«حماس» و«الجهاد» إلى مصر لمناقشة التهدئة وتبادل الأسرى

بالتزامن مع اختتام اشتية محادثاته في القاهرة

صورة نشرها اشتية في «تويتر» لمباحثاته مع نظيره المصري مصطفى مدبولي
صورة نشرها اشتية في «تويتر» لمباحثاته مع نظيره المصري مصطفى مدبولي
TT

«حماس» و«الجهاد» إلى مصر لمناقشة التهدئة وتبادل الأسرى

صورة نشرها اشتية في «تويتر» لمباحثاته مع نظيره المصري مصطفى مدبولي
صورة نشرها اشتية في «تويتر» لمباحثاته مع نظيره المصري مصطفى مدبولي

بدأت مصر (الخميس) باستقبال وفود فلسطينية، تمت دعوتها لمناقشة قضايا عدة تشمل التهدئة مع إسرائيل، والمصالحة الداخلية، واحتياجات قطاع غزة، إضافة إلى ملف تبادل الأسرى.

ووصل إلى القاهرة وفدان من حركة «الجهاد الإسلامي»، وهيئة «العمل الحكومي» في قطاع غزة، المسؤولة عن إدارة الشؤون الحكومية هناك، بينما يفترض أن يصل لاحقاً وفد من حركة «حماس».

وقال القيادي في «الجهاد الإسلامي»، خضر حبيب، إن وفد أعضاء المكتب السياسي الجديد للحركة توجه (الخميس) إلى القاهرة عبر معبر رفح البري، للقاء أعضاء المكتب في الخارج.

ويفترض أن يلتقي أعضاء «الجهاد الإسلامي» جميعاً في القاهرة، ويناقشون مع مصر قضايا متعلقة بالحركة والتهدئة، ثم ينتقلون إلى بيروت.

وتأجل اجتماع «الجهاد الإسلامي» مرتين؛ الأولى بسبب وفاة القيادي فيها خضر عدنان في السجون الإسرائيلية، وكانت المرة الثانية بسبب التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة.

وكذلك وصل وفد من هيئة «العمل الحكومي» في غزة برئاسة عصام الدعاليس إلى القاهرة للقاء المسؤولين المصريين، وبحث احتياجات قطاع غزة، وسبل دفع مشروعات ومساعدات لسكان القطاع.

أما وفد «حماس» فسيترأسه رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، ويتوقع وصوله في أي لحظة. وكان هنية تلقى دعوة لزيارة القاهرة خلال أيام لإجراء مباحثات مع مسؤولين مصريين. وقالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» إن «مصر دعت الوفود لمناقشة ملفات عدة، مع كل وفد على حدة».

وبحسب المصادر، فإن المسؤولين المصريين معنيون بتثبيت التهدئة في قطاع غزة، ودفعها قدماً في الضفة الغربية، كما أنهم سيناقشون ملف المصالحة الداخلية، وملف تبادل الأسرى وإعمار قطاع غزة.

وبدأت وفود الفصائل بالوصول في وقت أنهى فيه رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية زيارة للقاهرة استمرت 3 أيام، واستهدفت بحث العلاقات، وزيادة ميزان التبادل التجاري، والعلاقات الثنائية، والمصالحة كذلك.

وبحث اشتية في مصر قضايا تخص قطاع غزة، منها تسهيل الحركة عبر المعابر، وتوصيل الكهرباء من مصر إلى غزة، وعملية إعادة إعمار القطاع، وإنشاء محطات تحلية مياه ممولة من المانحين.

وتنخرط مصر بشكل رئيسي في هذه الملفات كلها، إضافة إلى أنها تشرف على مشروعات مصرية في قطاع غزة ضمن جهود مصر لإعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية. وإضافة إلى هذه الملفات يناقش المسؤولون المصريون مع حركة «حماس»، بشكل خاص، ملف تبادل الأسرى.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، تحدث قبل نحو 3 أسابيع عن وجود تقدم في صفقة تبادل أسرى، لكن «حماس» نفت وجود تقدم، وقالت إن إسرائيل لا تريد دفع الثمن لإتمام صفقة تبادل أسرى.

