فيفا يكشف قائمة المنتخبات التي ودعت تصفيات المونديال

منتخب لبنان أحد المنتخبات الآسيوية التي ودعت تصفيات المونديال مبكراً (الاتحاد اللبناني)
منتخب لبنان أحد المنتخبات الآسيوية التي ودعت تصفيات المونديال مبكراً (الاتحاد اللبناني)
TT

فيفا يكشف قائمة المنتخبات التي ودعت تصفيات المونديال

منتخب لبنان أحد المنتخبات الآسيوية التي ودعت تصفيات المونديال مبكراً (الاتحاد اللبناني)
منتخب لبنان أحد المنتخبات الآسيوية التي ودعت تصفيات المونديال مبكراً (الاتحاد اللبناني)

نشر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الاثنين، تقريراً عن المنتخبات التي فشلت في التأهل إلى بطولة كأس العالم 2026 في كندا والمكسيك والولايات المتحدة الأميركية.

وستشهد بطولة كأس العالم 2026 مشاركة 48 منتخباً، أي أكثر بـ16 منتخباً مقارنة بالنسخ الـ7 الأخيرة، وتحديداً منذ عام 1998.

وتتأهل إلى المونديال 8 منتخبات بشكل مباشر من قارة آسيا، بالإضافة إلى مقعد واحد في الملحق القاري، مقابل 9 مقاعد مباشرة لقارة أفريقيا بالإضافة إلى مقعد واحد في الملحق القاري.

وبالنسبة للكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي)، فإنها ستحصل على 6 مقاعد مباشرة بجانب مقعدين في الملحق القاري، مقابل 6 مقاعد مباشرة لقارة أميركا الجنوبية لكرة القدم بجانب مقعد في الملحق القاري.

وتحصل أوقيانوسيا على مقعد واحد مباشر بجانب مقعد واحد في الملحق القاري، في الوقت الذي تحصل فيه قارة أوروبا على 16 مقعداً مباشراً في المونديال.

وبالنسبة للمنتخبات التي تم إقصاؤها بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فهي بنغلاديش وبوتان وبروناي وكمبوديا وتايوان وغوام وهونغ كونغ ولاوس ولبنان وماكاو وجزر المالديف ومنغوليا وميانمار ونيبال وباكستان، والفلبين، وسنغافورة، وسريلانكا وطاجيكستان وتيمور الشرقية وتركمنستان واليمن.

هناك 5 أدوار تأهيلية في المجمل لتحديد المقاعد الـ8 المباشرة التي منحت لآسيا في كأس العالم 2026، مع تأهل منتخب إضافي إلى الملحق القاري.

وفيما يخص الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، لم يتأكد إقصاء أي منتخب حتى الآن من تصفيات المونديال.

وتتنافس 53 دولة في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم في 8 مجموعات تضم كل مجموعة منها 6 منتخبات، ومجموعة واحدة من 5 منتخبات بعد انسحاب إريتريا، ويتأهل كل متصدر لمجموعته إلى كأس العالم.

وتتأهل أفضل 4 منتخبات احتلت المركز الثاني إلى دور فاصل لتحديد الممثل الوحيد للقارة في الملحق.

وبالنسبة لاتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي (الكونكاكاف)، فإن المنتخبات التي تم إقصاؤها هي جزر فيرجن الأميركية وجزر تركس وكايكوس.

تجدر الإشارة إلى أن كلاً من كندا والمكسيك والولايات المتحدة الأميركية تحصل على مقاعد تلقائية كونها الدول المضيفة للبطولة، مما يترك 3 مقاعد مباشرة واثنين آخرين محتملين عبر الملحق.

وبالنسبة لاتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول)، لم يضمن أي منتخب حتى الآن الخروج من تصفيات المونديال بشكل رسمي.

وبدأت تصفيات أميركا الجنوبية في السابع من سبتمبر (أيلول) 2023، وسوف تنتهي في سبتمبر 2025.

تتنافس 10 منتخبات في نظام دوري واحد، حيث تلعب بعضها ضد بعض ذهاباً وإياباً. المنتخبات التي ستحتل المراكز الـ6 الأولى سوف تتأهل مباشرة إلى كأس العالم، بينما يتأهل المنتخب صاحب المركز السابع إلى الملحق.

وبالنسبة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) لم يتأكد بشكل رسمي حتى الآن خروج أي منتخب من تصفيات المونديال، نظرا لأن التصفيات لم تبدأ بعد، وستنطلق في مارس (آذار) 2025، وستنتهي في مارس 2026.

الدور الأول سيتبع شكلاً مألوفاً، حيث سيتم تشكيل 12 مجموعة مكونة من 4 أو 5 منتخبات، وسيضمن المتصدرون في كل مجموعة مقاعدهم في كأس العالم، ولتحديد المراكز الـ4 المتبقية في القارة العجوز، سيتم إقامة بطولة فاصلة مكونة من 16 منتخباً، وهم 12 منتخباً حصلوا على المركز الثاني في مجموعاتهم خلال الدور الأول، و4 منتخبات أخرى يملكون أفضل تصنيف في دوري الأمم الأوروبية.

وبالنسبة لاتحاد أوقيانوسيا لكرة القدم فإن المنتخبات التي تم إقصاؤها هي جزر كوك وتونغا وساموا الأميركية. للمرة الأولى على الإطلاق، ستضمن أوقيانوسيا مقعداً في كأس العالم، بالإضافة إلى إمكانية الحصول على مقعد آخر عبر الملحق القاري.

وأقيم الدور الأول من التصفيات في سبتمبر 2024، الذي شمل وجود المنتخبات الـ4 الأقل تصنيفاً في القارة، بعد ذلك، سيتم لعب الدور الثاني الذي يتضمن مجموعتين، تحتوي كل مجموعة على 4 منتخبات. أما الدور الـ3 والأخير فسيلعب بين 4 منتخبات بنظام نصف النهائي والنهائي، وهو الدور الذي سيحدد ممثل أوقيانوسيا في كأس العالم والملحق القاري.


مقالات ذات صلة

هل يستطيع فرستابن تحقيق لقبه الخامس توالياً؟

رياضة عالمية ماكس فرستابن (رويترز)

هل يستطيع فرستابن تحقيق لقبه الخامس توالياً؟

انضم ماكس فرستابن إلى مجموعة مختارة من عظماء سباقات «فورمولا 1» للسيارات، بفوزه بلقب بطولة العالم للمرة الرابعة في لاس فيغاس، الأحد، لكن سائق فريق رد بول.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
رياضة عالمية إيثان نوانيري (أ.ب)

أرتيتا: نوانيري يمنح آرسنال «كل الأسباب» للاستعانة به

اعترف ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال، بأنه أصبح من الصعب مقاومة إغراء الدفع باللاعب الشاب إيثان نوانيري رغم سباق المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة سعودية جوزيه مورينيو (إ.ب.أ)

مورينيو: قصص انتقال رونالدو إلى فنربخشة «سخيفة»

أكد البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب نادي فنربخشة التركي خلال مؤتمر صحافي أن الأخبار حول انتقال كريستيانو رونالدو إلى نادي فنربخشة الذي يشرف عليه مورينيو غير صحيحة.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة عالمية روبرتو بيكولي (إ.ب.أ)

الدوري الإيطالي: بيكولي يحرم فييرا فوزه الأول مع جنوى

حرَم المهاجم روبرتو بيكولي، المدرب الجديد لجنوى، الفرنسي باتريك فييرا من فرحة تحقيق الفوز بعد 5 أيام على تعيينه، حين أدرك التعادل في وقت قاتل لكالياري 2-2.

«الشرق الأوسط» (جنوى)
رياضة عالمية مارتن تيرير (إ.ب.أ)

تيرير يتعرض لكسر في الساعد وينضم لقائمة مصابي ليفركوزن

انضم المهاجم مارتن تيرير إلى القائمة المطوَّلة للاعبين المصابين في صفوف فريق باير ليفركوزن حامل لقب الدوري الألماني، قبل ملاقاة ريد بول سالزبورغ النمساوي.

«الشرق الأوسط» (دوسلدورف)

سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب

TT

سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب

الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)
الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)

سيلين حيدر، لاعبة منتخب لبنان للشابات وقائدة فريق أكاديمية بيروت، قصة رياضية شابة خطفتها أقدار الحرب من ملاعبها إلى سرير المستشفى. في لحظة واحدة، تحوَّل حلم اللاعبة التي تعشق الحياة وتعيش من أجل كرة القدم إلى صراع مرير مع إصابة خطيرة في الرأس، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منطقة الشياح، مكان إقامتها.

سيلين ليست فقط لاعبة موهوبة، هي ابنة الوطن الذي دفعها لتحمل مسؤوليات أكبر من عمرها، وهي مَن رفعت راية لبنان في بطولات غرب آسيا، وحملت معها طموحات جيل يؤمن بأن الرياضة أداة تغيير، لا ضحية للظروف. أصابتها شظايا الحديد التي اخترقت سلام بيتها، لكن صوت والدتها، سناء شحرور، لا يزال يردد: «ابنتي بطلة، ستعود لتقف وتكمل حلمها».

 

والدة سيلين حيدر تمنى نفسها بسلامة ابنتها (الشرق الأوسط)

 

وسط الألم، تقف عائلتها وزملاؤها ومدربوها كتفاً بكتف، يعزفون لحن الأمل. من كلمات صديقاتها عن شخصيتها الحنونة وضحكتها التي لم تفارق وجهها، إلى حملات الدعم التي نظمها زملاؤها في الفريق، الكل يترقب اللحظة التي تستيقظ فيها سيلين لتُكمل رحلتها، ليس فقط على أرض الملعب، بل في الحياة نفسها.

في ظل ظروفٍ مأساوية، تسرد والدتها، سناء شحرور، تفاصيل لحظة لا تُنسى، لحظة اختلط فيها الخوف بالأمل. رسالة بسيطة من سيلين تطلب وجبتها المفضلة تحولت إلى كابوسٍ بعد دقائق، عندما أُصيبت إثر تطاير شظايا الحديد. وبينما كانت الأم تمني نفسها بتحضير الطعام، وجدت نفسها تواجه الحقيقة المُرّة في المستشفى في قسم العناية الفائقة.

 

عباس حيدر والد اللاعبة سيلين (الشرق الأوسط)

القصة بدأت عندما اضطرت عائلتها للنزوح من منزلهم بسبب الحرب، في حين بقيت سيلين وحدها في المنزل لتكمل دراستها الجامعية، بعد قرار وزير التربية اللبناني عباس الحلبي باستكمال التعليم، رغم الحرب. وفي إحدى الليالي، أرسلت سيلين رسالة لوالدتها عبر تطبيق «واتساب»، تطلب منها إعداد وجبتها المفضلة. بضحكة خفيفة، ردَّت الأم: «وجهك فقري، سأقوم بإعدادها لك». دقائق بعد ذلك، تلقت الأم اتصالاً غيّر حياتها؛ الرقم الغريب على الهاتف أخبرها بأن ابنتها تعرضت لإصابة في الرأس.

جمع من أصدقاء اللاعبة يلتفون في المستشفى الذي ترقد فيه (الشرق الأوسط)

 

لم تصدِّق الأم ما سمِعَتْ، لا سيما أن سيلين كانت قد أبلغت بأنها ابتعدت عن مكان الاستهداف. شعرت بالذعر والارتباك وبدأت تبحث عن معلومات متضاربة حول حالتها، وتقول شحرور: «لم أعد أعرف ماذا أفعل وكنت في موقف لا أحسد عليه صرت أتجول في البيت من دون جدوى. اتصلت بوالدها وذهب لمستشفى السان جورج قبلي، لأنني كنت بعيدة جداً عنها».

وتكمل شحرور بأنها حين وصلت إلى المستشفى، وجدت ابنتها مغطاة بالدماء، لا تستطيع الحركة، وقد أُصيبت بكسر في الجمجمة ونزف في الرأس. المشهد كان مرعباً، لكن الأم لم تفقد الأمل. وقفت بجوارها وهي تصرخ: «قومي يا سيلين!»، ولكن الأطباء كانوا يؤكدون أن وضعها حرج للغاية، وأن المسألة مسألة وقت.. وتضيف: «الأطباء يقولون لنا إنها مسألة وقت؛ سأنتظرها سنة واثنتين وثلاثاً لكي تستيقظ».

في المستشفى، تجلس الأم يومياً بجانب سرير سيلين، تتحدث معها، تخبرها عن زيارات الأصدقاء، وتعدها بأطيب الأكلات عندما تستيقظ، وتخبرها بأنها ستشتري لها دراجة نارية جديدة، تحاول أن تمنحها القوة بالكلمات، رغم أن سيلين لا تستجيب. تقول الأم: «قلت لها إنني رأيتُ في الحلم أنها استيقظت وغمرتني. أنا أنتظر هذا الحلم يتحقق، حتى لو استغرق الأمر سنوات».

 

هنا خلف هذا الباب الموصد ترقد لاعبة منتخب لبنان نتيجة إصابتها (الشرق الأوسط)

 

أما والدها عباس حيدر، فيصف وضعها بالمستقر دون تحسُّن كبير. يحكي عن شظية حديد أصابت رأسها نتيجة القصف الإسرائيلي، مما تسبب بكسر في الجمجمة ونزف داخلي أدى إلى دخولها في غيبوبة. ويشيد والدها بدعم الاتحاد اللبناني لكرة القدم قائلاً: «منذ اللحظة الأولى، لم يترك الاتحاد اللبناني لكرة القدم عائلة سيلين وحدها؛ قام رئيس الاتحاد السيد هاشم حيدر بتأمين نقلها من مستشفى سان جورج إلى مستشفى الروم، وتابع حالتها بشكل مباشر. الأمين العام للاتحاد جهاد الشحف، رغم غيابه عن لبنان، ظل على اتصال مستمر مع العائلة».

عباس يحاول جاهداً أن تتماسك أعصابه عند الكلام، يحكي ويفضفض لعله يخفف من وطأة الألم؛ فابنته المدللة وآخر العنقود بحالة فُرِضت عليها بسبب الحرب التي يعيشها لبنان منذ شهرين تقريباً، ويقول بحرقة: «سيلين تنتظر دعاء الجميع لتعود لحياتها وفريقها ومنتخب لبنان، وكي تعود أقوى، وتُتوَّج بلقب غرب آسيا، وترفع اسم لبنان، وسننتظرها لترفع علم لبنان مجدداً مع أصدقائها. هذا الجيل الذي يجب أن يبني لبنان وطناً حراً علمانياً بعيداً عن كل الطوائف والمذاهب التي خربت بلدنا».

زملاؤها في فريق أكاديمية بيروت كانوا أيضاً في صدمة كبيرة. ميشال أبو رجيلي، صديقتها وزميلتها في الفريق، قالت إنها لم تصدق في البداية أن إصابة سيلين خطيرة، لكنها أدركت حجم الكارثة بعد سماع الأخبار. تروي كيف أن سيلين كانت دائماً مبتسمة داعمة لزميلاتها ومحبة للحياة. تتذكر رسالتها في عيد ميلادها: «عقبال المليون دولار»، وتقول إنها تنتظر عودتها لتعيد البهجة إلى الفريق.

 

حلم اللاعبة الشابة بات ضحية الحرب (الشرق الأوسط)

 

مدربها في الفريق سامر بربري تحدث عن التزامها العالي وتطورها المذهل كلاعبة. انضمت إلى أكاديمية بيروت منذ ثلاث سنوات، وتدرجت من فريق دون الـ17 عاماً إلى ما دون الـ19. وحققت مع الفريق عدة بطولات، من بينها لقب بطولة الشابات في الموسم الماضي ولقب السيدات، وصفها بأنها قائدة بالفطرة، محترفة في الملعب، وضحكتها لا تفارق وجهها.

رغم الألم الذي تعيشه العائلة، لا تزال والدة سيلين تحتفظ بأمل كبير: «رسالتي للعالم أن سيلين ليست مجرد لاعبة، بل هي رمز لجيل يحب الحياة. أتمنى أن تنتهي الحرب، وأن نعيش أياماً أفضل. الشعب اللبناني لا ينكسر، وسيلين ستعود لتكمل حلمها وترفع علم لبنان مجدداً».

زملاء سيلين نظموا حملة تبرعات لدعم الناس المحتاجة، وأطلقوا دعوات للصلاة من أجل شفائها. الجميع ينتظر اللحظة التي تفتح فيها سيلين عينيها وتبتسم مجدداً، فكما قالت زميلتها ميشال إن الحياة تليق فقط بأولئك الذين يحبون الحياة كسيلين.