دول «التحالف الدولي لمحاربة داعش» تلتئم في الرياض

يلتئم يوم الخميس، في العاصمة السعودية الرياض، الاجتماع الوزاري لـ«التحالف الدولي لمحاربة داعش» بحضور ومشاركة 85 دولة ومنظمة شريكة، ممثّلة بوزراء الخارجية وعدد من كبار المسؤولين والمهتمين.

وأعلنت السعودية في ديسمبر (أيلول) الماضي، خلال مشاركتها في اجتماع المديرين السياسيين لـ«التحالف الدولي لمحاربة داعش»، الذي انعقد في لاهاي، استضافتها الاجتماع الوزاري القادم للتحالف الدولي للعام 2023، في «تجسيد لدورها الفاعل كشريك استراتيجي في التحالف الدولي، وتماشياً مع الجهود الدولية التي تبذلها السعودية في مكافحة الكيانات الإرهابية بجميع صورها وأشكالها، ودورها في دعم التعاون الدولي لمحاربة هذه الكيانات»، في حين رحب «التحالف الدولي لمحاربة داعش» في البيان الصادر عن الاجتماع بإعلان السعودية استضافتها الاجتماع الوزاري المقبل، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية (واس).

مساعدات مالية لدول أعضاء

وقال مصدر سعودي لوكالة الأنباء الألمانية إنه يتوقع «تقديم بعض الدول الأعضاء مساعدات مادية لدول أخرى يحددها أعضاء التحالف الدولي المجتمعون لمواجهة التهديدات الإرهابية».

وبحسب إحصائية صادرة عن التحالف الدولي، تعد السعودية أحد أهم الأعضاء المؤسّسين للتحالف الدولي، حيث تُصنف في المرتبة الثانية فيما يتعلق بعدد ضربات التحالف الجوية، حيث نفّذت «القوات الجوية الملكية السعودية» إجمالي 341 طلعة جوية لدعم ضربات التحالف الجوي في سوريا.

وفي أغسطس (آب) من العام 2018، أعلنت السعودية عن مساهمة بقيمة 100 مليون دولار أمريكي للتحالف الدولي لهزيمة «داعش»؛ دعماً لمشاريع تحقيق الاستقرار في المناطق المحررة من «داعش» في شمال شرق سوريا.

مساهمة سعودية في المناطق المحررة

وحتى اللحظة، تُعد المساهمة السعودية هي الأكبر للتحالف في المناطق المحرّرة، حيث تلعب الرياض - طبقاً لمسؤولين في «التحالف الدولي ضد داعش» - دوراً حيوياً ضمن إطار جهود التحالف لإعادة إحياء المجتمعات المحلية، في مدينة الرقة، وركزت المساهمة السعودية على مشاريع استعادة سبل العيش والخدمات الأساسية في مجالات الصحة، والزراعة، والكهرباء، والماء، والتعليم، والمواصلات، فضلاً عن إزالة الأنقاض.

وتعهدت الرياض بتقديم مبلغ قدره 500 مليون دولار لمكتب الأمم المتحدة للمفوضية العليا للاجئين والذي يعود ريعه للاجئين السوريين والعراقيين وجنسيات أخرى ممن تضرّروا بسبب هجمات تنظيم «داعش» الإرهابية.

تُعد المساهمة السعودية الأكبر للتحالف في المناطق المحرّرة (واس)

استمرار التهديد

وكانت المتحدثة باسم «التحالف الدولي ضد داعش» راشيل جيفكوت، كشفت في حديث صحفي، عن أن «أكثر من 600 عنصر من (داعش) قتلوا خلال العمليات التي نفذت عام 2022»، وأضافت جيفكوت أن 374 عنصراً من التنظيم تم اعتقالهم في عمليات نفذها التحالف الدولي هذا العام، مضيفةً أن التحالف الدولي سيواصل خلال العام 2023 دعمه لشركائه من أجل «وضع المزيد من الضغط على (داعش)».

ومُني تنظيم «داعش» الذي أعلن سيطرته في العام 2014 على مناطق واسعة في سوريا والعراق، مستغلّاً الظروف الأمنية في البلدين، بهزيمة أولى في العراق عام 2017، ثم في سوريا العام 2019، وخسر كامل مناطق سيطرته وفقاً لما أعلنته جهات رسمية دولية آنذاك، بَيد أن «التحالف الدولي ضد داعش» أكد في مايو (أيار) 2022، أن التنظيم لا يزال يمثّل تهديداً، مؤكداً مواصلة الحرب ضده في سوريا والعراق.

