لبنان يحقق مع سفيره لدى فرنسا بعد ملاحقته بدعاوى «اغتصاب»

باريس طلبت رفع الحصانة الدبلوماسية عنه ووكيله نفى كل الاتهامات الموجهة له

السفير رامي عدوان بعد تقديم أوراق اعتماده للرئيس الفرنسي ماكرون (تويتر)
السفير رامي عدوان بعد تقديم أوراق اعتماده للرئيس الفرنسي ماكرون (تويتر)
TT

لبنان يحقق مع سفيره لدى فرنسا بعد ملاحقته بدعاوى «اغتصاب»

السفير رامي عدوان بعد تقديم أوراق اعتماده للرئيس الفرنسي ماكرون (تويتر)
السفير رامي عدوان بعد تقديم أوراق اعتماده للرئيس الفرنسي ماكرون (تويتر)

قالت وزارة الخارجية اللبنانية إنها تعتزم التحقيق مع سفيرها لدى فرنسا رامي عدوان، على خلفية تقارير في وسائل الإعلام تشير إلى ملاحقات قضائية فرنسية بحقه جراء اتهامات بـ«الاغتصاب وممارسة العنف». وقالت الوزارة، على حسابها على «تويتر»: «عطفاً على ما يتم تداوله في وسائل الإعلام اللبنانية والفرنسية حول ملاحقات قضائية في باريس بحق سفير لبنان رامي عدوان، تقرر استعجال إيفاد لجنة تحقيق برئاسة الأمين العام للوزارة وعضوية مدير التفتيش إلى السفارة في باريس». وأضافت أن اللجنة ستتولى التحقيق مع السفير والاستماع إلى «إفادات موظفي السفارة من دبلوماسيين وإداريين ومقابلة من يلزم من الجهات الرسمية الفرنسية لاستيضاحها عما نُقل عنها في وسائل الإعلام ولم تتبلغه وزارة الخارجية اللبنانية عبر القنوات الدبلوماسية». وذكرت محطة «فرانس 24» أن فرنسا فتحت تحقيقاً يستهدف سفير لبنان لديها بشبهة الاغتصاب وممارسة العنف، بعد شكويين تقدمت بهما موظفتان سابقتان في السفارة، وفق ما أفادت به مصادر قريبة من التحقيق، وهو ما أدى إلى طلب فرنسا رفع الحصانة الدبلوماسية عنه. وكانت السلطات الفرنسية فتحت تحقيقاً بحق السفير اللبناني بشبهة الاغتصاب وممارسات عنيفة متعمّدة استهدفته بعد شكويين تقدّمت بهما موظّفتان سابقتان في السفارة، وفق ما نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصادر قريبة من التحقيق، ما استدعى طلب فرنسا رفع الحصانة الدبلوماسية عنه. وأشارت وزارة الخارجية الفرنسية، في تعليق لـ«فرانس برس»، إلى أنه «إزاء خطورة الوقائع المذكورة، نعتبر أن من الضروري أن ترفع السلطات اللبنانية الحصانة عن سفير لبنان في باريس من أجل تسهيل عمل القضاء الفرنسي». وتبلغ المشتكية الأولى 31 عاماً وقد تقدّمت في يونيو (حزيران) 2022 بشكوى قالت فيها، وفق نص المحضر لدى الشرطة، إنها «تعرّضت للاغتصاب في مايو (أيار) 2020 في شقة خاصة تابعة للسفير رامي عدوان (سفير لبنان في باريس منذ عام 2017)». وفي الشكوى التي اطّلعت «فرانس برس» على فحواها، تؤكد المشتكية أنها أبدت رفضها إقامة علاقة جنسية وعمدت إلى الصراخ والبكاء. والمرأة التي كانت تشغل منصب محرّرة كانت قد أبلغت الشرطة في عام 2020 بأن عدوان تعرّض لها بالضرب خلال شجار في مكتبه، من دون أن تتقدّم بشكوى بداعي «عدم تدمير حياة هذا الرجل»، وهو متزوج ورب عائلة. وقالت إنها كانت على «علاقة غرامية» مع السفير الذي كان يمارس ضدّها «العنف النفسي والجسدي ويوجّه إليها الإهانات يومياً».

