أكد أحمد فقا، لاعب المنتخب السوري، أن منتخب بلاده يخوض منافسات بطولة كأس العرب في قطر بعقلية الفوز فقط، وأنه لا يرى أي سبب يمنع سوريا من مقارعة أقوى المنتخبات في المجموعة.
المنتخب السوري وصل إلى دور المجموعات بعد انتصار مستحق على جنوب السودان بهدفين دون رد في الملحق، ليعزز سلسلة نتائجه الإيجابية هذا العام، حيث لم يتعرض إلا لهزيمة واحدة، كما تأهل الفريق مبكراً إلى «كأس أمم آسيا 2027» في السعودية.
ويبدو واضحاً أن الحالة الذهنية داخل الفريق السوري في أفضل مستوياتها، سواء من ناحية الهدوء، والانسجام، والثقة المتبادلة، بين اللاعبين. وفي أجواء يغلب عليها التفاؤل، تحدث فقا مازحاً عن «قائد المجموعة» وقال: «أعتقد أنه سيكون أحد اللاعبين الشباب... وربما محمد الصلخدي»، ورغم أن فقا يتحدث بشكل ساخر، فإن الصلخدي يشكل بالفعل عنصراً مؤثراً داخل المنتخب السوري، خصوصاً مع شغفه الكبير بلعبة «مافيا» الورقية التي تحولت إلى تقليد يومي يجتمع حوله اللاعبون خلال فترات الراحة.
ويصف فقا تلك اللحظات بأنها جزء من صناعة الروح الجماعية: «نحن قريبون للغاية بعضنا من بعض، والأجواء داخل المنتخب إيجابية للغاية. مثل هذه الأنشطة تساعدنا على الاسترخاء من ضغط التدريبات». وأوضح فقا في مقابلة مع موقع «الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)»: «في لعبة (المافيا) نلعب عادة في مجموعة من 10 لاعبين. نوزع البطاقات، ونبدأ النقاش لمعرفة المحتال. اللعبة تصنع تواصلاً جميلاً، وتزيد من قوة العلاقة داخل الفريق».
وبعد تجاوز الملحق، يشعر المنتخب السوري أن بإمكانه تقديم شيء مختلف في البطولة، ويعود جزء كبير من هذا التحول إلى العمل الذي أداه المدرب خوسيه لانا منذ توليه القيادة الفنية منتصف عام 2024، حيث تبدو بصمته واضحة على أسلوب اللعب والثقة داخل المجموعة. وأشار فقا: «نحن متحمسون للغاية. ننتظر حضوراً جماهيرياً كبيراً في قطر، وندخل البطولة بمعنويات عالية. التحضيرات كانت مميزة، ويمكن البناء على ما قدمناه في الملحق، وكذلك في تصفيات (كأس آسيا 2027). لقد اكتسبنا ثقة كبيرة، ونلتزم تماماً بأفكار المدرب وطريقته».
ولا يعتقد فقا، البالغ من العمر 22 عاماً، أن وجود تونس وقطر، وهما منتخبان وصلا إلى كأس العالم، يمثل عائقاً أمام طموحات سوريا، بل يرى العكس تماماً؛ إذ قال: «نحن مؤمنون بقدراتنا، وندخل البطولة بهدف الفوز بصدارة المجموعة. لا يمكن أن نفكر في احتمالات الخسارة قبل أن نلعب، والثقة ستكون أهم أسلحتنا».
رحلة فقا الخاصة تضفي بعداً إنسانياً على قصته مع المنتخب السوري، فقد وُلد في القامشلي شمال شرقي سوريا، قبل أن ينتقل إلى السويد وهو في التاسعة من عمره، ليجد نفسه اليوم جزءاً من فريق يضم لاعبين من خلفيات متنوعة، وكثير منهم عاشوا تجارب مشابهة. وقال عن هذا التنوع: «كلنا سوريون، وكلنا نحمل الدم السوري. البعض لم يولد في سوريا، لكننا نشكل مجموعة واحدة، بالنسبة إليّ، نشأت هناك وما زلت أتواصل مع أصدقائي القدامى. كانت طفولتي مليئة باللعب في الشارع، وكانت تلك اللحظات مصدر سعادة كبيرة لي». وختم حديثه بالقول: «تمثيل المنتخب الوطني شرف كبير؛ أن أرتدي قميص البلد الذي ولدت فيه؛ لهو إحساس لا يوصف. أنا واثق بأن كثيراً من أصدقائي سيكونون أمام التلفاز يشجعون سوريا».

