احتفاء مصري واسع بتألّق عمر مرموش في الملاعب الألمانية

أسهم في تعادل فريقه أمام بايرن... وتصدّر قائمة هدافي «بوندسليغا»

النجم المصري يركض فرحاً رامياً قميصه وزملاؤه يلاحقونه (إ.ب.أ)
النجم المصري يركض فرحاً رامياً قميصه وزملاؤه يلاحقونه (إ.ب.أ)
TT

احتفاء مصري واسع بتألّق عمر مرموش في الملاعب الألمانية

النجم المصري يركض فرحاً رامياً قميصه وزملاؤه يلاحقونه (إ.ب.أ)
النجم المصري يركض فرحاً رامياً قميصه وزملاؤه يلاحقونه (إ.ب.أ)

مع إطلاق حكم مباراة بايرن ميونيخ وآينتراخت فرنكفورت صافرة النهاية، في المباراة التي أُقيمت، أمس الأحد، على ملعب «دويتشه بنك بارك»، ضمن الجولة السادسة من الدوري الألماني لكرة القدم التي انتهت بنتيجة (3 - 3)، حتى انطلقت في مصر حالة كبيرة من السعادة والفخر باللاعب المصري عمر مرموش، عقب تسجيله هدفين وصناعة ثالث لفريقه فرنكفورت.

وتُوّج مرموش بجائزة رجل المباراة، المقدمة من رابطة الدوري الألماني لكرة القدم «بوندسليغا»، كما اُختير ضمن فريق الأفضل في الجولة السادسة للدوري الألماني، بعدما تمكّن من تسجيل الهدف الأول في الدقيقة 22، بفضل انطلاقاته السريعة في قلب الدفاع، وتسديده كرة أرضية سكنت شباك الحارس مانويل نوير، ثم صنع الهدف الثاني لفريقه في الدقيقة 35 بفضل مهاراته في المراوغة، وعاد الدولي المصري ليقتنص هدف التعادل القاتل لصالح آينتراخت فرنكفورت، في الدقيقة 94، بعدما أشار إلى زميله دينا إيبيمبي لتمرير الكرة له سريعاً في العمق، ليستغل فارق السرعة ويطلق كرة صاروخية لم يستطع حارس الفريق البافاري إيقافها.

فرحة هستيرية لمرموش أمس (إ.ب.أ)

ويشهد الدوري الألماني هذا الموسم تألقاً لافتاً في مسيرة الفرعون المصري عمر مرموش، الذي وضع نفسه على رأس نجوم «بوندسليغا»؛ إذ أحرز 8 أهداف وصنع 6 أخرى في 9 مباريات مع فرنكفورت خلال الموسم الحالي، ما جعله يتصدّر قائمة الإسهامات التهديفية في الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا.

ويتصدّر النجم المصري قائمة هدافي الدوري الألماني بفارق 3 أهداف عن الإنجليزي هاري كين الذي أحرز 5 أهداف.

واحتفى الجمهور المصري، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بنجم فرنكفورت والمنتخب المصري، ما جعل اسمه يتصدّر قائمة «التريند» في مصر.

كما اتفق كثير من رواد التواصل الاجتماعي أن مرموش يستحق اللعب في أندية المقدمة بالدوري الإنجليزي.

وارتبط اسمه بالانتقال إلى الدوري الإنجليزي منذ الموسم الماضي وحتى موسم الانتقالات الصيفية المنقضي، في ظل اهتمام نادي توتنهام هوتسبير الإنجليزي بالتعاقد معه، ثم اقترابه من الانتقال إلى نوتنغهام فورست؛ لكن الصفقة لم تكتمل، ليصبح الآن مرشحاً للانتقال في الموسم المقبل إلى «البريميرليغ»، ولكن إلى أحد الأندية الكبرى، التي تسعى للحصول على خدماته خلال فترة الانتقالات المقبلة.

إلى ذلك، تغنّت الصحف الألمانية بـ«مرموش» بعد مباراة أمس، وقالت صحيفة «بيلد» إنها «ليلة تألّق فيها عمر».

وقالت صحيفة «كيكر» الألمانية إن «النجم المصري كان سلاح آينتراخت فرنكفورت أمام بايرن ميونيخ، الذي نجح وكان فعّالاً في المباراة، كما أنه لم يتم إيقافه مطلقاً طوال الدقائق الـ90».

بينما علّق الموقع الرسمي للدوري الألماني على المباراة، قائلاً: «آينتراخت ومرموش يتعادلان مع بايرن». وأضاف الموقع أن «عمر لا يمكن إيقافه إطلاقاً».

