو» الإعلامية، الاثنين، قال فيها، إن «(الاتحاد الوطني) عادة ما يمارس هذه الأساليب ويرفع من سقف مطالبه، وفي النهاية نحن نعرف وهم يعرفون وكذلك الناس تعرف، أنه يجب أن تتشكل الحكومة بالاتفاق ما بين (الديمقراطي) و(الاتحاد الوطني)».

وأضاف أن «هذا هو الواقع، سواء كان مُرّاً أم حلواً، يعجبني أو لا يعجبك، هذا هو الواقع في إقليم كردستان... لا تتشكل حكومة دون البارتي (الديمقراطي) واليكتي (الاتحاد)».