مجلس الوزراء السعودي يناقش جهود الاعتراف بالدولة الفلسطينية

جدد الحرص على دعم الاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم

الأمير محمد بن سلمان لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء بالرياض (واس)
TT

مجلس الوزراء السعودي يناقش جهود الاعتراف بالدولة الفلسطينية

الأمير محمد بن سلمان لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء بالرياض (واس)

ناقش مجلس الوزراء السعودي، (الثلاثاء)، مساعي الرياض، بالتعاون مع أشقائها وأصدقائها؛ لتعزيز العمل المشترك بشأن ضرورة وقف الحرب في غزة، وضمان حماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية للقطاع، ودعم الجهود الرامية إلى الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة.

وبحث المجلس مستجدات الأحداث وتطوراتها على الساحتين الإقليمية والدولية، مجدداً حرص المملكة على نشر الأمن والسلم الدوليَّين، ودعم مسارات الاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط وبقية مناطق العالم.

جاء ذلك خلال جلسته برئاسة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بالرياض، اطّلع في مستهلها على مجمل المحادثات التي جرت خلال الأيام الماضية بين السعودية ومختلف الدول على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف؛ لتوسيع مجالات التعاون السياسي والاقتصادي؛ بما يخدم المصالح المشتركة، ويعزز التنسيق تجاه القضايا والتحديات العالمية.

وأشاد المجلس بمضامين الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي استضافته الرياض بعنوان «التعاون الدولي والنمو والطاقة من أجل التنمية»، في إطار دور المملكة وسعيها الدائم لدعم العمل المشترك، وتعزيز معدلات نمو الاقتصاد العالمي، وفي ظل ما تشهده من تحول اقتصادي تاريخي غير مسبوق، رسّخ مكانتها بصفتها وجهةً عالميةً للاستثمار.

وثمّن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، احتفالية اليوبيل الذهبي للبنك الإسلامي للتنمية، مجدداً التأكيد على التزام السعودية الراسخ بمبادئ التضامن الإسلامي والتنمية المشتركة، وحرصها على مواصلة العمل مع البنك لتحقيق أهدافه في دعم التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء والأخرى.

واستعرض، جملة من التقارير في الشأن المحلي، مشيداً بالتقدم المحرز في مبادرات ومؤشرات «رؤية 2030»، وما حققته من مستهدفات في عامها الثامن على مختلف الصُّعد، بما فيها رفع مستوى الخدمات من تعليم وصحة وإسكان وبنية تحتية، وإيجاد مجالات وافرة من فرص العمل، وتسريع وتيرة تنويع الاقتصاد الوطني، ودعم القطاعات الواعدة، بالإضافة إلى تمكين المرأة والشباب، وتحسين جودة الحياة للجميع.

جانب من جلسة مجلس الوزراء برئاسة الأمير محمد بن سلمان في الرياض (واس)

ونوّه بما اشتمل عليه «منتدى العمرة والزيارة» بالمدينة المنورة، من إطلاق مبادرات مستقبلية، ومشروعات تطويرية، ستسهم في الوصول برحلة ضيوف الرحمن إلى آفاق جديدة تُعزز ما يُقدّم لهم من خدمات وتسهيلات؛ ليؤدوا عباداتهم ونسكهم بكل يسر وطمأنينة.

وفي الشأن المحلي، اتّخذ المجلس جملة قرارات، حيث وافق على اتفاقيتَي تعاون مع البحرين في مجال الطاقة، وباكستان بمجال مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله، ومذكرات تفاهم مع نيجيريا للتعاون في قطاعي النفط والغاز، وكينيا في مجال الشؤون الإسلامية، وتونس في مجالي المياه والصناعة، والكونغو في مجال الثروة المعدنية، وكوت ديفوار في مجال السياحة، والهند في مجال منع الفساد ومكافحته.

كما وافق على مذكرات تفاهم مع اليابان بشأن تأسيس حوار استراتيجي على مستوى وزيرَي الخارجية، وكوريا للاعتراف المتبادل ببرنامج المشغل الاقتصادي المعتمد لدى كل منهما، والبرتغال في مجال تنظيم الأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية ومنتجات التجميل، والصين في مجال التدريب التقني والمهني، مفوضاً وزير الصحة بالتباحث مع الجانب السنغافوري بشأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في المجالات الصحية.