المشتكية الثانية تبلغ 28 عاماً، وقد نسجت علاقة حميمة مع السفير بعيد مباشرتها العمل في السفارة بصفة متدرّبة في عام 2018، وتقدّمت بشكوى في فبراير (شباط) الماضي لتعرّضها، بحسب قولها، لسلسلة اعتداءات جسدية غالباً ما نتجت من رفضها إقامة علاقة جنسية. وتؤكد المشتكية أن عدوان حاول صدمها بسيارته إثر شجار على هامش منتدى من أجل السلام في كاين في غرب فرنسا في سبتمبر (أيلول). وهي تتّهم السفير أيضاً بمحاولة خنقها في منزلها بإقحام وجهها في السرير في نهاية ديسمبر (كانون الأول). وفي تعليق أدلى به لـ«فرانس برس»، قال الوكيل القانوني للسفير المحامي كريم بيلوني إن موكّله «ينفي كل اتّهام بالاعتداء من أي نوع سواء كان لفظياً أم أخلاقياً أم جنسياً». وأضاف أن موكّله «أقام مع هاتين المرأتين بين عامي 2018 و2022 علاقات غرامية تخلّلتها خلافات وحالات انفصال». وكانت «الخارجية» الفرنسية قد أشارت إلى عدم وجود عناصر لديها «فيما يتعلق بهذه القضية التي يتولاها القضاء والمشمولة بسرية التحقيق».



«معركة حلب» تستدعي مخاوف «أشباح الموصل»

«معركة حلب» تستدعي مخاوف «أشباح الموصل»
TT

«معركة حلب» تستدعي مخاوف «أشباح الموصل»

«معركة حلب» تستدعي مخاوف «أشباح الموصل»

باغت التَّقدمُ السريع لفصائل سورية مسلحة نحو مدينة حلب، أمس (الجمعة)، أطرافاً إقليمية ودولية، وأعاد التذكير بأشباحَ سقوط مدينة الموصل العراقية قبل عشر سنوات بيد تنظيم «داعش».

وبعد هجماتٍ طوال اليومين الماضيين، تمكَّن مقاتلو مجموعات مسلحة أبرزها «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل مدعومة من تركيا من السيطرة على خمسة أحياء غرب حلب، قبل وصولهم إلى قلب المدينة التي تُعدّ ثانية كبريات مدن البلاد، وسط مقاومة ضعيفة من القوات الحكومية الموالية للرئيس بشار الأسد، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» وشهود عيان.

وتبدّد المعركة حول حلب السيطرة التي فرضتها قوات الحكومة السورية، وروسيا وإيران الداعمتان لها، كما تنهي هدوءاً سيطر منذ عام 2020 على شمال غربي سوريا، بموجب اتفاق روسي – تركي أبرمه الرئيسان فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان.

ومن شأن تقدم تلك الجماعات المسلحة أن يصطدم بمناطق نفوذ شكّلتها، على مدار سنوات، مجموعات تدعمها إيران و«حزب الله». ومع حلول مساء الجمعة، وتقدم الفصائل المسلحة داخل عاصمة الشمال السوري، تقدم «رتل عسكري مؤلف من 40 سيارة» يتبع «ميليشيا لواء الباقر»، الموالية لإيران، من مدينة دير الزور بشرق البلاد نحو حلب، وفق «المرصد السوري».

وتزامناً مع الاشتباكات، شنّ الطيران الحربي الروسي والسوري أكثر من 23 غارة على مدينة إدلب وقرى محيطة بها، فيما دعت تركيا إلى «وقف الهجمات» على إدلب، معقل الفصائل السورية المسلحة في شمال غربي سوريا.