حقائق

4 إسرائيليين

محتجزون لدى «حماس» التي تحاول إنجاز صفقة مع إسرائيل لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين

وتحتجز «حماس» 4 إسرائيليين هم الجنديان شاؤول آرون وهادار غولدن، اللذان أسرتهما صيف 2014، وهاشم بدوي السيد، وهو مواطن عربي يحمل الجنسية الإسرائيلية، وأفيرا منغستو، اللذان دخلا غزة بمحض إرادتهما.

وبداية العام، بثت «كتائب القسام» رسالة مصورة لمنغتسو، وهو من أصل إثيوبي، ملقياً باللوم على إسرائيل لبقائه في الأسر منذ سنوات.

وبثّت «القسام» فيديو لمنغستو بعد تعيين هيرتسي هليفي رئيساً جديداً لأركان الجيش الإسرائيلي، دعته خلاله، إلى إعداد نفسه لحمل أعباء وتوابع فشل سلفه أفيف كوخافي في هذا الملف.

وظهر منغستو في مقطع قصير يرتدي قميصاً، بينما يقرأ رسالة قصيرة بصوت منخفض، ويقول فيها: «أنا أفيرا منغستو الأسير. إلى متى سأبقى في الأسر مع أصدقائي» متسائلاً: أين دولة إسرائيل وشعبها من مصيرهم.

وفوراً، أثار الفيديو الجدل الذي كانت تسعى له «حماس» في إسرائيل .

وقبل ذلك، نشرت «حماس» صوراً قالت إنها لبندقية الجندي الإسرائيلي هادار غولدن. ونهاية يوليو (تموز) الماضي لمّح الناطق باسم «كتائب القسام» التابعة لحركة «حماس»، إلى أن أحد الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لدى حركته في قطاع غزة على قيد الحياة، أو كان كذلك حتى عام 2021. وفي 28 يونيو (حزيران) عرضت «كتائب القسام» مشاهد للسيد، وهو طريح الفراش موصولاً على جهاز للتنفس الصناعي، وقال إن وضعه الصحي صعب.

لكن كل محاولات «حماس» إثارة الرأي العام في إسرائيل من أجل إجبار الحكومة هناك على إنجاز صفقة تبادل لم تنجح.

وخلال سنوات طويلة، رمت مصر بثقلها من أجل إنجاز صفقة أسرى، وتدخلت دول مثل سويسرا وقطر وتركيا والنرويج وألمانيا، لكن دون جدوى.

وعرضت «حماس» صفقة إنسانية، لكن إسرائيل أرادتها شاملة، ولم يتوصل الطرفان إلى اتفاق بشأن قائمة «VIP»، وهو للأسرى الأهم بالنسبة لـ«حماس»، الذين تقول إسرائيل إن على يدهم دماً.


مقالات ذات صلة

لأول مرة... «القسام» تنشر فيديو يجمع هنية والسنوار والعاروري

المشرق العربي إسماعيل هنية ويحيى السنوار (لقطة من فيديو لـ«كتائب القسام»)

لأول مرة... «القسام» تنشر فيديو يجمع هنية والسنوار والعاروري

نشرت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، (السبت)، فيديو يُظهِر عدداً من قادتها الراحلين لمصانع ومخارط تصنيع الصواريخ.

أحمد سمير يوسف (القاهرة)
أوروبا البابا فرنسيس يلقي خطاب عيد الميلاد أمام كرادلة كاثوليك في الفاتيكان السبت (د.ب.أ)

بابا الفاتيكان عن غزة: هذه وحشية وليست حرباً

عادة ما يكون بابا الفاتيكان فرنسيس حذراً بشأن الانحياز إلى أي من أطراف الصراعات، لكنه صار في الآونة الأخيرة أكثر صراحةً تجاه حرب إسرائيل على غزة.

«الشرق الأوسط» (مدينة الفاتيكان)
المشرق العربي الشرطة الفلسطينية تفرق متظاهرين يحتجون على الاشتباكات بين قوات الأمن والمسلحين في مدينة جنين... السبت (أ.ف.ب)

«السلطة» الفلسطينية تعمّق عمليتها في مخيم جنين: لا تراجع ولا تسويات 

بدأت السلطة الفلسطينية، قبل نحو أسبوعين، عمليةً واسعةً ضد مسلحين في مخيم جنين، في تحرك هو الأقوى منذ سنوات طويلة، في محاولة لاستعادة المبادرة وفرض السيادة.