جانب من جلسة مجلس الوزراء في الرياض (واس)

وقرر المجلس تعديل الفقرة «أ» من المادة الحادية عشرة من النظام الأساسي لشركة «جدة للتنمية والتطوير العمراني» بإضافة عضو من هيئة تطوير محافظة جدة في مجلس إدارة الشركة، وتعيين المهندس عبد العزيز الضراب عضواً ممثلاً لاتحاد الغرف التجارية السعودية من رجال الأعمال ذوي العلاقة بالمجال في مجلس إدارة هيئة الغذاء والدواء، واعتماد الحسابين الختاميَّين لهيئتَي «الزكاة والضريبة والجمارك»، و«تنظيم الإعلام» لعامَين ماليَّين سابقَين، وترقيات إلى المرتبتين الخامسة عشرة والرابعة عشرة. كما اطّلع على موضوعات عامة مدرجة على جدول أعماله، من بينها تقريران سنويان للصندوق السعودي للتنمية، وجامعة الملك عبد العزيز، وقد اتّخذ المجلس ما يلزم حيالها.


مقالات ذات صلة

العيسى: المسلمون نهضوا بمعاني القيم الحضارية

الخليج الدكتور محمد العيسى يلقي خطبة الجمعة في أكبر جوامع مدينة دار السلام بتنزانيا (واس)

العيسى: المسلمون نهضوا بمعاني القيم الحضارية

أكد الشيخ الدكتور محمد العيسى أمين عام رابطة العالم الإسلامي أن المسلمين نهضوا بكلّ معاني القيم الحضارية «فكانت خُلُقاً رفيعاً تَمثَّل في سلوكهم».

«الشرق الأوسط» (دار السلام)
المشرق العربي الرئيس ميقاتي يتوسط وزيري الزراعة عباس الحاج حسن والبيئة ناصر ياسين خلال الإعلان عن الانضمام للمبادرة (رئاسة الحكومة)

لبنان ينضم إلى «مبادرة الشرق الأوسط الأخضر» ويطمح لـ«شراكة مستدامة»

أعلنت الحكومة اللبنانية انضمام لبنان إلى «مبادرة الشرق الأوسط الأخضر»، التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» خلال مشاركتها في افتتاح مهرجان البندقية (الشرق الأوسط)

«البحر الأحمر السينمائي» تشارك في مهرجان البندقية بـ4 أفلام

تواصل «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» حضورها بالمهرجانات الدولية من خلال مشاركتها في الدورة الـ81 من مهرجان البندقية السينمائي بين 28 أغسطس و7 سبتمبر.

«الشرق الأوسط» (البندقية)
يوميات الشرق مشهد من فعالية سابقة في «مركز فناء الأول» بمدينة الرياض (واس)

منتدى ثقافي لاكتشاف الممارسات الفنّية المعاصرة في السعودية‬⁩

تستعدّ مدينة الرياض لاحتضان منتدى ثقافي يوجّه نقاشاته لاكتشاف الممارسات الفنية المعاصرة في السعودية‬⁩، بمشاركة نخبة دولية من المتحدّثين والفنانين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)

السعودية: أوامر ملكية بإعفاء وتعيين مسؤولين عسكريين

أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أوامر بإعفاء وترقية وتعيين مسؤولين عسكريين، وذلك بناءً على ما عرضه الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

دي مايو لـ«الشرق الأوسط»: «القمة الأوروبية - الخليجية» لتعزيز التعاون الاستراتيجي

الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل يوم الثلاثاء (واس)
الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل يوم الثلاثاء (واس)
TT

دي مايو لـ«الشرق الأوسط»: «القمة الأوروبية - الخليجية» لتعزيز التعاون الاستراتيجي

الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل يوم الثلاثاء (واس)
الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل يوم الثلاثاء (واس)

قال لويجي دي مايو، مبعوث الاتحاد الأوروبي لدول الخليج، خلال حديث مع «الشرق الأوسط» إن «زيارة رئيس المجلس الأوروبي إلى السعودية ومنطقة الخليج، واللقاء الذي تم مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، جاءت للتحضير لقمة الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي التي ستُعقد في بروكسل في 16 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل»، مضيفاً أنها ستكون «أول قمة على الإطلاق بين منظمتينا الإقليميتين، يحضرها رؤساء دول وحكومات من الجانبين؛ ما يجعلها تمثل قمة المستوى الاستراتيجي للتعاون بين الطرفين».

