معارضو قانون الانتخابات يخسرون دعوى قضائية أمام «الاتحادية العراقية»

السوداني أبدى حرص حكومته على تقديم التسهيلات لإنجاح العملية الانتخابية

مناقشة بنود الميزانية في البرلمان العراقي (تويتر)
مناقشة بنود الميزانية في البرلمان العراقي (تويتر)
TT

معارضو قانون الانتخابات يخسرون دعوى قضائية أمام «الاتحادية العراقية»

مناقشة بنود الميزانية في البرلمان العراقي (تويتر)
مناقشة بنود الميزانية في البرلمان العراقي (تويتر)

خسر المعارضون لقانون انتخابات مجالس المحافظات العراقية، من داخل البرلمان وخارجه، دعوى الطعن التي رفعوها أمام المحكمة الاتحادية بعد بالتصويت على القانون داخل مجلس النواب نهاية مارس (آذار) الماضي. وبذلك يكون الطريق سالكاً أمام «تحالف الدولة» الذي يهيمن على البرلمان ويضم معظم القوى الشيعية والسنية والكردية، لخوض الانتخابات المحلية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وفق نظام «سانت ليغو» المعدل والدائرة الانتخابية الواحدة، بدلاً عن نظام الدوائر المتعددة التي جرت بموجبها الانتخابات العامة الأخيرة في أكتوبر (تشرين الأول) 2020.

وفي حين لم يصدر عن المحكمة الاتحادية، وهي أعلى سلطة قضائية في العراق للفصل في النزاعات الدستورية، بيان عن قرار رد الطعن الذي أصدرته، قال النائب المستقل حيدر السلامي، في بيان، إن «المحكمة الاتحادية قررت رد الدعوى التي تقدم بها مع عدد من الأحزاب الناشئة والنواب المستقلين للطعن في دستورية جلسة التصويت على قانون الانتخابات، حيث صدر القرار بالأكثرية لعدم الاختصاص».

وأضاف السلامي أنه «لا يمكننا الاستسلام في مواجهة الفساد والفاسدين، ولا بد من الوعي الجماهيري للواقع السياسي، وأن الأغلبية للشعب إذا قرر المشاركة وخوض انتخابات مجالس المحافظات بعد أن أصبحت واقع حال».

وتابع أن «قانون الانتخابات، في حالة عدم مشاركة أغلبية الشعب، سيسهم في تمكين القوى السياسية التقليدية، وسيسهم في ضعف التمثيل الحقيقي لمناطق ومدن كثيرة في مجالس المحافظات والمجلس النيابي المقبل».

وكان أكثر من 70 نائباً من المستقلين والأحزاب الصغيرة، إلى جانب طيف واسع من القوى المدنية، إضافة إلى «التيار الصدري» الخارج عن البرلمان والحزب الشيوعي العراقي، شنوا حملات رفض عديدة لتعديل القانون من دون أن يتمكنوا من ثني القوى النافذة والمؤثرة مثل قوى «الإطار التنسيقي» الشيعية، والأحزاب الكردية والقوى السنية المؤتلفة جميعها ضمن تحالف «إدارة الدولة» الذي شكل الحكومة، عن المضي بالتصويت على تعديل القانون.

ومن بين أبرز الاعتراضات على القانون المعدل أنه «جمع بين قانوني الانتخابات البرلمانية العامة وانتخابات مجالس المحافظات المحلية، إلى جانب اعتماده الدائرة الانتخابية الواحدة، واعتماده نظام سانت ليغو»، ويعتقد المعترضون على القانون أنه سيسهم مساهمة فاعلة في تكريس هيمنة الأحزاب الكبيرة ويكرّس بقاءها في السلطة رغم «فشلها» في إدارة دفة البلاد منذ عقدين من الزمن، مثلما يحرم القوى والأحزاب الناشئة والصغيرة من الوصول إلى قبة البرلمان و«الاتحادي» والبرلمانات المحلية.

وفي إطار استعدادات الحكومة لإجراء الانتخابات المحلية المقررة في نوفمبر المقبل، زار رئيس الوزراء محمد السوداني مقر مفوضية الانتخابات، أمس، وأبدى حرص حكومته على تقديم التسهيلات الكفيلة بإنجاح العملية الانتخابية، ووجّه العاملين في المفوضية بـ«العمل على ترسيخ ثقة المواطن بالعملية الانتخابية ومخرجاتها». واعتبر أن «الانتخابات وسيلة لحفظ السلم الأهلي والاستقرار مثلما هي وسيلة للتداول السلمي والديمقراطي والدستوري للسلطة والمسؤولية».

ويتوقع أن يستمر عزوف التيار الصدري عن المشاركة في الانتخابات المحلية بعد أن قدّم 72 نائباً استقالتهم من البرلمان في يوليو (حزيران) 2022، نزولاً على رغبة زعيم التيار مقتدى الصدر.


مقالات ذات صلة

شباب محبط من السياسة في تونس يرى الحلّ في الهجرة

شمال افريقيا شبان تونسيون يتظاهرون في تونس العاصمة يوم 4 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

شباب محبط من السياسة في تونس يرى الحلّ في الهجرة

بحسب دراسة أجراها «الباروميتر العربي» صدرت قبل أكثر من شهر، فإن 7 من كل 10 شباب تونسيين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما يريدون الهجرة.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا مزارعات من فريانة أكدن أنهم سيشاركن في الانتخابات لتحسين أوضاعهن وأوضاع أسرهن (أ.ف.ب)

مزارعات تونس المهمشات مصرّات على التصويت لمحاربة الفقر والتهميش

مزارعات تونس المهمشات يؤكدن مشاركتهن في الانتخابات الرئاسية لتحسين أوضاعهن في ظل تدهور اقتصادي واجتماعي كبير.

