تصفيات أمم أفريقيا: السودان ينتزع نقاط النيجر

فرحة لاعبي منتخب السودان بهدفهم في مرمى النيجر (الشرق الأوسط)
فرحة لاعبي منتخب السودان بهدفهم في مرمى النيجر (الشرق الأوسط)
TT

تصفيات أمم أفريقيا: السودان ينتزع نقاط النيجر

فرحة لاعبي منتخب السودان بهدفهم في مرمى النيجر (الشرق الأوسط)
فرحة لاعبي منتخب السودان بهدفهم في مرمى النيجر (الشرق الأوسط)

حقق منتخب السودان فوزاً ثميناً على ضيفه النيجر بهدف دون رد في افتتاح منافسات المجموعة السادسة بالتصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا 2025 لكرة القدم، اليوم (الأربعاء).

ووفقاً لوكالة الأنباء الألمانية، سجل أبو بكر مأمون عيسى هدف المباراة الوحيد لمنتخب السودان، بعد مرور 6 دقائق من الشوط الثاني للقاء الذي أقيم في جوبا بجنوب السودان.

وسيحل منتخب السودان ضيفاً على أنغولا في الجولة الثانية، بينما ينتظر منتخب النيجر اختباراً قوياً عندما يستضيف غانا في مباراة ستقام بمدينة بركان المغربية.

وتقام التصفيات بمشاركة 48 منتخباً مقسمة إلى 12 مجموعة بواقع 4 منتخبات في كل مجموعة؛ حيث يتأهل الأول والثاني من كل مجموعة مباشرة للنهائيات التي ستقام في المغرب.

وفي جوبا، قدّم المنتخبان أداءً باهتاً في الشوط الأول دون خطورة حقيقية على المرميين لتنتهي أول 45 دقيقة بشباك نظيفة.

وتغير السيناريو في الشوط الثاني عندما سجل أبو بكر عيسى هدف التقدم بعدما تابع ركلة حرة نفذها زميله بخيت خميس، وارتبك مدافعو النيجر في إبعادها عن منطقة الجزاء.

وأهدر منتخب السودان أكثر من فرصة محققة لتسجيل هدف ثانٍ بمحاولات مؤكدة للثلاثي سيف تيري ومحمد مأمون عيسى ومحمد عبد الرحمن.

وتألق حارس المرمى السوداني محمد مصطفى، حيث أنقذ مرماه من فرصتين محققتين لزكريا أديبايور ويوسف أومارو لاعبي النيجر.

وخرج حارس المرمى السوداني من الملعب متأثراً بإصابته، ليشارك مكانه الحارس البديل علي أبو عشرين في الدقيقة 85 واستطاع الحفاظ على فوز ثمين لمنتخب السودان في بداية مشوار التصفيات.


مقالات ذات صلة

اليعقوبي: الكرة التونسية المتردية بحاجة لإرادة سياسية لتعود للواجهة الأفريقية

رياضة عالمية قيس اليعقوبي (الشرق الأوسط)

اليعقوبي: الكرة التونسية المتردية بحاجة لإرادة سياسية لتعود للواجهة الأفريقية

قال قيس اليعقوبي مدرب منتخب تونس الأول عقب الهزيمة أمام غامبيا إن الكرة في بلاده تعيش حالة متردية تتطلب تدخلاً سياسياً لإخراجها من هذه الحالة.

«الشرق الأوسط» (تونس)
رياضة عربية جانب من بداية مواجهة الجزائر وغينيا الاستوائية (الشرق الأوسط)

«تصفيات أمم أفريقيا»: الجزائر تكتفي بالتعادل أمام غينيا الاستوائية

تعادل المنتخب الجزائري أمام نظيره من غينيا الاستوائية سلبياً، في المباراة التي أُجريت الخميس في مالابو، ضمن الجولة الخامسة من تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
رياضة عالمية نادر الغندري لن يلحق بتشكيلة تونس (الاتحاد التونسي)

غربال بدلاً من الغندري في تشكيلة تونس لمواجهة مدغشقر

أعلن الاتحاد التونسي لكرة القدم اليوم (الاثنين) غياب نادر الغندري عن رحلة الفريق إلى جنوب أفريقيا لمواجهة مدغشقر ضمن تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025.

«الشرق الأوسط» (تونس)
رياضة عالمية الكاميرون هزمت كينيا وتأهلت لنهائيات أمم أفريقيا (الاتحاد الأفريقي)

الكاميرون إلى نهائيات أفريقيا 2025

ضمنت الكاميرون تأهلها إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقررة عام 2025 في المغرب.

«الشرق الأوسط» (كيرا تاون)
رياضة عالمية منتخب بوركينا فاسو تأهل لنهائيات المغرب 2025 (أ.ف.ب)

بوركينا فاسو تحجز أولى البطاقات إلى نهائيات أفريقيا 2025

حجزت بوركينا فاسو أولى البطاقات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقررة عام 2025 في المغرب.

«الشرق الأوسط» (أبيدجان)

سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب

TT

سيلين حيدر... أيقونة منتخب لبنان التي دفعت ضريبة الحرب

الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)
الفتاة الطموح كانت تقترب من أن تمثل لبنان في منتخبه الوطني وتخوض أولى مبارياتها (أ.ف.ب)

سيلين حيدر، لاعبة منتخب لبنان للشابات وقائدة فريق أكاديمية بيروت، قصة رياضية شابة خطفتها أقدار الحرب من ملاعبها إلى سرير المستشفى. في لحظة واحدة، تحوَّل حلم اللاعبة التي تعشق الحياة وتعيش من أجل كرة القدم إلى صراع مرير مع إصابة خطيرة في الرأس، نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منطقة الشياح، مكان إقامتها.

سيلين ليست فقط لاعبة موهوبة، هي ابنة الوطن الذي دفعها لتحمل مسؤوليات أكبر من عمرها، وهي مَن رفعت راية لبنان في بطولات غرب آسيا، وحملت معها طموحات جيل يؤمن بأن الرياضة أداة تغيير، لا ضحية للظروف. أصابتها شظايا الحديد التي اخترقت سلام بيتها، لكن صوت والدتها، سناء شحرور، لا يزال يردد: «ابنتي بطلة، ستعود لتقف وتكمل حلمها».

 

والدة سيلين حيدر تمنى نفسها بسلامة ابنتها (الشرق الأوسط)

 

وسط الألم، تقف عائلتها وزملاؤها ومدربوها كتفاً بكتف، يعزفون لحن الأمل. من كلمات صديقاتها عن شخصيتها الحنونة وضحكتها التي لم تفارق وجهها، إلى حملات الدعم التي نظمها زملاؤها في الفريق، الكل يترقب اللحظة التي تستيقظ فيها سيلين لتُكمل رحلتها، ليس فقط على أرض الملعب، بل في الحياة نفسها.

في ظل ظروفٍ مأساوية، تسرد والدتها، سناء شحرور، تفاصيل لحظة لا تُنسى، لحظة اختلط فيها الخوف بالأمل. رسالة بسيطة من سيلين تطلب وجبتها المفضلة تحولت إلى كابوسٍ بعد دقائق، عندما أُصيبت إثر تطاير شظايا الحديد. وبينما كانت الأم تمني نفسها بتحضير الطعام، وجدت نفسها تواجه الحقيقة المُرّة في المستشفى في قسم العناية الفائقة.

 

عباس حيدر والد اللاعبة سيلين (الشرق الأوسط)

القصة بدأت عندما اضطرت عائلتها للنزوح من منزلهم بسبب الحرب، في حين بقيت سيلين وحدها في المنزل لتكمل دراستها الجامعية، بعد قرار وزير التربية اللبناني عباس الحلبي باستكمال التعليم، رغم الحرب. وفي إحدى الليالي، أرسلت سيلين رسالة لوالدتها عبر تطبيق «واتساب»، تطلب منها إعداد وجبتها المفضلة. بضحكة خفيفة، ردَّت الأم: «وجهك فقري، سأقوم بإعدادها لك». دقائق بعد ذلك، تلقت الأم اتصالاً غيّر حياتها؛ الرقم الغريب على الهاتف أخبرها بأن ابنتها تعرضت لإصابة في الرأس.

جمع من أصدقاء اللاعبة يلتفون في المستشفى الذي ترقد فيه (الشرق الأوسط)

 

لم تصدِّق الأم ما سمِعَتْ، لا سيما أن سيلين كانت قد أبلغت بأنها ابتعدت عن مكان الاستهداف. شعرت بالذعر والارتباك وبدأت تبحث عن معلومات متضاربة حول حالتها، وتقول شحرور: «لم أعد أعرف ماذا أفعل وكنت في موقف لا أحسد عليه صرت أتجول في البيت من دون جدوى. اتصلت بوالدها وذهب لمستشفى السان جورج قبلي، لأنني كنت بعيدة جداً عنها».

وتكمل شحرور بأنها حين وصلت إلى المستشفى، وجدت ابنتها مغطاة بالدماء، لا تستطيع الحركة، وقد أُصيبت بكسر في الجمجمة ونزف في الرأس. المشهد كان مرعباً، لكن الأم لم تفقد الأمل. وقفت بجوارها وهي تصرخ: «قومي يا سيلين!»، ولكن الأطباء كانوا يؤكدون أن وضعها حرج للغاية، وأن المسألة مسألة وقت.. وتضيف: «الأطباء يقولون لنا إنها مسألة وقت؛ سأنتظرها سنة واثنتين وثلاثاً لكي تستيقظ».

في المستشفى، تجلس الأم يومياً بجانب سرير سيلين، تتحدث معها، تخبرها عن زيارات الأصدقاء، وتعدها بأطيب الأكلات عندما تستيقظ، وتخبرها بأنها ستشتري لها دراجة نارية جديدة، تحاول أن تمنحها القوة بالكلمات، رغم أن سيلين لا تستجيب. تقول الأم: «قلت لها إنني رأيتُ في الحلم أنها استيقظت وغمرتني. أنا أنتظر هذا الحلم يتحقق، حتى لو استغرق الأمر سنوات».

 

هنا خلف هذا الباب الموصد ترقد لاعبة منتخب لبنان نتيجة إصابتها (الشرق الأوسط)

 

أما والدها عباس حيدر، فيصف وضعها بالمستقر دون تحسُّن كبير. يحكي عن شظية حديد أصابت رأسها نتيجة القصف الإسرائيلي، مما تسبب بكسر في الجمجمة ونزف داخلي أدى إلى دخولها في غيبوبة. ويشيد والدها بدعم الاتحاد اللبناني لكرة القدم قائلاً: «منذ اللحظة الأولى، لم يترك الاتحاد اللبناني لكرة القدم عائلة سيلين وحدها؛ قام رئيس الاتحاد السيد هاشم حيدر بتأمين نقلها من مستشفى سان جورج إلى مستشفى الروم، وتابع حالتها بشكل مباشر. الأمين العام للاتحاد جهاد الشحف، رغم غيابه عن لبنان، ظل على اتصال مستمر مع العائلة».

عباس يحاول جاهداً أن تتماسك أعصابه عند الكلام، يحكي ويفضفض لعله يخفف من وطأة الألم؛ فابنته المدللة وآخر العنقود بحالة فُرِضت عليها بسبب الحرب التي يعيشها لبنان منذ شهرين تقريباً، ويقول بحرقة: «سيلين تنتظر دعاء الجميع لتعود لحياتها وفريقها ومنتخب لبنان، وكي تعود أقوى، وتُتوَّج بلقب غرب آسيا، وترفع اسم لبنان، وسننتظرها لترفع علم لبنان مجدداً مع أصدقائها. هذا الجيل الذي يجب أن يبني لبنان وطناً حراً علمانياً بعيداً عن كل الطوائف والمذاهب التي خربت بلدنا».

زملاؤها في فريق أكاديمية بيروت كانوا أيضاً في صدمة كبيرة. ميشال أبو رجيلي، صديقتها وزميلتها في الفريق، قالت إنها لم تصدق في البداية أن إصابة سيلين خطيرة، لكنها أدركت حجم الكارثة بعد سماع الأخبار. تروي كيف أن سيلين كانت دائماً مبتسمة داعمة لزميلاتها ومحبة للحياة. تتذكر رسالتها في عيد ميلادها: «عقبال المليون دولار»، وتقول إنها تنتظر عودتها لتعيد البهجة إلى الفريق.

 

حلم اللاعبة الشابة بات ضحية الحرب (الشرق الأوسط)

 

مدربها في الفريق سامر بربري تحدث عن التزامها العالي وتطورها المذهل كلاعبة. انضمت إلى أكاديمية بيروت منذ ثلاث سنوات، وتدرجت من فريق دون الـ17 عاماً إلى ما دون الـ19. وحققت مع الفريق عدة بطولات، من بينها لقب بطولة الشابات في الموسم الماضي ولقب السيدات، وصفها بأنها قائدة بالفطرة، محترفة في الملعب، وضحكتها لا تفارق وجهها.

رغم الألم الذي تعيشه العائلة، لا تزال والدة سيلين تحتفظ بأمل كبير: «رسالتي للعالم أن سيلين ليست مجرد لاعبة، بل هي رمز لجيل يحب الحياة. أتمنى أن تنتهي الحرب، وأن نعيش أياماً أفضل. الشعب اللبناني لا ينكسر، وسيلين ستعود لتكمل حلمها وترفع علم لبنان مجدداً».

زملاء سيلين نظموا حملة تبرعات لدعم الناس المحتاجة، وأطلقوا دعوات للصلاة من أجل شفائها. الجميع ينتظر اللحظة التي تفتح فيها سيلين عينيها وتبتسم مجدداً، فكما قالت زميلتها ميشال إن الحياة تليق فقط بأولئك الذين يحبون الحياة كسيلين.