«تقييم الحوادث» يؤكد عدم استهداف «التحالف» مقار مدنية في اليمن 

فنّد ادعاءات تقدمت بها جهات أممية ومنظمات عالمية

منصور المنصور خلال المؤتمر الصحافي (واس)
منصور المنصور خلال المؤتمر الصحافي (واس)
TT

«تقييم الحوادث» يؤكد عدم استهداف «التحالف» مقار مدنية في اليمن 

منصور المنصور خلال المؤتمر الصحافي (واس)
منصور المنصور خلال المؤتمر الصحافي (واس)

فنّد المستشار القانوني منصور المنصور المتحدث الرسمي باسم الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات التي تقدمت بها جهات أممية ومنظمات عالمية حيال أخطاء ارتكبتها قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن خلال عملياتها العسكرية في الداخل اليمني.

واستعرض المنصور خلال مؤتمر صحافي عقده بنادي ضباط القوات المسلحة بالرياض الأربعاء نتائج تقييم عددٍ من الحوادث تضمنتها تلك الادعاءات، حيث أشار إلى عدم صحة الادعاء بقيام قوات التحالف باستهداف فندق عدن بمديرية خور مكسر بتاريخ 7 سبتمبر (أيلول) 2015.

وشدد على عدم قيام قوات التحالف بتنفيذ أي مهام جوية في محافظة عدن في ذات التاريخ بعد البحث وتقصي الحقائق والاطلاع على جميع الوثائق، موضحاً أنه بدراسة المهام الجوية المنفذة من قبل قوات التحالف لليوم السابق واليوم اللاحق للتاريخ الوارد بالادعاء، تبين للفريق المشترك عدم تنفيذ قوات التحالف أي مهام جوية في محافظة (عدن).

كما أشار إلى قيام المختصين بالفريق المشترك بدراسة الصور الفضائية للموقع بتاريخ 26 مارس (آذار) 2016 بعد تاريخ الادعاء وتبين سلامة سطح المبنى الرئيسي من وجود أي أضرار مع وجود أضرار في الطوابق السفلية من المبنى وعدم وجود أي آثار لأضرار ناتجة عن استهداف جوي على مبنى (فندق عدن).

فيما أوضح المنصور أن المختصين بالفريق المشترك قاموا بزيارة لموقع الادعاء (فندق عدن) في مديرية (خور مكسر) في محافظة (عدن) وتبين عدم وجود آثار إطلاق نار من أسلحة سطحية على واجهة الفندق مع وجود أضرار على الواجهة الأمامية للفندق. ووجود أضرار في الطوابق الثلاثة الأولى من الفندق ويرجح أنها نتيجة مقذوفات أسلحة سطحية.

وأشار إلى أنه بدراسة ما ورد عبر المصادر المفتوحة حيال الادعاء، تبين للفريق المشترك نشر بالمصادر المفتوحة خبر عن قيام مسؤول رفيع المستوى بمحافظة (عدن) بزيارة (فندق عدن) والوقوف على حجم ومستوى الأضرار التي تعرض لها الفندق، جراء استهدافه من قبل ميليشيا الحوثي المسلحة. في ضوء ذلك؛ توصل الفريق المشترك لتقييم الحوادث إلى أن قوات التحالف لم تستهدف (فندق عدن) بمديرية (خور مكسر) بمحافظة (عدن) كما ورد بالادعاء.

في حين فند المنصور ما ورد للفريق المشترك بتاريخ 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2018م عن استهداف غارة جوية سيارة (ع. ق) عندما كان يقودها جنوب (التحيتا)، مما أدى إلى مقتل أفراد من عائلته وتدمير سيارته، دون تضمين الادعاء إحداثيا محددا لموقع (السيارة)، مشيراً إلى عدم تنفيذ قوات التحالف أي مهام جوية على «سيارات» في كامل مديرية «التحيتا» قبل وبعد التاريخ الوارد في الادعاء.

وأشار المنصور إلى قيام الفريق المشترك لتقييم الحوادث بالبحث وتقصي الحقائق عن وقوع الحادثة، وبعد تقييم الأدلة؛ تبين للفريق المشترك أن قوات التحالف نفذت مهمة جوية على هدف عسكري عبارة عن (مدفع) جنوب مدينة (التحيتا)، في أرض فضاء وبعيد عن الطرق المعبدة، وذلك باستخدام قنبلة موجهة أصابت الهدف.

وأضاف: «بعد الاطلاع على تسجيلات الفيديو للمهام الجوية المنفذة بالتاريخ الوارد بالادعاء واليوم السابق واليوم اللاحق لتاريخ الادعاء، تبين أنها أهداف عسكرية ولم يكن من بينها (سيارات). وبمقارنة ما ورد بالادعاء مع المهمة الجوية المنفذة بتاريخ الادعاء، تبين للفريق المشترك عدم توافق وصف الادعاء (سيارة) مع وصف الهدف العسكري (مدفع)».

وفيما يتعلق بما ورد من مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أنه في 26 مارس 2022م عند الساعة (3:00) صباحاً والساعة (6:00) مساءً أصابت غارتان جويتان قرية (المكرم) بمديرية (كمران) بمحافظة (الحديدة)، مما تسبب في إصابة عدد من الأفراد ودمرت أعيان مدنية والقرية تحت سيطرة قوات الحوثيين، وبحسب ما ورد فإنه عند الساعة الثالثة فجراً أصابت الغارة الأولى مدرسة (الصياد)، وعند الساعة السادسة مساءً أصابت الغارة الجوية الثانية مركز (مكرم الطبي) الذي يبعد نحو (30) متراً عن المدرسة.

أوضح المنصور أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث قام بالبحث وتقصي الحقائق عن وقوع الحادثة، وبعد اطلاعه على جميع الوثائق تبين للفريق وصول معلومات استخباراتية تُفيد بوجود (مبنيين يستخدمان كمقر قيادة وتوجيه العمليات البحرية المعادية ومخابئ للأسلحة) تابعة لميليشيا الحوثي المسلحة في قرية (مكرم) في جزيرة (كمران)، وهو ما يعتبر هدفاً عسكرياً مشروعاً يحقق استهدافه ميزة عسكرية ملموسة ومباشرة وأكيدة، والذي سقطت عنه الحماية المقررة للأعيان المدنية استناداً للمادة (52) من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، والقاعدة (8) من القانون الدولي الإنساني العرفي.

وأشار المنصور إلى توافر درجات التحقق من خلال تأكيد المعلومات الاستخباراتية ومتابعتها عبر منظومة الاستطلاع والمراقبة والتي أوضحت أن المبنيين يستخدمان كمقر قيادة وتوجيه العمليات البحرية المعادية ومخابئ للأسلحة تابعة لميليشيا الحوثي المسلحة، وعليه؛ قامت قوات التحالف بتنفيذ مهمتين جويتين على هدفين عسكريين.

كما أشار إلى اتخاذ قوات التحالف الاحتياطات الممكنة لتجنب إيقاع خسائر أو أضرار بصورة عارضة بالأعيان المدنية أو تقليلها على أي حال إلى الحد الأدنى، أثناء التخطيط والتنفيذ للعملية العسكرية من خلال تنفيذ عملية استطلاع ومراقبة على الهدفين العسكريين، واختيار التوقيت المناسب للاستهداف والتأكد من عدم تواجد مدنيين قبل وأثناء تنفيذ عملية الاستهداف واستخدام قنابل موجهة ودقيقة الإصابة ومتناسبة مع حجم الهدفين العسكريين. وذلك استناداً إلى المادة (57) من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف والقواعد (15) و(17) من القانون الدولي الإنساني العرفي.

ولفت المنصور إلى قيام المختصين بالفريق المشترك بدراسة الصور الفضائية لموقع الادعاء مشيراً إلى أن الهدف الأول عبارة عن مبانٍ على شكل حرف (U) محاطة بسور وأن الهدف الثاني عبارة عن مبنى محاط بسور، ولا توجد علامات تمييز على أي من الموقعين توضح أنه (منشأة طبية).

وأضاف أنه بدراسة تقرير ما بعد المهمة للتشكيل المنفذ للمهمتين الجويتين تبين للفريق المشترك أن القنابل أصابت أهدافها وكانت دقيقة ومباشرة. وبدراسة تسجيلات الفيديو تبين للفريق عدم مشاهدة تحركات للمدنيين ولا توجد علامات تمييز على أي من الموقعين توضح أنه (منشأة طبية). وتركيز التهديف على الهدف العسكري.

وأكد أن الاستهداف حدث في قرية (مكرم) بجزيرة (كمران)، وهو ما يتوافق مع موقع الهدفين العسكريين. وتوافق التوقيت الوارد بالادعاء مع المهمة الجوية المنفذة وتضمن الادعاء أن القرية كانت تحت سيطرة ميليشيا الحوثي المسلحة وقت الاستهداف وهو ما يتوافق مع ما ورد من قوات التحالف.

كما أشار إلى أنه تبين للفريق المشترك أن الموقع الإلكتروني لمركز (المعلومات الوطني اليمني) والمحدد للمراكز الصحية والمستشفيات بالجمهورية اليمنية لم يبين أي معلومات عن وجود مركز طبي بقرية (مكرم) بجزيرة (كمران).


مقالات ذات صلة

«طيران الخليج» تبني حظيرة لصيانة الطائرات في مطار البحرين الدولي

الاقتصاد طائرة «إيرباص إيه 321» التابعة لـ«طيران الخليج» تستعد للإقلاع في مقر شركة «إيرباص» في فرنسا (رويترز)

«طيران الخليج» تبني حظيرة لصيانة الطائرات في مطار البحرين الدولي

أعلنت شركة «طيران الخليج»، الناقل الوطني لمملكة البحرين، خططها لإقامة حظيرة متطورة لصيانة وإصلاح وتجديد الطائرات في مطار البحرين الدولي.

«الشرق الأوسط» (المنامة)
تحليل إخباري تأثر بعض رحلات مطار الكويت بسبب العطل التقني حول العالم (تلفزيون الكويت)

تحليل إخباري تأثير متفاوت على الأنظمة الخليجية جراء العطل التقني العالمي

أحدث الخلل الفني العالمي بشبكة الإنترنت، الجمعة، تأثيراً تفاوتت نسبته بين القطاعات المختلفة في دول الخليج، بينما استبعدت جهاتٌ ارتباط العطل بهجوم سيبراني.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج تلقت السلطنة العمانية رسائل تضامن وإشادة خليجية بعد حادثة الوادي الكبير (قنا)

السعودية ودول خليجية تؤكد تضامنها مع عُمان بعد حادثة «الوادي الكبير»

عبّرت السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي عن تضامنها بتعامل سلطنة عُمان مع حادثة الهجوم المسلح على مسجد بالوادي الكبير في العاصمة مسقط، يوم الاثنين، وتبنّاها…

«الشرق الأوسط» (مسقط)
الخليج عناصر «الخدمة السرية» لدى إخراجهم المرشح ترمب من التجمع الانتخابي بعد محاولة اغتياله في بنسلفانيا مساء السبت (أ.ب)

السعودية تدين محاولة اغتيال ترمب

أعربت السعودية، الأحد، عن إدانتها واستنكارها لمحاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، وتضامنها التام مع الولايات المتحدة والرئيس السابق وأسرته.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج البرلمان العربي عقد جلسة عامة في القاهرة السبت (مجلس التعاون)

«التعاون الخليجي» يؤكد الدعم الثابت والمطلق للشعب الفلسطيني

شددت دول مجلس التعاون الخليجي على مواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل نيل حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

نظام «نزاهة» السعودي الجديد يتيح إجراء تسويات مع متهمي الفساد إذا طلبوها

نظام الهيئة حدد صور جرائم الفساد التي تختص الهيئة بمباشرتها وكذلك اختصاصاتها (الشرق الأوسط)
نظام الهيئة حدد صور جرائم الفساد التي تختص الهيئة بمباشرتها وكذلك اختصاصاتها (الشرق الأوسط)
TT

نظام «نزاهة» السعودي الجديد يتيح إجراء تسويات مع متهمي الفساد إذا طلبوها

نظام الهيئة حدد صور جرائم الفساد التي تختص الهيئة بمباشرتها وكذلك اختصاصاتها (الشرق الأوسط)
نظام الهيئة حدد صور جرائم الفساد التي تختص الهيئة بمباشرتها وكذلك اختصاصاتها (الشرق الأوسط)

جسدت موافقة مجلس الوزراء السعودي على نظام «هيئة الرقابة ومكافحة الفساد» (نزاهة) خلال الجلسة التي عقدت، الثلاثاء، الاهتمام الكبير الذي توليه قيادة البلاد، والمستمر في تطوير منظومة التشريعات لأجهزة إنفاذ القانون، في الوقت الذي منح النظام الجديد الهيئة صلاحية إجراء تسويات مالية مع من بادروا بتقديم طلبات بذلك ممن ارتكبوا جرائم فساد من ذوي الصفة الطبيعية أو الاعتبارية.

وأوضح مازن الكهموس رئيس «هيئة الرقابة ومكافحة الفساد»، أن هذا النظام «سيسهم في تعزيز دور الهيئة في مباشرة اختصاصاتها فيما يتعلق بمكافحة الفساد المالي والإداري بصوره وأشكاله كافة، بما يساهم في حفظ المال العام، والمحافظة على مقدرات الوطن ومكتسباته»، مشيراً إلى «أن ذلك يأتي تجسيداً لدعم القيادة السعودية المستمر لتطوير منظومة التشريعات لأجهزة إنفاذ القانون، بما يكفل ملاحقة مرتكبي جرائم الفساد ومحاسبتهم وفق المقتضى الشرعي والنظامي، واسترداد الأموال وعائداتها الناتجة عن ارتكاب تلك الجرائم للخزينة العامة للدولة».

وأوضح: «إن النظام أكد الاستقلال التام للهيئة، ومكّنها من خلال منحها الصلاحيات اللازمة لمباشرة اختصاصاتها وأداء مهماتها وترسيخ دورها بكل حياد، ويؤكد في الوقت نفسه مكانة المملكة على المستويين الإقليمي والدولي في مجال مكافحة الفساد».

مازن الكهموس رئيس «هيئة الرقابة ومكافحة الفساد» في السعودية (واس)

وأبان أن «نظام هيئة الرقابة ومكافحة الفساد المشتمل على 24 مادة، تضمن العديد من الأحكام النظامية، التي حُددت فيها صور جرائم الفساد التي تختص الهيئة بمباشرتها، وهي جرائم الرشوة، والاعتداء على المال العام، وإساءة استعمال السلطة، وأي جريمة أخرى ينص على أنها جريمة فساد بناءً على نص نظامي، وحدد كذلك اختصاصات الهيئة في الرقابة الإدارية والتحقيق والادعاء الإداري وحماية النزاهة وتعزيز الشفافية والتعاون الدولي مع الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية في مجال عمل الهيئة، والتحري عن أوجه الفساد المالي والإداري والتحقيق والادعاء الجنائي».

وأشار إلى «أن النظام حوى أحكاماً تتصل بوحدة التحقيق والادعاء الجنائي واستقلالها، بالإضافة إلى مجلس للوحدة يُعنى بالشؤون الوظيفية لأعضاء الوحدة، كما حوى أحكاماً تتصل بمكافحة جرائم الفساد المالي والإداري، ومنها: عقوبة الفصل من الوظيفة للموظف العام أو من في حكمه عند الإدانة بجريمة فساد، وأحكاماً تتعلق بالإثراء غير المشروع، وهرب المتهم إلى خارج المملكة، وكذلك منح الهيئة صلاحية إجراء تسويات مالية مع من بادروا بتقديم طلبات بذلك ممن ارتكبوا جرائم فساد من ذوي الصفة الطبيعية أو الاعتبارية».

هيئة الرقابة ومكافحة الفساد في السعودية (الشرق الأوسط)

كما أشار إلى «أن تلك التسويات في بعض جرائم الفساد المالي والإداري، ستساهم في تقليل بعض الآثار الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق المصلحة العامة باسترداد الأموال المنهوبة للخزينة العامة للدولة من خلال الأخذ بإحدى صور العدالة الرضائية الجنائية البديلة للإجراءات الجنائية العادية».

وأكد أن «المواطن والمقيم وجميع الجهات العامة والخاصة، شركاء للهيئة في تعزيز جهود حماية النزاهة ومكافحة الفساد، وأن النظام كفل للهيئة اتخاذ جميع الإجراءات لتوفير الحماية اللازمة لمن يُبلغ أو يُدْلِي بمعلومات عن أي من المخالفات الإدارية أو جرائم الفساد، وفقاً للأحكام المنظمة لذلك».

ورفع رئيس «هيئة الرقابة ومكافحة الفساد» الشكر لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان «على ما تجده الهيئة من دعم كبير يعزز من جهودها في تحقيق كل ما شأنه حماية النزاهة والشفافية، ومكافحة الفساد المالي والإداري، بما يواكب التنمية الشاملة التي تعيشها المملكة في ضوء رؤيتها 2030».