وفي إحاطة عبر الإنترنت، أفاد الجنرال ماثيو ماكفارلين قائد «التحالف الدولي لمحاربة داعش»: «منذ بداية العام 2023 في العراق، وحتى الأسبوع الأول من أبريل (نيسان)، سجلنا انخفاضاً بنسبة 68 في المائة في عدد الهجمات، مقارنةً بالفترة نفسها من العام السابق، وسجلنا تراجعاً بنسبة 55 في المائة في سوريا».

هجمات محدودة

ولا يزال عناصر التنظيم المتوارون عن الأنظار، يشنّون هجمات وإن محدودة في سوريا والعراق ضد القوات الأمنية، كما يتبنى التنظيم هجمات في دول أخرى، ويشكّل خطراً مستمراً على الصعيدين الفكري والثقافي لعدد من المجتمعات.

تحرير 6 مختطفات إيزيديات من قبضة «داعش» في سوريا

أعلنت سفيرة الأمم المتحدة للنوايا الحسنة والحائزة على جائزة نوبل للسلام والناجية من اختطاف «داعش»، ناديا مراد، عن تحرير ست نساء إيزيديات كن محتجزات لدى التنظيم الإرهابي.

وعقب سيطرة «داعش» على قضاء منطقة سنجار ذات الأغلبية الإيزيدية في أغسطس (آب) 2014، قام باختطاف وقتل وسبي آلاف الرجال والنساء الإيزيديين.

وقالت مراد في بيان، إنه «بعد أسابيع من التحقق والعمل، يسعدني أن أعلن أننا استطعنا تحرير ست نساء إيزيديات تم أسرهن من قبل تنظيم (داعش)».

وأضافت أن «عملية التحرير تمت بمساعدة رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، ولولا مساعدته لما تمكنا من تحرير تلك النسوة».

وبحسب بيان مراد، فإن التنظيم الإرهابي قام بـ«اختطاف النساء الست في شهر (أغسطس) من عام 2014، أي قبل ثمانية أعوام، إبان توغل مسلحيه في قضاء سنجار وسيطرتهم عليه».

وكشفت عن أن «النساء الست كن في عمر الطفولة والمراهقة حين اختطافهن عام 2014، وتم إخراجهن من العراق ونقلهن إلى سوريا، وجرت عملية إنقاذهن صباح السبت، وتمت إعادتهنّ إلى مدينة أربيل من أجل لمّ شملهنّ بعوائلهنّ ومدهنّ بالدعم النفسي المطلوب».

وأكدت مراد «مواصلة مساعي البحث لإيجاد باقي النساء الإيزيديات المفقودات مع أطفالهن بسبب تنظيم داعش، وإنقاذهن، مطالبة بدعم الشركاء الدوليين من أجل تحقيق ذلك».

وطبقا لمصدر إيزيدي تحدث إلى «الشرق الأوسط»، فإن «معظم عمليات الإنقاذ للمختطفات الإيزيديات تتم عبر وسطاء متواجدين في الأراضي السورية، يكلفون بالبحث عما تبقى من المختطفين والمختطفات وتحريرهم مقابل مبالغ مالية كبيرة، تأتي عن طريق حكومة إقليم كردستان أو بعض المنظمات الخيرية».

بدورها، أشادت دائرة شؤون المختطفين الإيزيديين في إقليم كردستان، اليوم الأحد، بالجهود الكبيرة التي بذلها رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في تحرير المختطفات.

وقال المكتب في بيان، إن البارزاني «بذل جهودا كبيرة لتحرير النساء الإيزيديات من قبضة تنظيم داعش وتم نقلهن إلى الإقليم على أن يتم تسليمهن لذويهن بعد يومين في دهوك».

وتقيم معظم العوائل الإيزيدية النازحة من قضاء سنجار في 26 مخيما للنازحين في دهوك تضم أكثر من 35 ألف عائلة لم يعودوا إلى ديارهم حتى الآن، بحسب وزارة الهجرة والمهجرين.

كان مكتب تحرير المختطفين الإيزيديين، قال في شهر مارس (آذار) الماضي، إن «مسلحي داعش قاموا باختطاف 6 آلاف و417 إيزيدياً، منهم 3 آلاف و548 شخصاً من الإناث، وألفان و869 من الذكور. تم تحرير 3 آلاف و562 شخصاً من المختطفين وبقي ألفان و693 شخصاً في قبضة التنظيم».