ونوّه دي مايو إلى أهميّة علاقات التعاون على أعلى مستوى بين القادة والمسؤولين؛ «لذلك كان رئيس المجلس الأوروبي ملتزماً شخصياً بتعزيز هذا التعاون منذ زيارته الأولى لمنطقة الخليج قبل عامين، عندما سافر إلى جدة للقاء الأمير محمد بن سلمان».

وعلى صعيد العلاقات مع الجانبين، لفت دي مايو إلى أنها «نمت منذ عام 2022، ونحن مهتمون ببناء تعاوننا بشكل أفضل في مجالات مختلفة مثل مكافحة تغير المناخ، والتجارة والاستثمار، والرقمنة، والمواد الحيوية وسلاسل التوريد المستدامة» مشيراً إلى أهمية الحوار في مجالات أخرى «من المهم بناء التفاهم المتبادل من أجل ترسيخ علاقاتنا».

 

«السعودية لاعب دولي مهم للغاية»

 

وشدّد دي مايو على أهمية السعودية؛ كونها «لاعباً مهماً للغاية على الساحة الدولية، وخصوصاً في البحث عن حل للحرب في غزة، والحد من التصعيد في الصراع في الشرق الأوسط، وأيضاً في عملية إيجاد السلام العادل لأوكرانيا»، ومن شأن ذلك - طبقاً لحديثه - أن يكون «تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي والسعودية أمراً بالغ الأهمية في هذا الصدد».

 

جاسم البديوي وشارل ميشيل ناقشا التحضيرات للقمة الخليجية – الأوروبية (مجلس التعاون)

أبرز أجندة قمة بروكسل

وأشاد دي مايو خلال تعليقه لـ«الشرق الأوسط» بالاجتماع التحضيري الذي جمع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي برئيس المجلس الأوروبي في الرياض، يوم الخميس، معتبراً أنه «بنّاء للغاية وجاء في الوقت المناسب للتحضير للقمة»، مجدداً التزام الجانبين بإنجاحها، وتابع: «سوف ترسل القمة إشارة قوية حول ترقية العلاقة بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج إلى مستوى استراتيجي».

وحول أبرز البنود على جدول الأعمال المتوقّع أن تكون على طاولة القمة الأولى بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، قال دي مايو: «يغطي تعاوننا مجموعة واسعة من القضايا التي سنناقشها في القمة في بروكسل مثل العمل المناخي، والتحول الأخضر، والتطورات التكنولوجية، وخصوصاً في المجال الرقمي، وبالطبع التجارة والاستثمارات والعلاقات بين الناس، بما في ذلك إعفاء التأشيرات»، وأردف: «ستكون القمة أيضاً فرصة لمناقشة التحديات الجيوسياسية الكثيرة، خصوصاً في الشرق الأوسط وفيما يتعلق بالحرب التي شنّتها روسيا ضد أوكرانيا».

 

لويجي دي مايو خلال لقاء سابق مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان (واس)

 

من جانبه، أكّد جاسم البديوي أن دول مجلس التعاون تولي أهمية بالغة لعلاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، واصفاً هذه العلاقات بأنها مهمة وتاريخية وتغطي جوانب عدّة، منها الجانب السياسي والأمني والاقتصادي والتجاري، مشيراً إلى أن «القمة الخليجية - الأوروبية ستوفر الأرضية المناسبة لتعزيز هذه العلاقات والمضي بها قدماً إلى آفاق أرحب ومستويات تخدم المصالح المشتركة للجانبين»، معرباً في الوقت ذاته عن ضرورة قيام المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته، والعمل على الضغط على قوات الاحتلال الإسرائيلية للوقف الفوري لإطلاق النار والعمليات العسكرية في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية، ووقف انتهاكاتها المستمرة لحقوق الإنسان، وضمان حماية أرواح المدنيين الأبرياء، وفقاً للقرارات الدولية والأممية ذات الصلة، مشدداً على أن الأزمة في غزة «أثّرت بشكل كبير على الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي».

وكان رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل بدأ (الثلاثاء) زيارة إلى المنطقة شملت قطر والسعودية، حيث التقى الأربعاء، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كما التقى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري.