تركيا: المطالبة بحبس مواطن اعتدى على سائح كويتي 3 سنوات

الاعتداء أعقبته إجراءات رادعة لوقف موجة الكراهية ضد العرب والأجانب

السائح الكويتي  بعد الاعتداء عليه في ميدان طرابزون (متداولة)
السائح الكويتي بعد الاعتداء عليه في ميدان طرابزون (متداولة)
TT

تركيا: المطالبة بحبس مواطن اعتدى على سائح كويتي 3 سنوات

السائح الكويتي  بعد الاعتداء عليه في ميدان طرابزون (متداولة)
السائح الكويتي بعد الاعتداء عليه في ميدان طرابزون (متداولة)

طالب الادعاء العام في تركيا بحبس مواطن اعتدى على سائح كويتي في ولاية طرابزون شمال البلاد في سبتمبر (أيلول) الماضي، في حادث أدى إلى صدى واسع وسط موجة من التحريض والغضب، والاتهامات بالعنصرية، وكراهية العرب والأجانب، قابلتها الحكومة التركية بإجراءات رادعة.

وطالبت النيابة العامة في طرابزون بحبس المواطن طونا هان هاردال أوغلو لمدة أقصاها 3 سنوات؛ بسبب اعتدائه بالضرب على السائح الكويتي محمد راشد العجمي.

واعتدى هاردال أوغلو بالضرب على العجمي في 16 سبتمبر (أيلول) الماضي، إثر مشادة بأحد المطاعم في منطقة أورتا حصار في طرابزون، بعدما ظن أن السائح الكويتي يعتدي على أحد أفراد الشرطة التركية.

شرطيان تركيان في إسطنبول (أرشيفية - رويترز)

وبحسب ما جاء في مذكرة النيابة، التي تم الكشف عنها ليل الثلاثاء- الأربعاء، وجهت إلى هاردال أوغلو تهمة «الإصابة المتعمدة». وكان أُوقف لفترة عقب الحادث ثم أُطلق سراحه، وتم وضعه تحت المراقبة القضائية لحين الفصل في القضية. وتمسك العجمي بحقه في مقاضاته ورفض إنهاء القضية ودياً عن طريق مكتب المصالحة.

وكان حادث الاعتداء على العجمي، واحداً من سلسلة حوادث طالت سائحين ومقيمين من جنسيات مختلفة. وتسببت في مقتل أحد المغاربة، في تطور لموجة رفض بقاء اللاجئين السوريين في تركيا، التي غذاها سياسيون يمينيون وأحزاب معارضة، في فترة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مايو (أيار) الماضي.

وعلى أثر تلك الحوادث، أوقف القضاء التركي 8 من مسؤولي ومديري حسابات عنصرية على منصات التواصل الاجتماعي، شاركت في التحريض على الكراهية والاعتداء على اللاجئين السوريين والمقيمين الأجانب والسياح العرب.

ومن بين مَن صدرت ضدهم قرارات بالحبس رئيس تحرير موقع «آيكيري» الصحافي باطوهان تشولاك، ومدير حساب «أجانس موهابير»، سوها تشارداكلي، ورئيس «منصة السوريين إلى سوريا» العضو المؤسس في حزب «النصر» القومي المتطرف، الذي يرأسه أوميت أوزداغ، إيراي إرتورك، إلى جانب مدير حساب «خبر ريبورت».

كما تم إطلاق سراح مديري حسابي «كارارجا نيوز» و«أخبار اللاجئين»، بشرط «الرقابة القضائية والمنع من السفر».

ووجهت إلى هؤلاء تُهم «تحريض الجمهور علناً على الكراهية والعداء، ونشر معلومات مضللة»، من خلال «خطاب كراهية» يستخدم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)

وتعهد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان بمعاقبة مرتكبي «الاعتداءات الدنيئة» على السياح العرب والأجانب ومن يحرّضون على الكراهية ويروجون لها. وعبّر عن أسفه لانتقال «وباء العنصرية» السائد في الغرب إلى بلاده وتبنيه من جانب المعارضة. وقال: إن «تركيا دولة قانون، وإن مرتكبي الاعتداءات الدنيئة ضد ضيوفنا سينالون العقوبات اللازمة أمام القانون».

وأضاف: «الشيء الذي أصر عليه دائماً، هو أننا نحتاج إلى استخدام اللغة التي يفهمها السياح في اللافتات والإشارات، وبالأخص في المناطق السياحية، ولا نستطيع أن نسير بالطريق نفسه الذي تسير فيه المعارضة التركية».

وأطلقت السلطات التركية حملة ضد مروِّجي العنصرية وخطاب الكراهية، عبر رصد حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي، وتوقيف مسؤوليها، وحظر الوصول إلى المواقع والحسابات المشبوهة والمتورطة في التحريض، والتي تنتمي في غالبيتها إلى تيار القوميين المتشددين. وأدت هذه الإجراءات إلى خفوت موجة التحريض على العرب والأجانب.


مقالات ذات صلة

شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال جلسة محاكمته بتهم الفساد (رويترز) play-circle 00:25

محاكمة نتنياهو مستمرة «تحت الأرض» رغم «صواريخ الحوثيين»

استمرت جلسات الاستماع في المحاكمة الجنائية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، حتى مع انطلاق صفارات الإنذار في تل أبيب بسبب هجوم صاروخي باليستي من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية نتنياهو قبل الإدلاء بشهادته في محاكمته بتهمة الفساد في المحكمة المركزية في تل أبيب الثلاثاء (إ.ب.أ)

نتنياهو مدافعاً عن نفسه في محكمة تحت الأرض: حياتي صعبة للغاية ولا أكمل سيجارة

قالت المحكمة إن بنيامين نتنياهو، المتهم بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، سيدلي بشهادته ثلاث مرات في الأسبوع، رغم حرب غزة والتوتر في الشرق الأوسط.

كفاح زبون (رام الله)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

ترمب يتخلص من مشكلاته القانونية قبل تنصيبه

بعد فوزه في الانتخابات، يبدو أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب سيتخلّص من مشكلاته القانونية بعد طلب الادعاء إسقاط دعوى قلب نتائج انتخابات 2020.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس دونالد ترمب خلال جلسة محاكمة ضده في نيويورك (أ.ف.ب)

وزارة العدل الأميركية تُسقط كل الدعاوى الفيدرالية ضد ترمب

أسقطت وزارة العدل الأميركية قضيتين جنائيتين رفعتا ضد الرئيس المنتخب دونالد ترمب بتهم محاولته قلب نتائج انتخابات عام 2020، ونقل وثائق سرية إلى منزله في فلوريدا.

علي بردى (واشنطن)

دبي تحبط عمليتين دوليتين لغسل الأموال

علم الإمارات في دبي (الشرق الأوسط)
علم الإمارات في دبي (الشرق الأوسط)
TT

دبي تحبط عمليتين دوليتين لغسل الأموال

علم الإمارات في دبي (الشرق الأوسط)
علم الإمارات في دبي (الشرق الأوسط)

قالت الإمارات إن سلطات دبي، بالتعاون مع الجهات الاتحادية، تمكنت من تفكيك شبكة دولية كبرى متورطة في حيازة أموال غير مشروعة بقيمة 461 مليون درهم (125.4 مليون دولار)؛ حيث ضمت الشبكة شخصاً إماراتياً وشركتين مملوكتين له، و21 بريطانياً ومتهمين اثنين من الجنسية الأميركية ومتهماً من الجنسية التشيكية.

