تسعى قطر، مضيفة كأس العرب، إلى تعويض خسارتها المفاجئة أمام فلسطين، عندما تلاقي سوريا المنتشية من فوزها على تونس، الخميس، في ثانية جولات المجموعة الأولى.
ويأمل أصحاب الأرض تغيير وجه شاحب ظهروا به في مستهل المشوار بسقوط مفاجئ أمام فلسطين بهدف في الوقت القاتل؛ لتجنب الدخول في حسابات معقدة قد تقصيهم مبكراً.
وسيفتقد «العنابي» خدمات لاعبه عاصم مادبو، وفق ما أعلن مدربه الإسباني جولن لوبيتيغي، الأربعاء، في مؤتمر صحافي: «للأسف لن يكون عاصم معنا فيما تبقى من مباريات؛ بعد تعرضه للإصابة أمام فلسطين».
وعلى الجهة المقابلة، يدخل «نسور قاسيون» المباراة بمعنويات مرتفعة عقب فوز ثمين جداً على «نسور قرطاج» بالنتيجة ذاتها، فاتحين الباب أمام مفاجأة أولى في البطولة.
ويعول منتخب قطر على قدرات أكرم عفيف في عملية الإنقاذ، رغم عدم ظهور «أفضل لاعب في آسيا» مرتين بالصورة المنتظرة في ظل نقص في الإسناد. وسيكون البرازيلي الأصل إدميلسون جونيور خياراً مطروحا للبدء أساسياً، بعدما شارك بديلاً وساهم في تحسن المردود الفني.
وفي حين تدخل سوريا المباراة بصفوف مكتملة، تفتقد قطر خدمات عاصم مادبو الذي تعرض للإصابة في مباراة فلسطين.
ويشهر المنتخب السوري السلاح الأبرز؛ المتمثل في لاعب الوحدة الإماراتي عمر خريبين الذي كان عرّاب الانتصار الأول على تونس بهدف رائع من ركلة حرة.
إلى جانب خريبين، يبرز لاعب الشرطة العراقي محمود المواس الخبير في الكرة القطرية، بعدما قضى سنوات في ناديي أم صلال والسيلية، فيما سيكون للاعب الفيصلي الأردني محمد حلاق دور مرتقب.
وأمام تونس الجريحة، تعّول فلسطين على انطلاقتها الرائعة بعد فوزها على قطر المضيفة بهدف عكسي في الرمق الأخير.
على «استاد لوسيل»، الذي استضاف نهائي «مونديال 2022»، يستعد «الفدائي» بقيادة مدربه إيهاب أبو جزر لتحقيق مشوار غير مسبوق، في مواجهة قد يضعه الفوز فيها في ربع النهائي لأول مرة بعد 5 مشاركات ودّع خلالها بخفي حنين من الدور الأول.
يقول نجم المنتخب الفلسطيني مصطفى زيدان، المحترف في روزنبيرغ النرويجي: «جئنا إلى هنا ليس فقط للمشاركة؛ جئنا بطموح كبير»، مضيفاً: «المجموعة صعبة، لكن فلسطين منتخب قوي ومنتخب حاضر».
تعتمد فلسطين على روح عالية راكمتها بعد الفوز على ليبيا بركلات الترجيح في التصفيات، ثم العنابي افتتاحاً؛ إذ يبثّ أبو جزر، ابن مدينة غزة، دائماً المعنويات في نفوس لاعبيه عبر القول إن «المنتخب يوجه رسائل عبر كرة القدم».
لكن الأداء الذي قدمه أمام قطر رفع الطموحات، خصوصاً بعدما كان قريباً من افتتاح التسجيل أكثر من مرة في الشوط الثاني عبر نجمَيه عدي الدباغ (الزمالك المصري) وتامر صيام (الشمال القطري)، مقدماً نفسه نداً قوياً لحامل لقب «كأس آسيا» في آخر نسختين.
وقال أبو جزر عقب تجاوز العِنّابي: «نمرّ بفترة انتقالية وسط الاستعانة بوجوه جديدة وعناصر شابة».
وأضاف في مؤتمر صحافي الأربعاء: «سنلعب مباراة قوية جداً تكتيكياً، ونتيجة مباراة تونس وسوريا لا تعكس أداء المنتخب التونسي». وتابع: «حضّرنا ذهنياً لمباراتنا الأولى أمام المنتخب القطري، والحالة الذهنية لها دور كبير لتجهيزنا لمواجهة تونس».
في المقابل، وبمشاعر متضاربة، يتكئ المدرب سامي طرابلسي على صحوة لاعبيه بعد صدمة الخسارة أمام سوريا، مستنداً إلى قراءة خصمه بعيون اللقاء الماضي؛ إذ قال مدرب السيلية القطري سابقاً إن «منتخب فلسطين يشبه سوريا، يتسم بالعقلية والروح والقتالية نفسها».
ويضيف الطرابلسي، الذي قاد بلاده للتأهل إلى «مونديال 2026» ويستعد لخوض «كأس أمم أفريقيا» مباشرة عقب كأس العرب: «سنتجاوز هذه الكبوة للتركيز على مبارياتنا المقبلة».
وأقر طرابلسي في المؤتمر الصحافي بأن «التحضير لمباراة سوريا كان في ظل ظروف صعبة، والنتيجة السلبية تسببت في الحسرة والأسف للاعبين»، مضيفاً: «خلال اليومين الماضيين، تم تدارك الأمر على المستويين النفسي والذهني».

وتؤكد تقارير إعلامية أن الطرابلسي يتعرض لضغوط كبيرة لتحسين الأداء، وإلا فقد يجد مستقبله مهدداً، خصوصاً أن كأس العرب تعدّ من الأهداف التي وضعها في قائمة أولوياته.
لكن التشكيلة التي يخوض بها الطرابلسي البطولة بحثاً عن لقب تاريخي ثانٍ، يعوض به خسارة نهائي النسخة الماضية أمام الجزائر، تشهد غيابات مؤثرة جداً دفاعاً ووسطاً وهجوماً، مثل: منتصر الطالبي (لانس الفرنسي) وديلان برون (سيرفيت السويسري) وحنبعل المجبري (بيرنلي الإنجليزي)، مقابل اعتماده على لاعبيه المحليين وجلهم من الترجي.