«الشرق الأوسط» (فرنانة - تونس)
الولايات المتحدة​ صورة مدمجة تظهر المرشحين الرئاسيين كامالا هاريس ودونالد ترمب (أ.ف.ب)

أزمة الشرق الأوسط تخيّم على الانتخابات الرئاسية الأميركية

خيّم النزاع في الشرق الأوسط إلى حد كبير على حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية، ومع تصاعد حدة التوتر، يمكن أن يغيّر هذا النزاع نتيجة انتخابات الرئاسة في نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب يتحدث خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة في 23 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

تقرير: ترمب رفض تقديم مساعدات حرائق الغابات في كاليفورنيا قبل معرفة من سيصوت له

قال تقرير لموقع «بوليتيكو» إنه في السنوات الأربع التي جلس فيها دونالد ترمب في البيت الأبيض، فضّل أحياناً اعتماد التفضيل السياسي في الاستجابة للكوارث.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداول  في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

للأسبوع الخامس... المستثمرون يواصلون تخارجهم من الأسهم الأميركية

خفض المستثمرون حيازاتهم في صناديق الأسهم الأميركية للأسبوع الخامس على التوالي حتى 25 سبتمبر مدفوعين بمخاوف مستمرة بشأن صحة الاقتصاد

«الشرق الأوسط» (نيويورك )

الأمن العراقي يضبط 6 مزارع للمخدرات في بغداد وديالى

صورة لنبتة القنب الهندي (الحشيش) (جامعة كاليفورنيا)
صورة لنبتة القنب الهندي (الحشيش) (جامعة كاليفورنيا)
TT

الأمن العراقي يضبط 6 مزارع للمخدرات في بغداد وديالى

صورة لنبتة القنب الهندي (الحشيش) (جامعة كاليفورنيا)
صورة لنبتة القنب الهندي (الحشيش) (جامعة كاليفورنيا)

في مؤشر على حجم آفة المخدرات التي يعاني منها العراق منذ سنوات، أعلن «جهاز الأمن الوطني»، الأحد، ضبط 6 مزارع لنبات «الداتورا» المخدر في محافظتي بغداد وديالى.

وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها جهاز أمني رفيع عن المستوى الذي وصل اليه انتشار المخدرات في البلاد، عبر زراعتها، وذلك بعد نحو شهر فقط من نفي مسؤول بارز في وزارة الداخلية «وجود مؤشرات على مزارع للمخدرات في العراق».

أحد مهربي المخدرات مع المضبوطات في البصرة (أرشيفية - جهاز الأمن الوطني)

وقال «جهاز الأمن الوطني»، في بيان، إنه ضمن جهوده في مكافحة المخدرات وحماية المواطنين من الأضرار الجسيمة الناتجة عنها، «تمكنت مفارزنا في محافظتي بغداد وديالى، استناداً إلى معلومات استخبارية مؤكدة، وبعد متابعة ميدانية حثيثة، من ضبط 6 مزارع للنباتات المخدرة».

وأضاف أن المتابعة التي قام بها «أسفرت عن تنفيذ عمليات دهم وفق مذكرات قبض أصولية في مناطق المدائن والبوعيثة في بغداد، وبلدروز في ديالى، وتم على إثرها ضبط 2305 نباتات» مخدرة.

وتحدث البيان الأمني عن القيام بـ«إتلاف النباتات موقعياً، بالتعاون مع شُعَب زراعة الدورة والمدائن وبلدروز».

بدوره، قال متخصص بشؤون المخدرات لـ«الشرق الأوسط» إن «معظم العناصر الأمنية المشتغلة في مجال مكافحة المخدرات لا تستطيع التعرف بسهولة على النباتات المخدرة لتشابه سيقانها مع نباتات أخرى، مثل الجت أو البرسيم الشائعة زراعتها في العراق».

«مزرعة حشيشة» في إحدى الدول العربية (متداولة)

ويرجح المتخصص «وجود مزارع غير قليلة لبعض النباتات المخدرة في معظم المحافظات».

وقبل إعلان «الأمن الوطني» عن التطور الجديد في زراعة المخدرات، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد مقداد ميري أن الوزارة «سجّلت ارتفاعاً بنسبة 210 في المائة بعمليات الضبط في مجال مكافحة المخدرات في عامي 2023 - 2024».

وكشف ميري، في تصريح لـ«وكالة الأنباء العراقية» الرسمية، عن «تفكيك 569 شبكة للمخدرات، بينها 39 شبكة دولية، خلال عامي 2023 - 2024، إلى جانب ضبط أكثر من 6.6 طن من المواد المخدرة».

وأكد صدور «138 حكماً بالإعدام، وأكثر من 500 حكم بالمؤبد، ونسبة غير قليلة من المحكومين بتهمة تجارة المخدرات».

كما تحدث الناطق باسم الداخلية عن «افتتاح 200 كيلومتر من الجدار الحدودي مع سوريا، وإنجاز منظومة كاميرات المراقبة على طول الحدود وإتمام التحصينات، إضافة إلى نصب أكثر من 1000 كاميرا حرارية على الحدود».

وتعاني الحدود العراقية منذ سنوات، وخاصة مع إيران وسوريا، من عمليات تسلل كبيرة، سواء بالنسبة للجماعات الإرهابية أو بالنسبة لتجارة المخدرات.