أجّلت الدائرة الثانية لمحكمة جنايات مطروح في مصر، الاثنين، أولى جلسات محاكمة أحمد فتوح، لاعب نادي الزمالك ومنتخب مصر لكرة القدم، بتهمتَي القتل الخطأ، والقيادة تحت تأثير المخدرات، إلى جلسة 16 سبتمبر (أيلول) المقبل، مع استمرار حبسه.
وشغلت واقعة فتوح على مدار الأيام الماضية اهتمام جماهير الكرة، عقب توقيف اللاعب بتهمة دهس رجل شرطة بسيارته على الطريق الدولية الساحلية في مدينة العلمين (104 كيلومترات غرب مدينة الإسكندرية)، ما أدّى إلى وفاته، حيث صدر قرار بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، ثم تجديد حبسه 15 يوماً لحين ورود تقرير الطب الشرعي عن اللاعب، الذي أثبت تعاطيه المخدرات.
وقرّرت النيابة العامة المصرية، الخميس الماضي، إحالة اللاعب إلى محكمة الجنايات المختصة، بتهمة القتل الخطأ تحت تأثير المخدرات.
وذكرت النيابة، في بيان عبر الصفحة الرسمية لها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن فتوح سيخضع للمحاكمة «بناءً على ما نُسب إليه؛ من إحراز جوهر الحشيش المخدر بقصد التعاطي، وتسبّبه خطأً في قتل المجني عليه أحمد السيد، حال قيادة سيارته تحت تأثير المخدر، وبحالة ينجم عنها الخطر».
وأضاف البيان: «ثبت بتحقيقات النيابة العامة أن المتهم قاد سيارته بإحدى الطرق الساحلية بسرعة هائلة، جاوزت السرعة المقرّرة قانوناً، تحت تأثير تعاطي جوهر الحشيش المخدر، فصدم المجني عليه حال عبوره الطريق، فتناثرت أشلاؤه داخل السيارة وعلى جنبات الطريق بعد وفاته، كما ثبت بتقرير مصلحة الطب الشرعي احتواء العينة المأخوذة من المتهم على المادة المخدرة المشار إليها».
وورد في البيان: «وقد استجوبت النيابة العامة المتهم، وبناءً على طلب الدفاع، توجّهت النيابة العامة بالسؤال للطبيب الشرعي في التحقيقات، الذي جزم، وفق الثابت بتقرير فحص العينة، بتعاطي المتهم جوهر الحشيش المخدر، وهو ما أيدَته تحريات جهة البحث».
وخلال جلسة محاكمة اللاعب، الاثنين، حرصت هيئة المحكمة على سؤاله عن حقيقة تعاطيه المخدرات، ليردّ اللاعب منكِراً هذا الاتهام قائلاً: «ما حصلش يا افندم»، مؤكداً أنه لم يقصد التسبّب في وفاة الضحية.
بينما طلب المحامي أشرف عبد العزيز، دفاع أحمد فتوح، من هيئة المحكمة إخلاء سبيل موكّله بأي ضمان تراه، لحين المرافعة في الجلسة المقبلة. وقال الدفاع إن «قرار إخلاء السبيل كي يتمكّن من عقد الصلح مع أسرة المجني عليه، وكذلك لأن محل سكنه معلوم، ولن يؤثر على سير التحقيقات»، مضيفاً أن «اللاعب هو العائل الوحيد لأسرته، ووالداه مُسِنّان، لا يقويان على إعالة أنفسهما، أو التفاوض مع أسرة المجني عليه ضحية الدهس».
وشهدت الأيام الماضية مساعي لحل أزمة اللاعب بشكل ودّي بعقد تصالح مع أسرة المتوفى، وسط أنباء تشير إلى قبولها مبدأ التصالح.
إلا أن مرتضى منصور، الرئيس السابق لنادي الزمالك، ذكر عبر حسابه على موقع «فيسبوك»، الأحد، أن «الأسرة وافقت على عقد الصلح بشروط؛ منها اعتذار المتحدث الرسمي للنادي (الزمالك) لها علانية؛ كونه أساء للمتوفى واتهمه بالرعونة». ونفى منصور ما أُثير عن تقاضي أسرة المتوفى مبلغ 15 مليون جنيه مصري فدية.
كما زار وفد من نادي الزمالك، ضم أعضاء بمجلس الإدارة ولاعبين، أسرة المتوفى مقدّمين واجب العزاء.
من جهة أخرى، قال محامي نادي الزمالك كمال شعيب، في تصريحات متلفزة، إن «التصالح مع أسرة المتوفى سيكون فارقاً بشكل كبير في الجانب القانوني، ويُحسّن موقف اللاعب».
إلى ذلك، تفاعلت حسابات مواقع التواصل الاجتماعي مع قرار تأجيل محاكمة اللاعب، ما صعد باسمه إلى قوائم «الترند» في مصر.
وتفاعل كثير من الحسابات بإبداء الحزن على اللاعب والتضامن معه.
وعبّر بعض المتابعين عن انتقادهم لما أثير حول التصالح مع أسرة المتوفى، لافتين إلى أنها أكاذيب.
كذلك تفاعل عدد من زملاء فتوح من لاعبي الزمالك عبر حساباتهم بالتعبير عن تضامنهم معه.