كفاح زبون (رام الله)
تحليل إخباري «كتائب القسام» تشارك في عرض عسكري وسط قطاع غزة (أرشيفية - أ.ف.ب)

تحليل إخباري «سلاح أبيض» و«أحزمة ناسفة»... تكتيكات جديدة لـ«القسام» في غزة

الواقع الميداني أجبر عناصر «القسام» على العمل بتكتيكات وأساليب مختلفة، خصوصاً وأن الجيش الإسرائيلي نجح في تحييد الكثير من مقدرات المقاومين.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية أرشيفية لبنيامين نتنياهو ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي خلال إحاطة عسكرية (أ.ف.ب)

طلقة أولى في خطة نتنياهو لإقالة هيرتسي هاليفي

يريد بنيامين نتنياهو توجيه ضربة أخرى للأجهزة الأمنية، يحدّ فيها من استقلاليتها ويفتح الباب أمام توسيع نفوذه عليها.

نظير مجلي (تل أبيب)

سكان قرية سورية متروكون لمصير مجهول أمام قوات إسرائيلية متوغلة

مركبات «هامفي» تابعة للجيش الإسرائيلي تتحرك في المنطقة العازلة التي تسيطر عليها الأمم المتحدة والتي تفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية في مرتفعات الجولان (أ.ف.ب)
مركبات «هامفي» تابعة للجيش الإسرائيلي تتحرك في المنطقة العازلة التي تسيطر عليها الأمم المتحدة والتي تفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية في مرتفعات الجولان (أ.ف.ب)
TT

سكان قرية سورية متروكون لمصير مجهول أمام قوات إسرائيلية متوغلة

مركبات «هامفي» تابعة للجيش الإسرائيلي تتحرك في المنطقة العازلة التي تسيطر عليها الأمم المتحدة والتي تفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية في مرتفعات الجولان (أ.ف.ب)
مركبات «هامفي» تابعة للجيش الإسرائيلي تتحرك في المنطقة العازلة التي تسيطر عليها الأمم المتحدة والتي تفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية في مرتفعات الجولان (أ.ف.ب)

في إحدى قرى محافظة القنيطرة، جنوب سوريا، يقف سكان وجهاً لوجه مع قوات إسرائيلية استغلت التغيير السياسي والميداني المتسارع في دمشق، لتنفيذ عمليات توغل في المنطقة العازلة ومواقع مجاورة، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة.

ففي شارع رئيسي في قرية جباتا الخشب، يتجول جنود إسرائيليون بكامل عتادهم، على تماس مع السكان المحليين الذين يكتفون بالمراقبة من بعد، في مشهد لم يكن مألوفاً حتى الأمس القريب. وتتمركز دبابة على الأقل عند أطرافها، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتقع القرية في القسم الشرقي من هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967، ثم ضمتها عام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وهي من عداد القرى الواقعة في المنطقة العازلة؛ حيث ينتشر عناصر قوة الأمم المتحدة المخولون مراقبة اتفاق فض الاشتباك.

وتتكرَّر المشاهد نفسها في مدينة البعث وسط القنيطرة التي توغلت فيها قوات وعربات إسرائيلية، في خطوات تزامنت مع شنِّ إسرائيل سلسلة غارات غير مسبوقة على عشرات المواقع العسكرية ومخازن الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي التابعة للجيش السوري، عقب إطاحة فصائل معارضة نظام بشار الأسد وهروبه من البلاد.

مركبات «هامفي» تابعة للجيش الإسرائيلي تتحرك في المنطقة العازلة التي تسيطر عليها الأمم المتحدة والتي تفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية في مرتفعات الجولان بالقرب من قرية مجدل شمس الدرزية بمرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل (أ.ف.ب)

ويقول الدكتور عرسان عرسان، المقيم في مدينة البعث وسط القنيطرة (51 عاماً) لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «الناس ممتعضة جداً من التوغل الإسرائيلي في المنطقة (...) نحن مع السلام؛ لكن شرط أن تنسحب إسرائيل إلى خط وقف إطلاق النار»، في إشارة إلى خط فض الاشتباك الذي يفصل بين الأجزاء التي تحتلها إسرائيل من مرتفعات الجولان وبين بقية الأراضي السورية.

