أكد السفير السعودي في فلسطين، نايف السديري، أن تعيينه سفيراً فوق العادة ومفوضاً غير مقيم لدى دولة فلسطين وقنصلا عاما للسعودية في القدس يمثّل «دعماً كبيرا للأشقاء في فلسطين وسيمنح العلاقة أبعادا أوسع وذات مردود إيجابي على الشعبين الشقيقين».
وبتقديمه أوراق اعتماده إلى الجانب الفلسطيني، يُصبح السفير السعودي نايف السديري أول سفير للسعودية لدى السلطة الفلسطينية، حيث تُعدّ هذه المرة الأولى التي يُعيَّن فيها سفير وقنصل عام سعودي في القدس.
دلالات رمزية كثيرة
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أشار السديري إلى أنه «في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان، أصبحت السعودية قوة إقليمية وعالمية فاعلة، وجسدت توظيف هذه المكانة في دعم الأشقاء في فلسطين بخطوة لها دلالات رمزية كثيرة والمتمثلة في تعيين سفير وقنصل عام في فلسطين».
خالص الشكر وعظيم الامتنان لثقة مولاي #خادم_الحرمين_الشريفين وسمو سيدي #ولي_العهد رئيس مجلس الوزراء حفظهم الله، لتعييني سفيرا للمملكة( غير مقيم ) لدى دولة #فلسطين الشقيقة وقنصلًا عامًا في مدينة #القدس الشريف pic.twitter.com/95dDRNsNmt
— نايف بن بندر السديري (@naif63_2) August 12, 2023
«روابط تفوق ما يدركه الناس»
واستطرد السديري أن ما يربط البلدين «يفوق ما يدركه كثير من الناس، لا سيما أن السعودية من أكثر الدول التي تقف إلى جانب الأشقاء في فلسطين، ولطالما قدمت وتقدم الدعم السياسي والمادي والمعنوي، كما قدمت أيضاً الشهداء في حرب 48»، مجددا الإشارة إلى أن «دعم السعودية للسلطة الفلسطينية تجاوز 29 مليار ريال سعودي، كما قدمت للأونروا ما يفوق الـ4 مليارات ريال بينما قدمت عبر صندوق التنمية السعودي 18 مليارا، وبذلك يكون الإجمالي حوالي 51 مليار ريال سعودي، ولا شك أن هذا الرقم يعكس مستوى العلاقات المتميزة والدعم السعودي للأشقاء في فلسطين».
واستعرض السديري جزءًا من تاريخ الدعم السعودي لفلسطين، مذكّراً بأن «المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن كان أول من ساند الحقوق الفلسطينية، وقد أثارها عشية انتهاء الحرب العالمية الثانية مع الرئيس الأمريكي روزفلت ورئيس الوزراء البريطاني تشرشل في تلكم اللقاءات التاريخية»، وتابع بأن أبناءه الملوك «قد ساروا على نهجه، سعود ثم فيصل الذي كان له دور حاسم في حرب أكتوبر 73 واستخدامه سلاح النفط مما أدى إلى انتصار الجيوش العربية، والملك خالد الذي أطلق في عهده الأمير فهد ولي العهد آنذاك مبادرة السلام التي تبنتها القمة العربية في فاس عام 1981».
ويضيف السديري أنه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز «تبلورت أفكار جديدة لدعم القضية الفلسطينية حتى قدمها الأمير عبد الله، ولي العهد آنذاك كمبادرة سلام جديدة في قمة بيروت العربية 2002».
لجنة مشتركة بين البلدين
وكان السفير السعودي لدى الأردن قدّم (السبت) نسخة من أوراق اعتماده سفيراً فوق العادة ومفوضاً (غير مقيم) لدى فلسطين، وقنصلاً عاماً في مدينة القدس إلى مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدبلوماسية الدكتور مجدي الخالدي، ليكون بذلك أول سفير وقنصل عام سعودي لدى فلسطين.
ونوّه الخالدي من جانبه أنه سيُصار خلال الفترة المقبلة «ترتيب مراسم رسمية يقدّم خلالها السفير السعودي أوراق الاعتماد إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس»، مضيفاً أنه سيجري عقد لجنة مشتركة بين البلدين لتعزيز العلاقات في مختلف المجالات.
من جهته، اعتبر السفير الفلسطيني لدى السعودية، بسام الآغا، أن تعيين السعودية السفير نايف بن السديري سفيراً فوق العادة ومفوضاً غير مقيم لدى دولة فلسطين وقنصلاً عامًّا بمدينة القدس «يعتبر رسالة إلى العالم بأنها تتعامل مع فلسطين كدولة، وعاصمتها القدس»، مضيفاً في تصريحات إذاعية أن الخطوة السعودية «تشكل رغبة في تعميق وترسيخ العلاقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية بين البلدين».