«هدنة» بوساطة مصرية بين إسرائيل و«الجهاد»

جاءت في خامس أيام المواجهات... وتتضمَّن وقفاً متبادلاً لإطلاق النار

فلسطينية وطفلها بحالة خوف بعد غارة إسرائيلية أمس السبت (أ.ف.ب)
فلسطينية وطفلها بحالة خوف بعد غارة إسرائيلية أمس السبت (أ.ف.ب)
TT

«هدنة» بوساطة مصرية بين إسرائيل و«الجهاد»

فلسطينية وطفلها بحالة خوف بعد غارة إسرائيلية أمس السبت (أ.ف.ب)
فلسطينية وطفلها بحالة خوف بعد غارة إسرائيلية أمس السبت (أ.ف.ب)

في نهاية خامس أيام المواجهات بين إسرائيل وحركة «الجهاد الإسلامي» قدمت مصر أمس مقترحاً جديداً لوقف إطلاق النار قَبِله الطرفان، وتوقَّعت مصادر رسمية أن تبدأ الهدنة في الساعة السابعة من مساء أمس (بتوقيت غرينتش).

وتتضمَّن الصيغة الجديدة وقفاً متبادلاً لإطلاق النار بما يشمل وقف إسرائيل فوراً قصف المنازل وقتل المدنيين، ووقف «الجهاد» إطلاق الصواريخ.

وكانت «سرايا القدس» قد تعهدت بمواصلة قصف المدن في إسرائيل رداً على استمرار الجيش الإسرائيلي في الاغتيالات، وانتقاله إلى مرحلة قصف الشقق والبيوت في قطاع غزة.

وقصف الطيران الإسرائيلي 6 منازل على الأقل يوم السبت، في مناطق مختلفة في القطاع، وردَّت السرايا بضرب مستوطنات غلاف قطاع غزة ثم وسعت الأهداف حتى جنوب تل أبيب.

وقال الجيش الإسرائيلي أمس إنَّ الفلسطينيين أطلقوا 1099 صاروخاً منذ بداية الجولة الحالية، منها 865 اجتازت السياج الحدودي، فيما تمَّت مهاجمة 325 هدفاً بغزة.

وفي محاولة أخرى للضغط على «الجهاد»، قال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى إنَّ حركة «حماس» باتت مسؤولة من الآن عن كل ما يجري في قطاع غزة، بما في ذلك إطلاق الصواريخ.

ولم تعقب «حماس» على التهديدات الإسرائيلية، بل أعلن الناطق باسمها، حازم قاسم، أنَّ الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة تدير المعركة بشكل موحد، داعياً الفلسطينيين في جميع أماكن وجودهم للتحرك الفعلي و«الانتفاض في وجه الاحتلال وتدفيعه الثمن على غطرسته وبطشه بحق شعبنا».



رسالة من ملك الأردن للرئيس السوري عن «التطورات الخطيرة في المنطقة»

الرئيس السوري بشار الأسد أثناء اجتماعه مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في دمشق (سانا)
الرئيس السوري بشار الأسد أثناء اجتماعه مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في دمشق (سانا)
TT

رسالة من ملك الأردن للرئيس السوري عن «التطورات الخطيرة في المنطقة»

الرئيس السوري بشار الأسد أثناء اجتماعه مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في دمشق (سانا)
الرئيس السوري بشار الأسد أثناء اجتماعه مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في دمشق (سانا)

في زيارة إلى دمشق لم يعلن عنها مسبقاً، حمل وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، رسالة «شفوية» من الملك الأردني عبد الله الثاني إلى الرئيس السوري بشار الأسد، الذي ناقش مع الصفدي «التطورات الراهنة والخطيرة في المنطقة»، وفق البيان الرسمي السوري، الذي أوضح أن الرسالة تتعلق بـ«مجموعة من الملفات الثنائية والإقليمية، إضافة لملف الأزمة في سوريا».

وأضاف البيان أن الأسد بحث مع الصفدي «العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، وملف عودة اللاجئين السوريين».

وأفاد البيان بتأكيد الرئيس السوري أن تأمين متطلبات العودة الآمنة للاجئين السوريين هو «أولوية للدولة السورية»، مشدداً على أن سوريا «قطعت شوطاً مهماً في الإجراءات المساعدة على العودة، ولا سيما لناحية البيئة القانونية والتشريعية المطلوبة».

لبنانيون وسوريون دخلوا إلى سوريا من معبر الجوسية إلى القصير الأربعاء (أ.ف.ب)

ونقل البيان عن الوزير الأردني القول إن «الأردن يبذل كل الجهود في ملف عودة اللاجئين السوريين»، مشدداً على دعم بلاده للاستقرار والتعافي في سوريا لما فيه مصلحة للمنطقة عامة.

ووصل وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى دمشق، الأحد، في زيارة رسمية. والتقى الرئيس السوري بشار الأسد بالصفدي في دمشق. وقالت وزارة الخارجية الأردنية عبر موقعها على «إكس»، إن الصفدي نقل رسالة شفوية من الملك عبد الله الثاني حول «جهود حل الأزمة السورية ومعالجة كل تبعاتها، وعددٍ من القضايا الثنائية والأوضاع في المنطقة».

كما التقى الصفدي بنظيره السوري بسام الصباغ في مبنى وزارة الخارجية والمغتربين بدمشق.

وكان الوزير الأردني أجرى اتصالاً هاتفياً في الثالث من الشهر الجاري، مع نائب الرئيس السوري فيصل المقداد، بحثا خلاله العلاقات الثنائية والتصعيد الخطير في المنطقة.

مخيم الزعتري للنازحين السوريين شمال الأردن (الأمم المتحدة)

مصادر متابعة في دمشق، قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن الزيارة المفاجئة للوزير الأردني تشير إلى أنه جاء بمهمة تتعلق بالتصعيد الحاصل في المنطقة، و«الدور المطلوب عربياً من دمشق لتجنب توسع رقعة الحرب وإيجاد حل للاستعصاء السياسي في سوريا».

كما لفتت المصادر إلى أن الحدود السورية ـ الأردنية تمثل مصدر قلق للسلطات في الأردن كممر لتهريب المخدرات والسلاح، تُتهم بالضلوع فيه ميليشيات محلية مدعومة من إيران، حيث تسعى عمّان إلى حض دمشق على زيادة جهودها في مكافحة عمليات التهريب التي لم تتوقف رغم الضغوط، وإن تراجعت نسبياً، بحسب المصادر التي رجحت بحث الصفدي مع المسؤولين في دمشق هذا الملف على خلفية استهداف إسرائيل لطرق الإمداد والتهريب بين سوريا ولبنان وتعطيلها.

الطائرة المسيّرة التي اعترضها الجيش كانت تحمل مادة الميثامفيتامين المخدرة (أرشيفية - الجيش الأردني)

ويشار إلى أنه في السابع عشر من الشهر الجاري، أعلن الجيش الأردني إحباط محاولة تهريب مخدرات بواسطة طائرة مسيّرة، وتعمل القوات المسلحة الأردنية بحزم وتستخدم القوة لمنع عمليات التسلل والتهريب براً، لا سيما عمليات تهريب المخدرات والسلاح القادمة من سوريا، والتي تقول السلطات الأردنية إنها باتت منظمة، وتستخدم فيها أحياناً طائرات مسيّرة وبحماية مجموعات مسلحة، ما دفع عمّان إلى استخدام سلاح الجو مراراً لضرب هذه المجموعات وإسقاط طائراتها المسيّرة داخل الأراضي السورية.

ويشار إلى أن التوتر عاد إلى بلدة زاكية في ريف دمشق (22 كم جنوب العاصمة)، وسط أنباء عن ملاحقة أحد أبرز الناشطين في عمليات تهريب المخدرات والسلاح في المنطقة، وفق مصادر محلية أكدت إغلاق السلطات مداخل البلدة وفرض طوق أمني حولها، الأحد.

في حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن التوتر الأمني تصاعد في زاكية على خلفية قيام دورية أمنية تابعة لحاجز الزيتي، بإطلاق النار بشكل مباشر على شابين من أهالي البلدة قبل اعتقالهما واقتيادهما إلى جهة مجهولة، يوم السبت.

وأعقب ذلك اندلاع اشتباكات بين القوات الحكومية وشباب من البلدة. ورداً على هذه التطورات، استنفرت القوات الحكومية وأرسلت تعزيزات عسكرية ضخمة، بما في ذلك آليات ثقيلة، إلى أطراف البلدة، في حين وردت أنباء عن إصابات في صفوف القوات الحكومية، وسط مخاوف أهلية من تفاقم الوضع الأمني.

وأفاد «صوت العاصمة» بإغلاق الطرقات المؤدية إلى بلدة زاكية بريف دمشق إثر استهداف قائد مجموعة تتبع الفرقة الرابعة مساء السبت.