«مجموعة الدعم من أجل لبنان» قلقة من «تفاقم تآكل مؤسسات الدولة»

رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري يدلي بصوته في الجلسة الـ12 لانتخاب رئيس للبلاد (أ.ب)
رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري يدلي بصوته في الجلسة الـ12 لانتخاب رئيس للبلاد (أ.ب)
TT

«مجموعة الدعم من أجل لبنان» قلقة من «تفاقم تآكل مؤسسات الدولة»

رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري يدلي بصوته في الجلسة الـ12 لانتخاب رئيس للبلاد (أ.ب)
رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري يدلي بصوته في الجلسة الـ12 لانتخاب رئيس للبلاد (أ.ب)

قالت «مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان»، اليوم (الجمعة)، إنها تأسف لعدم انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان بعد 12 جلسة غير حاسمة للبرلمان، محذرة من «تفاقم تآكل مؤسسات الدولة».

وأضافت المجموعة في بيان أن أي استمرار للوضع الراهن «لن يؤدي إلا إلى إطالة وتعقيد مسيرة تعافي لبنان، فضلاً عن تفاقم المصاعب التي يواجهها الشعب».

وتابعت: «بعد 8 أشهر من دون رئيس ومن دون حكومة كاملة الصلاحيات، تعبر (مجموعة الدعم الدولية) عن قلقها العميق من أن يؤدي الجمود السياسي الحالي إلى تفاقم تآكل مؤسسات الدولة وتقويض قدرة لبنان على مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والمالية والأمنية والإنسانية الملحة التي يجابهها».

وحثت المجموعة القيادات السياسية وأعضاء البرلمان على «تحمل مسؤولياتهم وإعطاء الأولوية للمصلحة الوطنية من خلال انتخاب رئيس جديد دون مزيد من التأخير»، وذلك «من أجل مصلحة الشعب اللبناني، وحرصاً على استقرار البلاد».

كما دعت «مجموعة الدعم الدولية» السلطات اللبنانية إلى المسارعة باعتماد وتنفيذ خطة إصلاحية شاملة لوضع البلاد على مسار التعافي والتنمية المستدامة.

كان البرلمان اللبناني قد أخفق يوم الأربعاء في انتخاب رئيس جديد للبلاد للمرة الثانية عشرة، مما يطيل أمد حالة الجمود السياسي التي تشهدها البلاد منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقالت «وكالة الأنباء اللبنانية» الرسمية إن رئيس المجلس نبيه بري رفع جلسة انتخاب رئيس الجمهورية «بعد فقدان النصاب».

وانتهت الجولة الأولى للتصويت بحصول المرشح، جهاد أزعور، وزير المالية السابق، على 59 صوتاً من أصل 128 نائباً في البرلمان، مقابل 51 صوتاً لصالح منافسه الأبرز سليمان فرنجية المدعوم من جماعة «حزب الله».

وتضم «مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان» كلاً من الأمم المتحدة والصين وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.



جدعون ساعر... ليبرالي يميني قاد أول تمرد على نتنياهو

جدعون ساعر (رويترز)
جدعون ساعر (رويترز)
TT

جدعون ساعر... ليبرالي يميني قاد أول تمرد على نتنياهو

جدعون ساعر (رويترز)
جدعون ساعر (رويترز)

من هو النائب جدعون ساعر الذي يتفاوض معه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لشغل منصب وزير الدفاع في حال قرر تنفيذ خطة إقالة غالانت من منصبه؟

النائب ساعر، الذي يُعدّ شخصية جدلية، حظي لسنين طويلة بإجماع المراقبين والخبراء، من اليمين والوسط وحتى من اليسار، على أنه صاحب قيم ومبادئ. هي قيم الليبرالية اليمينية مع مبادئ سياسية راديكالية، لكنه كان من أشد المقاتلين ضد الفساد، سواء أكان ذلك عندما عمل محامياً أم عندما عمل صحافياً أم عندما خاض غمار السياسة وصار نائباً في البرلمان ثم وزيراً للداخلية ووزيراً للقضاء. ويُعدّ صاحب كلمة، ولديه قواعد صارمة للسياسي الذي يحترم الجمهور.

