بدأ صباح اليوم (السبت)، اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين بمقر الجامعة في القاهرة، بهدف بحث تطورات الأوضاع في كلّ من السودان وسوريا.
وترأس مصر اجتماعات الجامعة العربية، باعتبارها رئيسة الدورة الحالية لمجلسها. وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري أجرى اتصالين هاتفيين يوم الخميس مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو المعروف باسم «حميدتي». وعقب الاتصالين، قال المتحدث الرسمي باسم الوزارة أحمد أبو زيد في بيان عبر «فيسبوك»، إن شكري شدد خلال الاتصالين على «قلق مصر البالغ نتيجة استمرار المواجهات العسكرية، وما أسفرت عنه من وقوع ضحايا أبرياء، وتعريض أمن واستقرار السودان لمخاطر بالغة». وأضاف أن شكري دعا الطرفين إلى الوقف الفوري لإطلاق النار «حفاظاً على مقدرات الشعب السوداني». وتطالب مصر بالالتزام بالهدنة المعلنة بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، لإتاحة الفرصة لتقديم الإغاثة الإنسانية، وتشدد على أهمية احترام سيادة السودان وسلامة أراضيه. وفيما يتعلق بسوريا، فإن الدول العربية تتجه نحو إعادة دمشق إلى مقعدها الشاغر في الجامعة منذ اندلاع الحرب في البلاد قبل 11 عاماً.
عودة سوريا
وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، قال أمس (الجمعة)، إن سوريا تتمكن قريباً من العودة إلى جامعة الدول العربية، لكن هناك تحديات كثيرة تنتظرها في حل الصراع المستمر منذ أكثر من عقد في البلاد.
وقال الصفدي إن سوريا لديها ما يكفي من الأصوات بين أعضاء الجامعة، البالغ عددهم 22، لاستعادة مقعدها. وأضاف، في تصريحات، لمحطة «سي إن إن»، نقلتها وكالة «رويترز»: «العودة إلى جامعة الدول العربية ستحدث، سيكون ذلك مهماً من الناحية الرمزية، ولكن... هذه مجرد بداية متواضعة جداً لعملية ستكون طويلة جداً وصعبة، وتنطوي على تحديات نظراً لتعقيدات الأزمة بعد 12 عاماً من الصراع».
وصرَّح متحدث باسم «جامعة الدول العربية»، الخميس، بأن الوزراء العرب سيجتمعون في القاهرة، الأحد؛ لبحث الوضع في سوريا، وسط مسعى إقليمي لتطبيع العلاقات مع الأسد. واستأنف عدد من الدول العربية، في الآونة الأخيرة، التواصل مع سوريا، من خلال زيارات واجتماعات رفيعة المستوى، رغم أن بعضها، بما في ذلك قطر، لا يزال يعارض التطبيع الكامل من دون حل سياسي للصراع السوري.
مبادرة أردنية
والتقى وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، في اجتماع عُقد في عمان، الاثنين، للمرة الأولى وزراء عرباً، في إطار مبادرة أردنية؛ لحث دمشق على التفاوض بشأن خطة سلام. وتصوغ المبادرة خريطة طريق لإنهاء الصراع تشمل معالجة قضايا اللاجئين والمعتقلين المفقودين، وتهريب المخدرات والجماعات الإيرانية المسلَّحة في سوريا.
وقال الصفدي إن استعداد سوريا لإحراز تقدم حقيقي في حل الصراع سيساعدها على الفوز بالدعم العربي الحاسم، للضغط من أجل إنهاء العقوبات الغربية، في نهاية المطاف، والتي تشكل عقَبة رئيسية أمام بدء جهود إعادة إعمار كبيرة.