ركلة «سلام» تُعيد الحياة لمدينة «شمعون الرياضية» في بيروت

سلام وإلى جانبه حيدر رئيس اتحاد الكرة خلال الزيارة (الشرق الأوسط)
سلام وإلى جانبه حيدر رئيس اتحاد الكرة خلال الزيارة (الشرق الأوسط)
TT

ركلة «سلام» تُعيد الحياة لمدينة «شمعون الرياضية» في بيروت

سلام وإلى جانبه حيدر رئيس اتحاد الكرة خلال الزيارة (الشرق الأوسط)
سلام وإلى جانبه حيدر رئيس اتحاد الكرة خلال الزيارة (الشرق الأوسط)

وصل رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، ممثلاً لرئيس الجمهورية جوزيف عون، إلى مدينة «كميل شمعون» الرياضية في بيروت، في زيارة تحمل طابعاً رمزياً ووطنياً، وذلك تزامناً مع استعادة الصرح الرياضي الكبير لدوره على الخريطة الرياضية اللبنانية.

ورافق رئيس الحكومة في جولته وزيرة الشباب والرياضة نورا بيراقدريان، ورئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر.

وفي مشهد لافت، دخل نواف سلام أرض الملعب؛ حيث قام بركل الكرة بصفته تقليداً عالمياً متبعاً، وذلك إيذاناً بإعادة افتتاح المدينة وإعلان عودتها إلى الحياة، وذلك قبيل انطلاق مواجهة القمة التقليدية بين فريقي النجمة والأنصار، ضمن منافسات الدوري اللبناني لكرة القدم، في ديربي طالما شكّل حدثاً جماهيرياً بارزاً على هذا الملعب العريق.

وشكّلت هذه الزيارة لحظة مفصلية؛ حيث ألقت وزيرة الشباب والرياضة كلمة مقتضبة قبل صافرة البداية، أكدت فيها أن المدينة الرياضية تعود اليوم مساحة وطنية جامعة لكل اللبنانيين، بعد سنوات من الإهمال والتعطيل.

سلام يركل الكرة إيذاناً بعودة الحياة للملعب التاريخي (الشرق الأوسط)

من جهته، أشاد رئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم ونائب رئيس الاتحاد الآسيوي، المهندس هاشم حيدر، بإعادة تأهيل مدينة «كميل شمعون» الرياضية في بيروت، عادّاً أنها خطوة بالغة الأهمية في سبيل إعادة الحياة إلى هذا المرفق الوطني الحيوي.

وأعرب عن شكره وزيرة الشباب والرياضة، الدكتورة نورة بيرا كادريان، وإدارة المنشأة على جهودهم في تنفيذ هذا المشروع الذي أتاح إمكانية استضافة المباريات على أرض المدينة مجدداً، ولو بشكل جزئي.

وشدّد حيدر على أن ما تمّ إنجازه حتى الآن يُمثل بداية جيدة، لكنه لا يكفي، مؤكداً الحاجة إلى عملية تأهيل شاملة وكاملة تُمكّن المنتخب الوطني اللبناني من اللعب على أرضه وبين جماهيره، كما يليق بهذا الصرح العريق.

لاعبو الأنصار والنجمة في لقطة جماعية مع رئيس الحكومة اللبنانية (الشرق الأوسط)

وعبَّر حيدر عن ارتياحه للاهتمام الكبير من قبل الدولة اللبنانية بالرياضة، عموماً، وكرة القدم خصوصاً، مثمّناً دعم كل من رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء القاضي نواف سلام، الذي حضر شخصياً إلى المدينة الرياضية للمشاركة في إعلان إعادة افتتاحها.

وقال حيدر إن هذا الحضور الرسمي يعكس التزاماً واضحاً من أعلى المستويات في الدولة بدعم الرياضة، وهو ما يُشكّل بارقة أمل لمستقبل أفضل لكرة القدم اللبنانية. وختم قائلاً: «نأمل أن تتواصل هذه الجهود، وأن يكون القادم أفضل بإذن الله».

بهذا المشهد، تكون بيروت قد استعادت أحد أبرز معالمها الرياضية، في خطوة تحمل رسائل تتجاوز حدود الرياضة، وتفتح الباب أمام مزيد من المشروعات التي تعيد للبنان ألقه في ميادين الرياضة والتنمية الوطنية.


