يقوم وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، اليوم الاثنين، بزيارة إلى العاصمة السورية دمشق. وقالت مصادر إعلامية سورية غير رسمية إن الزيارة تهدف إلى بحث «العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها».
ووفق مصادر أردنية، يتضمن برنامج زيارة الصفدي لقاء مع نظيره السوري فيصل المقداد، وبحث الجهود العربية لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، ونتائج اجتماعيْ عمان والرياض، بعد عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
وتُعدّ هذه الزيارة الثانية للوزير الصفدي إلى دمشق، منذ فبراير (شباط) الماضي، حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد، وكانت الزيارة الأولى لوزير الخارجية الأردني، منذ بدء الحرب في سوريا.
واستضافت الأردن، في مايو (أيار) المنصرم، اجتماع عمّان التشاوري، بحضور وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الذي جاء استكمالاً للاجتماع التشاوري لدول «مجلس التعاون لدول الخليج العربية» والأردن والعراق ومصر، الذي استضافته السعودية في جدة، يوم 14 أبريل (نيسان).
وعشية زيارته إلى دمشق، تحدَّث الوزير الأردني، ضمن أمسيات صالون عمان، الذي تنظمه «أمانة عمان الكبرى» في «مركز الحسين الثقافي»، عن المقاربة الأردنية تجاه سوريا، وقال إن «الأردن، الأكثر تضرراً بعد الشعب السوري من استمرار الأزمة السورية»، وفق ما نقلته وسائل إعلام أردنية، لافتاً إلى مواصلة لجنة التنسيق العربية مع سوريا حواراتها وجهودها مع الحكومة السورية لتنفيذ التزامات بيان عمان، الذي تبع «مؤتمر جدة العربي»، معرباً عن تفاؤله باستجابة الحكومة السورية لمتطلبات المبادرة العربية لحل الأزمة.
ووفق الوزير الأردني، فإن المبادرة الأردنية، التي تبنّاها العرب، تهدف إلى إعادة سوريا والانفتاح عليها، والبحث عن حل للأزمة ودعم المصالحة السورية الداخلية، ووقف كل التحديات والمخاطر التي تهدد دول الجوار؛ وعلى رأسها الأردن، الذي يعاني من تهريب المخدرات وتحديات أمنية، مؤكداً الموقف الأردني الثابت بتمسكه بكل الخيارات لحماية حدوده واستقراره من الأخطار التي تشكلها الحدود السورية. كما ركز الصفدي على تداعيات أزمة اللجوء السوري، في ظل تراجع الدعم الدولي للدول المستضيفة وتأثير ملف اللاجئين السوريين على الأردن، وأعبائه الثقيلة على البنى التحتية والخدمات الصحية والتعليمية والعمل، وقال إن الأردن يسعى جاهداً لحث المجتمع الدولي على الالتزام بتعهداته في هذا السياق، بعد تراجع الدعم الدولي والاستجابة الدولية لقضية هؤلاء اللاجئين والدول المستضيفة بصورة كبيرة.
وشدَّد الصفدي على أن تمكين اللاجئين السوريين من العودة إلى بلادهم، وتهيئة كل الظروف المناسبة في سوريا ودولياً لإقناعهم بضرورة العودة لوطنهم، فيه «مصلحة وطنية وسورية وعربية ودولية»، وإن «الأردن يكثف جهوده، بالتعاون مع المجتمع الدولي؛ بهدف تنفيذ خطوات عملية تدعم عودتهم».
ويستضيف الأردن نحو 1.3 مليون سوري، بينهم أكثر من 675 ألف شخص يحملون صفتيْ «لاجئ وطالب لجوء»، وفق الأرقام الرسمية، وتأتي زيارة الوزير الأردني إلى دمشق بعد نحو أسبوع من زيارة وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال اللبناني عصام شرف الدين، إلى دمشق ولقائه مسؤولين سوريين، بينهم وزيرا الداخلية والإدارة المحلية؛ لبحث خطة إعادة نحو 180 ألف لاجئ من لبنان إلى سوريا، حيث تلقّى وعوداً من الجانب السوري، بالنظر في «أوضاع كل النازحين، وإعادة التوظيف للراغبين، وإمكانية إعطاء عفو رئاسي يشمل جميع المواطنين، حتى مَن حمل السلاح منهم، وذلك ليشمل كل الفئات النازحة، حتى جهات المعارضة السورية الراغبة بالعودة. أما بالنسبة لمن لا يرغب بالعودة من اللاجئين السياسيين، فعليه أن يقدّم طلب لجوء سياسي إلى بلد ثالث من خلال مفوضية اللاجئين»، وفق تصرحات الوزير اللبناني.