دعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الجامعة العربية إلى «تطويرِ مناهجِها نحوَ بناءِ تكتلٍ اقتصادي»، معلناً أن بغداد تتهيأ، هذه الأيام، لاحتضان «مؤتمر طريق التنمية».
وقال السوداني، في كلمة بمؤتمر القمة العربية في دورتها الـ32، المنعقدة في جدة بالسعودية: «أرحّب بعودة سوريا الشقيقة إلى مكانها الطبيعي، وهي خطوة أكّدناها ودعّمناها منذُ البدايةِ؛ لاعتقادنا بأهميتها على طريق إعادة الاستقرار في المنطقة».
وأضاف: «نشدّد على أهمية العمل العربي المشترك؛ من أجل احتواء الخلافات، ومن واجبنا ألّا ندَع السودان الشقيق ينزلق إلى أتون الانشقاق والتناحر الداخلي، ونرحب بالمبادرات الداعية إلى إنهاء الاقتتال هناك».
وتابع السوداني: «نأملُ أن تنجح الجهود لتحقيق الاستقرار في ليبيا الشقيقة، ونستبشر خيراً باستمرار محاولات تحقيق السلام في اليمن الشقيق، ونجدد وقوفَنا مع أشقائنا في لبنان؛ من أجل تجاوز ظروفهم السياسية والاقتصادية». وشدَّد على «موقف العراق الثابت والمبدئي، إزاءَ الحقِّ الفلسطيني في الأرض والسيادة وبإقامة دولة عاصمتُها القدسُ الشريف»، مرحباً بـ«الاتفاق بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهي خطوةٌ عمليةٌ دعّمها العراق وعمل على تحقيقها باستثمارِ النيات الطيبة من البلدين الجارين؛ خدمةً لاستقرار المنطقة وازدهارها».
«التفاف العرب بعضهم حول بعض ليس انعزالاً، بل يزيدنا انفتاحاً على جيراننا بصفتنا عرباً مجتمعين ودولاً عربية منفردة»
رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني
ولفت إلى أن «التفاف العرب بعضهم حول بعض ليس انعزالاً، بل يزيدنا انفتاحاً على جيراننا بصفتنا عرباً مجتمعين ودولاً عربية منفردة»، داعياً الجامعة العربية إلى «تطوير مناهجها نحو بناء تكتل اقتصادي؛ لتعزيز اقتصاداتنا واستثمار مواردنا المختلفة بأفضل وجه».
وأشار إلى أن «دولاً عديدة استطاعت بناء تكتلات اقتصادية ناجحة، وهي لا تملك عناصر مشتركة بين أعضائها، لذا يجب أن نتحرّى كلَّ زوايا الترابط والتكامل الاقتصادي بين بلدانِنا»، مبيناً أن «العراق سيستضيف مؤتمرات عدةً، لوضع حجر الأساسِ لمثل هذا التعاون، منها مؤتمر (بغداد 2023)، للتكامل الاقتصادي والاستقرار الإقليمي».
ولفت إلى أن «بغداد تتهيأ، هذه الأيام، لاحتضان مؤتمر طريق التنمية، ذلك المشروع الواعد الذي سيعزز الروابطَ والمصالح الجامعة لشعوبنا». وأردف أن «ملف التغيّرات المناخية، وشُحّ المياه، يتطلبان منّا عملاً مشتركاً في ضوءِ القوانين والأعراف الدولية، لإيجاد حلول جذرية تخفف من آثارهما السلبية»، مضيفاً أن «آفة المخدّرات، وما يوازيها من محاولاتٍ للتأثير الثقافي والقِيمي، تتطلب منا موقفاً حاسماً ينطلق من التكاتف والتعاون لمكافحتها».
وتابع أن «العراقيين تصدّوا للهجمة الإرهابية التي لم تكن تستهدف العراق فحسب، بل المنطقة والعالم، وقدّموا التضحيات، والانتصار الذي حققناه يدفعنا للمضي قُدماً لبناء بلدنا». واختتم السوداني كلمته: «أتقدم لأصحاب الجلالة والفخامة والسموّ جميعاً، بالدعوة لعقد القمة العربية لعام 2025 في بغداد، التي تتطلع إلى احتضان الأشقّاء العرب في بلاد الرافدين».