بلينكن إلى السعودية لحضور اجتماع تحالف «هزيمة داعش»

من المرتقب أن يسافر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إلى المملكة العربية السعودية من 6 يونيو (حزيران) الحالي وحتى 8 منه، حين يترأس مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان في الرياض، الاجتماع الوزاري للتحالف العالمي لهزيمة «داعش».

وأفاد نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شبه الجزيرة العربية دانيال بن نعيم، بأن الزيارة تعكس «الجهد المهم الذي يوفر فرصة للمشاركة عبر مجموعة واسعة من القضايا». وأضاف أن كبير الدبلوماسيين الأميركيين سيعقد اجتماعاً وزارياً آخر مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي التي تتعاون معهم الولايات المتحدة في «مجموعة من القضايا لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي وخفض التصعيد والتكامل بمنطقة الخليج والشرق الأوسط وخارجها». وأوضح أن بلينكن «سيتشاور مع القادة السعوديين حول مجموعة من الأولويات الثنائية الإقليمية والعالمية»، مشيراً إلى مشاركة المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن «بشكل مكثف في الآونة الأخيرة مع نظرائهم السعوديين بشأن السودان، بين قضايا أخرى». ووصف دور المملكة العربية السعودية بأنه «مهم في الدبلوماسية هناك وفي الجهود الإنسانية وجهود الإجلاء»، علماً بأنه على «نطاق أوسع، كانت المملكة العربية السعودية شريكنا الاستراتيجي لمدة 8 عقود عبر الإدارات الأميركية» المتعاقبة. وقال: «نحن نواصل التشاور والتعاون في مجموعة واسعة من القضايا. ولدينا قدر كبير من العمل لنفعله معاً»، وذلك «يشمل إنهاء الحرب في اليمن، حيث ساعد الدعم الأميركي والسعودي لجهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة في تسهيل 14 شهراً من خفض العنف بشكل كبير، وزيادة وصول المساعدات الإنسانية»، فيما يمثل «أهدأ فترة منذ بدء الحرب قبل أكثر من 8 سنوات».

وأفاد بن نعيم أيضاً بأن ذلك «يشمل دعم المملكة العربية السعودية لأوكرانيا، الذي يتضمن 410 ملايين دولار مساعدات حيوية وزيارات ثنائية رفيعة المستوى من قادة البلدين». وأضاف أن «لدينا مجالات جديدة للتعاون مثل التكنولوجيا والاتصالات، بما في ذلك (...) التعاون المتطور في تقنيات الجيلين الخامس والسادس من الاتصالات، والتعاون في مجال الطاقة بالفضاء»، مشيراً إلى أن «وجود رائدة فضاء سعودية، وهي أول امرأة مسلمة تزور الفضاء، أطلق بالشراكة مع الولايات المتحدة، فيما يدل على طموحنا المشترك لتوسيع نطاق عملنا معاً في مجالات جديدة، وكل ما هو ناجح يمكن أن يحقق فوائد تتجاوز بلدينا». وتحدث عن «تركيزنا على التكامل الإقليمي والبنية التحتية» بما في ذلك من خلال «عملية الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي مع العراق وبقية المنطقة»، داعياً إلى «الاستفادة من اللحظة الحالية المليئة بالحوار والعلاقات الجديدة والعلاقات المعدلة لتشجيع جهود جيراننا للتواصل مع بعضهم وربط جهود المنطقة بالعالم الأوسع وبطرق جديدة مهمة».

وكذلك قال: «نحن نعمل على تعميق الشراكات التجارية التي تفيد مئات الآلاف من العمال الأميركيين»، مضيفاً أن «صفقة بوينغ مع المملكة العربية السعودية التي أعلنت في مارس (آذار)، والتي تقدر قيمتها بنحو 37 مليار دولار ستدعم أكثر من 140 ألف وظيفة في كل أنحاء الولايات المتحدة»، وأن التعاون الدفاعي الأميركي - السعودي «لا يزال قوياً، وتظل علاقتنا الأمنية مع المملكة العربية السعودية حجر الأساس لنهجنا في الدفاع والأمن الإقليميين وحماية أكثر من 80 ألف مواطن أميركي يعيشون ويعملون في المملكة». ولفت إلى أن «مئات الآلاف من السعوديين درسوا في جامعات أميركية خلال العقود القليلة الماضية. هذه العلاقات التعليمية من أهم الاستثمارات التي يمكننا القيام بها معاً في المستقبل، وسنتطلع إلى البناء عليها».