بسبب مواقفه المبدئية، تنازل ساعر عن منصب سكرتير الحكومة، في أول حكومة لبنيامين نتنياهو؛ لأنه تعهد للأميركيين بتطبيق اتفاقات أوسلو. وتنازل عن منصب رئيس كتل الائتلاف في عهد آرييل شارون؛ لأنه عارض قراره الانسحاب من قطاع غزة. وتنازل عن منصب وزير في حكومة نتنياهو الثالثة؛ لأنه رآه مراوغاً. وكان أول من تمرد على قيادة نتنياهو لحزب «الليكود»، بل راح ينافسه على رئاسة الحزب والحكومة. وعندما هزمه نتنياهو بنسبة 70 في المائة مقابل 30 في المائة، أقام ساعر حزباً جديداً وقرر أن أفضل طريقة لإسقاط نتنياهو هي الالتفاف عليه من اليمين. وصرح مرات عدة، بأن إسرائيل في وضع خطير تحت قيادة نتنياهو، والمهمة الوطنية الأسمى هي التخلص من قيادته. وعندما طلب منه صحافي في «القناة الـ12» أن يوقّع على تعهد بألا يعود للتعاون مع نتنياهو، وقّع على التعهد بلا تردد في بث حي.

معارضون للحكومة الإسرائيلية يشاركون في احتجاج أمام منزل عضو الكنيست جدعون ساعر في تل أبيب يوم الاثنين (أ.ف.ب)

لذلك، فإن قبوله عروض نتنياهو اليوم بتفكيك حزبه والعودة إلى «الليكود» وتراجعه عن كل وعوده للجمهور، يشكل ضربة قاصمة للقيم والمبادئ التي تباهى بها، بل لمسيرته التاريخية أيضاً. فهو عندما كان فتى تمرّد على مفاهيم والديه السياسية. فوالده الطبيب المولود في الأرجنتين ووالدته المولودة في بخارى، عاشا في كيبوتس (تعاونية اشتراكية)، ووالده كان الطبيب الخاص لأول رئيس وزراء إسرائيلي، ديفيد بن غوريون، لكن الابن كان ميالاً للحيروت (الذي أصبح الليكود)، وهو حزب الرأسمالية المتشددة، ورافضاً للسلام مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتين. وعندما وقّع مناحيم بيغن اتفاق السلام مع مصر، انضم الشاب الصغير جدعون ساعر إلى حزب «هتحيا» (النهضة). وعلى طول الطريق ظل يحارب السياسيين الفاسدين. واعتزل السياسة لفترة حتى يتفرغ لزوجته الثانية، النجمة الإعلامية اليسارية، غئولا إيبن، وطفليهما. وتقبّل قرار إحدى ابنتيه الشابتين من زواجه الأول، الارتباط بشاب عربي. وقال: «هذا قرارها الحر» (انفصلا فيما بعد وتزوجت من شاب يهودي).

لهذا كله، قوبل انضمامه المحتمل اليوم لحكومة نتنياهو باستغراب واستهجان في الحلبة السياسية. وهناك من يعتقد أن خطوته المتوقعة سببها نتائج استطلاعات الرأي التي تشير منذ نحو سنتين، وبشكل مثابر ومنهجي، إلى أنه في حال إجراء انتخابات اليوم، فإن ساعر سيسقط، ولن يتجاوز نسبة الحسم. كما أن انضمامه إلى الحكومة سيعني أنه أصبح شريكاً في خطة نتنياهو لمعاقبة يوآف غالانت، مثلما عوقب هو (ساعر) نفسه في الماضي؛ لأنه تجرأ على مخالفة نتنياهو الرأي.

عاجل «حزب الله» يحمل إسرائيل مسؤولية انفجار أجهزة الاتصالات في لبنان ويقول إن «المجرم» سينال بالتأكيد قصاصه العادل