لا تجربها بالمنزل... خبراء يحذرون من تقليد بعض الرياضات الأولمبية

النيوزيلندي ديلان شميت في نهائي جمباز الترمبولين للرجال في دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024 (أ.ف.ب)
النيوزيلندي ديلان شميت في نهائي جمباز الترمبولين للرجال في دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024 (أ.ف.ب)
TT

لا تجربها بالمنزل... خبراء يحذرون من تقليد بعض الرياضات الأولمبية

النيوزيلندي ديلان شميت في نهائي جمباز الترمبولين للرجال في دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024 (أ.ف.ب)
النيوزيلندي ديلان شميت في نهائي جمباز الترمبولين للرجال في دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024 (أ.ف.ب)

حذر أطباء العلاج الطبيعي والطب الرياضي من تجربة بعض الأنشطة الأولمبية في المنزل بعد سلسلة من الإصابات التي تعرض لها الهواة الطموحون، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

تجمع الألعاب الأولمبية بشكل فريد بين الأنشطة التي يمارسها العديد من الأشخاص بالفعل على مستوى المبتدئين أو الهواة - مثل التنس أو كرة القدم أو الجري - بالإضافة إلى الرياضات المعقدة والأكثر خطورة.

لكن أولئك الذين ألهمتهم لاعبة الجمباز سيمون بايلز أو متسابق الدراجات الهوائية كيران رايلي أو الغواص توم دالي قد يخاطرون بإصابة خطيرة أو حتى بحياتهم إذا حاولوا القيام بقفزة خلفية أو رفع قدميهم عن الدواسات في الهواء أو محاولة الغوص من منصة ارتفاعها 10 أمتار، وفق ما يحذر الخبراء.

هناك حتى مشاركون مبتدئون متحمسون يحاولون تجربة الأنشطة الأولمبية في المنزل، حيث ينشر العديد منهم جهودهم على وسائل التواصل الاجتماعي. من السباحة المتزامنة في الحمام إلى ممارسة الجمباز على وسائد الأريكة (ليس بالسهولة التي تبدو عليها)، فإن فرصة الإصابة واضحة.

قال ماثيو هاريسون، اختصاصي العلاج الطبيعي لدى هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، والمتحدث باسم جمعية العلاج الطبيعي المعتمدة، إنه يرى عادةً مرضى أصيبوا في أثناء محاولتهم ممارسة رياضة أولمبية.

وتابع: «نرى كثيراً أشخاصاً يأتون للخضوع للعلاج الطبيعي بعد مشاهدة الألعاب الأولمبية؛ إما بعد إعادة ممارسة رياضة شاركوا فيها سابقاً، وإما بسبب الرغبة في تجربة شيء جديد... ويتأثرون للأسف بإصابة في أثناء هذا النشاط».

النيوزيلندي ديلان شميت في نهائي جمباز الترمبولين للرجال في دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024 (أ.ف.ب)

وأضاف هاريسون: «لقد رأيت مؤخراً امرأة تعاني من آلام شديدة ولحسن الحظ لم تتعرض لكسر في كتفها بعد أن ألهمتها رياضة الرغبي النسائية، حيث يتم رفع اللاعبين للإمساك بالكرات العالية، على تجربة النشاط. عانت من بعض الكدمات فقط، وستتحسن مع الوقت وبعض التمارين».

وأضاف: «كما عانى رجل من أربطة معصم تالفة. فبعد مشاهدة التزلج على اللوح، قفز على لوح التزلج الخاص بابنه وسقط بسرعة كبيرة، وهبط على معصمه وذراعه... سيستغرق التعافي من ذلك وقتاً طويلاً».

وتبرز مخاطر الإصابات في العضلات والعظام والرأس من الرياضات البهلوانية. وشرح الطبيب: «إن القفزة الخلفية أمر رائع لمن يمارسها منذ سنوات عديدة، ولكنها قد تكون خطيرة إذا كانت جديدة عليك. والهبوط على رأسك ليس بالأمر الجيد على الإطلاق».

من جهته، أوضح الدكتور تيم إكسيل، المحاضر في الميكانيكا الحيوية وعلوم إعادة التأهيل في جامعة بورتسموث البريطانية: «هؤلاء جميعاً رياضيون من النخبة في حالة بدنية عالية، وبالتالي إذا حاول أشخاص آخرون مطابقة أدائهم والمتطلبات البدنية لرياضتهم، فقد يؤدي هذا إلى إصابة خطيرة بسبب عدم وجود المرونة المطلوبة».

وتابع: «في الرياضات الأكثر تقنية، هناك خطر الإصابة الشديدة عند محاولة مهارة معقدة. إذا رأيت شخصاً يقفز فوق العارضة وفكرت أنه يمكنك تجربة ذلك، فهذا أكثر خطورة. تحتاج إلى قدر كبير من التحكم في كيفية تحرك جسمك في الهواء، وإذا كنت تسقط من ارتفاع ستة أو سبعة أمتار في الهواء على حصيرة، لكنك تفعل ذلك بشكل خاطئ وتهبط على رقبتك، فإن هذا سيؤدي إلى إصابة مروعة للغاية».

كما أن الرياضات اليومية مثل السباحة أو الجري قد تسبب إصابات إذا لم تتم بشكل صحيح.


مقالات ذات صلة

حصيلة 2024: ذهبية أولمبية في الرغبي السباعي للنجم الفرنسي دوبون

رياضة عالمية أنطوان دوبون (أ.ف.ب)

حصيلة 2024: ذهبية أولمبية في الرغبي السباعي للنجم الفرنسي دوبون

بعد ابتعاده عن المنتخب الفرنسي للرغبي لمدة عام للتركيز على حلمه الأولمبي، قدَّم النجم أنطوان دوبون أفضل عروضه مرة أخرى وظفر بالمعدن الأصفر في الرغبي السباعي

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية سيفان حسن (أ.ب)

حصيلة 2024: الإنجاز المذهل لسيفان حسن

في 11 أغسطس 2024، تحت الشمس ووسط المواقع الأثرية الباريسية، حققت الهولندية سيفان حسن الإنجاز المذهل بفوزها بسباق الماراثون الأولمبي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية سيباستيان كو (د.ب.أ)

سيباستيان كو يتعهد بإجراء تغيير حقيقي حال انتخابه رئيساً للأولمبية

تعهد سيباستيان كو بإجراء تغيير حقيقي في اللجنة الأولمبية الدولية، حال انتخابه رئيساً جديداً لها، موضحاً «أن عدداً قليلاً من الأشخاص لديهم النفوذ داخل المؤسسة».

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية رئيس وادا البولندي فيتولد بانكا (واس)

رئيس «وادا»: واجهنا هجمات ظالمة وتشهيرية في عام مضطرب

تعرضت الهيئة الرقابية الرياضية لانتقادات شديدة بسبب السماح لسباحين من الصين ثبتت إيجابية اختباراتهم لمادة تريميتازيدين.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
رياضة عالمية موريناري واتانابي (رويترز)

واتانابي المرشح لرئاسة «الأولمبية الدولية» يطالب بمراجعة خطط تسويق الألعاب

قال موريناري واتانابي، المرشح لرئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، اليوم (الأربعاء)، إنها يجب أن تعيد النظر في خططها التسويقية للألعاب الأولمبية لتقديم قيمة أعلى.

«الشرق الأوسط» (برلين)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».