قُتل قيادي في «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) واثنان من مرافقيه في استهداف بمسيّرة تركية على سيارة عسكرية كانت تقلهم في محافظة الحسكة بشمال شرقي سوريا.
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ومصادر محلية أن طائرة تركية مسيّرة استهدفت، الجمعة، سيارة عسكرية كانت تقل عناصر من قوات «الدفاع الذاتي» التابعة لـ«قسد» في قرية قيروان التابعة لمنطقة تل حميس شمال شرقي الحسكة، ما أدى إلى مقتل قيادي و2 من مرافقيه.
ووسعت القوات التركية استهدافاتها بالطائرات المسيّرة المسلحة لقيادات «قسد» في شمال شرقي سوريا، لا سيما في الحسكة والرقة، ونفذت 13 استهدافاً في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية في حلب والحسكة والرقة في شمال وشمال شرقي سوريا منذ مطلع العام الحالي تسببت في مقتل 5 مدنيين، بينهم طفل وامرأة و11 من قياديي «قسد»، بالإضافة لإصابة أكثر من 6 أشخاص بجروح متفاوتة.
في سياق متصل، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الجمعة، إن القوات التركية قتلت 5 «إرهابيين» من عناصر «حزب العمال الكردستاني» وامتداده في سوريا، في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تعد أكبر مكونات «قسد». وأضاف أن «عدد الإرهابيين الذين تم تحييدهم (قتلهم) شمال سوريا والعراق وصل إلى 13 إرهابياً في 3 أيام».
وكان أكار أعلن، الخميس، مقتل 8 من عناصر «الوحدات» الكردية في شمال سوريا، ليرتفع عدد العناصر التي تم القضاء عليها خلال الأيام العشرة الأخيرة إلى 50 «إرهابياً». وشدد أكار على أن بلاده تواصل مكافحة الإرهاب في شمال سوريا والعراق للقضاء عليه في منبعه، وأن الجيش التركي سيواصل مطاردة الإرهابيين أينما فروا.
وشهدت الفترة الأخيرة تصعيداً بين القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني» السوري الموالي لها، وقوات «قسد»، بعد هجوم استهدف، الشهر الماضي، قاعدتين عسكريتين تركيتين في حلب، أسفر عن إصابة 4 جنود أتراك بجروح.
وتأتي هذه التطورات قبل أيام من انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجية تركيا وروسيا وسوريا وإيران، المقرر في موسكو في 10 مايو (أيار)، في إطار مسار التطبيع بين أنقرة ودمشق.
وتتباين المواقف بين نظام الرئيس بشار الأسد الذي يطالب بانسحاب القوات التركية من شمال سوريا، ووقف ما يسميه «دعم الجماعات الإرهابية» قبل الإقدام على أي خطوة للتطبيع، بينما ترفض أنقرة أي شروط مسبقة.
وحددت تركيا 3 مبادئ للمفاوضات هي التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وضمان العودة الآمنة والطوعية الكريمة للاجئين السوريين، ودفع العملية السياسية لتحقيق الاستقرار في البلد الجار. وأكدت أن الحديث عن انسحاب القوات التركية من سوريا في الوقت الراهن أمر «غير منطقي» في ظل «سوريا مجزأة»، وأن هذه الخطوة قد تعد آخر خطوة بعد الوصول إلى الاستقرار وتحقيق السلام في سوريا.
وتعتبر تركيا أن «الوحدات الكردية» هي من سيقوم بملء الفراغ حال انسحابها من شمال سوريا، وبذلك سيزداد خطر إنشاء «ممر إرهابي» على حدودها الجنوبية، بعدما استطاع الجيش التركي تدمير هذا الممر عبر 3 عمليات عسكرية في شمال وشمال شرقي سوريا في الفترة من 2016 إلى 2019.