مقالات ذات صلة

بوستيكوغلو وتشافي مرشحان لخلافة يايسله في الأهلي

رياضة عالمية المدرب الأسترالي أنجي بوستيكوغلو (أ.ب)

بوستيكوغلو وتشافي مرشحان لخلافة يايسله في الأهلي

دخل نادي الأهلي في مفاوضات مع المدرب الأسترالي أنجي بوستيكوغلو، المدير الفني السابق لنادي توتنهام هوتسبير.

The Athletic (جدة)
رياضة عالمية فريق أوكلاند سيتي النيوزيلندي يستعد للمشاركة في مونديال الأندية (أ.ف.ب)

«مونديال الأندية»: حالة من الفخر في فريق أوكلاند سيتي

يواجه فريق أوكلاند سيتي النيوزيلندي عجزاً مالياً في كأس العالم للأندية لكرة القدم، لكنه يشعر بفخر كبير لمشاركته في النسخة الجديدة من البطولة المقامة في أميركا.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
رياضة عالمية توم بيشوف لاعب بايرن ميونيخ الجديد (د.ب.أ)

بيشوف: الانضمام لبايرن ميونيخ كان الاختيار المثالي

وصف توم بيشوف انتقاله لفريق بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم، بأنه «الاختيار المثالي». وأشار إلى أنه لا يمانع مقارنته بجوشوا كيميتش، أحد نجوم الفريق.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
رياضة عالمية رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم فيليب ديالو (وسائل إعلام فرنسية)

رئيس الاتحاد الفرنسي: سعيد لأن المنتخب وجهة جاذبة لأمثال زيدان

بعد إعلان المدير الفني ديدييه ديشان عزمه الرحيل عن تدريب منتخب فرنسا عقب نهائيات كأس العالم 2026، بدأ الحديث يتصاعد حول هوية من سيخلفه في قيادة «الديوك».

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة عالمية الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف يحتفل بمنتخب بلاده (وسائل إعلام أوزبكية)

رئيس أوزبكستان يهدي لاعبي منتخب البلاد سيارات بعد التأهل التاريخي لكأس العالم

شهدت أوزبكستان احتفالات تاريخية، بعد أن أصبحت أول دولة من آسيا الوسطى تتأهل إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم، عقب فوز كبير على قطر بنتيجة 3 - 0.

فاتن أبي فرج (بيروت)

الانتقادات تلاحق الركراكي رغم انتصارات المغرب الـ12 الأخيرة

وليد الركراكي (رويترز)
وليد الركراكي (رويترز)
TT

الانتقادات تلاحق الركراكي رغم انتصارات المغرب الـ12 الأخيرة

وليد الركراكي (رويترز)
وليد الركراكي (رويترز)

لم تمنع الانتصارات الـ12 المتتالية لمنتخب المغرب لكرة القدم انتقادات تطول مدربه وليد الركراكي وتطالبه بتحسين المستوى، للرفع من حظوظه بإحراز لقب كأس أمم أفريقيا المقررة في ديسمبر (كانون الأول) ويناير (كانون الثاني) المقبلين على أرضه.

فاز «أسود الأطلس» أخيرا على تونس 2-0 وبنين 1-0 في مباراتين وديتين مطلع يونيو (حزيران)، لينفرد الركراكي برقم قياسي جديد من خلال أطول سلسلة انتصارات متتالية في تاريخ المنتخب، بلغت 12 فوزا من دون أي تعادل أو هزيمة، متجاوزا البوسني وحيد خليلودجيتش، الذي توقف عند 11 انتصارا متتاليا.

لكن أداء الفريق خلال مباراتيه الأخيرتين، وقبل ذلك خلال مباراتي مارس (آذار) ضد كل من النيجر 2-1 وتنزانيا 2-0، أثار انتقادات تتعلق خصوصا ببعض اختيارات المدرب وغياب أسلوب لعب واضح وبطء الإيقاع، وصعوبة خلق فرص التهديف، رغم توفر جيل ذهبي من النجوم والمواهب الشابة.

يأتي هذا الجدل بينما يواجه المغرب ضغطا كبيرا للظفر بالبطولة لكونها تقام على أرضه، بين 21 ديسمبر و18 يناير، بعد نحو 50 عاما على لقبه القاري الوحيد (1976).

عكست تعليقات الصحف المحلية هذه المخاوف، فتساءلت صحيفة «المنتخب» المتخصصة الخميس: «أرقام قياسية، انتصارات متتالية وأسئلة استفهامية، فلماذا نحن غير مقتنعين؟».

