دعم سعودي لبرنامج «الأغذية العالمي» في اليمن

جانب من توقيع الاتفاقية بين مركز الملك سلمان للإغاثة وبرنامج الأغذية العالمي في جدة (واس)
جانب من توقيع الاتفاقية بين مركز الملك سلمان للإغاثة وبرنامج الأغذية العالمي في جدة (واس)
TT

دعم سعودي لبرنامج «الأغذية العالمي» في اليمن

جانب من توقيع الاتفاقية بين مركز الملك سلمان للإغاثة وبرنامج الأغذية العالمي في جدة (واس)
جانب من توقيع الاتفاقية بين مركز الملك سلمان للإغاثة وبرنامج الأغذية العالمي في جدة (واس)

قدّمت السعودية منحة جديدة تقدر بـ25 مليون دولار، لدعم توفير المساعدات الغذائية الطارئة للأسر الضعيفة، إضافة إلى تمويل مشروعات تعزيز قدرة المجتمعات على الصمود في اليمن.

وتلقّى برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، مساهمة قدرها 25 مليون دولار من السعودية، من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، لدعم عملياته المنقذة للحياة في اليمن على مدار العام المقبل.

د.عبد الله الربيعة خلال مباحثاته مع كارل سكاو نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي (واس)

وسيجري بموجب الاتفاقية تقديم المساعدات الغذائية، من خلال توزيع 13 ألفاً و798 طناً من المواد الغذائية الأساسية، ودعم أنشطة القدرة على الصمود عبر تحويل مبالغ مشروطة للمشاركين من الأسر الأكثر حاجة، في إنشاء أصول وإعادة تأهيل أصول أخرى، لدعم سلسلة القيمة الغذائية خلال 6 دورات، وتتضمن إصلاح الأراضي الزراعية وبناء المصدات المائية، وتزويد الصيادين بالمعدات اللازمة.

ويستفيد من المساعدات 546 ألفاً و364 فرداً بشكل مباشر، و57 ألفاً و313 فرداً بشكل غير مباشر في محافظات الحديدة، والضالع، ومأرب، والبيضاء، وحضرموت، والمهرة، وسقطرى.

وجاء توقيع الاتفاقية، بحضور الدكتور عبد الله الربيعة، المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز، وذلك على هامش أعمال مؤتمر المانحين لدعم النازحين واللاجئين في منطقة الساحل وبحيرة تشاد في مدينة جدة. ومثّل الجانبين في التوقيع، الدكتور زياد ميمش، مستشار أول في مركز الملك سلمان للإغاثة للأبحاث الطبية والإنسانية، وكارل سكاو نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي والمدير التنفيذي للعمليات.

يأتي ذلك في إطار سلسلة المشروعات الإغاثية والإنسانية التي تقدمها السعودية عبر ذراعها الإنسانية، مركز الملك سلمان للإغاثة؛ لتخفيف معاناة الشعب اليمني جراء الأزمة الإنسانية التي يمر بها، وتحقيقاً للأمن الغذائي.

د. عبد الله الربيعة خلال لقائه تيد شيبان نائب المدير التنفيذي لـ«يونيسيف» (واس)

إلى ذلك، أشادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) والأمانة العامة للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في حالات الطوارئ وبرنامج الأغذية العالمي بالدور الفاعل والمؤثر للسعودية في التخفيف من معاناة اللاجئين والفئات المحتاجة حول العالم، وبمنجزات المركز الكبيرة في الميادين الإنسانية والإغاثية والتنموية وعمله الدؤوب لمساعدة الدول والشعوب المحتاجة حول العالم.

جاء ذلك خلال لقاءات ثنائية جمعت الدكتور عبد الله الربيعة، السبت، مع رؤوف مازو، مساعد المفوض السامي لشؤون العمليات للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وتيد شيبان، نائب المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) لشؤون العمل الإنساني والإمدادات، وكارل سكاو، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ومدير العمليات، وجويس مسويا، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة في حالات الطوارئ (كل على حدة)، على هامش أعمال مؤتمر المانحين لدعم النازحين واللاجئين في منطقة الساحل وبحيرة تشاد المنعقد في مدينة جدة.

د. عبد الله الربيعة خلال لقائه جويس مسويا في جدة (واس)

وبحث الدكتور الربيعة مع شيبان وسكاو ومسويا الموضوعات أطر التعاون الثنائي، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك المتصلة بالشؤون الإنسانية والإغاثية، وسبل دعم فئة الأطفال في العالم، وسبل تعزيز التعاون، في حين يخص تقديم المساعدات للاجئين ومستجدات المشروعات المنفذة من أجل توفير المساعدات الغذائية الأساسية، وتحسين الظروف المعيشية في المجتمعات المتضررة، ومناقشة أبرز الموضوعات المطروحة في المؤتمر.

المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة خلال لقائه المفوض السامي لشؤون اللاجئين (واس)


مقالات ذات صلة

مفوّض «الأونروا»: حظر الوكالة سيؤدي إلى فراغ ومعاناة أكبر للفلسطينيين

المشرق العربي المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني يتحدث خلال اجتماع «التحالف الدولي لتطبيق حل الدولتين» في الرياض يوم 30 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب) play-circle 01:52

مفوّض «الأونروا»: حظر الوكالة سيؤدي إلى فراغ ومعاناة أكبر للفلسطينيين

قال مفوض وكالة «الأونروا» إن القوانين الإسرائيلية التي صدرت أخيراً بحظر الوكالة، ستؤدي إلى فراغ ومعاناة أكبر للفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شؤون إقليمية المقررة الخاصة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز تتحدث خلال جلسة لمجلس حقوق الإنسان بجنيف 27 مارس (أ.ف.ب)

إسرائيل تطالب باستقالة المقررة الأممية لحقوق الإنسان بحجة «معاداة للسامية»

طالب السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، الأربعاء، باستقالة المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيزي التي نددت بـ"استئصال الفلسطينيين" من أرضهم.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان لدى لقائه فيليب لازاريني في الرياض الأربعاء (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث علاقات التعاون مع «الأونروا»

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع فيليب لازاريني مفوض عام وكالة «الأونروا» المستجدات في غزة، وتداعياتها الإنسانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي مقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في غزة (رويترز) play-circle 00:35

بعد حظرها «الأونروا»... هل أعلنت إسرائيل الحرب على الأمم المتحدة؟

تدهورت العلاقة التي طالما كانت شائكة بين إسرائيل والأمم المتحدة لما يمكن عدُّه إعلان حرب، هذا الأسبوع، مع حظر الكنيست نشاط وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شؤون إقليمية امرأة فلسطينية تسير بجوار جدار متضرر يحمل شعار «الأونروا» في مخيم للنازحين في رفح بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

الأسئلة القانونية التي يثيرها حظر إسرائيل للأونروا

أثار الحظر موجة من التنديد الدولي وتساؤلات حول شرعية القانون الإسرائيلي.

«الشرق الأوسط» (الأمم المتحدة)

مسيّرة حوثية تسقط في عسقلان... ومهاجمة 3 سفن في البحرين «الأحمر» و«العربي»

الغارات الإسرائيلية في اليمن سببت أضراراً كبيرة بمحطتين لتوليد الكهرباء (إعلام محلي)
الغارات الإسرائيلية في اليمن سببت أضراراً كبيرة بمحطتين لتوليد الكهرباء (إعلام محلي)
TT

مسيّرة حوثية تسقط في عسقلان... ومهاجمة 3 سفن في البحرين «الأحمر» و«العربي»

الغارات الإسرائيلية في اليمن سببت أضراراً كبيرة بمحطتين لتوليد الكهرباء (إعلام محلي)
الغارات الإسرائيلية في اليمن سببت أضراراً كبيرة بمحطتين لتوليد الكهرباء (إعلام محلي)

تبنَّت الجماعة الحوثية في اليمن، مهاجمة منطقة صناعية إسرائيلية في عسقلان، الثلاثاء، بعدد من الطائرات المسيَّرة، في حين أقرّ الجيش الإسرائيلي بسقوط مسيّرة واحدة في منطقة مفتوحة من دون إصابات.

وجاء الهجوم غداة تبني الجماعة المدعومة من إيران مهاجمة 3 سفن في البحرين الأحمر والعربي، في سياق عملياتها المستمرة منذ أكثر من عام والتي تزعم أنها لمساندة الفلسطينيين في غزة، حيث تحاول منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، إن قوات جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت المنطقة الصناعية لإسرائيل في منطقة عسقلان، وأن العملية نُفذت بعدد من الطائرات المسيَّرة.

محاكاة طائرة من دون طيار خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل في صنعاء 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

وإذ أعلن المتحدث الحوثي نجاح الطائرات في الوصول إلى أهدافها، توعد بمواصلة الهجمات حتى توقف «العدوان ورفع الحصار عن غزة وإنهاء العدوان على لبنان».

في غضون ذلك، قال الجيش الإسرائيلي، إن طائرة مسيّرة أُطلقت من اليمن عبرت أجواء مدينة عسقلان في جنوب إسرائيل، صباح الثلاثاء، قبل أن تسقط في منطقة مفتوحة، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيان، «أن صافرات الإنذار انطلقت بين الساعة 06:39 و06:42 صباحاً في عسقلان بسبب عبور طائرة مسيّرة الأراضي الإسرائيلية، سقطت في منطقة مفتوحة قريبة». مضيفاً أنه «لم يُبلّغ عن وقوع إصابات».

وتبنَّت الجماعة الحوثية إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل خلال الأشهر الماضية، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

صورة تظهر الدمار جراء القصف الإسرائيلي لمحطة كهرباء في الحديدة اليمنية الخاضعة للحوثيين (أرشيفية - أ.ف.ب)

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو (تموز) الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة؛ وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكررت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى، كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقرّ به الحوثيون.

هجمات بلا أضرار

في وقت سابق من الاثنين، تبنَّت الجماعة الحوثية مهاجمة 3 سفن في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب، وفق ما جاء في بيان لمتحدثها العسكري يحيى سريع، غير أن وكالات الأمن البحري الغربية لم تتحدث عن وقوع أي أضرار.

وادّعى المتحدث الحوثي مهاجمة السفينة «مونتريال» بطائرتين مسيَّرتين جنوبي البحر العربي ومهاجمة السفينة «ميرسك كولون» في البحر العربي بصاروخ مجنح، والسفينة «موتارو» في البحر الأحمر وباب المندب بعدد من الصواريخ الباليستية.

وزعمت الجماعة الحوثية أن استهداف السفن الثلاث، «جاء لانتهاك الشركات المالكة لها قرار حظر الدخول إلى مواني فلسطين المحتلة». وأنها لن توقِف هجماتها إلا بانتهاء الحرب على غزة ولبنان.

مشهد وزَّعه الحوثيون لاستهداف ناقلة في البحر الأحمر (أرشيفية - إ.ب.أ)

ونقلت «رويترز» عن مجموعة بورصات لندن (إل إس إي جي)، أن السفن الثلاث المستهدفة مسجلة في ليبيريا، حيث شوهدت إحدى السفن، التي قالت جماعة الحوثي إنها تدعى «موتارو» آخر مرة قبالة الساحل الغربي لليمن في البحر الأحمر، وهي في طريقها من قناة السويس في مصر إلى شنغهاي.

وتم استهداف سفينة أخرى، وهي «إس سي مونتريال»، في بحر العرب أثناء سفرها من ميناء فيكتوريا في سيشل إلى صلالة في سلطنة عُمان، كما تعقبت «إل إس إي جي» السفينة الثالثة، وتدعى «ميرسك كولون»، في غرب المحيط الهندي، وهي في طريقها من صلالة.

وكانت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري قالت، الاثنين، إن انفجارين وقعا بالقرب من سفينة تجارية كانت تبحر على بعد 14 ميلاً بحرياً من الساحل اليمني، في حين أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية بأنها تلقت معلومات عن وقوع ثلاثة انفجارات مرتبطة بواقعة على بعد 25 ميلاً بحرياً جنوب المخا في اليمن. وأكدت الهيئة أن السفينة وطاقمها بخير وأنها أبحرت إلى ميناء التوقف التالي.

200 سفينة

منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تبنَّت الجماعة الحوثية قصف نحو 200 سفينة، وأدت الهجمات في البحر الأحمر إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، وإصابة آخرين في هجوم رابع ضد سفينة ليبيرية.

يشار إلى أن الجماعة أقرَّت بتلقي أكثر من 770 غارة غربية ابتداءً من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي؛ سعياً من واشنطن؛ التي تقود تحالف «حارس الازدهار»، إلى تحجيم قدرات الجماعة على مهاجمة السفن.

وشهدت الأيام الأخيرة هدوءاً من حيث العمليات الأميركية ضد مواقع الجماعة الحوثية؛ وهو ما مكَّن الجماعة من تنفيذ مناورة واسعة في الحديدة دون تلقي أي ضربات.

حريق ضخم في ميناء الحديدة اليمني إثر ضربات إسرائيلية استهدفت خزانات الوقود (أرشيفية - أ.ف.ب)

وكانت واشنطن لجأت إلى استخدام القاذفات الشبحية لأول مرة في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي في استهداف المواقع المحصنة للجماعة الحوثية في صنعاء وصعدة في رسالة استعراضية فُهمت على أنها موجهة إلى إيران بالدرجة الأولى.

وتقول الحكومة اليمنية، إن الضربات الغربية ضد الجماعة الحوثية غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانيها وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.

ويتهم مراقبون يمنيون الجماعة الحوثية بأنها وجدت في الحرب الإسرائيلية على غزة، فرصة للهروب من استحقاقات السلام مع الحكومة اليمنية؛ إذ كان الطرفان وافقا أواخر العام الماضي على خريطة سلام توسطت فيها السعودية وعمان، قبل أن تنخرط الجماعة في هجماتها ضد السفن وتعلن انحيازها إلى المحور الإيراني.