ووفقاً للمعلومات الصادرة اليوم فإن التحقيقات قد كشفت عن تهريب الأموال من المملكة المتحدة إلى داخل الإمارات باستخدام الشركتين المشار إليهما كواجهات لإخفاء المصادر غير المشروعة لتلك الأموال، فيما استخدمت الشبكة وثائق مزوّرة قدّمتها لنقاط التفتيش الجمركي في دبي للإفراج عن المبالغ النقدية التي ادعى المتهمون أنها حصيلة أنشطة تجارية مشروعة في المملكة المتحدة.

وأحالت النيابة العامة جميع المتهمين، بصفتهم الشخصية والاعتبارية، إلى محكمة الجنايات في محاكم دبي؛ حيث ستوجه لهم تهم حيازة أموال من مصادر مجهولة ومشبوهة والتزوير في محررات رسمية واستعمالها.

جرائم بقيمة 180 مليون درهم (49 مليون دولار)

وفي جانب آخر، تمكن مركز دبي للأمن الاقتصادي بالتنسيق مع نيابة الأموال العامة بدبي من إحباط مخطط لغسل أموال تديره عصابة إجرامية دولية تدير عمليات غسل أموال باستخدام العملات الرقمية؛ حيث أسفرت الجهود الأمنية عن ضبط عدد من الأفراد المتورطين ومبالغ مالية كبيرة وأصول تم استخدامها في الأنشطة غير القانونية، المرتبطة بتلك العمليات.

وأحالت النيابة العامة في دبي القضية، التي تضم شبكة مكونة من 30 شخصاً و3 شركات، إلى دائرة غسل الأموال المختصة بمحاكم دبي. وكانت الشبكة قد نفّذت عمليات غسل أموال معقدة بقيمة 180 مليون درهم (49 مليون دولار) باستخدام العملات الرقمية، انطلاقاً من مواقع مختلفة في المملكة المتحدة ودبي.

ونجح مركز دبي للأمن الاقتصادي، بالتنسيق مع نيابة الأموال العامة، في تعطيل الشبكة، التي كشفت التحقيقات أنها قامت بغسل أموال نقدية في المملكة المتحدة عبر وسطاء غير مرخصين للعملات الرقمية موجودين في بريطانيا وفي دبي.

وتم تحديد هوية المتهمين الرئيسيين، وهم شخصان هنديان وآخر بريطاني الجنسية، كانوا وراء المخطط الذي تضمّن عائدات من أنشطة غير مشروعة منها الاتجار بالمخدرات والاحتيال والتهرّب الضريبي في المملكة المتحدة، فيما أثمر التنسيق الناجح بين الأجهزة المعنية كافة بإلقاء القبض على المتهمين وتجميد الحسابات المصرفية المستخدمة في أنشطة غسل أموال.

وقال المستشار عصام عيسى الحميدان، النائب العام لإمارة دبي، إن إحباط هذين المخططين جاء نتيجة التنسيق النموذجي بين مختلف الجهات المعنية؛ حيث شمل التنسيق نيابة الأموال العامة بدبي، ومركز دبي للأمن الاقتصادي، وإدارة مكافحة جرائم غسل الأموال في شرطة دبي، ووحدة المعلومات المالية الإماراتية، وجمارك دبي، وإدارة التعاون الدولي بوزارة العدل.

وشدّد على الكفاءة المهنية التي أحبطت تلك العملية، من خلال جمع الأدلة كافة وتتبع الأموال المشبوهة؛ مما أسفر عن كشف مخططات معقدة تورطت فيها هاتان الشبكتان الإجراميتان، مؤكداً أن دبي ودولة الإمارات حريصة على التصدي بكل قوة لأشكال الجريمة المنظّمة كافة، وفي مقدمتها جرائم غسل الأموال، وأن جميع الأجهزة تقوم بواجبها على الوجه الأكمل لتأكيد القضاء على كل أشكال تلك الجرائم بما يسهم في صون الاقتصاد الإماراتي من انعكاساتها السلبية ودعم الجهود الدولية في التصدي لمثل هذه الجرائم، بما لها من تأثيرات خطيرة على الاقتصاد العالمي.