وبدورها علقت صحيفة «الأحداث» المغربية: «تخبط الركراكي يحير الجمهور»، فيما اعتبرت صحيفة «الصباح» أن «منتخب الركراكي يواصل التقدم نحو الوراء».

من جهته، قال مصدر من الاتحاد المغربي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن الركراكي «مستمر في عمله والأمور عادية»، تعليقا على شائعات متداولة في مواقع التواصل الاجتماعي حول الانفصال عنه.

في مواجهة الانتقادات، رد الركراكي في المؤتمر الصحافي عقب مباراة بنين الثلاثاء بانفعال قائلا: «أحببتم أم كرهتم أنا أفضل مدرب (للمنتخب) في التاريخ حتى الآن».

واستعرض حصيلته منذ ثلاث سنوات: «قمنا بتشبيب الفريق، ووصلنا نصف نهائي كأس العالم، وهو ما لم يحدث أبدا في أفريقيا، وحققنا 12 انتصارا متتاليا، وهو ما لم يحدث أبدا في المغرب».

وأضاف مستدركا: «بالتأكيد لا يزال ممكنا أن نتحسن، ولسنا جاهزين تماما لكننا واثقون»، مشيرا إلى غياب عدد من اللاعبين الأساسيين عن المباراتين الأخيرتين.

زادت هذه التصريحات الجدل حول الركراكي في الإعلام المحلي، حيث ذكر منتقدوه أنه أغفل خروجه المخيب من الدور الثاني لكأس أمم أفريقيا في كوت ديفوار مطلع 2024، بعد هزيمة أمام جنوب أفريقيا 2-0.

دخل المغرب تلك البطولة مرشحا فوق العادة للفوز بها بعدما كان أنهى مونديال قطر 2022 في المركز الرابع، وكتب التاريخ بكونه أول فريق أفريقي وعربي يصل المربع الذهبي للمونديال.

يرى الصحافي الرياضي حمزة حشلاف أن المخاوف التي يثيرها أداء «أسود الأطلس» حاليا ترتبط «بشبح كوت ديفوار، حيث أقصي المنتخب الوطني بتلك الطريقة الكاريكاتيرية، بينما كنا في فترة زاهية بعد كأس العالم، وهو ما خلف صدمة قوية».

كان عقد الركراكي مع الاتحاد المغربي ينص على بلوغ نصف النهائي في كوت ديفوار.

وتعرض لانتقادات بعد ذلك الإقصاء تركزت أساسا حول استدعائه لاعبين مصابين أو غير جاهزين للبطولة بداعي «فضلهم» في الوصول لنصف نهائي المونديال، وكذلك عجزه عن إيجاد أسلوب لعب فعال ضد الفرق التي تتكتل في الدفاع.

لكن الانتقادات بقيت محتشمة وجدد الاتحاد المغربي ثقته فيه.

بعد هذا القرار «بقينا ننتظر تغييرا بعدما كنا نتقبل اللعب ونعول على المرتدات خلال كأس العالم، لكننا لم ننجح في الانتقال إلى شيء مختلف، فعشنا مستويات متذبذبة بين مباريات تكون أحيانا ممتازة وأخرى بمستوى متواضع جدا»، وفق حشلاف.

ويضيف: «هذا التذبذب هو الذي يجعل الناس تشكك».

ويستطرد اللاعب الدولي السابق فخر الدين رجحي: «إذا حكمنا على المباريات الأخيرة فهناك نقائص كبيرة، عندما نلعب بهذا المستوى فهذه مشكلة».

ويتابع: «لم نتطور منذ قطر بينما يجب أن ننسى تلك الفترة»، مشيرا إلى كيفية تطور إسبانيا والبرتغال اللتين أقصاهما المغرب منذ ذلك الوقت.

لكنه يستدرك: «ربما أن أغلبية الجماهير ترى الآن أن الأمور ستكون صعبة، لكن بحكم التجربة لا يوجد أي شيء مؤكد، كل شيء مرتبط بكيف سيدخل الفريق البطولة ومستوى الفرق التي سنواجهها».

وبينما يثير أسلوب الركراكي الانفعالي أحيانا في الفترة الأخيرة انتقادات جانب من الإعلام والجمهور، إلا أنه يراهن على «الوحدة والطاقة الإيجابية» لدعم الفريق.

قبل مباراتي تونس وبنين وعد الجماهير قائلا: «أنا قادر عليها، لن تجدوا أفضل مني للفوز بالكأس».