كذلك نال المدير الفني السابق للمنتخب المصري كارلوس كيروش إشادة جانب كبير من رواد «السوشيال ميديا»، كونه أول من منح الفرصة للاعب للظهور في صفوف الفراعنة.

وتناقل آخرون تصريحات تلفزيونية لوكيل اللاعب، أحمد عبدون، التي قال خلالها إن أداء الدولي المصري وتميّزه هذا العام «شيء طبيعي، ولم يأتِ بمحض الصدفة، وذلك بعدما تدرّج في اللعب مع أكثر من فريق»، لافتاً إلى أنه يهتم بتطوير نفسه.

وأكمل وكيل اللاعب: «مرموش منسجم جداً مع فرنكفورت، ونجح في التأقلم مع الأجواء الألمانية، علاوة على تلقيه الإشادة الدائمة من الجماهير ومدرب الفريق». وعن إمكانية انتقاله إلى فريق جديد، قال عبدون: «اللاعب يمتلك كثيراً من العروض، لكن الحديث الآن سابق لأوانه، وفي حاله رحيله عن فرنكفورت نسعى لانتقاله إلى فريق كبير، كما هي عادة لاعبي (بوندسليغا)».

مرموش ينطلق فرحاً بعد هدفه (أ.ب)

الناقد والمحلل الرياضي المصري، مصطفى صابر، قال لـ«الشرق الأوسط»: «عمر مرموش أعاد أذهان الجماهير المصرية إلى بداية فترة تألّق زميله في المنتخب المصري محمد صلاح خلال وجوده مع روما الإيطالي»، متابعاً: «حقيقة يستحق هذه الحالة من احتفاء الجمهور المصري والعربي به أيضاً، فهو حالياً يحتلّ صدارة ترتيب هدافي الدوري الألماني متفوقاً على ماكينة الأهداف الإنجليزية هاري كين، ويتصدّر الدوريات الخمس الكبرى كونه أكثر اللاعبين إسهاماً في الأهداف بجانب البولندي ليفاندوفسكي».

وأشار صابر إلى أن «ما يقدمه الدولي المصري مع فريقه وانطلاقته الصاروخية هذا الموسم يجعلانه ينافس عمالقة اللعبة في الوقت الحالي، وبالطبع هذا لا يحدث كل يوم، ولا نجد كل موسم لاعباً مصرياً أو عربياً يتألّق ويلمع وينافس على ترتيب الهدافين في الدوريات الخمسة الكبرى باستثناء الأسطورة محمد صلاح، وهذا ما جعل مرموش محط أنظار من أندية عريقة في الدوريات الخمسة الكبرى، أبرزها مانشستر يونايتد ووست هام من الدوري الإنجليزي».


مقالات ذات صلة

الدوري المصري: الأهلي يفرط بنقاط الاتحاد السكندري

رياضة عربية من مباراة الأهلي والاتحاد السكندري (الأهلي)

الدوري المصري: الأهلي يفرط بنقاط الاتحاد السكندري

فشل فريق الأهلي في الحفاظ على تقدمه بهدف نظيف أمام الاتحاد السكندري، وتعادل معه 1/1 في المباراة التي جمعتهما ضمن منافسات الجولة الثالثة من الدوري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية روبن أموريم المدرب الجديد لمانشستر يونايتد (رويترز)

أموريم: أنا «الحالم» القادر على إعادة أمجاد يونايتد!

قال المدرب البرتغالي روبن أموريم إنه الرجل المناسب لإعادة مانشستر يونايتد أخيراً إلى مجده السابق.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية النيجيري الدولي فيكتور بونيفاس مهاجم باير ليفركوزن (أ.ف.ب)

ليفركوزن يخسر بونيفاس «مباريات عدة»

خسر باير ليفركوزن بطل ألمانيا جهود مهاجمه النيجيري الدولي فيكتور بونيفاس «مباريات عدة» بعد عودته من النافذة الدولية الأخيرة مصاباً.

«الشرق الأوسط» (ليفركوزن)
رياضة عالمية دييغو سيميوني سيخوض مباراته رقم 700 مدرباً لأتلتيكو مدريد (إ.ب.أ)

سيميوني ممتن للوصول إلى 700 مباراة مع أتلتيكو

سيخوض دييغو سيميوني مباراته رقم 700 مدرباً لأتلتيكو مدريد عندما يستضيف ألافيس في دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم، السبت.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية باولو فونسيكا مدرب ميلان (أ.ف.ب)

فونسيكا: نحترم يوفنتوس لكننا لا نخشاه

قال باولو فونسيكا مدرب ميلان، الجمعة، إن فريقه لا يهاب مواجهة يوفنتوس.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب

TT

سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب

الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)
الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)

سيلين حيدر، لاعبة منتخب لبنان للشابات وقائدة فريق أكاديمية بيروت، قصة رياضية شابة خطفتها أقدار الحرب من ملاعبها إلى سرير المستشفى. في لحظة واحدة، تحوَّل حلم اللاعبة التي تعشق الحياة وتعيش من أجل كرة القدم إلى صراع مرير مع إصابة خطيرة في الرأس، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منطقة الشياح، مكان إقامتها.

سيلين ليست فقط لاعبة موهوبة، هي ابنة الوطن الذي دفعها لتحمل مسؤوليات أكبر من عمرها، وهي مَن رفعت راية لبنان في بطولات غرب آسيا، وحملت معها طموحات جيل يؤمن بأن الرياضة أداة تغيير، لا ضحية للظروف. أصابتها شظايا الحديد التي اخترقت سلام بيتها، لكن صوت والدتها، سناء شحرور، لا يزال يردد: «ابنتي بطلة، ستعود لتقف وتكمل حلمها».

 

والدة سيلين حيدر تمنى نفسها بسلامة ابنتها (الشرق الأوسط)

 

وسط الألم، تقف عائلتها وزملاؤها ومدربوها كتفاً بكتف، يعزفون لحن الأمل. من كلمات صديقاتها عن شخصيتها الحنونة وضحكتها التي لم تفارق وجهها، إلى حملات الدعم التي نظمها زملاؤها في الفريق، الكل يترقب اللحظة التي تستيقظ فيها سيلين لتُكمل رحلتها، ليس فقط على أرض الملعب، بل في الحياة نفسها.

في ظل ظروفٍ مأساوية، تسرد والدتها، سناء شحرور، تفاصيل لحظة لا تُنسى، لحظة اختلط فيها الخوف بالأمل. رسالة بسيطة من سيلين تطلب وجبتها المفضلة تحولت إلى كابوسٍ بعد دقائق، عندما أُصيبت إثر تطاير شظايا الحديد. وبينما كانت الأم تمني نفسها بتحضير الطعام، وجدت نفسها تواجه الحقيقة المُرّة في المستشفى في قسم العناية الفائقة.

 

عباس حيدر والد اللاعبة سيلين (الشرق الأوسط)

القصة بدأت عندما اضطرت عائلتها للنزوح من منزلهم بسبب الحرب، في حين بقيت سيلين وحدها في المنزل لتكمل دراستها الجامعية، بعد قرار وزير التربية اللبناني عباس الحلبي باستكمال التعليم، رغم الحرب. وفي إحدى الليالي، أرسلت سيلين رسالة لوالدتها عبر تطبيق «واتساب»، تطلب منها إعداد وجبتها المفضلة. بضحكة خفيفة، ردَّت الأم: «وجهك فقري، سأقوم بإعدادها لك». دقائق بعد ذلك، تلقت الأم اتصالاً غيّر حياتها؛ الرقم الغريب على الهاتف أخبرها بأن ابنتها تعرضت لإصابة في الرأس.

جمع من أصدقاء اللاعبة يلتفون في المستشفى الذي ترقد فيه (الشرق الأوسط)

 

لم تصدِّق الأم ما سمِعَتْ، لا سيما أن سيلين كانت قد أبلغت بأنها ابتعدت عن مكان الاستهداف. شعرت بالذعر والارتباك وبدأت تبحث عن معلومات متضاربة حول حالتها، وتقول شحرور: «لم أعد أعرف ماذا أفعل وكنت في موقف لا أحسد عليه صرت أتجول في البيت من دون جدوى. اتصلت بوالدها وذهب لمستشفى السان جورج قبلي، لأنني كنت بعيدة جداً عنها».

وتكمل شحرور بأنها حين وصلت إلى المستشفى، وجدت ابنتها مغطاة بالدماء، لا تستطيع الحركة، وقد أُصيبت بكسر في الجمجمة ونزف في الرأس. المشهد كان مرعباً، لكن الأم لم تفقد الأمل. وقفت بجوارها وهي تصرخ: «قومي يا سيلين!»، ولكن الأطباء كانوا يؤكدون أن وضعها حرج للغاية، وأن المسألة مسألة وقت.. وتضيف: «الأطباء يقولون لنا إنها مسألة وقت؛ سأنتظرها سنة واثنتين وثلاثاً لكي تستيقظ».

في المستشفى، تجلس الأم يومياً بجانب سرير سيلين، تتحدث معها، تخبرها عن زيارات الأصدقاء، وتعدها بأطيب الأكلات عندما تستيقظ، وتخبرها بأنها ستشتري لها دراجة نارية جديدة، تحاول أن تمنحها القوة بالكلمات، رغم أن سيلين لا تستجيب. تقول الأم: «قلت لها إنني رأيتُ في الحلم أنها استيقظت وغمرتني. أنا أنتظر هذا الحلم يتحقق، حتى لو استغرق الأمر سنوات».

 

هنا خلف هذا الباب الموصد ترقد لاعبة منتخب لبنان نتيجة إصابتها (الشرق الأوسط)

 

أما والدها عباس حيدر، فيصف وضعها بالمستقر دون تحسُّن كبير. يحكي عن شظية حديد أصابت رأسها نتيجة القصف الإسرائيلي، مما تسبب بكسر في الجمجمة ونزف داخلي أدى إلى دخولها في غيبوبة. ويشيد والدها بدعم الاتحاد اللبناني لكرة القدم قائلاً: «منذ اللحظة الأولى، لم يترك الاتحاد اللبناني لكرة القدم عائلة سيلين وحدها؛ قام رئيس الاتحاد السيد هاشم حيدر بتأمين نقلها من مستشفى سان جورج إلى مستشفى الروم، وتابع حالتها بشكل مباشر. الأمين العام للاتحاد جهاد الشحف، رغم غيابه عن لبنان، ظل على اتصال مستمر مع العائلة».

عباس يحاول جاهداً أن تتماسك أعصابه عند الكلام، يحكي ويفضفض لعله يخفف من وطأة الألم؛ فابنته المدللة وآخر العنقود بحالة فُرِضت عليها بسبب الحرب التي يعيشها لبنان منذ شهرين تقريباً، ويقول بحرقة: «سيلين تنتظر دعاء الجميع لتعود لحياتها وفريقها ومنتخب لبنان، وكي تعود أقوى، وتُتوَّج بلقب غرب آسيا، وترفع اسم لبنان، وسننتظرها لترفع علم لبنان مجدداً مع أصدقائها. هذا الجيل الذي يجب أن يبني لبنان وطناً حراً علمانياً بعيداً عن كل الطوائف والمذاهب التي خربت بلدنا».

زملاؤها في فريق أكاديمية بيروت كانوا أيضاً في صدمة كبيرة. ميشال أبو رجيلي، صديقتها وزميلتها في الفريق، قالت إنها لم تصدق في البداية أن إصابة سيلين خطيرة، لكنها أدركت حجم الكارثة بعد سماع الأخبار. تروي كيف أن سيلين كانت دائماً مبتسمة داعمة لزميلاتها ومحبة للحياة. تتذكر رسالتها في عيد ميلادها: «عقبال المليون دولار»، وتقول إنها تنتظر عودتها لتعيد البهجة إلى الفريق.

 

حلم اللاعبة الشابة بات ضحية الحرب (الشرق الأوسط)

 

مدربها في الفريق سامر بربري تحدث عن التزامها العالي وتطورها المذهل كلاعبة. انضمت إلى أكاديمية بيروت منذ ثلاث سنوات، وتدرجت من فريق دون الـ17 عاماً إلى ما دون الـ19. وحققت مع الفريق عدة بطولات، من بينها لقب بطولة الشابات في الموسم الماضي ولقب السيدات، وصفها بأنها قائدة بالفطرة، محترفة في الملعب، وضحكتها لا تفارق وجهها.

رغم الألم الذي تعيشه العائلة، لا تزال والدة سيلين تحتفظ بأمل كبير: «رسالتي للعالم أن سيلين ليست مجرد لاعبة، بل هي رمز لجيل يحب الحياة. أتمنى أن تنتهي الحرب، وأن نعيش أياماً أفضل. الشعب اللبناني لا ينكسر، وسيلين ستعود لتكمل حلمها وترفع علم لبنان مجدداً».

زملاء سيلين نظموا حملة تبرعات لدعم الناس المحتاجة، وأطلقوا دعوات للصلاة من أجل شفائها. الجميع ينتظر اللحظة التي تفتح فيها سيلين عينيها وتبتسم مجدداً، فكما قالت زميلتها ميشال إن الحياة تليق فقط بأولئك الذين يحبون الحياة كسيلين.