ومع توغل القوات الإسرائيلية، تقطعت أوصال مدينة البعث بأعمدة حديدية كبيرة وبقايا أغصان أشجار وسواتر ترابية، خلَّفتها الجرافات الإسرائيلية، وفق السكان. ويتابع عرسان: «أنظر إلى الشوارع التي خرَّبتها الجرافات الإسرائيلية واللافتات التي حطمتها، إنه عمل غير إنساني».

وسيطرت القوات الإسرائيلية على المنطقة العازلة ومواقع مجاورة في جبل الشيخ وريف دمشق.

رفع العلم الإسرائيلي

وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء الماضي، اجتماعاً أمنياً على جبل الشيخ في الجولان السوري المحتل.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه زار مع نتنياهو «لأول مرة قمة جبل الشيخ» منذ انتشار القوات الإسرائيلية فيها عقب إطاحة الأسد.

وخلا الطريق الرابط بين دمشق ومحافظة القنيطرة من أي وجود عسكري لفصائل معارضة، وبدت كل الحواجز والمقرات الأمنية السابقة خالية من عناصرها، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وكانت القوات الحكومية قد أخلت تباعاً كل مواقعها في جنوب سوريا، عشية تقدم الفصائل المعارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» إلى دمشق وإسقاط الأسد.

وانكفأ سكان بلدات القنيطرة داخل منازلهم، واكتفى بعضهم بالوقوف على الأبواب مراقبين انتشار القوات الإسرائيلية بين أحيائهم وفي شوارعهم، بينما رفع جنود إسرائيليون العلم الإسرائيلي على عدد من التلال القريبة المشرفة على القنيطرة.

وعلى مشارف قرية الحميدية المجاورة لمدينة البعث، يقف ياسين العلي (43 عاماً) وإلى جانبه أطفال يلعبون على دراجة هوائية. ويقول ابن مدينة البعث: «نحن على بعد أقل من 400 متر من الدبابات الإسرائيلية (...) والأطفال هنا خائفون من التوغل الإسرائيلي».

ونزح سكان جراء تقدم القوات الإسرائيلية من عدد من البلدات السورية الحدودية مع إسرائيل. ويتابع العلي: «نناشد حكومة الإنقاذ والمجتمع الدولي أن يتحملوا مسؤوليتهم تجاه هذا التوغل الذي حدث خلال أسبوع».

«انتهاك» لفض الاشتباك

واعتبرت الأمم المتحدة أن سيطرة الجيش الإسرائيلي على المنطقة العازلة يشكِّل «انتهاكاً» لاتفاق فض الاشتباك العائد إلى عام 1974. وأعرب أمينها العام أنطونيو غوتيريش هذا الأسبوع عن «قلقه البالغ» حيال «الانتهاكات الكبيرة» لسيادة سوريا ووحدة أراضيها.

ومنذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، شنَّت إسرائيل مئات الضربات الجوية على مواقع عسكرية للجيش السوري، وأخرى لمجموعات موالية لطهران بينها «حزب الله» اللبناني الذي كان يحتفظ بمقرات ومخازن؛ ولا سيما في المنطقة الحدودية مع لبنان.

جنود إسرائيليون يقفون على مركبة مدرعة قبل عبور السياج الأمني متجهين نحو المنطقة العازلة بالقرب مما يسمى «الخط ألفا» الذي يفصل مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل عن سوريا في بلدة مجدل شمس (أ.ب)

وطالب القائد العسكري لـ«هيئة تحرير الشام» مرهف أبو قصرة، في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية» الثلاثاء، المجتمع الدولي بالتدخل لوقف الغارات والتوغل الإسرائيلي «على التراب السوري»، مؤكداً في الوقت ذاته أن بلاده لن تكون منطلقاً لأي «عداء» تجاه أيٍّ من دول الإقليم.

وكان قائد الإدارة السياسية الجديدة في دمشق، أحمد الشرع، قد ندَّد بتوغل القوات الإسرائيلية في جنوب البلاد. وقال إن «الإسرائيليين تجاوزوا خطوط الاشتباك في سوريا بشكل واضح، مما يهدد بتصعيد غير مبرر في المنطقة». وأكد في الوقت ذاته أن الوضع الراهن «لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة».

في مدينة البعث، يبدي العلي تخوفه من «قضم» إسرائيل للمنطقة بكاملها. ويقول: «ما يجري يستحق وقفة من السوريين الذين يحتفلون في ساحة الأمويين... بأن يأتوا إلى هنا ويقفوا بصدور عارية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي».