انتقلت إسرائيل إلى مرحلة تدمير المنازل في قطاع غزة في محاولة لزيادة الضغط على حركة «الجهاد»، من أجل الاستجابة لمقترح وقف النار.
وقصف الطيران الإسرائيلي عدة منازل فجر وصباح اليوم (السبت)، في مناطق مختلفة في القطاع. ودمرت الطائرات منزلاً يعود لوالد القيادي في «سرايا القدس» الذي اغتالته إسرائيل سابقاً بهاء أبو العطا، في حي الشجاعية، ومنزلاً لعائلة مهنا في منطقة اليرموك، قبل أن تدمر منزلاً في بيت لاهيا شمال القطاع، ثم منزلاً رابعاً في بيت حانون شمالاً.
وتطلق الطائرات الإسرائيلية صواريخ تحذيرية من أجل مغادرة المنازل ثم تدمرها، في سياسة استخدمتها في المواجهات السابقة الطويلة، من أجل زيادة الضغط على الفلسطينيين، وإلحاق أكبر قدر من الدمار بالقطاع.
وقالت «حماس» عبر الناطق باسمها حازم قاسم، إن تصعيد «الاحتلال لعدوانه الهمجي عبر قصف منازل الآمنين في قطاع غزة، وقتل المواطنين في مخيم بلاطة في نابلس بالضفة المحتلة، ونشر إرهابه على كل الأرض الفلسطينية، سلوك نازي».
مصر تسابق الزمن
وجاء الهجوم على المنازل في بداية اليوم الخامس للعدوان، بعدما فشلت محاولة مصر إرساء تهدئة يوم الجمعة، فيما تتواصل المباحثات السبت من أجل إعلان مرتقب لوقف النار.
وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن مصر تضغط وتسابق الزمن من أجل وضع «اتفاق مرض» تنتهي به جولة التصعيد الحالية، قبل الوصول إلى يوم مسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس نهاية الأسبوع الحالي، وهو ما قد يؤدي إلى «تصعيد كبير» يمكن أن يُدخل «حماس» إلى خط المواجهة.
وكانت مصر اقترحت الجمعة، وقفاً متبادلاً فورياً لإطلاق النار، من أجل إتاحة الفرصة لمفاوضات. ووافقت إسرائيل بحسب مصادر إسرائيلية، في حين رفضت «الجهاد» التي أصرت على طلبها التزام إسرائيل بوقف الاغتيالات التي طالت في المواجهة الأخيرة فقط 6 من أبرز قادة «سرايا القدس»، آخرهم إياد الحسني الذي اغتيل يوم الجمعة.
«سرايا القدس» تتعهد الرد
ومثلت عملية اغتيال الحسني أكبر خسارة لـ«سرايا القدس» باعتباره أهم مسؤول يغتال في هذه المواجهة، خصوصاً أنه صاحب مسيرة عسكرية طويلة ممتدة لأكثر من 3 عقود، تسلم خلالها العديد من المهمات، آخرها كان عضواً في المجلس العسكري للجماعة العسكرية، ومسؤول وحدة العمليات فيها، والمسؤول عن التنسيق مع قيادة «القسام» الذراع العسكرية لحركة «حماس»، إضافة إلى علاقاته الممتدة مع «حزب الله» في لبنان، وإيران.
ومع اغتيال الحسني يرتفع عدد الذين قتلتهم إسرائيل في قطاع غزة إلى 33 بينهم 6 أطفال و3 سيدات، كما أصيب 147 مواطناً بجراح مختلفة.
وتعهدت «سرايا القدس» وغرفة العمليات المشتركة بالرد على اغتيال الحسني، وقالت إن «الرد على جريمة اغتيال القائد الحسني أمر لا محال منه»، وأطلقت صواريخ على غلاف غزة في وقت متأخر الجمعة واليوم.
مطالبات بالضغط على إسرائيل
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم، إن 1099 صاروخاً أطلقت منذ بداية جولة التصعيد الحالية، منها 865 اجتازت السياج الحدودي، وتم اعتراض 340 وفق سياسة الاعتراض، فيما تمت مهاجمة 325 هدفاً بغزة.
وفيما تستعد إسرائيل لاحتمال إطالة أمد المعركة محذرة حركة «حماس» من الدخول على الخط، طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لـ«منظمة التحرير» حسين الشيخ، الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي والأشقاء العرب، بـ«الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوقف العدوان فوراً على شعبنا الفلسطيني، في قطاع غزة، وباقي أرجاء الوطن».
كما طالب الشيخ المؤسسات الدولية والإنسانية بـ«التدخل السريع لفتح المعابر مع قطاع غزة، ونقل المصابين من أجل علاجهم».
وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن إسرائيل قتلت في مخيم بلاطة في نابلس شمال الضفة الغربية، فلسطينيين اثنين.
وأعلنت الوزارة «استشهاد الشاب سائد جهاد شاكر مشه 32 عاماً، والشاب عدنان وسيم يوسف الأعرج 19 عاماً، بالرصاص الحي في الرأس خلال عدوان الاحتلال على مخيم بلاطة في نابلس، إضافة إلى 3 إصابات مستقرة في الرقبة والبطن والفخذ».
وقالت الوزارة إن «حصيلة الشهداء ارتفعت منذ بداية العام الجاري وحتى صباح اليوم السبت في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى 150 شهيداً، بينهم 33 شهيداً في العدوان الإسرائيلي المستمر منذ الثلاثاء الماضي على غزة».
وكان «مستعربون» تسللوا إلى المخيم بهدف اغتيال أحد المطلوبين، لكنهم فشلوا بذلك.
لا «هدنة» في غزة... تضارب في الأنباء بين إسرائيل وحركة «الجهاد» ونتنياهو يعتمد اتفاق شفهي «الهدوء يقابَل بهدوء»#صحيفة_الشرق_الأوسط #صحيفة_العرب_الأولى #شاهد_الشرق_الأوسط pic.twitter.com/yagsuVtJxc
— صحيفة الشرق الأوسط (@aawsat_News) May 12, 2023
تجاوز الخطوط الحمراء
إلى ذلك، اتهم الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة سلطات الاحتلال الإسرائيلي بـ«تجاوز كل الخطوط الحمراء، من خلال إصرارها على سياسة القتل والاقتحامات لمدننا وقرانا ومخيماتنا، والتي كان آخرها الجريمة الجديدة التي ارتكبها جيش الاحتلال في مخيم بلاطة شرق نابلس صباح اليوم، وأدت إلى استشهاد شابين، وإصابة آخرين، وما يتعرض له أبناء شعبنا في قطاع غزة من عدوان متواصل لليوم الخامس مع التوالي».
وحمّل أبو ردينة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية «هذه الجرائم الخطيرة التي ترتكبها في الأراضي الفلسطينية كافة، والتي ستكون لها تداعيات كبيرة على استقرار المنطقة برمتها».
وقال إن الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية تدهور الأوضاع، جراء الصمت عن الجرائم الإسرائيلية، وعدم التدخل الفوري لوقفها، مما جعل إسرائيل تتمادى في عدوانها على أبناء شعبنا.
وأضاف أن «الشعب الفلسطيني لن يسمح باستمرار هذه السياسة الإسرائيلية بحق أرضه ومقدساته، وسيبقى صامداً ثابتاً على أرضه مهما كانت الضغوطات».